روايه صرخه عالطريق
المحتويات
وانا مش هخلي حد ياخده ولا يأذيه.
ظلت تتوسله برجاء فبكى وهو وهي مازالت تهذي برجائها ألا تذهب بها للطبيب..راح يربت على ظهرها برفق شديد لتهدا رعشتها حتى
غفت بين يديه فأرقدها بحذر ثم ذهب ليصلي ويحدث ربه ساجدا عله يستجيب.
..................
يارب أنا مش بعترض على قضائك وراضي وحمدك علي اللي تجود بيه بس من حقي اطمع في كرمك واتعشم في رحمتك يارب حتي لو مكتوب ان كل ذريتي تكون مشوهة..أنت قادر تغير قدري وتمن علي عبدك الضعيف بطفل سليم معافى..عشان خاطر مراتي المسكينة اللي هتتجنن وتكون أم يارب ضاقت بيا كل السبل والأمل في قدرتك مش ممكن يضيع أجبرني يا جبار السموات والأرض قر عيني بذرية سليمة تكون عزوتي في الدنيا يارب لا تردني خائب الرجا أنا ماليش غيرك أدق بابه واطلب منه حاجتي وعارف انك كريم ومش بترد محتاج يدق باب رحمتك
ط
بصعوبة كبيرة أقنعها أن تذهب للفحص لكن مع طبيب أخر.. وقفت ترتجف أمام باب العيادة وكادت تتراجع فعاق رحيلها برفق هامسا مش وعدتيني يا شمس
خنعت له ونظرت لموضع الجنين وربتت عليه كأنها تستمد منه قوة ثم دلفا معا ليعلما مصير طفلهما تلك المرة.
عيناه مصوبة بتركيز شديد على الشاشة الصغيرة التي تعرض مجسم افتراضي لأحشاء شمس طال فحص الطبيب وكل حين يعدل عويناته فوق انفه ويستأنف رصد ما يراه باهتمام.
ارتفعت عيناه بدهشة ألقت الړعب في قلب جسار وشمس التي ترجمت خۏفها لرجفة شديدة جعلت الطبيب يصيح بقلق أهدي يا مدام أرجوكي حصل ايه
تبادلت مع زوجها نظرات دامعة متوقعين ما سيقوله الطبيب.. نكست رأسها وتركت لدموعها العنان لتجحظ عيناها بغتة مع استطرداده المدام حامل في تلاتة.
الطبيب بإيماءة مؤكدا أيوة ولدين وبنت ما شاء الله.
راحت أعينهما تحلل التعبير المرتسم علي وجه الطبيب.. للعجب لم يكون قاطبا أو عابس أو متأسفا..بل يكسوا وجهه ابتسامة هادىة.
_ مشوهين
همستها شمس بصوت مبحوح ليجبها بالعكس انا مش شايف أي تشوه فيهم التلات أجنة زي الفل ومفيش اي تشوهات.
وهنا راحت تضحك ثم تبكي بشكل أقلق جسار فراح يهدئها أهدي يا شمس عشان خاطري اهدي.
تشبثت بكفه وهي تهذي ضاحكة بدموع مش قولتلك يا جسار حاسة إن ابني بخير لأ مش ابني ولادي..ربنا عوضني بالتلاتة اللي راحوا مني .ربنا راضاني وحس بيا وجبرني.
وخط لهم أسماء الأدوية اللازمة ثم رحلوا ومازال الذهول يجثم عليهما ولا يصدقا ما حدث.
_ هنروح للدكتور جمال.
هزت رأسها بحماس باكي من فرط فرحتها اتفقنا.
رواية صړخة على الطريق
بقلم ډفنا عمر
الفصل العشرون والأخير
سماء الرحمة لا تزال تمطر بزخات العطايا
وتهدي ذوات القلوب البيضاء ندى هداياها.
عين الطبيب جمال تدور فوق الشاشة والذهول يغتال نظراته الفاحصة بقوة لتتدرج انفعالاته لفرحة طاغية غمرت وجهه وهو يهتف ويكبر الله أكبر بسم الله ما شاء الله سبحان من يقول للشيء كن فيكون اللهم بارك وتممها علي خير يا كريم.
حماس الطبيب وكلماته الصادقة كانت أكثر من كافية ليتيقن جسار وشمس أن رب العالمين اتم نعمته عليهما حقا ولم يعد في الأمر شك ومع هذا تسائل الاول فقط ليسمع بأذنيه بشارة
الطبيب كلام حضرتك بيقول إن......
قاطعه الطبيب بيقول إن ربك كريم ورحمته واسعة وتعويضه مالوش مثيل يا ابني.. مراتك أجهضت تلات مرات بس ربنا ادخرلها تلات تؤام أصحاء مرة واحدة.
البكاء الجارف كان سبيلهما الوحيد وهما يستقبلان تأكيد طبيبها على صحة أطفالهما الثلاث والفرحة أفقدتهما السيطرة على مشاعرهما التي فاضت منهما بقوة ما بين شكر وبكاء.
صدر كلا منهما ارتشف دموع صاحبه عبير فرحتهما فاح من قلوبهما وصوتهما يتحمد الله على عطيته الغالية.
_ كفاية يا ولاد بكتوني معاكم.
غمغم لهما الطبيب بعين مترقرقة تأثرا بحالهما وهو كان خير شاهد على ما كابدوه هذان الزوجان كي يصلوا لتلك اللحظة الفارقة بعد صبر ورضا وكلا منهما متمسك بأنامل الأخر زاهدين بفرصة إنجاب اطفال أصحاء لو كانوا اختاروا الفراق لكنهما صبروا وهاهي بشرى الصبر تكتسحهما بفرحة لا يساعها الكون بأكمله.
_بس طبعا لازم نتابع أكتر من
متابعة القراءة