روايه بنت جميله
صاخبة.. يبدوا ان ساعات العمل الرسمية و موعد استقبال الزبائن لم يحن بعد ادخلهم احد البابين علي البوابة و ما ان دلفا الي الصالة الخاوية الا من طاولاتها حتي اتاهما صوت عطا قادما من ركن ما مرحبا.. اقترب و رحب بيوسف ثم نادا علي شخص ما مندو .. يا مندو
فظهر شاب مستجيبا للنداء و اقبل عليهم بوجه عليه نظرة تدل علي مدي عدم احتماله لنداءات عطا التي تبدوا انها متكررة.. كان متوسط القامة مائل للبدانة بشعر كثيف قد يرقي لصفة النعومة صففه للخلف مستخدما جل رديء يضفي لمعانا لزجا علي شعره.. وصل اليهم فربت عطا علي ظهره معرفا اياه لشهد ده مندو ابن اخويا يا شهد.. هو ريس العمال هنا.. هيوريكي هتعملي ايه بالظبط
رفع مندو عينه عن شهد و القاها علي جو وقذفه بابتسامة صفراء تأكيدا لكلام عمه.. ثم اعاد عينه الي شهد مرة اخري كما كانت..
عطا يلا شهد روحي معاه... متنساش يا مندو تعرفها علي سمر لما تيجي وابقي اخصم من سمر الساعة اللي اتأخرتها..بلا دلع و مياعة
ذهبت شهد مع مندو بعد ان القت نظرة اخيرة علي جو كنوع من استمداد الدعم و الذي بدوره ايدها بابتسامه وايماءة..
في المطبخ كادت شهد ان تبكي و هي تري قائمة وطبيعة الاعمال القڈرة المطلوبة منها بالاضافة لأسلوب مندو الشديد السخافة و الذي يدعوا الي الاڼتحار
مندو شوفي انا عايز شغل بجد .. هتبتدي بالصالة برة الاول وهتبقي معاكي المزغودة سمر لما تيجي شايفة كل الصالة دي عايز كل حاجة فيها تتلمع و الارض تتمسح كلها متسبيش فتفوتة.. و بعدين تخشي عل المطبخ عايزه يبقي زي الفل .. كل ده قبل الساعة تسعة ..بعد كده الزباين تبتدي تيجي..ملمحكيش بأة برة المطبخ تفضلي هنا جنب الطباخ اللي يوسخه تغسليه ده غير بقي غسيل الصحون .. لو حاجة اكسرت هخصمها من مرتبك و بعدين اكسر دماغك..
لم يعجبها الاسلوب و خصوصا الكلمة الاخيرة امسكت نفسها عن ان تشرح له وجه اعتراضها مستشهدة باقوال تاتي فيها سيرة والدته العطرة و ابيه .. اكتفت بنظرة حاړقة و الصمت..
قام بأعطائها ادوات التنظيف و اخبرها ان تبدأ الان..
بالفعل حملت شهد الادوات وشمرت ارجل البنطلون وبدأت في العمل بينما جلس مندو علي كرسي لان شخصا سرق نقودها وانها امضت الساعة تبحث عنها في اركان المنزل والاماكن المحيطة الي ان يأست واتت باكيه.. فما كان من مندو تعليقا علي مأساتها ان خصم منها الساعة التي تأخرتها..
ابتسمت شهد و
وما ان حاولت سمر ان تفتح فمها حتي قال مندو هيا حفلة تعارف! يلا خلصوني! ايه دلع الحريم ده!
انحنت سمر لتقوم بالمسح و هي تتمتم في همس بكلمات لم تتبينها شهد و لكنها استنتجت انها اما سباب او دعاء علي مندو..
كانت شهد و سمر فالمطبخ ينهيان بعض الاعمال حين دخلت عليهم صاحبة الوجه المألوف لشهد..انها زوزو
زوزو شهد عاملة ايه يا حبيبتي انا قابلت يوسف من شوية في الشارع و وصاني عليكي..
شهد فور ان سمعت اسم يوسف هو جاي
زوزو اكيد ..بيجي هنا كل يوم.. المهم انتي مرتاحة ثم نظرت الي مندو وقالت باستهزاء الواد مندو شايف نفسه عليكي..قوليلي وانا اظبطهولك
قال مندو بغيظ ملكيش دعوة بيها يا زوزو... حلي عنها وراها شغل
اطلقت زوزو ضحكة مائعة لتزيد غيظه