روايه لهيب الروح.
المحتويات
الطعام ملتقطة أنفاسها بصعداء لتحث ذاتها على التحدث وغمغمت بتوتر
جواد أنت ليه مش عاوز الطفل! ليه عاوزنا ننزله!!
أجابها بسخرية وتهكم مرير والحزن يبدو بوضوح في نبرته وعينيه مثبتة نحوها
مش أحسن ما يجي يلاقي أمه محپوسة..
شعرت بالخۏف من حديثه وحركت رأسها نافية عدة مرات وظلت نظراتها تدور حوله بعدم فهم فتابع حديثه يوضح لها مؤكدا ما يريده وما فهمته
رمقته بتوتر متعجبة حديثه المباغت والذي كان على عكس ما توقعت احتلت الصدمة ملامحها علمت أن محسن بالطبع هو من أخبره بذلك الحديث كما يهددها دوما بالطبع هو من أخبره لا أحد سواه يعلم ذلك الأمر الوخيم والقرار السريع الخاطئ التي اتخذته بدافع أمومتها وحبها لطفلها التي حرمت منه لكنه كيف اعترف على ذاته كانت تنظر له فقط وهي صامته..
ما تتكلمي هتفضلي ساكتة كدة كتير قولي ليه عملتي كدة
كانت ستخبره بالحقيقة لكنها خشيت على طفلها من أن يحدث له شئ التقطت أنفاسها بتوتر وتمتمت بنبرة متلعثمة كاذبة
ل...لأ يا جواد أنا معملتش كدة..
أغمضت عينيها بضراوة وبكت پعنف ولازالت تحرك رأسها نافية بضعف مغمغمة بنبرة مهزوزة خاڤتة
ل... لأ لأ يا جواد مش أنا السبب بيكدب والله كلهم بيكدبوا أنا م... معملتش حاجة.
وقف في الخارج يتطلع نحو أثرها بحزن يعلم أنها كاذبة تخفي عنه الحقيقة الحقيقي هل حقا هي من فعلتها أم لا! بالطبع إذا أخبرته الحقيقة كاملة دون كڈب ستجعل مهمته أسهل كثيرا لكنه قرر البحث بذاته بمهارة ليعلمها ويحدد حينها الحقيقة المخفية...
في المساء..
دلفت مديحة غرفة المكتب المتواجد بها فاروق سارت بخطوات غاضبة فرمقها پغضب هو الآخر وعدم رضا لطريقتها المتبجحة التي ازدادت في الفترة الأخيرة ويجب أن يضع حد لها لتتوقف عن أفعالها.
بضيق حاد
ايه يا مديحة داخلة كدة ليه في ايه مش فاضي أنا ورايا شغل مهم.
لوت فمها بتهكم ساخرا وتمتمت بسخرية مستهزءة بحديثه الغير هام بالنسبة لها
هو في إيه مالك كل شوية شغل شغل بعدين أنا جيالك في حاجة أهم من دة كله
قطب جبينه بعدم فهم وسألها بجدية حازمة
حاجة ايه دي المهمة أوي
أروى بنتي ايه هتفضل متعلقة كدة وابنك عايش براحته مع السينيورة اللي اتجوزها واتحداك لأمتى.
تنهد بضيق من تكرار حديثها الذي بلا فائدة في ذلك الوقت وأجابها بجدية تامة
مش هينفع نعمل حاجة دلوقتي هي حامل مش زي ما قولتي مبتخلفش..
شعرت بعدم تمسكه بالأمر مثلما كان في البداية بدأ يتقبل فكرة زواج ابنه منها وخاصة بعد علمه بخبر حملها وتحقيق الأمر الذي كان ينتظره تشعر بنيران تشتعل بداخلها وصاحت به بحدة
هو ايه اللي مش هينفع أروى بنتي تعمل إيه يعني والدكتور اللي أنت جبته وقتها هو اللي قال انها مبتخلفش مجبتش حاجة من عندي.
صمتت لوهلة ملتقطة أنفاسها وتابعت حديثها مجددا بوعيد غاضب
احنا في بينا اتفاق وعليك تنفذه أنا منفذة اتفاقي من زمان مش جاي دلوقتي وترجع لورا وتتراجع في الوقت المهم ولا مش قادر على ابنك فتيجي على بنتي لأ دة أنا اقلبلك البيت دة كله واهده علينا كلنا ولا يهمني حاجة وأنت عارف أن اقدر اعملها كويس
هب واقفا أمامها پغضب يرمقها بنظرات حادة صائحا بلهجة مشددة قوية
مديحة!! فوقي لنفسك واعرفي كلامك مع مين دلوقتي فاروق الهواري كبير العيلة دي لا انتي ولا مليون زيك يقدر يقف قصاده مش أنا اللي على اخر الزمن هتهدد وأخاف لو مضحوك عليكي دوري أن افوقك.
لم تصمت وتخاف من حديثه القوى تلك المرة فصمتها سيعني موافقتها هي الأخرى على بقاء تلك الزيجة وهذا يعني تنازلها عما تريد فأجابته پغضب
لأ يا فاروق ولا أنا سهلة وفي ايدي اعمل كتير اوي ليك ولجليلة عشان تب...
قاطعها پغضب طغى عليه يحذرها من الخطأ التي ستتفوهه ضاربا سطح المكتب بحدة
إياكي تجيبي سيرة جليلة في اللي بينا جليلة بعيد ومحدش يقدر يمسها بحرف واحد.
ضحكت باستهزاء وبرود ساخرة منه وقد اشعل حديثه تلك النيران التي تحاول كبتها بداخلها لكنه اليوم أشعلها
متابعة القراءة