روايه عن العشق والهوي
المحتويات
من حولها وقد اصبح هكذا بعد اخر لقاء له مع معشوقته مريم التي سببت له چرحا عميقا في قلبه عندما طلقها وغادر بصمت وقرر ان ينساها ولكن كيف ينسى من كانت السبب في جنونه
كيف ينسى من كانت السبب في ان يستيقظ الشاعر النائم في داخله ليخط لها اجمل القصائد كيف ينسى من أسرته بمحراب عينيها وجعلته يذوق طعم الهزيمة لأول مرة كيف ينسى من اصبح حبها متأصلا في قلبه كما لو كان جزء منه والتي ضحت بنفسها من اجل انقاذ اختها كيف ينساها وهو يراها كل يوم في احلامه ويتألم كل يوم لانه تركها تذهب لغيره كما ادعت كيف ينساها وقد اصبح مهووس بها ورائحة عطرها الساحرة لا تفارق انفه ومخيلته لدرجة انه يأخذ حبوبا منومة كل لليلة لكي ينام !
كان يجهز نفسه في غرفة نومه لكي يذهب إلى الشركة كالعادة وكان في غاية الوسامة خصوصا بعد ان نمى له شاربين وخسر بعض من وزنه فاصبحت هيبته الرجولية واضحة وضوح الشمس وبينما كان يعقد ربطة عنقه سمع قرع على باب غرفته فقال بصوته الوقور اتفضل
فدخلت امه الى الغرفة وهي تبتسم ابتسامة
ذات مغزى وتحمل في يدها مغلفا وعندما رآها في المرآة تنهد وكأنه يعرف لما اتت واردف بتوسل ارجوكي يا ماما ما تحاوليش لاني زهقت من الموضوع دا
ابعد يديها عنه بلطف وامسك سترته واخذ يرتديها قائلا قولت لك مليون مرة مش عايز اتجوز يا ماما ارجوكي بلاش تلحي عليا لاني مش هغير رأيي ابدا
قال ذلك ثم امسك هاتفه وحقيبة عمله التي تحتوي على حاسوبه المحمول ثم خرج وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة وكان من الواضح انه منزعج اما امه فوقفت تحدق بظهره وهو ينزل السلالم وقالت محدثة نفسها والله ما هسيبك يا ادهم غير اما اجوزك وبكرا هتشوف
لفتاة مختلفة ولا تعلم انه قطع على نفسه وعدا واقسم بأن لا ېلمس أمرأة اخرى بعد مريم فخرج الى الحديقة حيث كان سائقه الخاص سمير ابن العم محمود ينتظره فقال له بنبرة جافة خاليه من التعابير جهز العربيه يا سمير
قال ذلك ثم ركض نحو السيارة وصعد بها اما ادهم فوضع نظارته الشمسية الداكنة لتحجب نور الشمس عن عيناه وبعدها سار حتى وصل الى موقف السيارات فقام سمير بفتح باب السيارة الخلفي له صعد بالفعل ثم اخرج حاسوبه المحمول من الحقيبة وبدأ يراجع بعض الاعمال بينما كان الشاب يقود بهدوء ويستمع للأغاني الهادئة وبينما كان يعمل على الحاسوب تسللت الى مسامعه كلمات اغنية اثرت به مما جعله يطبق الشاشة وينظر من خلال نافذة السيارة بصمت من تحت نظارته الداكنه
نصيبي اعيش عشانك يروووح قلبي لمكانك و اشوفك من بعيد
في ناس كتير معايا كل مناهم رضااااايا و برضوا بعيش وحيد
حبيبي ارجع تعالا أنا دبت من الغياب
بعدك فرحي استحااااالة ارحمني من العذااااااب
قوللي بعد حبك اااااايه يا غاااالي
غير جراااااح و ااااآه فوق احتمالي
غبت عني ليه رحت مني ليه
السنين عليا تفوت و لسه حبي ليك بيزيد !
وعمري ما انسى معقول أنسى إااااايه
اللي روحي فيه حبيبي يحرم عليا بعدك تفرح عنيا
مهما يطووووول الزمان لو كان نصيبي بعدك
برضوا حتفضل لوحدك حبيبي الجاي و كان
حبيبي ارجع تعااالا أنا دبت من الغياب
بعدك فرحي استحااالة ارحمني من العذاااب
وبعد ان سمع تلك الاغنية شعر
وكأن كلماتها كتبت من اجله هو لكي تعبر عن اشتياقه ومعاناته بسبب بعد حبيبته عنه فنزلت دمعة متمردة من عيناه و تدحرجت على خده الايمن من تحت النظارة السوداء وهو ينظر من خلال النافذة بصمت رهيب وكأنه عبر المحيطات بتفكيره وذهب إلى مكان آخر ولكن ليس لوقت طويل فقد ايقظه صوت سمير عندما قال احنا وصلنا الشركة يا فندم
رفع ادهم يده ومسح اثار دمعته التي تسللت من سجنها ثم وضع حاسوبه في حقيبته ونزل من السيارة بعد ان قام سمير بفتح الباب له سار بكل شموخ حتى دخل الى ردهة الشركة حيث قام الموظفين بتحيته وبعدها توجه إلى مكتبه في الطابق الاخير فنهضت سلمى عندما رأته وقالت صباح الخير يا فندم
أجابها بجمود صباح النور
ثم دخل إلى مكتبه واغلق الباب اما هي فتنهدت وقالت نفسي اشوفك بتضحك مرة وحده دايما عابس ومكشر بس مز اوي يا بختها اللي هتتجوزك
قالت اخر كلمة وهي تبتسم ببلاهة فسمعت صوت يقول لها اوعي يسمعك يا سلمى لحسن هتروحي في ستين داهية
انتفضت الفتاة من مكانها مثل الحمقاء والتفتت الى صاحب الصوت ويا ليتها لم تفعل فقالت بتوتر شديد ا انا اسفه يا كمال بيه انا بس كنت
ضحك كمال واردف خلاص ولا يهمك اعتبري اني مسمعتش حاجة بس خلي بالك علشان هو ميسمعش
قال ذلك ورسم على محياه ابتسامة لطيفة ثم توجه نحو مكتب ادهم وطرق الباب مرة واحده وبعدها دخل اما سلمى تمنت لو ان الارض تنشق وتبتلعها لانها تفوهت بكلام تافه امام كمال الذي يعتبر اهم شخص في الشركة بعد ادهم لذا ضړبت فمها وقالت بتذمر الله ېخرب بيت ام لسانك يا سلمى ضروري تقولي الكلام دا وانتي عارفه انك مش لوحدك في الشركة دي وان ممكن اي حد يسمعك !
وفي نفس الوقت داخل مكتب ادهم
كان هو واقفا ينظر من خلال نافذة مكتبه العملاقة على الشوارع والسيارات بينما كان ېدخن سېجارة بصمت مرعب فدخل كمال وقال بصوت مرح ايه يا عم انت ابتديت تدخين من الصبح كدا
الټفت إليه وقال اهلا
يا كمال عملت ايه في موضوع شراكتنا احنا وصاحبك الامريكي دا
جلس كمال ووضع قدم فوق الاخرى قائلا كل حاجة جاهزه ومفضلش غير اننا نسافر علشان نوقع العقد مع خالد
فجلس ادهم ايضا ثم اطفأ سيجارته وسأل انت متأكد اننا نقدر نثق في الراجل دا
ابتسم كمال وقال متقلقش خالد نجم دا راجل كويس وانا اعرفه من ايام الجامعة صح هو اصغر مني بسنه وحده وعاش معظم وقته برا مصر بس تقدر تقول انه راجل عنده خبره كبيرة في مجال التجارة وكمان هو بنى شركته بنفسه زيك بالزبط لان بباه كان مهندس معماري ومكانش بيفهم في ادارة الاعمال ابدا
فاسند ادهم ظهره الى الكرسي وكتف ذراعيه ثم قال ما دام انت اللي بتقول كدا انا هثق فيه لاني عارف انك دايما بتختار الصح
كمال متشكر وان شاء الله هبقى عند حسن ظنك فيا
ادهم وامتى هنسافر
كمال بعد بكرا هنروح شركته اللي في نيويورك
في تلك اللحظة شعر ادهم بغصة في قلبه لانه تذكر اخر تجربة له في نيويورك حين طلق مريم قبل اربعة سنوات وخمسة اشهر فعبس وجهه وقال نيويورك !
كمال ايوا شركته الاساسية هناك وهو بيعقد كل الصفقات المهة في الفرع
الرئيسي بتاع الشركة
فتنهد ادهم وقال تمام
مر الوقت سريعا وجاء موعد سفرهما ومعهما مدير قسم المالية محمود ياسين البالغ من العمر 29 عاما والذي كان زميل مريم في السابق فهو عمل بجد حتى ترقى من مبرمج ومصمم مواقع اليكترونية واصبح مدير قسم المالية في شركة رويال فذهبوا ثلاثتهم الى نيويورك من اجل اتمام الصفقة مع خالد
وفي الجهة الاخرى لم تكن مريم تعلم من هو العميل الذي سيوقعون معه عقد شراكة الا انها كانت تعرف بأنه رجل اعمال مصري شهير كما أنها لم تكبد نفسها عناء الاستفسار عن هذا العميل المصري حيث كانت واثقة من قرارات صديقها خالد وانه لا يفعل شيئا دون ان يتأكد من نسبة النجاح الكبيرة التي ستؤثر ايجابا على شركته
وعندما وصل كل من ادهم وكمال ومحمود الى نيويورك كانت تنتظرهم سيارة ليموزين امام المطار وكان سائقها ديمتري مساعد خالد الخاص فتكلم معهم باللغة الإنجليزية قائلا مرحبا بكم في نيويورك لقد ارسلني السيد خالد لكي اصطحبكم الى الفندق
فابتسم كمال وقال شكرا لك
ثم الټفت إلى ادهم واستطرد شايف اهو خالد راجل بيفهم وبعت المساعد بتاعه علشان يوصلنا
ادهم وانا قلت حاجة
ثم صعدوا في السيارة واخذهم ديميتري الى واحد من اشهر الفنادق الكبرى في نيويورك وكان قريب من شركة خالد اما في الشركة فكانت مريم جالسة مع الهام في الكافتيريا وقالت الاخيرة ماما كلمتني من شويه وبعتتلك سلام
فابتسم مريم وقالت الله
يسلمك ويسلمها اخبارها ايه
الهام ھتموت وتجوزني
ضحكت مريم واردفت واكيد متعرفش انك بتحبي خالد مش كدا
فتنهدت الهام بضيق وغمفمت لأ متعرفش اصلي مقلتش لحد غيرك عن الموضوع دا
امسكت مريم بيدها قائلة اسمعي مني يا لولو وصارحي خالد بمشاعرك انتي بقالك اربع سنين بتحبيه وعمره ما هيلاقي وحده احسن منك
الهام وانا قولتلك مليون مرة اني مستحيل اعمل كدا لو هو محسش بيا الاول حتى لو فضلت كل عمري بټعذب كدا مش هقول له اي حاجة
مريم انا معاكي ان كرامتك اهم حاجة وان مش لازم انتي اللي تبتدي في اول خطوة بس جايز هو كمان بيحبك وخاېف يعترفلك
فرسمت الهام ابتسامة مريرة على وجهها واردفت بنبرة حزينة بيحبني ايوا بيحبني على اني اخته مش اكتر من كدا
مريم لا انتي غلطانه يا الهام خالد عنده اخت وحده واللي هي انا وانما انتي بيعتبرك صديقة كويسه وجدعه وجايز مشاعره اتغيرت ناحيتك وبقي بيحبك مش بس كصديقة
الهام وانتي تعرفي منين
ابتسمت مريم واجابت من نظرته ليكي يا عبيطة انا شفت في عينيه نظرة الحب لما بيبصلك وانتي مش واخده بالك ابدا
شع شعاع الأمل في قلب الهام وابتسمت قائلة تفتكري ان خالد بيحبني بجد يا ميمي !
مريم والله انا رأيي انه بيحبك
في تلك اللحظة سمعن صوت خالد يسألهن هو مين اللي بيحب مين
أرتبكت الفتيات عندما التفتن ووجدنه واقفا خلفهن وقالت مريم
متابعة القراءة