روايه لعبه في يده بقلم يسرا مسعد

موقع أيام نيوز

على شعوره بالملل رفعته سالى برفق وخرجت من الغرفه لتفاجىء بسكون المنزل نظرت فى الساعه فوجدتها قد جاوزت الحاديه عشر مساءا توجهت الى غرفه المعيشه لتجد والدها يتابع احد برامج التوك شو باهتمام فقالت له ازيك يا بابا امال فين ماما
محسن ازيك انتى يا لولو ...ماما دخلت نامت من شويه وحلفتنى اخليكم تباتو لبكره الوقت يابنتى اتأخر
سالى مش عارفه يا بابا ماكنتش عامله حسابى
محسن مش عامله حسابك على ايه
سالى يعنى لبس لسليم
محسن لاا ماتقلقيش من الناحيه دى خالص اختك سايبه لبس كتير من بتوع البنات جوه عندها فى الاوضه وبعدين
دى ليله يعنى
سالى طيب ربنا يسهل ...هو جاسر لسه نايم مش عاوزه اصحيه بقاله كام يوم مانمش
محسن سيبيه مرتاح ماتقلقيش نومه انا هقوم احضرلكم العشا
سالى خليك يا بابا انا هعمله
محسن لااا انتى من هنا ورايح تيجى هنا ملكه متوجه عن اذنك سمو البرنسيس ...ها الاستاذ الصغنن ده ياكل ايه اظن فى السن ده كنت بعمل لبنات سيرين سيريلاك او زبادى بالبسكوت والفاكهه ..ابعت اجيب من الصيدليه سيريلاك
سالى لاا يابابا ماتتعبش روحك اى ساندوتش او خلطه الزبادى اللى كنت بتعملها ده سلومه عسل خالص وماشاء الله مش مغلبنى فى الاكل نهائى
محسن ماشاء الله
لاقوة الا بالله .. ربنا يبارك فيه بس ملاحظ انه ساكت كده مش بيلاغى كده ويتحرك يامه
سالى ف انا كمان ملاحظه كده بس يمكن عشان ماكنش حواليه ناس يامه كده
محسن ربنا يبارك فيه ويجعله من الصالحين هقوم احضر العشا واقلبى القناه هاتى قرآن يسمعه ويهدى بيه 
سالى ماشى يابابا
نفذت سالى اقتراح والدها وماهى الا دقائق حتى تفاجأت بجاسر يقف عن مدخل الغرفه اشعث الشعر يفرك رأسه بقوه ...فقالت صحيت
اتجه جاسر الى الاريكه وجلس بجوارها وقال بصوت اجش سيبتينى نايم ليه كل ده الساعه داخله على 12
سالى مردتش اقلقك وحسيت انك عايز تنام وعامه انا صاحيه من ربع ساعه بس مش اكتر
جاسر تقلنا عليهم كده والوقت اتأخر ...يالا بينا طيب اجهزى عشان نمشى
عندئذ دخل محسن وقال لا تمشوا ايه ابدا والله مايحصل ..انتو هتباتو معانا
جاسر لا نبات ايه ماينفعش
جاسر ليه يابنى هوا بيتنا صحيح مش
قد المقام لكن يساع من الحبايب ميه
جاسر العفو ياعمى ابدا والله مش القصد بس كده هنبقى بنتقل عليكم
محسن ياسيدى جت على الليله ان ماكنش الارض تشيلكم نشيلكم فوق راسنا ...واحنا نفديك الساعه سليم يبات عندنا وينور بيتنا ..وبعدين الحاجه حالفه عليا ياتباتو يا اما هتطلع عليا ماتشات المصارعه الحره اللى بتتفرج عليها يرضيك هههههههه انا راجل عجزت وعضمى مايستحملش
ضحك جاسر وقال لا ان كان كده خلاص وماله ماجاش على سواد الليل
محسن طيب يالا تعالو عشان نتعشى سوا بقى
رد جاسر ناظرا الى سالى وكمان
تعبت نفسك ...يظهر ان سالى مدلعه على حسكم هنا
محسن اه طبعا انا قايلك من اول يوم دى آخر الود
جاسر طيب يا آخر الود مش تقومى بأه
قامت سالى حامله سليم وتقدمت جاسر وجلست على طاوله السفره وتناولت طعامها بشهيه واطعمت سليم
انتهى الجميع من تناول طعام العشاء الخفيف وقال محسن انا هقوم اعمل الشاى
سالى لا يابابا انا اللى هعمله ولا مش نفسك تشربه من ايدى
محسن ياسلام يا لولو وانا اطول
قال جاسر بمكر ولا انا طايل ياعمى
عندئذ دخلت مجيده غرفه الطعام فقالت ايييه معقول يا سالى ...كده برضه بس نقول ايه عروسه بقى وبتدلع عليك ياجاسر
نظرت سالى بحنق الى جاسر المبتسم
فرد جاسر ماهو الدلع واخد حده معايا ...بس عمى فهمنى انها ضريبه آخر الود فماقدرش ااقول حاجه
قالت سالى متجاهله جاسر صوتنا صحاكى يا ماما
مجيده خفت لاتمشوا اول ماسمعت صوتكم قلت اخرج اشوف فى ايه
سالى لا يا ست الكل بايتين ...تحبى تشربى شاى معانا
مجيده لا بلاش شاى ...ممكن شاى بلبن
محسن وانا كمان يا لولو
جاسر ولو ممكن انا
عندئذ ا سليم صوتا عاليا لينبهم لوجوده فقالت له سالى بحنان وانت كمان يا روحى هوا انا اقدر
بس انت لبن منغير شاى
مجيده ايه رأيك يا جاسر ...اظن مش هتلاقى فى حنيه سالى على الاطفال ربنا يفرحنى بذريتكم عن قريب
جاسر يارب ولو ان عن قريب دى صعبه شويه
مجيده مستنكره ليه بقااااااا..
نظرت سالى پغضب الى جاسر والذى تجاهل نظراتها وتابع قائلا سالى اصلها عايزانا نأجل الخلفه بتقول كفايه عليها انها ام لسليم وبس
مجيده هيييييه ..اخس عليكى يا لولو ..ليه يابنتى كده ...دا انا وابوكى عايشين لليوم ده ..لا مالكيش حق ..اوعى تكونى بتاخدى حاجه ....وانت يا جاسر متطاوعهاش انت ااعقل منها ولا انت مانفسكش تخاوى سليم
جاسر بابتسامه ماكره فرحا بتحقيق هدفه فى اثاره حنق مجيده على ابنتها لا ازاى... نفسى طبعا... دا نفسى ولا فى عشر عيال بس هيا تشد حيلها
شعرت سالى ان الډم يفور فى عروقها فقامت غضبى وقالت انا هروح اعمل الشاى
مجيده تنكار روحى ...اهربى ..هقولك ايه ربنا يهديكى
محسن اسمحلى يا جاسر بس حيث انك اللى فتحت الحوار ...احنا نفسنا طبعا نفرح بولادكم بس كمان انتو اتجوزتو بسرعه ادوا نفسكم فرصه
اعترضت مجيده يدوا نفسهم فرصه لايه يا محسن خلينا نفرح بيهم
جاسر انا فاهم عمى قصده ايه ...حضرتك تقصد اننا نعيش كام يوم كده ما نزود مسئوليتنا وعشان كده انا موافق سالى ...انا مقدر انها برضه لسه صغيره ...انا بس حبيت افتح الكلام من بدرى فى الموضوع ده عشان انا عارف الاهل بالذات بيبقوا مستعجلين على موضوع الخلفه ...بس دى رغبه سالى وانا بحترم رغبتها طبعا ....لان الامور اللى زى دى
مافيهاش ڠصب
محسن عين العقل يابنى ...عداك العيب ...وعن نفسى انا مش هتدخل
مجيده باصرار لكن انا هتدخل ..ما اختها اهيه اتجوزت وهيا فى نفس سنها وحامل فى لرابع مره ..انا هقوم اكلمها واعقلها
جاسر لا ياطنط معلش مش دلوقتى انا مش عاوزها تزعل منى
مجيده ماشى يابنى ..ماشى ...ربنا يهديهالك وتبطل عندها شويه
جاسر ايوااا .احسن دعوه
دخلت سالى الغرفه حامله صينيه بها اكواب الشاى اله فقالت فى حنق دعوه ايه ان شاء الله يا استاذ جاسر
جاسر انك تبطلى عندك شويه... تخيل ياعمى حتى بتعند معايا فى الاكل بس يظهر انها نفسها بتتفتح معاكم هنا
محسن لا هيا طول
عمرها اكلتها ضعيفه... ربنا يستر وسليم مايخدش الطبع ده منها
جاسر ضاحكا على كده هعين مراقب عليهم هما الاتنين يشوف اكلهم
شعرت سالى بالسأم من الحوار الذى افتتحه جاسر وترقرق الدمع فى عيناها وقالت طالما لسه ماخلصتوش تقطيع فى فروتى انا هدخل انيم سليم
مجيده تعالى بقى يا لولو ماتبقيش قماصه امال ...دا احنا كلنا بنحبك يابنتى وعاوزيين مصلحتك
ردت سالى انا ماتقمصتش بس سليم شكله عاوز ينام عن اذنكم
انصرفت سالى حامله الصغير 
فقال جاسر يظهر انها زعلت عامله الشاى كله احمر ولا كوبايه شاى بلبن
محسن هههههههههه هيا كده اما تزعل مابتركزش اووى
جاسر انا هقوم اصالحها ...هيا غلطتى فعلا
مجيده لا ياحبيبى انت ماغلطتش احنا اهلها وانت جوزها وعايزين مصلحتكم ...وخلاص مش هدخل على الاقل دلوقتى وكويس انك قولتلنا عشان
يبقى عندنا خبر... وكلها اسبوع واختها تولد وكمان سليم معاها كل دوول هيرققوا قلبها ويخلوها تشتاق للحمل
سالى بټموت فى العيال
جاسر طيب حوا على خير
محسن وانت من اهله يا جاسر
مجيده وانت من اهله بس ايه مش هتشرب الشاى
جاسر هاخد الكوبايه اشربها جوه عن اذنكم
انصرف جاسر الى الغرفه ودخل بهدوء ليجد ان سليم قد استسلم للنوم اما سالى فكانت تقف فى مواجهه النافذه مديره له ظهرها تتساقط دموعها فى صمت
شعر جاسر بالذنب فقد استغل اشتياق والديها لذريه ابنتهما فى الضغط عليها عله يستطيع الاقتراب منها
تقدم جاسر بضعه خطوات منها ووضع يده على كتفيها برفق
شعرت سالى بالرجفه تسرى فى ها فاستدارت تواجهه پغضب وقالت ودموعها لازالت تنهمر بغزاره على وجنتيها انت عاوز ايه بالظبط ...فهمنى ...عاوز منى ايه ...انت مش مكفيك اللى عملته فيا لازمته ايه تدخل بابا وماما فى اللى بينا تحب اخرج ااقولهم ..هه تحب ااقولهم انك متجوزنى عشان ترجع ابنك وبس ... وانى انا مش طيقاك وعايشه معاك عشان خاطرهم هما ..عشان مايتقهروش على طلاقى للمره التانيه ...ولانها فى الاول والاخر غلطتى لانى انا اللى اتسرعت ووافقت عليك
شعر جاسر بالص من كلامها ونظر لها شاعرا بالحزن وقال بهدوء مش طيقانى!! ...وعايشه معايا عشان خاطرهم ..كتر خيرك يظهر انى انسان سىء فعلا للدرجه وحقك عليا ياستى واوعدك انها آخر مره ادخل اهلك فى حاجه وكتر خيرك انك عايشه معايا بتربيلى ابنى ...حى على خير
اخذ جاسر الوساده ووضعها ارضا وتمدد على الارض مديرا ه لسالى التى وقفت شاعره بالضيق فقد تفوهت بكلمات جارحه لم تظن انها قد تمسه الى ذلك الحد ...ولكن يبدوا ان سورا اخرا بنى بفعل اقوالها ليفصلها بعيدا عنه لترتفع الاسوار ويزداد عدد الجدران لتضيف مزيدا من الاتساع للهوه العميقه التى تفصلهما عن بعضهما البعض
لم تنم سالى ليلتها شاعره بالذنب تجاه جاسر فهاهو ينام ارضا ليبتعد عنها
ولم تجرؤ سالى على الحديث اليه ...وما ان اشرقت شمس الصباح حتى قام جاسر وخرج بهدوء من الغرفه واتجه الى الحمام 
خرج من الحمام بعدما انهى ساله ليجد ان سالى قد استيقظت الاخرى واعدت الافطار فى محاوله منها لأصلاح الامور 
فذهب الى غرفه النوم وارتدى ملابسه فى عجاله
طرقت سالى باب الغرفه دخلت لتجد جاسر واقفا امام المرأه يمشط شعره باهتمام فقالت صباح الخير
رد جاسر باقتضاب صباح النور
سالى انا حضرت الفطار
وضع جاسر المشط جانبا وقال مش عاوز ...وياريت تلبسى هدومك عشان انا مستعجل ..يادوب اوصلك انتى وسليم واروح على الشركه
قالت سالى باندهاش انت هتروح الشغل!!
ارتدى جاسر ساعته الفاخره قائلا فى سخريه ااه معلش ياعروسه شهر العسل يادوب مالحقش يكمل اسبوع بس اظن بكملت... راجل مش طيقاه... وبتربيله ابنه ...ما انتى مضطره والا هيبقى اسمك مه للمره التانيه ...فبكملت بقى وربنا يعينك
شعرت سالى بالص من حديثه فهى لم تظن ان كلماتها لحظه ڠضبها ستجعل تفكيره يتخذ هذا المنحنى الذى يصل بهم الى درب مسدود نهايته ...فصمتت واتجهت الى سليم واوقظته برفق وحملته وخرجت به واتجهت الى الحمام
عادت سالى بعد قليل لتجد ان الغرفه اصبحت خاويه فأبدلت ثياب سليم وملابسها وخرجت بعد قرابه النصف ساعه لتسمع اصوت لوالدها و لجاسر يتحدثان عن طرق الزراعه وانواع النباتات المختلفه اتيه من الدور العلوى
وبعد قليل نزل محسن درجات السلم يتبعه جاسر
وما ان رأته سالى حتى قالت صباح الخير يا بابا
محسن ياصباح الورد
قال جاسر بحزم
هاه جاهزه
محسن ما تستنوا تتغدوا معانا النهارده دا حتى سيرين جايه على الغدا هيا
تم نسخ الرابط