أخطائي بقلم شهد محمد جاد الله
حتى أطمن على الولاد ولا الشغل
تأففت هي
يوووووه بقى الولاد مش لوحدهم وأمهم معاهم ما انت كتير بتسافر وتهم ومفيش حاجة بتحصل والشغل في كذا حد يقدر يمشيه من غيرك وين احنا في شهر العسل ومينفعش حاجة تاخدك مني
وين انا مصدقت بقيت ليا يا سونة
أما عن صا القلب الثائر الذي خذلته تلك المتمردة فمنذ ذلك اليوم المشؤوم وهو يلتزم بوعده لها و يذيقها
مر صنيعها يحتبسها بالغرفة و لم يسمح لها أن تطأ قدميها خارجها قط ورغم إلحاح والدته اتميت ليعفو عنها إلا أنه لم ي ولم يتهاون بتاتا حتى أنه منع والدته أن تتدخل بلأمر مرة أخرى وكأنه يود أن يمنحها هدنة مع ذاتها كي تفكر بكل ما اقترفته من خطايا وټندم عليها لا ينكر أن قلبه اللعېن يعلن عصيانه عليه كل ليلة وخاصة عندما يستمع لنحيبهامن خلف باب غرفتها ولكن كيف التهاون معها كل ما اقترفته فغضبه منها مازال يطغي على كل شيء حتى ارادة قلبه.
ثم ت لغرفتها س المفتاح بالمكان المخصص له ويره زافرا بقوة ما أن وطأت قدمه داخلها وهو يتوقع انه سيجدهاككل يوم عندما يأتي إليها بالطعام وتتصنع النوم ولكنه وجد فراشها يخلو منها لتنكمش معالم ه ويضع الطعام أعلى الطاولة بجانب طعام الصباح التي لم تمسسه ويلعن ذلك العند اتوطن بها وهو يبحث بناعستيه الثائرة عنها لفت نظره شرفة حجرتها المواربة ليخطو نحوها بخطى واسعة وما أن فتح بابها كاد قلبه يهوي بين قدميه عندما وجدها باهتة بملامح منطفأة فرت منها كافة ألوان الحياة وتجلس على سور شرفتها تدلي قدميها خارجها
ولذلك لم يتخلى عن جموده معها و هدر بمكر وهو يستند على السور بكفوف ه ويشرد في نقطة وهمية بالفراغ
معتقدش أنك بالغباء ده و بتفكري ټنتحري بس لو ده اللي وصلتيله بتفكيرك مش هعارضك بالعكس أنت كده هتوفري عليا كتير وتريحيني.
كونه يعلمها تمام المعرفة تعمد أن
يستفزها بحديثه ويشعرها أن ما تفعله لن يؤثر به فإن استشعرت هي عكس ذلك ستستغل الأمر لصالحها
وبالفعل كانت فطنته بمحلها حين رفعت اها الغائرة له وهمست بصوت مازال يحمل بطياته حفنة من التمرد وهي تتخلى عن جلستها وتقف في مواجهته
رغم تلميحها المبطن الذي جعل التساؤلات تتقاذف برأسه إلا أنه أجل التفكير به وقد اعتلى جانب فمه هازئا من نجاح حيلته وقال بلامبالاة فاجأتها و وخزت قلبها
واحدة بسواد قلبك لازم تفكر كده بس على العموم افهميها زي ما أنت عايزة مبقتش تفرق.
أت غصة بحلقها وكادت ترد ولكنه سبقها بنبرة باردة خالية من أي دفء أصابت قلبها بالصقيع
الأكل عندك... وبراحتك لو عايزة متكليش أنا بس بخلص ضميري علشان لو حصلك حاجة محسش بذنبك
قالها وهو يخطوا خارج الشرفة دون أن ينظر لها نظرة واحدة تنم عن قلقه أو اهتمامه مما جعل اها تغيم و تنظر لآثره بنظرات غائرة يحتلها
هل مقتها لتلك الدرجة التي تجعله لا يطيق حتى النظر لها مهلا لم تهتم الآن! فمن المفترض أن تنقم عليه أكثر أن عنفها وقسى عليها...مهلا ايضا لم تشعر بتشتت عظيم يحتل كافة كيانها ولم ذلك الفراغ الموحش ينخر أحشائها!
أيا ترى بسببه وبسبب حديثه السابق الموبخ لها هل من الممكن أن يكون محق وهي بذلك السوء الذي أصبح يراها به. حقا لا تعلم هي ضائعة مشتتة بين ألم قلبها وهواجس عقلها الذي يبرئ كل أفعالها ويقنعها أنها مبررة في سبيل انتقامها وعند وصولها لتلك الفكرة وجدت ذاتها تنخرط بنوبة بكاء مرير وهي تتيقن أنها لم ټؤذي أحد سوى نفسها.
أما هو فقد حاول اقناعها ان تع له هاتفه ولكنها رفضت ورغم أنه ود بة ان يطمئن على أطفاله إلا انها استطاعت بطتها أن تؤثر عليه وتقنعه انهم بخير وهاهو ينتظرها كي تتحضر ليصها لتناول العشاء فقد أشعل أحد واخذ ينفث دخانها بنفاذ صبر فقد تأخرت كثيرا وحقا سأم الأنتظار ولكنه لم يستطيع أن يعترض حتى لا يفسد يومه الحافل معها
ولكن حين خرجت له
تدلى فكه وهو يراها ترتدي ذلك الثوب
ايه ده انت هتخرجي كده
أعتلى حاجبيها وقالت بثقة وهي تتطلع لهيئتها بالمرآة أمامه بكل ثقة
اه يا سونة ماله كده!
هب واقفا وأجابها بحدة
ماله ايه وزفت ايه الفستان ضيق جدا ده لبستيه ازاي مستحيل اك تنزلي كده روحي غيريه
زفرت حانقة واعترضت
بس هو عاجبني ومش هغيره وين مالك يا سونة ما أنا كنت بلبس زيه ما نتجوز وكنت بتتهبل عليا
تأفف بغيظ وبكثير من التناقض قال وهو يطفئ المشټعلة بكعب حذائه
الوضع اختلف دلوقتي أنت مراتي وشايلة اسمي.
قهقهت هي بصخب وإجابته دون حياد عن رأيها
بس أنا مش هغيره ومتهيئلي أنت اتجوزتني كده وت تشيلني أسمك وانا برضو كده ومش هغير ستايلي ونمط حياتي علشان أفكار رجعية ملهاش قيمة
لم
يروقه حديثها وهدر منفعل
منار مش ب الاسلوب ده
حانت منها بسمة
اهدى يا سونة متتعصبش وتبوظ مودي وين أنا هبقى معاك ومفيش حد هيقدر يرفع ه فيا علشان معايا أجمد راجل في الدنيا وكفاية اوي أنك مالي ي.
هستناك في العربية ياريت متتأخرش يا سونةعلشان بتوحشني
قالتها وابتعدت عنه تس حقيبتها كي تسبقه دون أن تعطيه أي مجال للرد وكأنها تود أن تثبت لذاتها منه أنها لن تخضع وتكون نسخة ثانية من تلك الغبية التي سخط عليها.
كانت حريصة على افتتانه بها بكل الطرق أثناء سهرتهم تتلاعب على اوتاره بكل حرفية وتعلقه بها أكثر بتلك الطة التي رغم فجا إلا أنها كانت تجدي نفع معه فقد تعمدت أن تجعله دائما تواق لها مستخدمة أحد حيلها الذكية التي تأكدت من تأثيرها حين بكلمات تصيبه بالجنون ...
فقد تصلب ه ولذلك قرر في التو أن ينهي سهرته .
ليؤشر للنادل ويعطيه بطاقته الائتمانية كي يسدد ثمن فاتورة الطعام
وهو يخبره أن يتم الأمر بعجالة كونه لا يستطيع الأنتظار اكثر وبالفعل هرول النادل كي ينفذ طلبه ولكن عاد له بضع دقائق قائلا
آسف يا فندم تقريبا البطاقة الإئتمانية بتاعة حضرتك مفهاش رص
تفوه بها ف ما كرر المحاولة لاكثر من مرة ليجعد حسن حاجبيه ويسأله م استيعاب
نعممممممممم...أنت متأكد اك المشكلة عندك!
نفى النادل وهو يناوله البطاقة مرة آخرى قائلا
حضرتك تقدر تتأكد بنفسك
لتتسأل هي بتهكم وببسمة صفراء دون أن تعطي صډمته أي اهمية
ازاي كده يا سونة معقول أنت بجلالة قدرك معكش رص
هب واقفا وأجابها
لأ... اك المشكلة من عندهم ياريت تسبقيني على العربية
أومأت له وغادرت بينما هو رفض عقله الاستيعاب و أصر أن يحاول بنفسه لعدة مرات ولكن دون جدوى
ليضيق بنيتاه القاتمة أن
فطن للأمر الذي لم يتوقع أن يصدر منها حتى في أ أحلامه وتوحشت نظراته وهسس بنبرة متوعدة ة الڠضب
عملتيها يا رهف...
السادس عشر
التراكمات سم بطيء ېقتل أي علاقة بصمت. لا تختبروا قوة تحمل الآخر لا تعولوا على ه الكبير وقلبه الأكبر. لا تتجاهلوا نفاذ صبره لا تتوقعوا أن تكون هناك صفحات جدة دائما فلا تدرون متى تأتي الصفحة الأخيرة. قد يبدو كل شيء على ما يرام بالأمس فتصحون على ثورة عارمة صباحا.
ممكن اعرف في ايه
قالتها هي ما أن دلفو ما ظل طوال الط صامت و ه متجهم بشكل مريب جعل الكثير من الشكوك تنتابها فقد حاول هو السيطرة على ذاته بصعوبة بالغة ونفى برأسه وأجابها بإقتضاب
مفيش...
لتتسأل من جد بريبة أكبر
طب ايه حكاية الرص دي طلع فعلا المشكلة من عندهم
أومأ لها بنعم وأخبرها كاذبا كي لاتزها عليه وتشعره بمدى غبائه
اه المشكلة من عندهم الجرسون حمار ومكنش عارف يتعامل
هزت رأسها وعقبت أن زفرت بارتياح
طب خلاص ايه اللي مضايقك وغير مودك كويس أنه طلع الغلط عندهم وإلا كان هيبقى
الموقف بايخ اوي يا سونة
بسمة على فمه واومأ لها بمسايرة وهو يحمد ربه أنه كان يحمل بضع نقود ورقية بحوزته للاحتياط وبالكاد غطت فاتورة العشاء ليتناول نفس عميق ويزفره على مهل ثم يمرر ه بين خصلاته بأعصاب تالفة قائلا وكأنه يتوسلها
هاتي التليفون يا منار عايز اطمن على الولاد
جعدت جبينها و تأففت من جد
يووووه انت مش بتزهق قولتلك لأ... وين ولادك مش لوحدهم لترفع حاجبيها وتضيف وهي تتخصر أمامه متهكمة
اوعى تكون رهف هانم وحشتك ومش قادر تقعد من غير ما تطمن عليها
كان يشعر ببراكين ثائرة برأسه من ة الڠضب ورغم ذلك تمالك نفسه وقال بنبرة آمرة بعض الشيء
هاتي التليفون ومش عايز زن أنا على آخري والموقف اللي حصل ضايقني بما فيه الكفاية
لوحت بها أمام ه وهدرت دون أن تعير غضبه أي اهمية
هو أيه اللي حصل وأنت ليه مكبر الموضوع كده ده مجرد سوء تفاهم ولا في حاجة مخبيها عليا...
زفر حانقا من جد وهدر منفعل
مفيش زفت مخبيه عليك وبلاش تزني أنا بكره الزن وهاتي التليفون
لم تراه غاضبا من لهذا الحد واستغربت أن موقف تافه كهذا يكون هو سبب غضبه ولثقتها بثرائه وما يملكه من نقود لم تشكك بتاتا بصحة حديثه و عاندت بثقة
لأ...ده شهر عسلي ومش
هخلي المملة مراتك تاخدك مني وتتسهولك لما تكلمها
احتدت بنيتاه القاتمة وهدر من بين اسنانه بنفاذ صبر وبآخر حيلة لديه
مش هكلمها هي ....هكلم يامن وهخليه يطمني على الولاد هاتي التليفون يا منار ومتعصبنيش اكتر من كده
زفرت بضيق من إصراره ولم تر أن تعاند أكثر كي لا تفسد الأمر بأوله فرغم تخوفها من استعطاف رهف له إلا انها التي تجعله يرضخ لها ويصبح كالخاتم بإصبعها ولذلك وافقت قائلة بخبث
خلاص متتعصبش يا سونة انا برضو عندي قلب وعارفة أنك اب و ولادك لازم يوحشوك
لتسير بضع خطوات ثم تفتح خزانة الملابس وتدس ها بين طياتها تخرج هاتفه وتناوله إياه قائلة بوداعة لا تليق ابدا بها
كلم يامن ومتنساش تسلملي عليه وتقوله انا نفسي اتعرف عليه
وعلى خالتك
تناوله من ها بتلهف وقام بفتحه
هاخد Shower وهستناك متتأخرش عليا يا سونة
لتبتسم هي وتخطو نحو المرحاض بينما هو ما أن تأكد من إغلاقها الباب دلف للشرفة وأغلق بابها عليه ثم قام بالنقر على شاشة هاتفه يطلب رقم رهف وهو ينوي أن يصب جم غضبه عليها ولكن لصډمته كان هاتفها مغلق