في قبضة الأقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

 


فظل طوال الليل ينظر إلي تلك الصورة بمشاعر مختلطة منها غاضب و منها متهكم و خاصة و أنه يتذكر جيدا أنه لم يجد خاتم خطبة في إصبعها مما جعل هاجس يهاجمه بقوة وهو أنها فتاة لعوب و لكنه تخلص منه علي الفور و نهر نفسه ألا يكون شخصا ظالما و حاول بكل ضراوة أن يقمع فضوله الذي كان يغريه بالعبث بهاتفها حتي يتأكد من ظنونه و ظل علي حاله طيله الليل إلي أن غفي و الهاتف بيده و أستيقظ متأخرا و حاول مرارا و تكرارا الإتصال بها علي هاتفه و لكنه كان دائما مغلق مما أثار جنونه .

أنتي عايزة تجننيني هو إيه إلي مش هينفع بقولك ورايا سفر و عايز تليفوني !
صمتت لثوان قبل أن تقول پغضب
علي فكرة بقي مش لوحدك إلي عايز تليفونك أنا كمان عايزة تليفوني . بص هقولك أنت عرفني مكانك فين و أنا هحاول أجبهولك 
زفر بحنق قبل أن يخبرها بأنه سينتظرها بأحد النوادي

فإستنكرت قائله 
أقابلك في نادي بتاع أيه أن شاء الله هو أنا كنت صاحبتك ! بص أنت تستناني عند الجامعه و أنا هاجي أديهولك و آخد تليفوني و أمشي علي طول .
أستغفر بداخله قبل أن يقول بإختصار 
موافق 
اتفقا علي أن تكون المقابله بعد نصف ساعه من الآن و بعدها قام بإغلاق الهاتف في وجهها مما جعلها تسبه بداخلها جميع أنواع السباب الذي تعرفه ذلك المتحذلق المغرور من يظن نفسه حتي يعاملها هكذا .
كان مروان يتوجه إلي سيارته ينوي الذهاب إلي المدينه حتي يحضر بعض الاشياء لريتال أبنو أخاه التي تعاني من مرض العزلة و تخاف كثيرا من الغرباء فتفاجئ بحلا التي كانت تناديه و هي تلهث فقد قطعت المسافه من الأعلي إلي الأسفل ركضا حين شاهدته من نافذتها يتوجه إلي سيارته فما أن سمع صوتها اللاهث حتي توقف و قال بإستفهام 
إيه يا بت بتجري كدا ليه ليكون في حدايه بتجري وراكي أنتي كمان 
حلا بتهكم 
الحدايه دي تبقي خالتك يا خفيف 
مروان بمزاح
لا تبقي عمتك ياختي . واقفه في البلكونه بتبصلنا إزاي و لا أكننا سارقين عشاها
حلا من بين ضحكاتها
طب حاسب لتسمعك و تنزل تكسر دماغك . المهم قولي رايح فين كدا 
مروان و هو يستقل سيارته 
نازل إسماعيليه أجيب شويه حاجات عايزة إيه !
تفاجئ بها تستقل السيارة بجانبه و هي تقول 
جايه معاك !
مروان بسخريه
ناقص قرف أنا ! دانا طفشان منك تقومي تيجي معايا أنزلي يا بت مش طالبة وش 
لم تكد تجيبه حتي لمحت في المرآه سما التي كانت تناظرهم من بعيد فألقت عليه نظرة خبيثه قبل أن تقول بمكر
لو مطلعتش في خلال ثواني هتلاقي سما كمان جايه معانا . أنت حر 
ما أن سمع حديثها حتي أنطلق بسيارته و هو يقول بحنق
لا و علي إيه مش ناقص إلا الأرمله السوداء دي كمان تيجي معانا . مش طالبه كآبه 
قهقهت حلا علي حديثه و لم تعلق بشئ و حين وصلوا إلى المدينه إستغلت إنشغاله بمكالمة هاتفية و قالت 
بقولك إيه يا مروان نزلني عند الجامعه هقابل حد أديله طلب و آجي علي طول
أومأ برأسه بينما ظل منشغلا بمكالمتة الهاتفية و بينما هي تترجل من السيارة شاهدت ذلك الذي كان يقف بجانب سيارته أمام الجامعة ينظر إلي ساعته و ه يزفر الهواء بحنق فتوجهت إليه بكل غرور و خطوات متمهلة و كأنها تريد إشعال غضبه أكثر بينما رسمت قناع البراءة فوق ملامحها و هي تقف أمامه تمد إليه هاتفه قائله بعنجهيه 
تليفونك !
تابع ملامح وجهها و قد إغتاظ بشدة حين وقعت عيناه علي ذلك الشاب في السيارة التي أقلتها فلم يستطع منع نفسه من توبيخها قائلا
أكتر إنسانه غير مسؤوله و معندهاش تقدير للوقت شفتها في حياتي !
تصاعد ڠضبها من توبيخه و قالت بإستنكار 
غير مسؤوله و معنديش تقدير للوقت ليه إن شاء الله 
ناظرها بسخط تجلي في نبرته حين قال 
أولا عشان موقف التليفون دا. في حد ينسي تليفونه و ياخد تليفون غيره كدا ! لا و كمان قفلاه من إمبارح !
حلا بإندفاع 
علي فكرة دا كان فاصل شحن و أنا نسيته في الشاحن و نمت 
ياسين بتقريع
مش بقولك غير مسؤوله أفرض خطيبك رن عليكي يلاقي تليفونك مقفول كدا عادي 
ناظرته بإندهاش و قالت بعدم فهم 
خطيبي ! خطيبي مين 
رفع الهاتف في وجهها و خرجت الكلمات من فمه غاضبه حين قال
البيه إلي معاك في الصورة دا أيا كان خطيبك و لا حبيبك و لا حتى صاحبك 
تحولت نظراتها حين وقعت علي صورتها مع حازم في يوم ميلادها و ترقرقت العبرات في مقلتيها و هي تقول بحزن 
دا لا خطيبي و لا حبيبي و لا صاحبي . دا
أخويا .
سحبت
 

 

تم نسخ الرابط