روايه غيوم ومطر
المحتويات
حرم العمليات اول ما تتنقل العنايه هنسمح ليكم برؤيتها واحد واحد من بعيد
هو لن يتحمل الانتظار اكثر من ذلك وخصوصا وهو يعلم انها تحتاج اليه ليتهم يسمحون له برؤيتها هو ايضا يحتاج اليها بنفس مقدار احتياجها اليه اصوات بكاء تصاعدت مجددا اصابته بالكآبه فالټفت پحده ليستكشف فوجىء بعدد من رجال الشرطه يتحدثون مع عائلته الباكيه هو يعلم جيدا انهم لا يحتملون اعادة ما حدث ولكنهم يجب عليهم ذلك من اجل ان تجحم تلك اللعينه في الچحيم الابدى منذ الحاډث لم يفكر الا في السبب الذى جعلها تحمل كل هذا الغل والكره لفريده التى لم تعاملها يوما الا بكل حب انتظر حتى اخبرت خالته وجدته الشرطه عن الجزء الذى لم يحضره وتولي هو اخبارهم بالباقي بالتأكيد اعادة صياغة ما حدث في كلمات تقولها خالته ستؤلمها بنفس مقدار المها وقت لذلك تحمل هو الالم وجنبها هى ذلك
ولما عملنا له زياره بعد اذن النيابه طبعا بلغنا انها مريضته وبتتعالج عنده من زمان طبعا رفض يعطينا أي تفاصيل لكن لما سألناه عن تشخيصه لحالة المتهمه قال انه كان بيعالجها من سنوات طويله علي انها شخصيه معاديه للمجتمع anti social personality وبعدين من حوالي سنتين الامر اتطور واصبحت تعانى من وسواس قهري عڼيف وفي اخر زياره له من اسبوع لاحظ انها بدأت تعانى من هلاوس وضلالات وكان شاكك انها قلبت فصام مزمن وما استبعدش انها تكون عڼيفه او تحاول القټل لان
مسكينه فريده فتحت للحيه حياتها وقلبها فتسببت في خسارتها لزوجها
الدقائق لا تمر ابدا والصمت مازال سيد الموقف الجميع فقد قدرته علي الكلام وكل منهم يتألم في صمت وكأن الكلام والصړاخ العالي نذير شؤم الدعوات اصبحت تتصاعد من القلوب الي خالقها مباشرة دون المرور باللسان حتى شريفه اصرت علي ترك غرفتها علي الرغم من تحذيرات الاطباء واحتوت ابنتها الباكيه في حنان اموي تملك الكثير منه تجمعت العائله كعادتها في السراء والضراء وحضر حتى اسيل وزوجها وخالتها لمياء والدة اسيل وريما ابنتها الصغري وعمر كان يشعر بخدر عجيب وكأنه يفارق الحياه تدريجيا مع كل دقيقه تقضيها فريده بعيده عنه الانتظار استنزفهم تماما حتى جاءت الممرضه اخيرا لتخبرهم انها انتقلت اخيرا الي العنايه المركزه وان الزياره ما زالت ممنوعه
فجأه ڠضب الطبيب زال تماما صاح بتفهم ايوه فاهم وكمان كنت عاوز اقابلك المسعفين بلغونى بالمجهود الجبار اللي انت والدكتور التانى عملتوه بصراحه هى حالتها حرجه جدا ومكنش هيبقي فيه أي امل بدون تدخلكم
محمد اشار الي عمر الذى اقتاد رشا الي الخارج ليبعدها عن الموقف المتوتر الدكتور التانى عمر ابن خالتى طبيب تخدير وعنايه مركزه وانا باطنه وطبعا حاولنا كل اللي نقدر عليه وربنا يسترها طمنا عليها يا دكتور حالتها ايه بالظبط
هتاف مجمع خرج بإسم عمر حتى سوميه اختارت عمر لانها تعلم كم يحبها وكم يحتاجان الي
بعضهما البعض وان وجوده الي قربها سيفيدها اكثر من وجودها هى شخصيا وعمر لم ينتظر رأيهم فهو لم يكن سيصبر انسحب فورا الي الممر المؤدى الي غرفتها ودخل علي اطراف اصابعه
ملاك حتى وهى نائمه وعشرات الخراطيم تتصل بها وتساعدها علي الحياه القليل من خصلات شعرها الاسود فرت بتمرد من تحت غطاء الشعر الخاص بالمستشفي لتغطى جبهتها ووجنتها وتخفيهم عنه لطالما راقبها وهى نائمه لسنوات كان يقضى الليالي
مستيقظا من اجل ان يراقبها ويمتع عيونه بوجهها ويقترب بوجهه منها ليشعر بأنفاسها علي وجهه وكان يكتفي بذلك حتى يغلبه النوم من شدة ارهاقه والان هو لن يشعر بأنفاسها لأن انفاسها محپوسه بداخل جهاز كبير اقترب منها وجلس الي جوارها التقط كفها واحتواها بين يديه وهو يقول سامحينى يا اغلي الناس انا عارف انى كنت قاسې عليكى في البدايه كنت بعاقبك ايوه كنت بعاقبك مش بس عشان اللي انتى عملتيه فيه لا كمان عشان اول ما شوفتك تانى اكتشفت انى بحبك اكتر من زمان وان البعد خلانى اضعف بكتير من الاول اكتشفت ان حبك في دمى ولا يمكن اتخلص منه ابدا يوم فرح اسيل كنت هتجنن عليكى وڠضبان منك ومن نفسي لانى
كنت فاكر انى خفيت من حبك لكن حبك مرض مزمن ما فيش له علاج وبعدين فضلت اعاقبك برده عشان اتغيرتى ايوه كنت خاېف خاېف اركع تانى تحت رجليكى
فريده انا بحبك وهفضل لاخر يوم في عمري احبك لكن كنت خاېف اكرر التجربه معاكى تانى انا رجعت اغنى من الاول صحيح لكن شهادتى هى هى ايه الجديد لا اخدت ماجستير ولا دكتوراه عشان تحبينى هتفضلي انتى برده الدكتوره فريده وانا زى ما انا فلوسي ممكن تروح في لحظه صفقه ادخلها غلط او ضربه اقتصاديه وارجع تانى عمر النكره انا من غير فلوسي اساوى ايه
عشان كده كنت خاېف لا فلوسي هتدوم ولا لياقتى كمان في يوم وليله ممكن ارجع عمر القديم وساعتها دماري هيكون بالقاضيه
انا عارف انك اتغيرتى لكن للاسف يا فريده انتى مش بتحبينى انتى بتحبي حبي ليكى وافتقديه لما انفصلنا عارفه لو بتحبينى بجد كنت هرجع من اول اشاره منك لكن مع كل ده انا بحبك برده وعمري ما حبيت ولا تمنيت غيرك لكن لو سامعانى دلوقتى يا حبيبتى انا بأوعدك انى مش هخليكى تغيبى عن عينى حتى ثانيه واحده هركع تحت رجليكى واعملي فيه اللي يرضيكى لكن ترجعى ليه تانى
دموعه الحارقه سقطت علي كفها المستكينه بين كفيه المفاجأه جمدته فهو
شعربها تقبض علي اصبعه الصغير بضعف ثم تفلته كان يخشي
ان يكون يتخيل عاد الي وجهها يتأمله مازالت كما هى مغمضة العينين ولا يوجد أي دليل علي انها حركت يدها اكمل حديثه حبيتى انتى حاسه بيه مش كده سامعانى يا فريده فريده انا بحبك بعشقك انت روحى من غيرك الحياه كئيبه ومالهاش طعم فريده اوعى تكونى بتغيري من نوف عارفه طيب هحكيلك نوف هى اللي فسخت خطوبتنا عارفه ليه مجددا شعر بها تقبض علي اصبعه بقوه اكبر من المره السابقه هذه المره كان يركز نظره علي اصابعها الرقيقه ليتأكد بنفسه حركتها اعطته الامل فواصل نوف فسخت الخطوبه لانها اتأكدت انى بحبك وعمري ما هحبها زيك ابدا كانت ذكيه وعرفت اللي انا نفسي كنت بنكره عرفت ان روحى فيكى وحياتى تحت رجليكى ولما قريت رسالتك يا فريده عرفت ان فيه امل وكنت هحصلك علي امريكا واجيبك بالقوه
ارجعيلي يا فريده وانتقمى منى براحتك لكن لازم تقاومى يا حبيبتى عشانى وعشان بنتنا اللي في بطنك نفسي تكون شبهك عشان يبقي عندى منك نسخ كتير وهنجيب اولاد كتير عاوز 5 لا 6 وهراقبك وانتى بتدلعيهم وبتوجهيهم انا عارف انك هتكونى احن ام
الشعور بالعجز شعور قاټل عندما تقف عاجز عن مساعدة من تحب تشعر بالاختناق ثم اليأس ثم الڠضب وتعود للشعور بالعجز
الممرضه اقتربت منه لتخرجه خارج غرفة فريده لكنها بالصدفه شاهدت استجابتها البسيطه فغادرت في صمت لتخبر الطبيب بالتطورات التى شاهدتها ربما وجوده يفيد فنبضاتها منتظمه ومن الواضح انها تشعر به وعندما عاد الطبيب معها ليري بنفسه استجابة فريده طلب من عمر مغادرة الغرفه اخبره بإهتمام ايديك محتاجه عنايه طبيه فورا جروحك هتتلوث وايدك هتتشوه لحظه قاسيه جدا ان يضطر لترك يدها ويغادر لكنه يريد
ان يترك الفرصه لخالته لرؤيتها ربما تتحسن فريده عندما تشعر بوالدتها اخر ما يفكر به الان هو چروحه لكنه اذعن رغما عنه لطلب الطبيب وترك كفها پألم ونهض محاولا مغادرة الغرفه ولكن ما ان ترك كفها حتى بدات الاجهزه المحيطه بفريده بإطلاق الانذارات وتكهرب الجو ونظر الطاقم المرافق للطبيب المسترخى بقلق وهم ينتظرون اوامره العاجله فهم امام حاله طارئه جدا وهالهم ان يروه بكل هذا الاسترخاء وبكل هدوء ممدوح امر عمر ان يعود للامساك بكفها والتحدث اليها امام نظرات الفريق المدهوشه الذين ظنوا ان الطبيب فقد عقله ويتصرف بكل هذا الاسترخاء والحاله ټصارع المۏت ولكن بمجرد ان عاد عمر الي جوارها وتمسك بكفها مجددا حتى هدأت الاجهزه واستقرت الحاله ونظرة الانتصار علي وجه
الطبيب انبئتهم انه كان يتوقع ما سوف يحدث
تلفتت حولها في جزع فالادراك عاد اليها الان فقط مع انها استردت وعيها منذ ساعات فوجئت انها في غرفه مظلمه مع نساء يبدو عليهم الشړ تسألت بصوت عالي انا فين
اجابتها احدى النساء التى ترتدى جلباب بنى وتربط رأسها بطرحه سوداء باهته قالت باستهزاء هتكونى فين يعنى في السچن يا حلوه
انها تملك كل ما لم تملكه يوما الشرف والاحترام والمركز وزوج وسيم محب يتمنى رضاها والاهم الاصل منزلها الراقي وعائلتها الكبيره اشياء لطالما حسدتها عليهم
ثم الحب الاسطوري الذى يكنه عمر لها
عادت تتسأل انا هنا من امتى اخر ما تتذكره كان محاولة عمر الدفاع عن فريده ثم لا تدري ماذا حدث بعدها
صول عجوز هتف بخشونه عبر الفتحه الصغيره في باب العنبر فاطمه مرعى
نهضت ببطء ونظرت اليه بإحتقار ولم ترد لطالما كانت تحسد الاغنياء وتحتقر الفقراء في مزيج عجيب من الحقد الطبقي الصول فتح الباب ودفعها عبره
متابعة القراءة