روايه امانه نوح
المعتم وبداخله شخص ما يراقب الجميع دون أن يلتفت إليه أحد أو يعيره انتباها
وقد شعر حاتم أنها تقصد نفسها
بهذا الصندوق المعتم وراح يتذكر نيللى فى طفولتهم فكانت دائما متكومة
________________________________________
على نفسها لا تشاركهم لعبهم وتجمعاتهم ولهوهم بل كانت بطيئة الحركة بسبب بدانتها المفرطة وقتها فكانت فى طفولتها ذات جسد ممتلئ بشدة نتيجة تعاطيها لبعض الأدوية المحتوية على مادة الكورتيزون مما كان يسبب لها حرجا دائما فى التعامل مع من يحيطون بها ولكنها الآن تتمتع بجسد رشيق فتان جذب انتباهه رغم ارتدائها لملابس محتشمة فضفاضة لكن الهواء عندما حرك ملابسها لفت انتباهه أن تلك الفتاة لا تمت بأى صلة لطفلة الماضى ونضجها اثر أيضا على ملامحها فأصبحت جميلة الملامح إن لم تكن فاتنة فلم تحتفظ بشئ من ملامحها الا عيناها تلك العيون التى تشبه حبة البندق العائمة فى نهر من اللبن الصافى برموش كجيش من الحرس يصطف على جانبى طريق ممهد
نيللى بوجل شكرا
حاتم بجد تحفة اعملى حسابك أن معاد الانترفيو بتاعك أن شاء الله يوم الاربع اللى جاى الساعة عشرة الصبح انا مش هتنازل ابدا عن موهبتك دى
لتنهض نيللى وهى تلملم ادواتها قائلة أن شاء الله
حاتم ايه ده انتى خلصتى
نيللى حطيت الأساس وبكمل مع نفسى براحتى بعد كده
حاتم ممكن ابقى أشوفها لما تخلصيها
نيللى ليه
حاتم باستغراب حابب أشوفها بس ياريت لو تحطى نفسك وسطينا هتبقى اجمل
لتنظر له نيللى بنظرة احتار فى تفسيرها وقالت قبل أن تتصرف من أمامه عمرى ماكنت وسطكم
لتأتى الخادمة من الداخل لتخبر هدى بأن الطعام جاهز لتدعوهم هدى إلى تناول الغداء بالداخل
وبعد الغداء يتجهوا للجلوس مرة أخرى بالحديقة لتناول المشروبات ليقول أسامة بكرة أن شاء الله معادنا مع الناس الساعة سبعة ونص
عامر أن شاء الله ربنا ييسر لكم الأمور ويتمم بخير
أمانة على فكرة يابابا خديجة انسانة محترمة وملتزمة جدا واهلها كمان ناس طيبين جدا
عامر بطيبة يبقى مش محتاج اسال عنهم
نعمة دول جيراننا من زمان بصراحة عمرنا ماشفنا منهم غير كل خير ربنا يتمم بخير أن شاء الله
سهر بفضول هدية زى ايه يعنى
هدى يعنى اسورة أو خاتم شيك كده
أسامة خلاص بالليل أن شاء الله ابقى اشوف كده
لينهض نوح قائلا
أمانة برضا لا مش هحتاجها واسامة هيجيبنى على خمسة كده عشان الحق اغير هدومى وأجهز
نوح واعملى حسابك انى هاخدك معايا وانا بجيب عربيتى اكيد عارفة معرض كويس
أمانة أن شاء الله مبروك مقدما
وبعد وداعهم يودعهم حاتم هو الآخر وينصرف بعد الاتفاق مع أسامة على اللقاء مرة أخرى مساءا
وتتفاجئ أمانة بأسامة وهو يحملها ويعدو باتجاه الأعلى وسط ضحكات الجميع ولم يتركها الا أمام غرفتها وهو يقول احنا عندنا خدمة التوصيل مجانا
أسامة كنت شغال على خط تانى
لتأتى هدى من خلفهم وتفتح باب الغرفة وتدعو أمانة للدخول وهى تقول يارب الاوضة تعجبك ياامانة لو حبيتى تغيرى اى حاجة قولى ياحبيبتى على طول
لتجد أمانة الغرفة غاية فى الأناقة والرقى ولها حمام خاص لتقول الاوضة جميلة ياماما انا متشكرة اوى وحاضر لو احتجت اى حاجة هقولك على طول
هدى طب ياحبيبتى ريحى شوية وهصحيكى على صلاة المغرب
أمانة ماشى
لتتركها امها مغلقة الباب من خلفها لتضع أمانة نفسها بفراشها بعد أن خلعت عنها نقابها وذهبت فى سبات عميق
فى غرفة نوح
كان نوح يبحث بين حاجياته على شئ ما فى صمت تام بينما سهر قد دخلت الفراش وراحت فى نوم عميق أما نوح فكان قد وجد ضالته اخيرا فى صورة فوتوغرافية تضم سهر مع امها وشقيقتها التقطت لهم فى آخر زيارة قامت بها سهر لامها وكانت فى رأس السنة ولم يتمكن نوح من الذهاب معها حيث كانت ظروف عمله لا تسمح له باخذ اى اجازات فذهبت سهر وحدها وامضت مع عائلة امها مايقرب من الاسبوعين
وعندما رفع الصورة أمام عينيه كانت سهر تصبغ شعرها باللون الاحمر النارى بينما شقيقتها والتى تصغرها بخمسة أعوام ولكنها شديدة الشبه بسهر كانت تصبغ شعرها باللون الاسود مع بعض الخصلات الزرقاء
واخذ نوح ينقل نظره بين الصورة وبين سهر ولكنه فى النهاية قام بلصق الصورة على المرآة وذهب هو الآخر إلى النوم
فى اليوم التالى
ذهب عامر وزوجته وأبنائه بصحبة أمانة إلى خطبة خديجة وتم قراءة الفاتحة والاتفاق على موعد لعقد القران والزفاف بعد ستة أشهر بعد أن رفض والدها لعمل اى احتفالية بالخطوبة وأصر أن يكون احتفالا واحدا بعد ستة أشهر مع وضع محاذير على اى لقاءات قد تضم أسامة وخديجة خارج االعمل أو الإطار العائلى
وكان أسامة شديد السعادة رغم تعنت والد خديجة لكنه وافق مجبرا على تنفيذ أوامره وهو يدعو الله أن تمر تلك الاشهر سريعا
وقد اتفق مع والد عروسه على أن يتم الزواج بشقة كان قد اشتراها أسامة بحى راق بعد أن يتم تجهيزها بالكامل ثم إن أراد أسامة أن يعود للعيش مع والداه فليكن له مايريد
وبعد ذلك صعدت أمانة إلى شقتها مع شقيقتها نيللى بعد أن أصرت على أن تأخذها معها للمبيت سويا وعاد الباقى إلى منزل عامر
لتحضر لهم نعمة العشاء وتجلس معهم لبعض الوقت ثم تتركهم وتعود إلى شقتها مرة أخرى
لتجد أن نوح وسهر مازالا بغرفتهما بعد أن تشاحنت سهر مع نوح بشدة بسبب إصرارها على الذهاب الى منزل خديجة بصحبة أمانة واسامة ولكن كلامها قوبل بالرفض الشديد من نوح فڠضبت سهر بشدة ودلفت إلى حجرتها وقام نوح وذهب ورائها واعتقدت نعمة أنه ذهب ليراضيها ولكن الواقع كان شئ اخر
دخل نوح مغلقا الباب خلفه بهدوء وهو يقول انتى مش عاوزة تبطلى عادتك دى
سهر بامتعاض عادة ايه دى اللى بتتكلم عنها
نوح كل ماتتعرفى على حد معاه فلوس تبقى عاوزة تلزقيله بأى شكل
سهر مش احسن ما أجرى على الفقر بالمشوار ثم من جاور السعيد يسعد
نوح اسمعى ياسهر انا مش عاوز ارجع للموال القديم ده وۏجع القلب من تانى اعقلى بقى انتى واحدة متجوزة راجل مش شورابة خورج
سهر بتهكم وهو حد داسلك على طرف ايه المشكلة يعنى انى عاوزة انبسط شوية
نوح بلاش تستفزينى يا سهر لو سمحتى مش كفاية انى ماحاسبتكيش على دى
قالها وهو يشير إلى صورتها التى قام بالصاقها على المرآة
سهر بتوتر وهتحاسبنى على صورة ازاى يعنى
نوح بلاش استهبال انتى عارفة كويس اوى انا بتكلم على ايه
سهر انا مش عارفة
حاجة
نوح لما تبقى بعيدة عن جوزك بالاميال ويبقى منبه عليكى انك تتعاملى مع الكل بحدود تقومى تروحى تصبغى شعرك وتقلعى حجابك وتسهرى فى بار والله اعلم كنتى مع مين كمان
سهر بلجلجة مش انا دى اكيد ريتاج اختى
نوح وهو يقذف بالصورة فى وجهها اختك شعرها اسود ياسهر انتى اللى كان شعرك احمر والله اعلم كنتى بتعملى ايه يخلى واحد زى ايمن فاكرك لحد دلوقتى وبالتفصيل ده
ليشحب وجه سهر بشدة وهى تقول هكون عملت ايه يعنى اهى سهرة وعدت وخلاص
نوح بدهشة يعنى انتى مش اختك زى ماكنتى بتقولى
سهر وهى تأخذ وضعية النوم مش فاكرة وسيبنى بقى عشان هنام
نوح نامى ياسهر نامى لما اشوف اخرتها معاكى
11
نوح والأمانة
الفصل الحادى عشر
فى غرفة أمانة تستعد أمانة ونيللى للنوم بعد أن أصرت أمانة على أن يناما معا بغرفة واحدة وبعد أن اندسا بالفراش قالت أمانة مش هتحكيلى يا نوللى
نيللى جديدة نوللى دى عاوزانى
احكيلك ايه بالظبط
أمانة وهى تغمز بعينيها على اللى جوه القلب
نيللى وهى تتعمد أن لا تنظر بعينيها ماعنديش حاجة تتحكى
أمانة لا عندك وعندك كتير اوى كمان هتحكيلى انتى واللا اعمل تحرياتى الخاصة
نيللى بابتسامة تحرياتك مرة واحدة
أمانة ااه تحرياتى وبعدين مش احنا اتفقنا اننا مش هنخبى حاجة عن بعض هترجعى فى اتفاقنا بقى واللا ايه
نيللى بهدوء عاوزة تعرفى ايه يا أمانة
أمانة وهى تنظر بعينيها حاتم
نيللى ماله
أمانة انا اللى يسأل حاساه اتفاجئ بيكى يوم ماشافك فى مكتبى وحسيتك بتتحاشى تتعاملى معاه ليه
لتتنهد نيللى بعمق وتقول بأسى انا للاسف طفولتى ماكانتش زى باقى الولاد كان عندى حساسية شديدة وكان لازم امشى على قرص علاج بالكورتيزون لفترة طويلة و ده سببلى زيادة فظيعة فى وژنى واللى كان بيخلى الكل يتتريق عليا ويتنمروا على شكلى وكان ممنوع اعمل اى نشاط عشان صدرى مايقفلش فمن الآخر كنت لوحدى تماما كنت دايما بقوم بدور المشاهد اللى بيتفرج من بعيد حتى اخواتى كانوا بيزهقوا لو قعدوا جنبى شوية فكانوا على طول مع اصحابهم حتى ايمن رغم أنه توأمى
أمانة بحنان طب وانتى دلوقتى خلصتى القرص بتاع العلاج بتاعك واللا لسه
نيللى خلصته من خمس سنين ومن ساعتها وانا فى محاولات انى ارجع لوزنى الطبيعى
أمانة بعبث اكتر من كده ده انتى تهبلى
نيللى بابتسامة تصدقى أن انتى الوحيدة اللى اهتميتى بيا بعد بابا
أمانة ازاى بقى مش فاهمة
نيللى لما كنت لسه تعبانة ووزنى زايد كنت بحس أن ماما واخواتى بيتكسفوا يعرفونى على حد عشان ما احرجهمش بابا الوحيد اللى كان دايما جنبى وبيسأل عليا باستمرار
أمانة وليه ماتقوليش أنهم كانوا بيخافوا على مشاعرك من أن اى حد ممكن بچرحك أو يضايقك بأى كلمة أو تعليق
نيللى بشبه ابتسامة الحقيقة عمرى ماحسبتها كده اصلى بصراحة شكلى كان عار
أمانة ضاحكة واديكى غسلتى عاړك باديكى بس برضة ماقلتليش ايه حكاية حاتم معاكى
نيللى بخجل حاتم يبقى البنى ادم الوحيد اللى حبيته فى حياتى بس للاسف عمره ماشافنى
أمانة مش ده اللى شفته
نيللى بانتباه وايه اللى شفتيه
أمانة شفت اهتمام وشغف
نيللى باستهزاء أنهى شغف ده وهو اتفاجئ بيا وماكانش عارفنى اصلا
أمانة ماهو ده اللى انا أقصده انك كنتى مفاجأة بالنسبة له حسيت أنه مبهور بيكى
نيللى بسخرية مبهور مرة واحدة
أمانة أيوة مرة واحدة صدقينى واللى شفته امبارح اكدلى ده
نيللى وايه بقى اللى شفتيه امبارح
أمانة شفته مركز معاكى حبتين تلاتة حتى وهو بيستاذن عشان يمشى كان بيستاذن من بابا لكن عينه كانت عليكى
نيللى بمرح ده انتى مشغله الرادار من ورا النقاب
أمانة ضاحكة اومال يابنتى سيبينا ناكل عيش
نيللى بخجل يعنى تفتكرى أنه ممكن يكون مهتم بيا
أمانة انتى لسه بتحبيه مش كده
نيللى وهى