روايه غيوم ومطر

موقع أيام نيوز


بأي شكل .... حتى انتقالتها من والي كليتها فكر فيه فهو لم يكن ليتمكن من ايصالها يوميا وهى رفضت تعلم قيادة السيارات ورفضت ان يشتري لها سياره صغيره وتعللت بأن الكليه بعيده والشوارع مزدحمه وسوف تجهد في القياده لذلك اتفق مع سائق سيارة اجره يثق فيه لانه يعمل مند زمن طويل مع فندقهم علي ايصالها الي كليتها يوميا ثم يعود عندما تنتهى من محاضراتها ليقلها الي المنزل مجددا .... في طريق عودته من الفندق في الثالثه عصرا كالمعتاد توقف عند محل للزهور وحمل لها باقه كبيره واكمل طريقه الي المنزل.... 

اللمسة الاخيره التى اعتمدها في تقديم الطعام كانت مدهشه ...تطلع اليها باعجاب وهنىء نفسه ....الورود الجميله التى ابتاعها في طريق عودته اخفاها خلف ظهره ليسلمها الي فريده وهو يفتح لها الباب....
السفره كانت معده باتقان محترف واشهى الاطباق انتظرت علي الطاوله لتأكل ...اعد لها الاسكلوب الذى تحبه مع البطاطا المهروسه وجميع انواع السلطات والخضروات المطهيه علي البخار ....انه اليوم يحتفل بنجاحه ويرغب في الشعور بالفخامه فحرص علي تقديم الطعام في الاوانى الفاخره والكاسات الكريستاليه احتوت العصير الذى وضعه في دورق كبير مع قطع الثلج لترطب عليها اجهاد يومها الشاق .... العد التنازلي بدأ فالرساله اليوميه التى كانت تصله من سائق التاكسى وصلت منذ خمسة عشر دقيقه... كان يطلب منه تبليغه باقتراب وصولها كى يجهز المائده لها ويعدها لتصبح جاهزه وفي انتظارها ....نظر الى ساعته بلهفه ففريده
سوف تقرع الجرس في أي لحظة الان ..... نغمات الجرس الموسيقيه ارسلت في جسده موجات من السعاده ...فتح الباب وفور دخول فريده اظهر الباقه من خلف ظهره وسلمها لها ...فريده تنشقت عبير الورد الرائع وقبل ان تتمكن من شكره كان قد احتواها بين ذراعيه بلهفه...كان يفتقدها بشده ...فريده تململت بين ذراعيه فحررها وقال ... غيري هدومك منتظرك علي الغدا... فريده اكلت بصمت ...يومها كان مرهق جدا ومزاجها تعكر للغايه بسبب سكشن الشرعى ..اعصابها المرهفه لم تتحمل مادة الشرعى القاسيه واكملت فاطمه تعكير مزاجها عندما دعتها للاكل معها في كافتيريا الكليه لكن فريده رفضت وقالت لها ان عمر يعد لهم الطعام وينتظرها للاكل سويا .... 
رد فاطمه استفزها للغايه لكنها صمتت ولم تهب لنجدته عندما علقت فاطمه بسخريه ... طبعا ماهو فاضي ...ابو 60 لازم يخدمك ... شكله مخه تخين زى جسمه....
الاكل كان ممتاز لكنها فقدت شهيتها وكلما تزكرت عينات الانسجه المحفوظه في الفورمالين اصابها الغثيان ... عمر لاحظ تغير مزاجها فسألها بحنان ... مالك يا فريده ...الاكل مش عاجبك 
فريده اكملت صمتها وتظاهرت بالاكل ...ربما الخروج والتسوق سيغير مزاجها للافضل ... عمر فكر مع نفسه ...نظر اليها بلطف وقال ... طيب هنخرج بلليل نشتري حاجه يمكن تفكى شويه ....فريده اجابته باقتضاب ... لا انا تعبانه مش هقدر اخرج ....عمر شعر بالاحباط لكنه تجاوز عن احباطه وعندما شاهدها تغادر المائده بدون تكملة طعامها ... امرها بلطف ... فريده ...انتى مأكلتيش اعدى كلي ....فريده القت شوكتها في صحنها بوقاحه وقالت ... اكلت في الكليه وبدون اضافة المزيد غادرت الي غرفتهم ....عمر نظر الي احتفاله بحسره وجلس بمفرده يحتسي العصير البارد ...فريده لم تكن علي طبيعتها ..لاحظ ذلك منذ لحظة عودتها ربما لو احتواها بين ذراعيه ستهدأ وستخبره بما يضايقها ...حمل كأسه الذى لم يكمله وحمل لها كأسا واتجه الي الغرفه ...فريده كانت مستلقيه في الظلام بلا حراك ...اضاء ضوءا خاڤتا بجوار الفراش وادارها لتواجهه...سألها برفق ... مالك يا فريده ...فيه حاجه مضايقاكى ... فريده تجاهلت الاجابه ...عمر ناولها كأس العصير وقال .. طيب اشربي العصير ...فريده صړخت پغضب ... كفايه خنقتنى طول النهار كلي واشربي ..هو انت ماما ... عمر نظر اليها بعدم تصديق وغادر الغرفه غاضبا ....
يا الله لماذا سمحت لشيطانها في التحكم فيها ..عمر كان يتفانى في خدمتها وهى قابلت ذلك بنكران الجميل والجحود ...بكت لمده ثم غفت في النوم ... عندما استيقظت عمر لم يكن الي جوارها ....بحثت عنه في ارجاء المنزل فوجدته نائم في غرفة المعيشه والتلفاز كان مفتوح ولكن بدون صوت ... شعرت بالندم فهى جرحته بشده ...عمر شعر بحركتها في الغرفه ففتح عيونه علي الفور ...مجرد رؤيتها الي جواره جعلته يبتسم ...ابتسامته انبئتها انه لم يعد غاضب ...عمر اقترح مجددا ... تعالي نشرب الشاي في المول ....فريده لم تجادل واتجهت فورا الي غرفتها لترتدى ملابسها والخروج معه .....
بعد ان انتهوا من الشاي في مقهى المول القريب منهم عمر اقترح عليها بلطف ... تعالي ...عاوزك تشتري فستان جديد النهارده ...فريده اجابته ... لا شكرا عندى كتير مش محتاجه...عمر الح عليها .. ارجوكى يا فريده ... اشتري حاجه مميزه ...اسمعى الكلام وتعالي بس اتفرجى يمكن يعجبك فستان ....فريده سألته..... اشمعنى يعنى الالحاح ده فيه مناسبه معينه

...
 

تم نسخ الرابط