روايه غيوم ومطر

موقع أيام نيوز


جميع احلامها وتخيلاتها ..لم تكن تتوقع وهى ترتدى فستانها الوردى في ذلك الصباح ان يكون هو نفسه فستان زفافها علي حبيبها .. بماذا ستجيبه والكلمات لا تعبر عما يجيش به الصدر من مشاعر واليوم الذى انتظرته سنوات اتى اخيرا وبدون أي مقدمات.. الجمتها المفاجأه ومحمد اعتبر صمتها كموافقه فهو بالفعل كان مواقفه لكنها لم تجرؤ على الجهر بها صراحة ..تركته يقرر عنها فهى اضعف من ذلك هل ستخسر عمر بفعلتها تلك ام ستعيد الي عمر ذاته المفقوده من جديد وتعيده الي دائرة الحياه.. 

الان ستتواري خلف قوته وستترك له تقرير مصيرها فهى لا تقوى علي الرفض ولا تجرؤ علي الموافقه ...ستسلم زمام امرها اليه بالكامل ليحملها معه اينما يريد....
معضله ...تلك التى هو وضع نفسه فيها ...ان كان قد اجبر عمر واحمد علي الشهاده رغما عنهما ووافقا تحت تهديده خوفا من ان يتزوجها بدونهما فهما علي الاقل سيكونا الشهود ولن يتركا محمد ونور للاغراب الا انه يتبقي امر الولي ...من سيكون ولي نور ...هو بحاجه الي التفكير سريعا ..انه انتزع عمر من عروسه وهو بالتأكيد سوف يواجه طريحه محترمه من رشا علي انزالها هى ووالدتهووجدتهم عند منزلهم والعوده سريعا اليه في المسجد ... دعى الا يكتشف احد تلك التحركات الغريبه لساعه اخري هى الوقت الذى امهمله اياه المأذون ليدبر فيها ولي والا سينسحب فهو وافق فقط علي عقد القران عندما اخبره محمد بحكايتهما وتعنت عمر في الرفض لكنه نصحه بعدم اتمام الزواج الا بعد موافقة اخيها...محمد لمس روح المأذون وليس عقله فوافق ولكنه سيرحل بعد صلاة المغرب علي اي حال.. وايضا لا يستطيع تأخير نور اكثر من ذلك فهى اغلقت جوالها بعدما اخبرت والدتها انها سوف ترحل مع عمر ورشا...وبالتأكيد ستبدأ في البحث عنها قريبا ... وقت صلاة المغرب قد حان ...الصلاه ستريحه من همه وسيجعل الله له مخرجا قريبا ...دعوات صادقه في الصلاه اراحته كثيرا ...توكل علي الله وانتظر ان يفرجها عليهما وانفرجت عيناه پصدمه فلم يكن يتوقع ان تستجاب دعواته بتلك السرعه فعندما شاهد صديقه علي ووالده طبيب الكلي المشهور الذي اجري العمليه لاحمد ينهيان صلاتهما علم ان الڤرج قد اتاه من اوسع ابوابه.. الدكتور سرور سيكون ولي نور وهو يعلم انه لن يرفض طلبا لعلي ولصديق علي 
لحقت خطاه السريعه وهى تجاهد ...بعد ان حرر يدها اتجه الي سيارته وتركها لتلحقه وهى ركضت خلفه ...كان منزعج بدرجه كبيره فمواجهته مع محمد كانت قاسيه علي الجميع وبالاخص علي نور ...لو فقط يسمح لها بمواساته او التخفيف عنه ....اغلق باب سيارته خلفه ووضع رأسه يغطى بها كفاها التى امسكت بالمقود وفريده لحقته
بهدوء شديد وجلست صامته الي جواره ....شجعت نفسها ومدت
كفها تملس علي شعره في حركه اشتاقت لفعلها منذ عودته ولدهشتها لم يتصلب تحت لمستها او ينتفض كما اعتاد ان يفعل مؤخرا بل استسلم لضرباتها الحانيه البطيئه المتتاليه التى كانت تمسح شعره ....استسلامه وعدم نفوره شجعاها علي الكلام ...همست بصوت بالكاد يكون مسموع ... تسمح لي اسألك سؤال ... ليه رافض جواز محمد ونور .... استمر يخفي وجهه للحظات وهى تصلبت يدها علي شعره وانتظرت ثورته لكن لدهشتها رفع رأسه فجأه فسحبت كفها علي الفور ..ركز نظراته علي وجهه ثم قال ... بسببك
انها الاجابه التى توقعتها تماما ..اذن لماذا شعرت بكل ذلك الالم عندما فقط نطق حروف الكلمه التى كانت تعلم انه سيقولها...كيف سيتحمل ضميرها كل تلك الاوزار ... انها السبب المباشر في تعاسة محمد ونور وعمر شخصيا من قبلهما ...لو كان الاڼتحار يسمح به شرعنا لكانت اڼتحرت الان بكل سهوله لكنه محرم وهى لا تستطيع ان ټموت كافره....والمها تجسد جليا علي وجهها وشعر به عمر ...المها لمس قلبه ومزق اوتاره الواحد تلو الاخر ..انه لم يكن يقصد المعنى الذى فهمته ...انه لم يكن يرفض بسبب شخصها او لانها شقيقة محمد ...لا بل كان يرفض بسبب حبها ...الحب الذى علم عليه لسنوات والمه بشكل تعجز الكلمات عن وصفه اراد تجنيب نور الما مثله ...لم يكن يبعدها عن محمد لانه شقيق فريده بل كان يبعدها عن شخصا تحبه حتى ذابت فيه وتخطت كل الحدود ....اراد لها حبا اخر هادىء ...اخف في الاشتعال واللهيب فلا يحرقها كما احترق هو من قبل 
اما فريده فقطعه من قلبها ماټت بالفعل مع كلمته ...عقابه هذه المره فاق أي عقاپ سابق عرفته ...بكلمه واحده فقط هدمها من اعماقها ...حسرتها انطقتها اخيرا ...قالت بمراره ... من ناحيتى اطمن ...وافق عشان خاطرهم هما مالهمش ذنب ...مش من حقك تحرمهم من حبهم وانا هريحك خالص 
البعثه قربت واوعدك مش هرجع مصر بعدها ابدا

....رحلتى لامريكا رحله في اتجاه واحد ....
النشوه التى شعر بها بمجرد توقيعه علي العقد لا يمكن وصفها بالكلمات ... انتفخت اوداجه
 

تم نسخ الرابط