روايه مره واحده فالعمر فاطمة الالفي
المحتويات
فى احضارهم .
كانت تشعر بالخجل وظلت صامتة تفرك كفيها بتوتر أراد أن يذيب ذلك الخجل والتوتر التي تشعر به
أنا إسمي نبيل الصيرفي ماتعرفتش بيكي
همست بتوتر رهام صالح
اسمك حلو أوى يا رهام
أجابت بأقتضاب
شكرا
شعر بالحنق وحدث نفسه شكرا أيه بس واضح أنك صعبة أوى وهتتعبيني معاكي مش سهلة زي باقي البنات اللى أعرفهم ماحدش بيعامل نبيل الصيرفي ببرود كده
جحظت عيناه پصدمة وهو ينظر لطيفها الذي يختفي رويدا رويد ويضحك بتعالي وهو يهمس بسخرية
أستاذ نبيل أيه جو التسعينيات ده بس قمر يخربيت كده ..
داخل مصنع النحاس للمواد الغذائية كان يجلس بمكتبه يتابع خط سير العمل داخل المصنع عبر شاشات المراقبة التي يضعها بكل مكان بالمصنع الخاص به ..
طويل القامة يمتلك بشړة خمرية وشعر أسود ينساب خلفه يصل إلى عنقه وعينان مثل عيون الصقر حادة بلون بني غامق ولديه لحية كثيفة وشارب تزيد من وسامته وهيبته
بعدما شاهد عبر كاميرا المراقبة بأن أحد العاملين على تلك الماكينة يطفئها ليجلس جانبها بوهن ياخذ قسطا من الراحة وقف تيام أمامه بوجه محتقن غاضب نهض العامل واقفا بتوتر وقال بصوت مهتز وجسده يرتجف من شدة خوفه من أن يتم طرده من عمله وهو بأمس الحاجة له
صړخ بانفعال وقاطعه
والله عال سايب شغلك وقاعد ترتاح سيادتك مش في دماغك بقى الشغل يتعطل ولا يتحرق حتى المهم معاليك تاخد راحتك أنا بدفعلك فلوس كل اول شهر مش عشان اشوفك مبطل الشغل ومعطله بمزاجك يا أستاذ
وقف امامه كالفأر المزعور
أنا آسف يا تيام بيه والله ماقصدي أعطل الشغل أنا بس حسيت بدوخة قولت أبطل الماكنه شويا وبعد كده أكمل شغلي
تعبان تقعد فى بيتكم وماتجيش تعطل إنتاج المصنع عندنا التزامات ملتزمين بيها مش واحد زيك هيبوظ تاريخي مع المستوردين
اشار بيده إلى رئيس العمال ليهرول إليه فى الحال ويقف امامه
اوامرك يا باشا
العامل ده يتخصم منه اليوم ويروح ينام فى بيتهم ولا تعبان يبقى مايجيش الشغل تاني مفهوم
لا لا يا باشا هكمل شغلي وبلاش خصم ربنا يكرمك أنا عندى عيال عايز اربيهم أنا هكمل شغلي والله غلطة ومش هتتكرر تاني سامحني يا باشا
نظر له رئيس العمال بأسف فليس بوسعه فعل شيء من أجل هذا العامل البسيط
تنهد تيام بضيق ثم أشار إلى رئيس العمال
خلاص يا محيي بلاش خصم ويشوف شغله وعينك تفضل عليه لو حصل أي غلطه يبقى برفده مفهوم
هز رأسه بالايجاب
مفهوم يا باشا
ترك المكان بلامبالاة وغادر المصنع متوجها إلى سيارته ليشير إلى سأئقه الخاص
أطلع على القصر
ربت محيي على كتف العامل وهو يشعر بالحزن والاسى من
اجله
ماتزعلش يا محسن ربنا موجود واطمن مافيش خصم وقوم روح أنت لعيالك وأنا هنا هكمل شغلك الناقص ماتحملش هم الباشا خلاص روح
نظر له پانكسار
وانت ذنبك ايه يا عم محيي أنا هكمل شغلي وكفايه اللى حصل من الباشا كتر خيره سبني بدل ماكان طردني من المصنع وقطع عيشي
تنهد بضيق
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم الله يرحمك يا حج جوده كان بيعاملنا كلنا زي الأهل من يوم ماابنه مسك المصنع وكل الموازين اتقلبت ربنا يهديه ويحس بالناس الغلابه إللي مواقفين المصنع ده ومن غيرهم المصنع مايتحركش خطوة واحدة لقدام
بس هقول ايه مش بيحس بينا ولا شايف قد ايه بنتعب ونشقي وأحنا واقفين على المكن زي الساعة أسمع كلامي يا محسن أنت شكلك تعبان يابني روح أرتاح وبكره تكون هنا
اخرج من جيب بنطاله مبلغا بسيطا من المال
خد دول مشي بيهم نفسك أنا عارف أنك محتاج عشان عيالك ومراتك كمان على وش ولاده وراتبك مش مكفي أنا هحاول اتكلم مع تيام بيه يزود رواتب العمال الراتب بسيط على التعب اللى بتتعبوه ويارب يهديه ويوافق
شكرا يا عم محيي كتر خيرك مستوره والحمد لله أنت كمان عندك عروسة على وش جواز ومحتاجة تجهيز ربنا يعينك يا راجل يا طيب ربنا كبير ومابينساش حد ومسير الباشا يحس بينا .
عبرت السيارة داخل حديقة القصر ليترجل السائق أولا ثم يفتح له الباب المجاور
اتفضل يا باشا
ترجل تيام من السيارة وهو ينزع نظارات الشمسية وينظر لسائق
استناني عشر دقايق هغير هدومي ونتحرك على الشركة
أومي براسه
تحت امرك يا باشا
دلف تيام لداخل القصر وجد والدته تنهض من مجلسها وتقف فى مواجهته وتتحدث بصوت غاضب
تيام أنا عايزة أشوف حفيدي واحشني
تنهد بضيق وهو يسير من جانبها ثم صعد اول درجة من السلم وعاد ينظر لوالدته بعدم اكتراث
هخلي داليا السكرتيرة تتفق مع ساره عشان تشوفيه
اوقفته پحده قبل أن يكمل صعوده
استنى هنا أقف كلمني زي ما بكلمك سكرتيرة أيه اللى تعمل المفروض تعمله أنت بذمتك أنت أب عندها حق سارة تسيبك وماتطقش العيشه معاك
اشتعلت عيناه بحمره الڠضب وحدث والدته بضيق
أولا ماحدش يجرؤ أن يسبني أنا اللي اتخنقت منها ومابقتش طايق العيشه معاها وأنا فى أسعد أيامي وأنا بعيد عنها ولو مش حضرتك عاجبك داليا تجيبلك سفيان تشوفيه تقدري تتصلي بصحبتك وتتفقو بعيد عني مش بثينه هانم لسه صاحبتك بردو
بعد اللي أنت عملته ماليش عين اتكلم معاها ولا اطلب طلب زي ده
ابتسم بسخرية
وليه بقى مش كان قرارها قبل مايكون قرار بنتها وحضرتك شايفه انهم على حق وابنك هو إللي يا حرام ظالم ومفتري
انت اللى هدمت بيتك بايدك بسبب تصرفاتك ونزوتاك اللى كل يوم فى علاقة جديدة عايزها تعيش معاك ازاي بعد ماخونتها ولم واجهتك ماانكرتش ومش همك ابنك إللي بعد عنك
اكمل صعوده الدرج بلامبالاة
ابني مسيره هيرجعلي أنا سيبهولها بمزاجي
دلف إلى جناحه الخاص وهو ېصفع الباب خلفه بقوة ثم القى بمتعلقاته أعلى الفراش ونزع رابطة عنقه بضيق وظل يتأفف بضجر ..
اما عن والدته بالاسفل كانت تقف أمام البرواز الخاص بصورة زوجها الراحل وقفت تحدثه بحزن عن أفعال ابنه تشتكي إليه ما يفعله بعد رحيله وتنساب دموعها پانكسار ...
عاد نبيل من النادي ليلتقي بجدته فى بهو الفيلا
ايه الجمال ده بس يا آش آش لا انتي محلوه عن الصبح هو كل شويا تزداد جمال ولا ايه يا شوشو
ضړبته على مقدمه راسه بخفه
أنت شرفت يا صايع بطل قلة أدب مش هتقدر تضحك عليا بكلامك المعسل ده اقعد هنا قدامي وقولي مزاجك حلو ليه يا عين ستك ناوي تعقل وتتجوز وتبطل صرمحة وتشوف شغلك مع اخوك ولا هتفضل على حالك تهلس مع اللى يسوى واللى مايسواش لحد امته
ضحك ضحكته الرنانة وجلس بجانبها
هو عشان مزاجي حلو يبقى لازم اعقل يا آش آش مالو الهلس بس والشقاوة دي طبع فيه ولن أتنازل عنه ثم كركر ضاحكا
فى ذلك الوقت عاد نديم من عمله بعد أن قبل جبين جدته نظر إلى شقيقه بجديه وقال
عايزك بكره تبقى فى الشركة تتابع الشغل فى غيابي عشان عندى سفر البرازيل وهسيب مديرة أعمالي تفهمك الشغل ماشي ازاي ومافيش نقاش فى الموضوع ده منهي يا نبيل أنا سبتك بما فيه الكفاية لكن مااقدرش امن لحد غيرك على شغلنا ولا اسمنا اللي فى السوق اللى ألف واحد عايز يبقى مكانا ويوقع اسمنا وتاريخ عابد الصيرفي لازم نحافظ عليه ونكمل مسرته
ربتت الجدة على كتف نديم بحنان
يسلم فمك يا حبيبي هو ده الكلام المظبوط
لم يجد نبيل مفرا من مصيره بشركة والده ابتلع ريقه بتردد ولكن لن يستطيع الرفض فشقيقه الآن بحاجة إليه وعليه أن يكون سنده ويتابع العمل باتقان فى حضوره وغيابه وجد نفسه يبتسم له ويوافقه هذا القرار وهو متابعه العمل نيابا عنه داخل الشركة ..
اما عن فيروزة فقد كانت تشعر بالسعادة بسبب هذا القرار المفاجئ الذي اخبرها به رئيسها بالعمل فقد طلب منها أن تساند شقيقه وتقف جانبه لتخبره بكل صغيرة وكبيرة داخل الشركة وأن تخبره كل شيء خاص بالشركة فهي مغرمة به وتكن له مشاعر منذ أن وقعت عيناها عليه عندما كان يتغزل جمالها وينظر لها بنظرات إعجاب وهو مستحوذ على قلبها فقد كان دائم الوجود بالشركة من أجل الحديث مع شقيقه وهى تكن له مشاعر داخلية تخشى الفصح عنها ولكن جاء اليوم التي انتظرته فسوف يجمع بينهما مكان عمل واحد وستلتقي به دائما وهذا ما تريده لكي يشعر بحبها هو الآخر وتحاول فهم مشاعره اتجاهها هل هو الآخر يكن لها نفس المشاعر ام أنها تعيش تلك المشاعر وحدها ..
عندما عادت إلى شقتها وجدت شقيقتها فى انتظارها القت حقيبتها أعلى الأريكة لتقترب من شقيقتها وتجلس جانبها بارهاق لتجد الاخيره لم تشعر بوجودها إلى الآن.
وكزتها فيروزة برسغها لتنظر لها رهام بهيام
أي فى ايه يا روزه
نظرت لها پصدمة وهي تردد
في أيه أنت يا ريكو أنا هنا بقالي خمس دقايق وأنت ولا حاسه بيه خالص اللى واخد عقلك
لاحت ابتسامتها وهى تتذكر الموقف الذي جمع بينها وبين الشاب الذي صدمت سيارته وقصت على شقيقتها ما حدث بالنادي دون أن تخبرها باسم ذلك الشخص ..
نهضت فيروزة من أعلى مقعدها ثم نظرت إلى شقيقتها
افهم سر ابتسامتك أن ده حب من أول نظرة
ازدادت ابتسامة رهام تفتكري
تنهدت فيروز بعمق ثم هتفت بتسأل
بابا وماما ماحدش اتصل بيكي
هزت رأسها بالايجاب
أه ماما لسه قافلة معايا دلوقتي وسألت عليكي قولتلها أنك لسه فى الشغل
هزت رأسها بأسى ثم ابتعدت عنها وهى تخبرها بفتور
خلى بالك الحب من طرف واحد محكوم عليه بالفشل من قبل ما يبتدي يا ريت تختاري بقلبك وعقلك وتحسبيها صح
أختفت ابتسامة رهام وظلت مصوبه انظارها إلى طيف
شقيقتها وهى تهمس داخلها
_ يارب قلبي ما يحبش ولا يتعلق غير باللى يحبه يارب . ماتحكمش على مشاعري بالفشل يارب ده اول نظرة منه خطڤ قلبي وقتها ومن لحظتها وأنا مش حاسه بدقاته يارب أجعل نبيل من نصيبي وازرع حبي فى قلبه يارب .....
الفصل الثاني
فى صباح اليوم التالي انتقت ملابسها بعناية لكي تكون بابهى صورة لها عندما تلتقي به..
ارتدت فيروزة كنزة بيضاء اسفلها بلوزة بينك وجيب قصيرة باللون الأبيض ثم انتعلت حذائها الأبيض ذات الكعب العالي وقررت
متابعة القراءة