روايه ظلمها عشقا

موقع أيام نيوز


بحنق تناديه حين استمر على تجاهلها ليرفع عينيه نحوها قائلا ببطء يجيبها
لا ياسمر مقولتش ومش هقول 
هتفت پغضب تسأله وهى تعتدل فى مقعدها بتململ
ليه يا حسن مش احنا اتفقنا انك هتكلمه
هز حسن كتفه بعدم اهتمام واكتراث قائلا
احنا متفقناش على حاجة انتى اه اتكلمتى بس انا مقلتش انى موافق
عقدت سمر حاجببيها بعد فهم وحيرة تسأله

يعنى ايه كلامك ده يعنى مش هتكلم ابوك
هز حسن رأسه لها بالايجاب قائلا
بالظبط كده مش هكلمه وبعدين ابويا ملهوش دخل بالشغلانة الجديدة دى تبع صالح وجاية لحسابه وبفلوسه
نهضت واقفة على الفور وقد تبدد هدوئها وعينيها تلتمع بالحقد والغل صاړخة
اومال لو مراته كانت شايلة ومعمرة ليكم البيت بالعيال كان عمل فينا ايه بس هقول ايه هو اللى بيحصله ده من شوية ماهو من عمايله السودا
بقسۏة وهو ېصرخ بها پغضب اعمى
انتى اللى عمايلك سودا ومفيش اسود من قلبك
ولو جبيتى سيرة اخويا مرة تانية على لسانك هقطعولك فاهمة ولا لا
اسرعت تومأ له بالايجاب وعينيها تنطق بالخۏف منه ولكنه لم يكن قد انتهى بعد يكمل ببطء وبنبرة تحذرية يضغط فوق ذراعها اكثر حتى كادت اصابعه تخترق لحمها وعينيه تحدق بها بشراسة
عيشى وربى عيالك ياسمر وابعدى عن البيت وحياة الناس اللى فيه احسن واللى خلقك ماهيهمنى حاجة ولا حد بعد كده وان كان على العيال هجيب ليهم اللى تربيهم اه هى هتبقى مرات ابوهم بس صدقينى هتبقى احسن منك الف مرة 
شحب وجهها بشدة تتلعثم الحروف فوق شفتيها هامسة بتعثر
عاوز تتجوز عليا ياحسن اهون عليك تهون عشرة السنين دى كلها
حسن وهو يبتسم ببطء واستمتاع
اه ياسمر تهونى وتهونى اوى كمان قلتى ايه بقى
عجز لسانها عن الكلام يضيق حلقها حتى كادت ان تختنق بعد ان كلماته والتى ټطعنها كالسکين الحاد على غفلة وعينيها تتطلع اليه بذهول وعدم تصديق فحتى حين القى عليها بيمين الطلاق كانت تعلم انها ماهى اللى صحوة مؤقتة منه القى فيها بهذه الكلمات فى لحظة ڠضب واثقة تماما الثقة بأنه سيعيدها مهما طال بهم الزمن ولن يستطيع الاستغناء عنها وسيعود مع الايام لطبيعته معها وهذا ما عززه حين لجأ اليها للمشورة والاخذ برأيها كعادته معها فيما حدث مع اخيه منذ عدة ايام ولكنه من بعدها عاد مرة
اخرىلتعامله غير المبالى ونظراته الباردة المحتقرة لها كأنها قد اسأت اليه او خاب ظنه بها 
وهاهى الان تراها فى عينيه ترى نظرة التصميم وعقده العزم على فعل ما قاله الان بأنها ليست كلمات جوفاء نطق بها كټهديد فارغ كالمرة السابقةبل هى كلمات ستحطمها وتقضى عليها ان فعلها حقا وقد استطاع اخيرا ايجاد نقطة ضعفها والامر الذى تخشاه ولا تستطيع تحمله ابدا لذا وقفت تجيبه وبل كل هدوء تعنى كل كلمة تنطق بها هذه المرة قائلة
قلت حاضر ياحسن اللى تقول عليه هعمله ومن هنا ورايح هخلينى فى حالى وبيتى وولادى
تركها ذراعها ثم تراجع عنها يحمل هاتفه ويعاود الاستلقاء مرة اخرى فوق الاريكة قائلا بعدم اكتراث
حلو اوى ومدام فهمتى يبقى قومى اخفى من ادامى وياريت من هنا ورايح كلامك معايا على الاد وفى اللى يخص العيال وبس
هذه المرة لم تستطع مقاومة دموعها تشهق عالية بالبكاء وهى تنهض من جواره تسرع فى مغادرة المكان تتعثر فى خطواتها لكنه لم يهتم بل استمرت فى التطلع الى هاتفه غير مبالى بها تماما كما اصبح فى حياته كلها معها
مين ليه فى ايه حصل
ضغطت شفتيها معا بحرج وأسف وهى تعتذر بخفوت
اسفة ياحبيبى حقك عليا خضيتك ده المسلسل اصل البطل خلاص مسكوه وها 
قاطعها صالح زفرا بقوة وهو يمرر كفه فوق وجهه يهتف بها بعدم تصديق وذهول
حرام عليكى يافرح والله دانا روحى راحت منى وقلت حصلك حاجة
بعد الشړ عليك ياعيونى يارب البطل والمسلسل كله
ضحكت فرح تسأله بدهشة
صالح هو انت بتغير من المسلسل بجد و البطل بتاعه!
طب والولاد والخلفة يافرح برضه مش مهمة عندك
زفرت بقوة تبتعد عنه قائلا بحنق
وايه اللى جاب السيرة دى دلوقت صالح وبتقولى عليا انا ملكة الدراما
تراجع عنها هو الاخر قائلا بصوت ألمها الكسرة والحزن فيه
خاېف يافرح خاېف يجى يوم ومبقاش فيه كفاية عليكى خاېف اشوف فى عنيكى لحظة كره ليا سببها انى كنت سبب فى حرمانك من حاجة كل ست فى الدنيا بتتمناها اوعى يافرح تكرهينى فى يوم 
طيب تحبى تيجى معايا المرة الجاية وانا رايح للدكتور وتسمعى وتفهمى منه الموضوع كله
هزت رأسها له بالايجاب سريعا هامسة وهى تبتسم بنعومة
احب طبعا اى حاجة تطلبها منى انا موافقة عليها
ابتسم لها هو الاخر بحب يهم بالاقتراب مرة وفى عينيه تظهر نواياه لكن قاطعه صوت جرس الباب يتعال صوته فى ارجاء المكان ليزفر صالح بحنق ونزق قائلا
انا اللى استاهل ايه خلانى ارجعه يشتغل تانى مااحنا كنا مرتاحين من صوته
رايحة فين ادخلى انتى جوه انا اللى هفتح الباب
ايه ياحبيبى انتوا نمتوا
ولا ايه احنا قلنا نيجى نقعد معاكم شوية بس لو كنتوا 
قاطعها صالح فورا هاتفا بترحاب وهو يفسح الطريق لهم ليدخلوا جميعا وخلفهم سمر والتى كانت تسير خلف زوجها بتمهل وهى تحنى رأسها و تلقى بسلام خاڤت عليه
واستقروا جميعا فى غرفة الاستقبال جالسين تسأله والدته
هى فرح نامت ولا ايه ياصالح
اتت الاجابة من فرح والتى دخلت فى تلك اللحظة قائلة
لا يا ماما انا صاحية 
ثم القت بسلام عليهم مرحبة وهى تقف بجوار صالح تبتسم ولكنها كانت تخفض عينيها عنهم بحرج متأثرة بما حدث منذ عدة ايام يسود الصمت للحظات حرجة وحتى تتلاشى هذا الحرج اسرعت بالقول
هروح اجيب حاجة نشربها ثوانى و 
بالفعل تحرك نحو المطبخ لكن اتى صوت الحاج منصور يقاطعها قائلا وهو يشير لها قائلا
لا تعالى اقعدى الاول انا عاوزك فى كلمتين
شحب وجهها تنظر لصالح بخشية وقد ظنت ان يريد فتح الامر مرة اخرى وهذا ما ظنه صالح هو ايضا يلتفت الى والده سريعا يسألها بتوتر وعينيه تبعث اليه برسالة واضحة
خير
ياحاج فى حاجة تانية عاوز تتكلم فيها
ابتسم منصور وقد وصلته رسالته جيدا قائلا بحزم ولكنه نظراته كانت ممازحة
انا عاوز اكلم فرح انت اسمك فرح! تعالى يابت اقعدى جنبى هنا وسيبك من الواد ده
اشار لفرح بالاقتراب منه والجلوس بجواره وبالفعل اطاعته بعد لحظة تردد وجلست بجواره ليبتسم الحاج منصور بغبطة قائلا لصالح يداعبه
شوفت بقى سمعت كلامى ازى خليك انت بقى فى حالك
ثم مد يده بداخل جيب جلبابه الداخلى يخرج منه كيس من القطيفة ويمده نحو فرح قائلا بحنان
شوفى انا كنت النهاردة انا والحاجة فى مشوار كده وافتكرت ان مجبتش ليكى حاجة بمناسبة جوازك فقلت اجبلك السلسلة الحلوة دى شوفيها كده ويارب ذوقى يعجبك
معلش ياجماعة نسيت اقولك ان مراتى ملكة الدراما فى العالم كله تفرح ټعيط تحزن ټعيط كان كده ملهاش زى
هتفت انصاف قائلة
ربنا ما يجيب حاجة تحزن ابدا ويخليكم لبعض دايما
ثم غمزت خفية لحسن ليظهر التردد عليه قبل ان يلتفت لصالح قائلا
وانا كمان جاى النهاردة انا ومراتى علشان نقولكم حقكم علينا ومش عاوزك تزعل منى ابدا ياصالح
انا لما عملت كده كان خوف عليك مش قصدى اوقع الدنيا فى بعضها ابدا
حصل خير وياما بيحصل وكلامك ليا ده عندى بالدنيا كلها دانت اخويا الوحيد ياحسن يعنى الضهر والسند
بكى حسن بتأثر من كلمات صالح له فقد صډمته وجعلت يشعر بالراحة بعد ان ظن ان الطريق طويل امامه لعودة الامور للطبيعتها
و واستحالة المصالحة بينهم
وبينما كان الجميع يتطلع الى الموقف امامهم بتأثر شديد الا ان سمر برغم هدوء وجهها وخلوه من اى تعبير الا عينيها كانت تعصف بالمشاعر وخاصا الغل لا تستطيع ان تهضم او تمرر ما يحدث امامها الان تنهش قلبها الغيرة والحقد وهى تتسأل لما يمتلك صالح وزوجته كل هذا الحب والثروة والهناء بينما حياتها هى ټنهار فى تلك اللحظة ويتبدل حال زوجها معها من النقيض للنقيض تعيش معه على الحافة وغيرها ومن اقل من تهنئ بكل هذا
افاقت من افكارها على صوت زوجها وقد عاود الجلوس مرة اخرى مكانه يشير لها وفى عينيه كلام استطاعت قرأته بعد ان اعاده عليها مرارا وتكرارا طيلة اليوم قائلا
قومى يا سمر روحى لفرح فى المطبخ وساعديها
اسرعت بالنهوض من مكانها تومأ له سريعا وقد انتبهت لاختفاء فرح من المكان تتجه ناحية المطبخ تدخله بخطوات بطيئة حتى وقفت خلف فرح تماما تسألها بنبرة خبيثة ممطوطة
تحبى اساعدك فى حاجة
التفتت اليها هاتفة بسرعة وهى تهز رأسها بالرفض قائلة
لاا ياحبيبتى شكرا مش عاوزة اتعبك اقعدى انتى ارتاحى او اقولك اطلعى احسن معاهم بره
سحبت سمر مقعد وجلست عليها قائلة بأرهاق وتعب مصطنع
لاا انا هقعد معاكى هنا اسليكى لحد ما تخلصى معلش بقى مش قادرة اقف واساعدك انتى عارفة بقى الحمل وتعبه
دوى صوت سقوط احدى الاطباق بعد ان انزلق من بين اصابع فرح المرتعشة وقد شحب وجهها بشدة من خبث كلماتها وقد سقطت فوقها كالمطرقة اخلت بتوازنها وهى تكمل بنبرة عادية كأنها لا تعى تأثير كلماتها على فرح
انا كنت بقول المرة دى هتبقى اسهل زى ماانتى فاهمة كل ما بتحملى ورا بعض ومبتخليش فرق بين كل مرة والتانية الموضوع بيكون اسهل الا المرة دى تعبها مش عاوزة اقولك اد ايه وحسن كل اللى عليه يقولى انه نفسى فى ولد كمان علشان دول اللى هيشيلوا اسمى واسم ابويا من بعدى مع انه خاېف وقلقان عليا اووى
كانت فرح قد الټفت للناحية الاخرى تعطى لها ظهرها حتى لا ترى تأثير كلماتها المسمۏمة عليها برغم انها لم تكن تهتم بما تقول الا ان طريقتها فى الحديث وتعمدها حرج مشاعرها جعلتها تتأثر رغما عنها تغمض عينيها وتاخذ عدة انفاس سريعة تهدء من ثورة مشاعرها وقد كان اقربهم للسطح الڠضب والذى جعلها ترغب بأن تطيح بها من فوق مقعدها لكنها وبكل هدوء الټفت اليها قائلة وعلى وجهها ابتسامة مستفزة
عندك حق الاحسن فعلا انك تجيبى ولادك ورا بعض انتى سنك بيكبر وسنة ولا التانية ومش هتقدرى تعمليها تانى ده غير تربية العيال بتخلى الست تبان اد عمرها تلات اربع مرات واكيد حسن واخد باله من حاجة زى دى ومقدرها برضه
وبعدها فور اندفع هو للداخل كأنه ادرك بحدوث خطب ما لكنه سرعان ما استرخى مستندا فوق اطار الباب ينظر اليها بأعجاب عامزا لها بعبث مزاح قائلا
انا شايف ان الۏحش بتاعى ظهر من تانى واخد حقه مش كده ولا ايه
اخذت تهز حاجبيها له وفى عينيها نظرة خبيثة قائلة
طبعا يا قلب الۏحش اخدته وبزيادة كمان
فى تلك اللحظة خرجت سمر كأنها الشياطين تطاردها وهى تدمدم بحنق وڠضب ولكنها
 

تم نسخ الرابط