روايه لهيب الروح

موقع أيام نيوز

يفعل شئ خاطئ ليصمت لأجله.
سار فاروق تاركا الغرفة بخطوات واسعة غاضبة مقررا ألا يصمت في ذلك الأمر بل سيفعل كل شئ حتى يجعله مستحيل..
غمغمت سما بتوتر وخوف بعدما ذهب والدها
ج... جواد بابا شكله مش هيسكت باين عليه أنه مش هيوافق خالص مهما حاولنا.
ابتسم لها بثقة لتهدأ وتطمئن عندما رأي حالتها الخائڤة وأجابها باتزان
مټخافيش اللي عاوزه ربنا هو اللي هيحصل اهدى بس وعاوزك تركزي في دراستك اهم حاجة.
ابتسمت له بهدوء وحنان فسار هو الآخر تارك الغرفة ليتركها ترتاح شاعرا بالډماء تغلي داخل عقله من والده القاسې الحاد الطباع الذي دوما يتعامل معه بقسۏة دون النظر لمشاعر من حوله.
ولج جواد الغرفة پغضب وجسد متشنج ذو عروق بارزة فرمقته رنيم بدهشة متعجبة لحالته التي تبدلت تماما بعد عودته من غرفة شقيقته.
اقتربت منه بهدوء جالسة بجانبه متسائلة بتعقل
في إيه مالك ياجواد ايه اللي زعلك كدة ما انت كنت راجع كويسة
ابتسم بهدوء أمامها حتى لا يجعلها تشعر بشئ مغمغما بلا مبالاه
مفيش حاجة يا رورو متشغليش أنتي بالك بس.
رمقته بعدم ظلت صامتة لكنها تشعر بالقلق خوفا من أن يكون به شئ لكنها ستتحدث معه في وقت آخر لتفهم ما به وقبل أت يمر شئ وجدته يتحدث هو مغمغما بحزن
مش عارف هو عاوز ايه ولا بيعمل معايا كدة دة أنا ابنه هو في أب بيعمل كدة في ابنه.
أجابته بحزن شديد متذكرة تطابق حديثه وأفعال والده بافعال والديها القاسېة عليهما
في ياجواد في اكتر من كدة بكتير في بيرموا عيالهم ولا بيسألوا فيهم حتى انا اكتر واحدة مجربة.
اعتدل في جلسته عندما شعر بدموعها التي تسيل فوق وجنتيها بحزن محتضنها مغمغما بحنان
انا جوزك واهلك وكل حاجة ليكي سيبك من الكل اعملي زيي خليكي قوية زي جوزك حبيبك.
ابتسمت لطريقته معها مغمغمة بشغف لتجعله ينسى كل شئ يحزنه
انت عارف ان انت الحاجة الوحيدة الحلوة في حياتي كلها مش عاوزاك تزعل ابدا.
صمتت لوهلة بحزن وغمغمت متسائلة بحزن ودموعها تسيل فوق وجنتيها بصمت
تفتكر ك... كنت هبقى أم كويسة و.. ولا ربنا ع... عمل كدة عشان هبقى أم وحشة.
ابتسم بهدوء ليخفف عنها مقبلا كفها بحنو بعد استماعه لحديثه الذي يقطع أنياط قلبه
والله ما في أم ولا ست في الدنيا كلها احلى منك دة أنا محظوظ أوي عشان ربنا جمعني بيكي.
حديثه يجعلها تنسي كل حزنها تنسي ذاتها باكملها تود أن تنعم باقترابه منها وحنانه عليها فقط
في الصباح...
ولجت مديحة المكتب الخاص بفاروق مغمغمة بجدية غاضبة تظهر عدم رضاها ونفاذ صبرها
فاروق مش كفاية كدة أنا اروى بدأت تزعل وتزهق وأنا كمان وابنك عايش حياته مع البت دي كأنه ماصدق لأمتى هيفضل كدة ماخلاص يرميها ونخلص.
تنهد بجدية وعقله يفكر في أمر آخر وغمغم يجيبها ببرود
هو لحق يامديحة ما تهدي شوية هو هيزهق منها بس اصبري بعدين لما يلاقيني عاوزه يسيبها هيتمسك بيها أكتر لكن كدة هيزهق ويرميها من نفسه.
مصمصت شفتيها بضيق مردفة بتهكم ساخرا
اه بنتي تقعد مستنياه لغاية مايزهق وأنت مش هتدخل بس دة مش كلامنا يافاروق ولا اتفاقنا أنت بترجع في اتفاقك كدة ودة هيزعلنا كلنا.
هدر باسمها پعنف حاد أخرسها مشددا فوق حديثه عالما جيدا ماتعنيه بحديثها الماكر
مديحة بلاش الأسلوب دة أنتي عارفة كويس أوي أنه مش معايا أنا فاروق الهواري اللي يقف قدامي امحيه من على وش الأرض مينفعش تنسي كلامي لانك بتغلطي لما تنسي إنك بتتعاملي مع فاروق الهواري.
لم تتراجع عن حديثها مثلما تفعل دوما بل ردت عليه بجدية هي الأخرى
أنا منستش حاجة بس أنت بتظلم بنتي بعد ما اتفاقنا وخلصنا الاتفاق دة من زمان.
هب واقفا بجسد متشنج غاضب مغمغما بعصبية ضارية مسيطرة عليه
أنا مش فايق لكلامك بتاع كل شوية
أنا لسة عند كلامي وبنفذه شوفي مين اللي منفذش كلامه بقى وبيقول كلام عالفاضي.
قطبت مابين حاجبيها بدهشة متسائلة بعدم فهم
منفذتش إيه وقولته على الفاضي مانا عملت كل حاجة من زمان
تنهد بصعداء ناهيا ذلك الحديث بحزم مشدد
أنا مش قصدي كدة انتي مش قولتي هتبعدي سما عن موضوع الواد النصاب دة منفذتيش ليه كنتي بتثبتيني
ضحكت ببرود بعدما علمت مايريده مغمغمة بجدية وبرود
ماهي بعدت عنه اهو بعدين انت مكبر الحوار على الفاضي دة
لازال رافضا تلك الفكرة مغمغما بتعقل جاد
ملوش لازمة اننا نعمل حاجة زي دي بعدين جواد كان بيسأل عنه يعني لو الواد حصله حاجة جواد هيعرف ومش هيسكت وقتها.
ازدادت ضحكتها ساخرة بعدما طالعته بدهشة من طريقته الغير معتادة وغمغمت متسائلة بمكر لتشعل النيران بداخله كعادتها
إيه يافاروق مالك شايفاك متغير عامل حساب لجواد كدة ليه من امتى وأنت بتفكر كدة
أجابها بحدة وشموخ ولازال متمسكا برأيه بتعقل
دة الصح واللي لازم يحصل مينفعش اتصرف بالسرعة دي انتي اللي مش فاهمة وبتتعاملي بتهور من غير ما تفكري في اللي بتعمليه.
رمقته بعدم رضا عندما رأته يقلل منها وأجابته بغيظ غاضب
لأ وماله ابقى اغير طريقتي زي ما أنت عملت.
لم يهتم بحديثها الذي بلا فائدة وسألها مردفا بجدية ونفاذ صبر 
سيبك من دة كله يامديحة هتعرفي تتصرفي في حوار سما زي ماقولتي ولا اشوف حل تاني.
التمعت عينيها بشړ وابتسامة ماكرة تشبهها زينت محياها مغمغمة بثقة وخبث مقررة انتهاز تلك الفرصة جيدا
لا هعرف اعتبره حصل وبعد عنها أنا هتصرف بطريقتي احسن تلاقي جليلة هي كمان بقت واقفة معاها وتجوزها.
لم يعقب على حديثها فرمقته بغيظ وخرجت من الغرفة متمتمة بجدية
خلص حوار ابنك دة بسرعة عشان أروى زعلانة.
خرجت من الغرفة تاركة إياه يفكر بصمت لما سيفعله مع أولاده الغير متفقين معه في شئ هما حقا يشبهون جليلة في جميع صفاتها وحنانها وهدوءها وقلبها الطيب هي من زرعت بهم جميع الصفات الجيدة بالرغم من تضادها مع صفاته تماما وها هو الآن معترض على أفعالهم دوما ويحاول إفسادها..
بعد مرور يومين...
جلست رنيم مع جليلة متمتمة بهدوء عندما رأت معاملتها الجيدة لها في الفترة السابقة وحنانها الدائم في التعامل معها
انتي طيبة أوي ياطنط جليلة جواد طالع زيك في حاجات كتير.
احتضنتها جليلة بسعادة مربتة فوق ظهرها بحنان وأجابتها بفخر مبتسمة
جواد فعلا واخد كتير مني ربنا يحفظه لينا ومش عاوزاكي تزعلي من أي حاجة حصلت أنا زي مامتك ولو عاوزة أي حاجة قوليلي.
ابتسمت بارتياح غير مصدقة أنها زوجة فاروق كيف لها ان تتزوج من شخص مثله هي تختلف عنه في كل شئ لجواد كل الحق لتعلقه بها وخوفه الدائم عليها ابتسمت تجيبها بهدوء
شكرا بجد ياطنط انتي جميلة اوي ك... كنت خاېفة بصراحة احسن تكوني زعلانة مني عشان اللي حصل.
ربتت فوق كفها بحنان لتطمئنها مردفة بتعقل هادئ هي الأخرى مراعية كل كلمة تتفوهها حتى لا تجرحها
لا ياحبيبتي بمرح عندما رأت ذلك المشهد
الله بقى دة الحب كله رنيم هتاخده الواحد يغير منك أنا مستحملة جواد بس يبقى جواد وماما.
ضحكت رنيم مبتعدة عن جليلة بهدوء ولأول مرة تشعر بالدفء والأمان الأطمئنان والسعادة منذ أن تزوجت وهي تشعر كأن حياتها تبدلت تماما إلى أخرى تنال قدر من السعادة كبير لم تشعر به من قبل طيلة حياتها هناك العديد من الأشياء الجيدة التي تبدلت في حياتها المظلمة كل شئ تبدل بوجودها مع جواد.
ظلت جالسة مع تتحدث مع والدته وشقيقته بارتياح ومرح الى أن عاد جواد من الخارج وسار بصمت وخطوات واسعة متجها إلى غرفته من دون أن يفعل شئ قطبت جبينها بدهشة غير عالمة مابه وغمغمت بهدوء مستأذنة منهم
عن أذنكم هطلع عشان اشوف جواد.
ابتسمت جليلة باستحسان تحثها على الذهاب إليه خاصة بعد علمها بأن هناك شئ ما يزعج ابنها.
صعدت رنيم الغرفة وجدته يبدل ثيابه بملامح جادة تؤكد ظنها بأن هناك شئ ما لايرام.
سارت مقتربة منه بهدوء متسائلة باهتمام وقلق لأجله
في إيه ياجواد مالك ايه اللي حصل ومزعلك كدة
تنهد بصوت مرتفع مغمغما بجدية تامة لم تعتاد عليها منه
مفيش يارنيم سيبيني لوحدي دلوقتي شوية مشاكل في الشغل.
وجدته يبتعد عنها متجاهلا وجودها معه وجلس بصمت طالعته بذهول متعجبة لفعلته الغير معتادة واقتربت منه مرة أخرى جالسة بجانبه واحتضنته بهدوء متسائلة
إيه اللي حصل ياجواد في
إيه
ابتسم على فعلتها بهدوء لكنه غمغم بجدية
مفيش شوية مشاكل في الشغل وأنا بحب ابقى لوحدي هفوق واحكيلك.
اومأت برأسها مبتعدة عنه بهدوء لتجعله يرتاح كما يحب وغمغمت مقترحة
طب تحب انزل اعملك قهوة مش أنت بتحب تشربها بليل واجهزلك الأكل.
لم يرفض طلبها لانه كان يحتاجه فهمهم موافقا بهدوء
ماشي بس متتأخريش اعملي القهوة بس مش عاوز حاجة تاني.
أسرعت تنفذ طلبه منها بدقة لعلها تستطع فهم مايحدث معه ولما هو منزعج هكذا
صعدت مرة أخرى الغرفة بعدما 
ا.. ايه بقى كان مالك راجع متضايق اوي
متنهدا بجدية
مفيش شوية ضغط في الشغل وشغال على قضية صعبة اليومين دول.
ابتسمت مردفة بهدوء محاولة التخفيف عنه بعدما شعرت بكم الجهد والضغط الذي يشعر به
متقلقش ياحبيبي ربنا معاك.
حاول التخلص من مشاعره مغمغما بمرح
هو
أنا قولتلك أنك وحشاني اوي انهاردة.
حركت رأسها نافية بخجل وأجابته بتوتر خاڤت
ل... لا بس احنا كنا بنتكلم دلوقتي.
ضحك بصخب مغمغما بمرح
لا كلام إيه دة شغل عندي بس مفيش أحلى من الكلام دة وحياة عنيكي اللي مدوخني دول.
رمشت
بأهدابها عدة مرات بخجل وعشق جارف
في الصباح الباكر...
انتهزت مديحة تلك الفرصة الذهبية التي آتت إليها دون مجهود منها وتوجهت نحو غرفة رنيم منتهزة عدم وجود أحد معها في المنزل بعد ذهاب الجميع إلى أماكن مختلفة.
فتحت رنيم عينيها مټألمة بۏجع واضعة يدها فوق وجنتها ولازالت لم تستجمع مايحدث لها إلى أن آتى إليها صوت مديحة الماكر
إيه ياختي نايمة ولا على بالك فاكرة أنك ارتاحتي مني شكلك متعرفيش أنا مين أنا اللي مش هتخلصي مني غير لما أخد روحك بأيدي.
طالعتها پصدمة جمدت جميع أطرافها وظلت ثابتة مكانها بذهول وأسرعت تغطي ذاتها بشرشف الفراش متمسكة به لتحمي ذاتها شاعرة بالخۏف من نظرات مديحة المصوبة نحوها بكره تشعر أنها كالفريسة التي سقطت إليها لتفترسها وتفعل بها ما يشاء ستفعل هي ذلك حقا مستغلة غياب الجميع.
حاولت رنيم الزحف إلى الخلف مبتعدة عنها لعلها تستطع الهروب من نظراتها لكن كانت مديحة تقترب منها بشړ مبتسمة تطالعها بنظرات أرعبت تلك المسكينة التي لا تعلم ماذا ستفعل لتهرب!
رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
خشيت رنيم من هيئة مديحة المرعبة والتي شعرت فأسرعت محاولة الأستغاثة بجواد الذي أصبح مصدر الأمان والثقة إليها في تلك الفترة التي مضت عليها بسعادة وارتياح أسرعت صائحة باسمه بصوت مرتفع خائڤ
جواد ياجواد أنت فين جواد..
ظلت تكرر فعلتها عدة مرات بقلب مرتجف خوفا من نظرات مديحة المثبتة عليها
بطريقة أرعبتها جعلت
تم نسخ الرابط