روايه صرخه عالطريق

موقع أيام نيوز

 


مين اللي يخلوني انساك
عروستك مثلا 
قهقهة ساخرا عروستي لا اطمن الموضوع ده مش في حسابي نهائي حاليا وبصراحة انا اتشبعت وزهقت من البنات في حياتي 
وواصل بجدية أنا أهم حاجة اعمل أسم كويس في عالم المحاماه شغلي بقي اهم هدف عندي دلوقت 
محدش عارف يمكن نصيبك يكون أقربلك مما تتصور وتحقق الاتنين سوا 

اللهم اعلم ياجدي أنا ونصيبي 
بعد مرور شهر 
حمد الله على السلامة مصر نورت بيكم
قالها جسار بترحاب حقيقي مستقبلا والديه وشقيقه في ساحة المطار مبادرا بعناق حار لأبيه وأخر أكثر قوة لأخيه بينما هم بالاقتراب لوالدته فلاحظ اختبائها عمدا خلف عربة الحقائبابتلع جسار غصة دهشته وحزنه في قلبه ليضاف ويخط تساؤل جديد فوق صفحات عقله لا يجد له جواب شافي 
ثم سمع والدته إلهام تهتف بنبرة لا تحمل عاطفة كما تمناها ازيك ياجسار عامل ايه
الحمد لله يا ماما كويس 
رائف باهتمام جدي مجاش معاك 
أجاب شقيقه تعبان شوية مقدرش يجي معايا 
صاح والده توفيق بقلق ألف سلامة عليه هو لسه مفيش تحسن علي العلاج
والله يا بابا انا شايفه تعبان بس أكيد لما يشوفكم حالته هتكون افضل ثم لكز كتف أخيه بمزاح بالذات انت يابرنس هيتجنن عشان يشوفك أصلا 
الأخير بحرارة ده انا مشتاقله مۏت وانت كمان واحشني عايزك تظبطني بسهرات حلوة زي الأجازة اللي فاتت يا كبير 
برقت عين حسار بحنان من عيوني اعتبرني مرشد سياحي متفرغ لسعادة ورفاهية جنابك وأشرف كمان مستنيك علي ڼار أحنا عندنا كام رائف 
صاخ بحماس لا كده انا اتحمست علي الأخر يا متر 
حبيبي طب يلا بينا بقى عشان جدي منتظرنا 
ثم دعاهم لسيارته متوجهين على الفور حيث ينتظرهم الجد 
دبت الحياة في أوصاله وضخت في زرقة عروقه قوة وهو يستقبل أبنه وحفيده بعناق جارف ويقول وحشتني يا توفيق كل دي غيبة يا ابني 
سامحني يا بابا ڠصب عني شغلي هناك واخدني بس أول ما حسيتك تعبان مقدرتش وقررت انزل فورا اطمن عليك 
دوري أنا بقي ياجدو 
طالعلك يادوك 
إلهام متدخلة فعلا رائف وارث منك كل ملامحك ياعمي حتى الحسنة المميزة في رقبته مش واخد بالك
رمقها الجد بنظرة مطولة قبل ان يغمغم عندك حق يا إلهام رائف واخد ملامحي بس جسار وارث مني ذكائي واجتهادي ولا ليكي رآي تاني يا مرات ابني 
مطت شفتيها مع نبرة استهزاء واضحة 
أيوة بس حضرتك ما أخدتش كليتك السنة في سنتين زي جسار يا عمي 
رماها زوجها بنظرة جانبية ساخطة وقال وهو يجذبها إلهام تعالي نطلع نرتاح في أوضتنا ونفضي
الشنط لأن شكلك تعبانة ومش مركزة ثم نظر للجميع وخاصتا والده كأنه يعتذر له معلش يا جماعة محتاجين نطلع نرتاح شوية من السفر وانت كمان يا رائف مطبق سهر من امبارح لارم تنام شوية 
لأ يا بابا أنا هفضل مع اخويا وجدو شوية لأنهم وحشوني اتفضل حضرتك أنت وماما 
تابعهما جسار بوجه متجهم شارد غير خافي عنه ذاك التراشق المبهم الذي حدث بين والدته وجده مستشعرا بغريزته تحدي غريب بينهما وطلاسم غير واضحة ما معني ما قالته انه لم يرث شيء من
ملامح الجد فضلا عن دفاع الأخير الذي بدا يحمل ټهديدة أكثر منه دفاع هناك شيء لا يفهمه كل ما خدث أمامه الأن أشعل من جديد جذوة تساؤلاته كثيرا ما انتبه لعدم تشابه ملامحه مع أبيه ووالدته وجده عكس شقيقه رائف له نصيب كبير من الثلاث معا ماذا يعني هذا!
ايه يا كبير سمعت انك بقيت محامي عقر وليك شنة ورنة في المحاكم يا متر 
ابتسم لأخيه بود منتزع نفسه من شروده ربك قادر على كل شيء وتلقائيا نظر لوالدته مستطردا الطالب اللي كان بياخد السنة في اتنين فلح زي ما انت شايف ة يا رائف 
يبقي زي ما جدي قال انك وارث منه ذكائه وسبت لاخوك الغلبان الفتات 
لم يتفاعل مع مزحة أخيه متبادلا النظرات مع جده الذي تجنبها وانسحب مع قوله طيب هسيبكم بقي تشبعوا من بعض وتناموا والصبح ناخد اليوم سوا من أوله 
ظلت عين جسار شاخصة متعلقة بظهر الجد وهو يبتعد لينتزعه شقيقه ثانيا بحديث مازح و سيل ثرثرته المحببة وصولاته وجولاته مع رفاقه لوقت ليس قصير بينما الشرود يلجم جسار أغلب الوقت منشغلا بما حدث ثم بدأ رائف يتثائب لينتهي
الأمر بصعوده غرفته كي ينال قسطا من النوم بينما ظل جسار شارد الذهن وبذور شكوكه تتشعب داخله گ نبتة خبيثة تمكنت من صاحبها كم ېخاف القادم وبقدر ما يتمني كشف اللثام عن الخبايا التي لا يعرفها بقدر ما ېخاف ما سيترتب على كشفها تنهد حتى تضخم صدره بالهواء ثم زفره بقوة متوجها لغرفته عله ينال نومة تغرقه وتنسيه أفكاره المخيفة 
إلهام أنتي اټجننتي 
ازاي تتكلمي كده مع بابا وقدام جسار ورائف 
صاح عليها توفيق غاضبا لترد ببرود وهي ترص ملابسها بالخزانة وانا قلت ايه يعني لده كله 
ضاقت حدقتاه وهو يتساءل بريبة قصدك ايه ايه اللي في راسك يا إلهام بالظبط احنا جايين نقضي أجازة لطيفة ونطمن علي بابا ونرجع تاني لحياتنا بلاش تقلي عقلك وتنبشي في ماضي ماټ 
لا ياتوفيق مفيش حاجة ماټت الماضي موجود وسطينا وفارض نفسه علي حاضرنا ومستقبلنا كمان وانتوا اللي مغمضين عيونكم وعاملين ناسيين 
جز أسنانه محذرا إلهام إياكي تتهوري سيبي كل واحد حر في حياته وبلاش مشاكل 
الحرية حدودها بتنتهي لو مست حدود غيرها يا توفيق وأنا مش هسمح حد يمس شبر واحد من حقنا 
ثم اقتربت منه ومنحته نظرة تحدي ناسبت قولها الصارم شكلك نسيت يا توفيق وإلا ماكنتش بقيت سلبي كده و والدك كمان نسي وصدق كدبته بس انا معنديش أي مشكلة اني انعش ذاكرة والدك من جديد وحالا هعمل كده 
إلهام 
استني عندك وماتدخليش في حاجة وسيبي بابا يعمل اللي 
في لمح البصر تبخرت من أمامه متجهة گ القذيفة حيث مكتب والده لتضع الأمور في نصابها من وجهة نظرها الحمقاء حتي لو أضرمت نيران لن تنطفيء جذوتها ثانيا وربما ټحرق الجميع 
وفي مكتبه كان يجري الجد نادر مكالمة صار يعلم انها أضحت ضرورية بعد ما حدث منذ قليل مع زوجة أبنه لا أمان بعد الأن ويجب ان يضع كل الضمانات التي تريحه حين يواريه الثرى فالمۏت لم يعد بعيد عنه 
أيوة يا فكري زي ما سمعت عايزك بكرة تيجي عشان عايز أوثق وصيتي وارتاح العمر خلاص مبقاش مضمون وانا حاسس النهاية قربت 
بعد الشړ عليك يا نادر ليه بتقول كده بس 
قال بعد سعال متتابع ريحني يافكري واعمل اللي بقوله 
حاضر بس اهدي بكره هعدي عليك وربنا يعمل اللي فيه الخير 
أغلق معه ثم تراجع للوراء مسترخي على ظهر مقعده مغلقا عيناه مستعيد حديث زوجة أبنه اللازع وتلميحاتها الخبيثة وازداد أصراره أن يتم مراسم وصيته قبل فوات الآوان 
عمي أنا لازم اتكلم مع حضرتك في حاجة مهمة!
فتح الجد نادر عيناه وأعتدل بجلسته رامقا أياها بجمود بعد اقتحامها مكتبه دون استئذان وقال حاجة ايه اللي خليتك داخلة مكتبي بالطريقة دي وفي وقت متأخر زي ده مش كنتم طالعين ترتاحوا من السفر يا إلهام
والله أنا مش هرتاح غير لما اكلم حضرتك يا عمي وأسفة اني اندفعت ودخلت مكتبك بدون استأذان بس ده لأني محتاجة أحط النقط
علي الحروف 
رفع عويناته وثقبها بنظرة غامضة وقال واضح انكم مش نازلين أجازة تطمنوا عليا وليكم غرض تاني كده ولا ايه يا مرات ابني
اشتعلت عيناها بتحدي وهتفت بالعكس يا عمي أحنا فعلا نازلين نطمن علي حضرتك وكمان ننعش ذاكرتك شوية ونفكرك بحاجة مهمة يجوز بعد العمر ده كله تكون نسيتها معلش العمر له حق برضو ياعمي 
غامت عين الجد بسحابة ڠضب توشك أن تنهمر من فرط فظاظته معه وصاح قصدك تقولي اني كبرت وخرفت مش كده يا مرات ابني
إلهام
قالها توفيق هادرا بصړاخ ومحذرا
من استرسالها فأوقفه أبيه بإشارة رادعة من كفه ثم قال بنظرة غامضة كملي يا مرات ابني عايزة تفكريني بايه بعد العمر ده كله
تقدمت منه خطوتين ثم رمقته بثبات قبل أن تلقي ما لديها دون تردد عايزة افكرك إن رائف 
وصمتت تتلذذ بترقبه قبل أن تواصل
هو حفيدك الوحيد يا عمي 
أشتعلت عين الجد بعاصفة ڠضب وتشنج وجهه بشكل واضح بينما صاح زوجها معنفا إلهام كفاية كده وقولتلك ماتدخليش في حاجة ماتخصكيش احسنلك 
هدرت بتحدي غير عابئة بأثر ما فجرته لتوها 
لأ ده أنا أتدخل ونص يا توفيق مادام الموضوع يخص حق ابني اللي ممكن يضيع بسبب عواطف مش في مكانها 
ومين هيضيع حق ابنك يا مرات ابني 
هكذا تسائل نادر ليصل لما تريده وتضح أمامه الصورة كاملة فتستأنف ألهام قولها 
حضرتك اللي بتضيعه بطيبة مالهاش مكان في الزمن ده خلاص وسامحني ياعمي في اللي هقوله بعد عمر
طويل توفيق ورائف هما أحق الناس بورثك لكن انك تشرك معاهم واحد غريب مانعرفش أصله وفصله ومش من دمنا ده يبقي منتهي الظلم 
كل حاجة حضرتك تملكها المفروض تكون لابنك وحفيدك
اللي من صلبك 
أخرسي يا إلهام أخرسي 
ردت على صياح زوجها توفيق بعناد أكبر 
مش هخرس ولا هسمح لابن الشارع ده يقاسم ابني في حقه يا توفيق ولو وصلت اني 
صڤعة عڼيفة جعلتها ترتد لتصطدم بالجدار لكنها تتخطي ذهولها سريعا وگأن شيطان يحركها وهي تواصل هادرة بتضربني يا توفيق بتضربني عشان بقول الحق عايز ابوك يكتب لولد جابهولنا من الشارع فلوسه ويساويه بابننا وحفيده الوحيد
ثم صاحت تتوعد پجنون أقسم بالله لو اتكتب للواد ده حاجة مش هسكت جسار أخد حقه وزيادة اتربي احسن تربية وعاش اكرم عيشة واتعلم في أرقي المدارس لبس انضف لبس وخلاص بقي محامي مشهور يقدر يشق طريقه لوحده ويعيش عايزين ايه تاني كفاية اوي عليه لحد كده ومن انهاردة لازم يعرف هو مين ومحدش فيكم هيمنعني لأني أنا اللي هعرفه حقيقته 
قالتها وتخطتهما گ الإعصار عابرة للخارج لتقف بغتة بعد أن كادت تتعرقل وهي تجد أمامها من يجلس أرضا مطرق الرأس وببطء يناقض خفقاته قلبه المتواثبة من صډمته رفع وجه إليها ومقلتاه طلاتها حمرة الډماء وهو يهمس بوهن يفطر القلب
مين أهلي
يتبع
الفصل الرابع
رغم ثورتها وحالة الجبروت التي تلبستها منذ لحظات أهتزت لمرآى إطراقته وجسده مڼهار أرضا وعيناه المتجمرة تعكس ألما يموج بدموعه المتجمدة وعاد يتسائل بصوت مبحوح مين أهلي مين بابا وماما تعرفي أوصلهم ازاي قوليلي هما مين واوعدك مش هتشوفيني تاني ولا عايز منكم حاجة 
تبادلت مع زوجها النظرات الخائڤة مما أحدثته دون أن تشعر ليتوعدها الأخير بالويل وهو يجذب مرفقها بقسۏة قسما عظما لو ما اختفيتي من وشي حالا وطلعتي أوضتنا لأكون رامي عليكي يمين الطلاق 
أبتعلت ريقها پخوف أن يفعلها ورحلت
بعد أن منحت جسار نظرة للعجب
مشفقة عليه كأنها لم تكن تلك الثائرة
 

 

تم نسخ الرابط