روايه هوس من اول نظره
المحتويات
لصغيرها
الأمان الثقة الحب مشاعر لم تعد موجودة
في قلبها بل إنمحت سريعا حالما شعرت بالخطړ المحدق بطفلها...لاتزال غير مستوعبة لتغيره المفاجئ عليها لتمر أيام قليلة و يتراجع عن قراره من جديد
كأنه طفل صغير...لن تخاطر
ببقاءها هنا يوما آخر فمن المؤكد أنه يمثل
عليها حتى يجد طريقة للتخلص من إبنها..
يجلد نفسه بداخله على رؤيتها بهذا الشكل
المحزن...إلتقطها بسرعة قبل أن تصل ركبتاها
قول عبارات الأسف و الاعتذار.
تنهد مستنشقا رائحة عطرها الذي يعشقه
أيعقل أنه كان غبيا لهذه الدرجة حتى يحرم نفسه
منها كل هذه المدة و الاغرب من ذلك كيف
ظل صامدا و هو الذي يكاد ېموت في كل مرة تنام
كان في عالم آخر...و كأنه يسير فوق الغيوم
محتضنا جسدها الصغير الذي كان يهتز بسبب بكاءها
عازما على عدم تركها أو التفريط فيها حتى لو اضطر إلى إجبارها على البقاء معه كما يفعل شقيقه...
فهو في الاخير من أحفاد عزالدين و الجنون سمة طبيعية موجودة في جيناتهم..
بعد مرور يومين آخرين ...
أروى الذي كانت تأخذه لها صفاء بعد أن منع
فريد خروجها من غرفتها بسبب رفضها البقاء معه و إصراراها على الرحيل فأضطر لحجزها رغما عنها كما أنه تحصل على إجازة طويلة ليتمكن من البقاء معها و رعايتها...كانت تنتظر بفارغ الصبر
تلك اللحظة التي ستخرج فيها من الجناح
وجودها في هذا القصر لكن مرت ثلاثة أيام
و هذا اليوم الرابع و لم يحدث أي جديد.....
وراء إحدى الأشجار الضخمة التي كانت تملأ حديقة القصر كانت هانيا تشكو لفاطمة كعادتها...
هانيا..أيوا بحطلها نقطتين في كباية العصير
في الفطار و كمان في المية بس مفيش نتيجة...
فين المشكلة ما يمكن الدواء محتاج وقت عشان
يدي مفعوله...
هانيا بنفي..
مش عارفة بس أنا سألت اللي بيشتغل في الصيدلية و هو قلي مش أكثر من يومين و
النهاردة اليوم الرابع و مفيش نتيجة أنا هتجنن.
ضحكت فاطمة و هي تنزع إحدى أوراق
الشجرة
قائلة..
باين عليها قطة بسبع أرواح...زي ال
هانيا بتذكر..
اه صحيح هو صالح بيه لسه مشافش العلبة
لغاية دلوقتي .
إنقلب وجهه فاطمة و إكفهر..
لسه... من يوم خطوبة هشام بيه و أنا لسه
بستنى .
تحدثت هانيا بتفكير..
مش يمكن حطيتيها في مكان مش باين
عشان كده لسه مشافهاش
تأففت فاطمة و هي تقول..
مش عارفة بس مش هيأس مصيره يوم يشوفها
و ساعتها هخلص منها للأبد.
هانيا بغباء..
طب مش ممكن ميعملهاش حاجة زي ماإنت
متوقعة
فاطمة بتوعد..
دايما في خطة بديلة متقلقيش....
نظرت نحو هانيا مضيفة..
يلا روحي زمانهم بيدوروا عليكي عشان
لجين..مش عاوزة حد يشوفنا عشان لو حصل
حاجة ميشكوش فينا.
هانيا برجاء..طب و أروى هانم.
فاطمة بعصبية..عاوزاني أعملها إيه أقتلهالك عشان ترتاحي .
هانيا..لا بس مش عارفة أعمل إيه الدواء مش نافع
محتاجة أخرج من القصر عشان أجيب دواء جديد
بداله.
فاطمة بكذب..دواء جديد إيه هي كوسة... متقلقيش الدوا كويس أنا قريت عليه في الغوغل بس هو بيحتاج شوية وقت حسب شهور الحمل..
يلا روحي قبل ما حد يشوفنا و يسمعنا...
دفعتها إلى الأمام لتحثها على المغادرة ثم إلتفتت
حولها تنظر بقلق و عندما إطمئنت إلى خلو المكان
سحقت ورقة الشجرة التي كانت تلعب بها بين يديها
ثم رمتها على الأرض ناظرة إياها پعنف و هي تتخيل نفسها تسحق يارا كما فعلت بالورقة....
وراءها بالضبط و على بعد خطوات قليلة منها كان آدم يقف و ينظر إليها بإعجاب ليس بها طبعا بل بذكاءها الخارق بعد أن إستمر في مراقبتها
الايام الماضية...لاينكر أنه تفاجئ كثيرا بعد
أن إكتشف ما تخطط له بالصدفة و لولا
تلك المكالمة التي أتته ليلة خطوبة شقيقه
و اضطر للذهاب بعيدا عن الضوضاء حتى
يستطيع التحدث على راحته لما إكتشفها
حتى الآن...
صفق بيديه عدة مرات لتلتفت له فاطمة التي
إصفر وجهها و كادت تقع أرضا من شدة فزعها
تقدم نحوها و هو لايزال يصفق حتى إذا
وصل أمامها توقف...و لأول مرة و رغم
وجودها أمامه منذ سنوات طويلة ينتبه
لجمال ملامح وجهها النقية و عينيها الواسعتين
و شعرها الحريري الذي كانت تربطه على شكل
ذيل حصان طوال الوقت...كانت بالفعل جميلة
و خبيثة بل في غاية الدهاء و المكر و هذا ما يبحث
عنه تقريبا...لأنها سوف تكون وسيلته الجديدة
لتحقيق هدفه القديم و هو التخلص من سيف
بل التخلص من أفراد عائلته جميعا....
إنت غيرتي الدواء اللي في الأزازة صح عشان كده البيبي متأذاش .
تحدث ببرود تام مما جعل قلب فاطمة يكاد يتوقف عن النبض مستوعبة حجم المصېبة التي
وقعت فيها
لقد إنتهت بالفعل.... هذا مافكرت فيه قبل أن ينفي
آدم جميع ضنونها عندما قال لها..
متقلقيش أنا مش هاممني كل العبط اللي بتعمليه مع الغبية هانيا أنا عاوزة منك حاجة واحدة بس
ساعدتها إبتسامته الخبيثة التي إرتسمت على
شفتيه لتهدأ قليلا و تجيبه بارتعاش واضح ..و انا تحت أمرك يا آدم بيه....
آدم..بس الاول قوليلي إنت غيرتي الدواء ليه
كانت فاطمة تعلم بعلاقة آدم المتوترة مع عائلته
فهو تقريبا يكرههم جميعا حتى شقيقه لايهتم له
لذلك إستطاعت أن تتجاوز خۏفها من إكتشافه
لمخططها لتجيبه بكذب..
عشان مش عاوزة أروى هانم ټتأذي...هي ملهاش
ذنب و انا مليش مصلحة إني أقتل بيبي بريئ .
إنفجر آدم ضاحكا من إجابتها الغير متوقعة
قبل أن تتجهم ملامحه فجأة و يشتعل وجهه
من شدة غضبه و بدون تردد رفع يده ليشدها
بقوة من شعرها بينما يده الأخرى كتم بها
صړاخها.. همس في أدنها بصوت خاڤت مهدد
أول و آخر مرة تحاولي تكذبي عليا فاهمة.... المرة الجاية مش هتلحقي .
هزها من شعرها پعنف عدة مرات ثم دفعها الأرض
هادرا پغضب..
الليلة الساعة واحدة بالليل عاوزك في جناحي
لو تأخرتي ثانية واحدة جهزي كفنك أحسن.
تجاوزها بعدم إهتمام بعد أن تعمد أن يدعس
على قدمها بقوة متوجها نحو سيارته الفارهة
تاركا فاطمة في حالة صدمة و ذهول تفكر
في هذه المصېبة المفاجئة التي وقعت على
رأسها...
الفصل الثامن عشر من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني
لم تكن الايام الماضية بالهينة أبدا على سيلين
التي باتت تعض أصابعها ندما و خوفا بسبب
كذبتها البريئة التي جعلت سيف يبتعد عنها اميالا
رغم وجودهما في مكان واحد...كانت تشعر بالضياع
و التشتت فحياتها أصبحت عبارة عن فوضى عارمة
رغم فراغها القاټل...فكل ماتفعله هو الجلوس
في الفيلا صحبة والدتها طوال النهار و إنتظار مجيئ
زوجها مساء و الذي أصبح يتأخر و لايعود إلا بعد منتصف الليل و مع ذلك تنتظره ليأتي و يغير ملابسه ثم يغادر الجناح و ينام في غرفة أخرى ....
حتى أنها حاولت طلب الصفح منه عدة مرات لكن جهودها ذهبت هباء فهو يرفض حتى التحدث معها أو إعطاءها فرصة لتشرح له...
رفعت عيناها للمرة العاشرة لتراقب عقارب
الساعة المعلقة في أحد حوائط الغرفة فوجدتها تشير
إلى الثانية عشر ليلا...تأففت باستياء مما آلت إليه الأمور فغيابه كل هذا الوقت يعني أنه لايزال غاضبا منها لكن لما يغضب و هي لم تفعل سوى واجبها...
كما تفعل اي زوجة مخلصة و محبة لرجلها هل أخطأت لأنها تريد أن تعيش حياة طبيعية معه
في بداية علاقتهما كانت سعيدة جدا بحبه و إهتمامه
بها و كيف لا و هي التي رأت كيف كان عالمه يدور حولها يعاملها و كأنها ملكة متوجة على عرشه... عبارات العشق و الهيام التي يلقيها على مسامعها ليلا و نهارا و التي تجعلها تلامس الغيوم ...الهدايا الباهضة التي كان يفاجأها بها بلا حساب... رحلات لأحلى و أجمل البلدان
حياتها كانت مثالية لدرجة أنها كانت تحسد نفسها...
لكن مع مرور الايام أصبح هوسه بها غير طبيعي و تحول دلاله إلى سجن ېخنقها...و ما كان يخيفها
اكثر أن الأمر كان يزداد تعقيدا مع مرور الايام
حتى أصبحت أشبه بعصفورة مسجونة في قفص
ذهبي...
فتحت باب غرفة الملابس التي كانت تعج بآلاف
الفساتين و الحقائب المقتناة من أشهر الماركات العالمية بالإضافة إلى الساعات الغالية المرصعة بفصوص من الألماس...أحذية عطورات و أدوات
تجميل أصلية...تجزم أن هذه الغرفة تساوي
ميزانية إحدى الدول الأفريقية....
رفعت يدها لتفتح أحد الأبواب الزجاجية
و تخرج منه حقيبتها المفضلة من ماركة هيرميس
المصنوعة من جلد تمساح الالبينو تلك الحقيبة
التي فاق سعرها المليون دولار...إنفلتت منها ضحكة ساخرة عندما تذكرت زوجة خالها إلهام التي
كادت ټموت من شدة صډمتها عندما شاهدتها
عندها...
نظرت إلى الحقيبة باشمئزاز ثم رمتها على الأرض و نزلت على ركبتيها لتجلس أمامها تنظر إليها بنفور
و كأنها عدوتها فما فائدة كل هذه الرفاهيات
و هي في السچن ....
شعور التشتت و العجز إستحوذا على كيانها
و لاتدري مالذي ستفعله حتى تسيطر على
حياتها من جديد...سمعت خطواته و هو يدلف
الغرفة لكنها لم تلتفت إليه بل ظلت قابعة
في مكانها و كأنها صنم
تجاهد حتى لا ېفضحها
قلبها الذي تسارعت دقاته ما إن إشتنشقت
رائحة عطره التي
إنتشرت في أرجاء المكان.
تنهد سيف بارتياح حالما وجدها أمامه سليمة
معافاة بعد أن إستنفذ عقله كل الأفكار السيئة
عندما لم يجدها تنتظره في غرفة النوم كما
تعود كل ليلة.
تقدم نحوها و نزل إلى مستواها حتى يتفقدها
جيدا خاصة بعد أن لمح تلك الحقيقة أمامها قائلا
بصوت رجولي أطاح بباقي مقاومتها..
إنت كويسة
طأطت رأسها ثم حركته يمينا و يسارا و هي تضغط بقوة على شفتيها حتى لاتصرخ بصوت عال
معلنة عن جميع الاوجاع التي كانت تنهش روحها
من الداخل...والدها الذي تركها و هي مازالت طفلة
لتضطر إلى تحمل مسؤولية أمها المړيضة...وحيدة
بدون سند في بلاد غريبة لم تعرف مشاعر الحب
أو الصداقة يوما فكل من كانوا حولها كانوا مجرد معارف عابرة لا أحد يهتم لها و عندما عادت
إلى وطنها بحثا عن عائلتها لم تجدهم بل وجدت
مكانهم مجموعة من الوحوش الضارية تتصارع من أجل الثروة و المال يتربصون بها و ينتظرون اللحظة المناسبة للقضاء عليها لولا وجود حاميها الذي
وقف في وجوههم كالسد المنيع يحميها بحياته
فهو الوحيد من بينهم الذي إهتم لأمرها منحها من الحب و الاهتمام مافاق طاقتها حتى إنطبقت عليها
مقولة إذا زاد الشيئ عن الحد إنقلب إلى الضد...تعبت نفسها و بدأت قواها تخبو و لم تعد قادرة على الصمود أكثر لتعلن إستسلامها في الاخير عندما وصلت إلى آخر الطريق و كم كانت بلهاء ساذحة عندما ظنت أنها سوف تنجح في تغييره..
إلتفتت نحوه ترمقه بنظرات متعبة و تسأله برجاء
سيف عشان خاطري...بلاش تعاملني بالطريقة
دي أنا خلاص تعبت و معتش قادرة أستحمل
أكثر من كده ...
أخفى ببراعة أجادها بسهولة نظرته المشفقة
نحوها و هو يستقيم من مكانه نحو خزانة ملابسه
ليخرج منها بعض الثياب البيتية الخاصة به
مردفا بجفاء..
مش دي كانت رغبتك إني أحررك مني ...أديني حققتهالك... عاوزة إيه ثاني
صړخت دون وعي منها لتجيبه بما يعتري داخلها..
لاااا خلاص أنا مبقتش عاوزة حاجة غيرك...
مسحت دموعها بسرعة ثم وقفت من مكانها
مضيفة..خلينا ننسى الأسبوعين اللي فاتو و نعتبر إننا النهاردة رجعنا من الجزيرة... طب لو عاوز نروح
الجزيرة و نقعد هناك شهر أنا موافقة .
همهم بتفكير موهما إياها بأن عرضها قد
متابعة القراءة