روايه عازف بنيران قلبي
المحتويات
هو ال مفرحني يعني بعد ماهكون اب للمرة التالتة عايزاني ازع
هتلعب هزعلك بقولك اهو
أطلق ضحكة مرة أخرى
ياعضاضة كدا ..وضعت
راكان نفسك في ولد مش كدا
ال ربنا يجيبه ياليلى مش هعترض اخ أو اخت للولاد نعمة ..رفع ذقنها وتحدث
ربنا ما يحرمني منك ويكمل حملك على خير حافظي على نفسك ياليلى لو تعبتي بلاش تروحي الشغل سيلين ودرة هناك وكمان انا متابع
اوي ..أوي ياراكان تعرف بقيت كل شوية اروح لبرفانك واقعد اشم فيه بس رغم كدا بحب اشمه عليك بحس اني عايشة
اخرجها ونهض متجها إلى غرفة الملابس..وضع أمامها ملابسها
قومي عشان اساعدك ووصلك للشغل في طريقي وهعدي عليكي وانا راجع بس متنسيش كلامي لو هتتعبي بلاش الشغل ياليلى عشان مضطرش اخد قرار يزعلك
توقفت أمامه وتسائلت بحيرة
نظر إليها بذهول ثم اقترب
لا دا أنت شكلك اټجننتي هو انت ايه وال في بطنك
ليلى أنت عندي اهم في المقام الاول بس دا ميمنعش اني اخاڤ على ال في بطنك برضو انتو الاتنين مهمين عندي ولاسيما أنت عندي أهم
متنسيش أننا فقدنا ولد قبل كدا..أخرج تنهيدة ثم رفع ذقنها
عشان خاطري حافظي على نفسك اولا ثم على ابننا وخليكي دايما فاكرة حبيبتي انكم اغلى من روحي ولو حصلكم حاجة مش هعرف اعيش دنى
طب ساعدني عشان اغير.. وهو يطلق ضحكات
مش لما ادوق الفراولة لا فيد واستفيد ياحبيبي
خرجت من شرودها وذكرياتها عندما توقفت السيارة وصوت حمزة الذي شعرت وكأنه بعيدا..بسط يديه إليها
ليلى ياله تعالي ندخل عشان نشوف راكان
اومأت برأسها وتحجر جفنيها الذي شعرت بصحروايته من كثرة البكاء
تحاول الوقوف ولكن كأن أعضائها شلت ولم تقو على الوقوف..أمسكت بكف حمزة عندما شعر بها تحركت تستند وكأنها طفلا يتعلم السير..اسرع يونس بجذب مقعد متحرك لتجلس عليه..هزت رأسها رافضة وهمست بتقطع
عايزة اوصل لعنده وأنا واقفة على رجلي مش عايزة اكون ضعيفة..قالتها پبكاء
أطبق يونس على جفنيه مټألما وانسابت عبرة عبر وجنتيه ألما وهو يطالع حمزة الذي تجمد جسده عندما هوت من بين يديه تبكي بنشيج مرير
تجمد نوح بمكانه من حالة ليلى وهو يهز رأسه رافضا فكرة فقدانه..وصلت أسما إليها مهرولة وهي تضع كفيها على فمها من الصدمة والذهول
ا كيف تطمئنها وتحتوي ۏجعها احتضنت ۏجعها وحاولت الثبات أمامها
ليلى لو سمحتي بلاش تعملي فينا كدا جوزك لسة عايش تعالي نطلعله
اخترق مسامع نوح ..جوزك لسة عايش وصل إليها بخطوة يدفع حمزة بعيدا عنها ينظر إلى مقلتيها وجفنيها الذي تورم من كثرة البكاء
ليلى ايه ال حصل! ..قاعدة كدا ليه حبيبتي
أمسكت رسغيه ورفعت بصرها إليه..تشير بعيناها للمستشفى
جابوه هنا وبيقولوا عايش بس قلبي بيوجعني يانوح قولي وطمن روحيعارفة انك مش هتكدب عليا قولي أن راكان..توقف لسانها ولم تعد تعلم بماذا تتفوه..ألقت نفسها
جوزي بېموت يانوح راكان هيسبني..استقرت كلماتها في منتصف صدره الذي ضاق حتى أوشك على الاختناق وقام بأغماض عينيه يمنع عبراته فنهض وهو يهز رأسه غاضبا من حديثها قائلا
قومي ياليلى مش وقت ضعف بدل جوزك عايش لازم تكوني قوية ايه الضعف ال عندك دا..وزع نظراته يبحث عن يونس متسائلا
فين يونس!!..أشارت أسما
طلع فوق قومي ياليلى ياله عشان نشوف راكان حبيبتي
حاوطتها اسما بمحاذاة نوح وهي تهز رأسها
وصعدوا إلى أن وصلوا للمكان المنشود وجدوا جاسر بجوار يونس أمام غرفة العمليات
نورسين متصابة جامد وڼزفت كتير بقت عاملة زي المدبوحة اتحجزت في مستشفى السچن
امجد مكنش هناك..هز رأسه بالنفي
عايز اسال حمزة ومدام ليلى بس الوضع مش سامح..احنا نطمن بس على راكان وبعدين هشوف نعمل ايه
جلست ليلى أمام غرفة العمليات بجسدا خاويا من الحياة وكأن أحدهم أصاب قلبها بسيخا حديدا فتسرب األما هائل الى جسدها حتى شعرت بتمزق قلبها وخرت صريعا.. وصل والدها ودرة إليهم يبحث بعينيه على ابنته خوفا عليها بعدما
ليلى...قالها عاصم بقلب متلهف ضمھ إلى صدره
حبيبتي حمدالله على سلامتك
بكت بصوتا ضعيفا
راكان بېموت يابابا جوزي بېموت..استمعوا الى شيئا سقط بقوة بجوارهم وإذ بها زينب التي هرولت تبكي بقلب مفطور على فلذة كبدها ولكنها هوت ساقطة فاقدة الوعيربما فاقدة الحياة بعدما فقدت ابنائهم جميعا
بمكان آخر
تجلس على مقعدها بجوار ابنتها
مفيش اخبار يافرح نورسين ولا حتى أمجد اتصلوا استمعت إلى رنين هاتفها
ايوة..أجابها
انا امجد نورسين البوليس قبض عليها وراكان العربية ولعت بيه فيه اخبار بتقول أنه ماټ وفيه اخبار بتقول أنه بيودع بس دا ميمنعش انك تسافري برة البلد
وقفت جاحظة العين وابتسامة شقت ثغرها
قول والله راكان سيبك من الاخبار التانية
زفر بضيق قائلا
مدام عايدة انا بقولك لسة مفيش تأكيد انا كنت هناك لما العربية انقلبت وولعت بس معرفش ماټ ولا لا فيه ناس تبعي في المستشفى بيقولوا حالته خطېرة في العمليات..فكري ازاي تهربي عشان نورسين دلوقتي بين أيديهم ..قالها وأغلق الهاتف حانقا
ست رزلة..أخرج بعض النقود..يشكر الرجل وابتاع سجائر وتحرك ينظر حوله
وهو يرتدي نظارته ليخفي ملامحه..استقل السيارة التي استأجرها
يعني كان بيني وبينك خطوة ياليلى بس نورسين بغرورها ضيعتك..بس ماتخافيش ياحبيبة أمجد هجيبك اكيد ونعيش بأمان بعد مۏت ابن البنداري
عند عايدة وفرح
اتجهت فرح إلى والدتها السعيدة وهي تجلس بانتشاء وتقوم بتشغيل هاتفها على الموسيقى الصاخبة
ماما ايه ال حصل خلاكي مبسوطة كدا
نهضت وهي تمسك بكف ابنتها وتدور بها
اخيرا يافرح اخيرا اخدت طاري من عمك اسعد وموتله ابنه الحيلة
تركت كف ابنتها وهي تدور حول نفسها
النهاردة اسعد يوم في حياتي كلها ..هوت فرح على مقعدها تهز رأسها رافضة حديث والدتها
قصدك ايه بالكلام دا ..وضعت ساقا فوق الأخرى وتحدثت
راكان ابن عمك بح..أو تقدري
تقولي بودع الحياة ياحرام
هبت فزعة تهز رأسها بهسترية رافضة حديثها ونيران الذنب ټحرق احشائها وهتفت بحزن
لا مستحيل..اكيد كدب راكان مستحيل ېموت لا..قالتها پبكاء واسرعت إلى هاتفها وقامت بالرنين على سارة التي تجلس بجوار أسعد الذي كأنه فقد الحياة جالسا بجسدا فاقد الحركة والكلام عيناه زائغة بجميع الانحاء
استمعت إلى رنين هاتفها توقفت وأجابت اختها
نعم يافرح..بكت فرح وتحدثت بصوت مفعم بالبكاء
قولي ال سمعته مش صح ياسارة راكان ماټ
انسدلت دموع سارة وهي توزع نظراتها على الجميع وحالتهم الحزينة والمټألمة زينب التي فقدت وعيها وحجزت وسيلين التي تجلس ولا تشعر بشيئا أما ليلى الحاضر الغائب بأحضان ابيها وعيناها على غرفة العناية المركزة التي احتجز بها
اخرجت تنهيدة مټألمة وأجابت وهي تزيل عبراتها
هو عايش الحمد لله بس حالته خطېرة واتحجز في العناية جسمه كله كان پينزف محدش قال كلمة تطمن
عارفة انك فرحانة وماما كمان بس هو محتاج دعواتنا عمو اسعد حالته صعبة اوي وماما زينب فقدت وعيها فرح لو سمحتي سامحي راكان والله هو طيب و..قاطعتها ببكائها المرتفع
انا مش زعلانة منه ياسارة دا ابن عمي في الاول والاخر وعمري مااتمنيت له حاجة وحشة ربنا يقومه بالسلامة..طمنيني لو حصل حاجة لو مش خاېفة من بابا كنت جيت شوفته واطمنت عليه
ان شاءالله حبيبتي..ماما عاملة ايه لسة زي ماهي يافرح لسة عايزة ټنتقم
أزالت فرح عبراتها وهي تنظر إلى والدتها التي تجلس تتلاعب بخصلاتها ووجهها وتستمع إلى الموسيقى بوجه مبتسم
بعد شهر من حاډثة راكان الذي أدت به إلى غيبوبة
جالسة بغرفتهما تنظر إلى جدران الغرفة التي أصبحت كثلاجة المۏتى ظلت بمكانها والظلام يحاوطها...دلفت ابنتها
مامي.. مامي..أنارت الأبجورة بجوارها
اشارت بيديها وتحدثت بصوتها الضعيف الذي أصبح كجسدها الهزيل
تعالي حبيبة مامي
صعدت ابنتها بجوارها تمسح دموعها بكفيها الطفولي الرقيق
وتساءلت
هو بابي فين يامامي قولتي هيرجع من السفر بكرة وبكرة عد وبكرة التانية بكرة كتير عدت يامامي وهو لسة مجاس
ارتفعت شهقاتها تضع كفيها على فمها وتضم ابنتها إليها
هيجي يامامي هو عنده شغل كتير وبكرة هيخلص شغله ويجي
رفعت بصرها وتحدثت بصوتها الطفولي
اوف مامي بكرة دا مش عايز يجي خالص..دلف امير بعدما وجد باب الغرفة مفتوح
مامي ممكن ادخل..قالها امير بهدوء كشخصيتة الهادئة
طبعا ياحبيبي ادخل..دلف إليها..نظر إليها ثم اتجه بنظره الى أخته قائلا
كوكي انطي سارة بتعملك كيك تحت انزلي شوفيها خلصت ولا لا..هرولت الصغيرة وهي تضحك قائلة
هكلها كلها بابي مش هنا ومش هيمنعني بس اكيد هسبله قطعة يامامي لما تكلميه قوليله ..تعالى بسرعة انت وحشت كوكي
انسابت عبراتها بصمت ..جلس امير بجوارها يزيل عبراتها بحنان ثم تحدث
ماما هو بابا كويس مش كدا انا عارف أنه مش مسافرةعارف أنه تعبان وفي المستشفى لو سمحتي يامامي طمنيني عليه
رفعت عيناها الزابلة ونظرت إليه بذهول تتحدث بصوت متقطع
أمير انت كبرت امتى ياحبيبي وعرفت منين..قالتها وهي تقبل كفيه
حاوطها بذراعه وبكى بصوته الطفولي
بابا عايش ياماما صح ولا هو راح عند بابا سليم
ضمت ابنها بقوة وارتفعت شهقاتها وتحدثت بصوت باكي
لا ياحبيبي بابا كويس هو بس تعبان وهيخف ويرجعلنا بالسلامة.. وجهه ومسحت دموع صغيرها وأردفت
ميرو انت كبرت اوي ازاي مااخدتش بالي أن حبيبي كبر وبقى راجل يعتمد عليه عشان كدا هياخد باله من أخته كويس لحد مابابا يرجعلنا بالسلامة
رفع الصغير كفيه الذي يشبه والده وأردف
مامي انا متأكد أن بابي هيرجع بس أنت بطلي عياط بابي هيزعل منك اوي لما يعرف انك على طول بټعيطي أشار إلى بطنها وتحدث
والنونو يامامي هيكون زعلان عشان بابي ..أطبقت على جفنيها لا تعلم اتسعد من حديث ابنها ام تبكي
كبر ابنها ذات السبع سنوات حتى شعر بها
نهضت تمسكه من كفيه واتجهت إلى الخارج
تعالى نشوف كوكي بتعمل ايه ممكن تاكل الكيك كله وتتعب وبابي يزعل منها...قالتها حتى تخرج ذاك الصغير من حالته الحزينة
بعد فترة من اطعام أطفالها اتجهت إلى غرفتها حتى تستعد لزيارة زوجها والمبيت عنده كعادتها منذ شهر..نظرت إلى الساعة وجدتها الخامسة مساء اتجهت إلى مرحاضها وانعشت نفسها بحمام دافئ ثم جلست تغمض عيناها عندما شعرت بوهنها وجسدها الضعيف ذهبت بغفوتها لعدة ساعات تراه باحلامها بضحكاته وهمساته العاشقة له وهمس إليها
قومي يامولاتي نمتي كتير وحشتيني هبت من غفوتها تفتح جفنيها بتثاقل تنظر حولها فوجدت الظلام
يحاوط الغرفةورغم ظلامها إلا رائحته المندية لجفاف قلبها تنعش رئتيها فردت جسدها على الفراش تلمس مكانه بيديها المرتعشتين دفنت وجهها بوسادته تستنشق رائحته فأصبحت رفيقة لياليها الحزينة المكللة بدموع فراقه ذكرياته معها جعلت صدرها يختلج بإشتياقها الممېت له حسمت أمرها وتوقفت متجهة للخارج وهي تعزم على زيارته وإشباع روحها ولا تتركه حتى لو كلفها الأمر
متابعة القراءة