روايه جديده بقلم. ايه محمد
المحتويات
فضل وبعد كده ابقي ارفضي براحتك محدش هيجبرك على حاجة.
أومأت برأسها باقتناع وعقلها شارد بمن أحبته وتمنته أن يكون هو من تصبح على عصمته وحينما ينغرس عقلها بالتفكير بذاك الامر عادت لتفق منه بأنه مجرد حلم ليس له واقع أو أمل بالتحقق!
استيقظت من نومها ففردت ذراعيها بدلال والابتسامة لم تترك وجهها من الأمس مازالت لا تصدق بأنها تزوجت فارس أحلامها جذبت ساقيها على جسدها ثم اسندت رأسها عليها
_برضه مردش طب أنا مش فاهمه عنوان أيه ده!
حاوطتها نظراته وسكونه الغائم يغلفه حتى كسره بعد دقائق متعمدا
_صباح الخير.. رايحة على فين
أشارت بارتباك على الكتب بيدها
_رايحة الجامعة..
قرص أرنبة أنفه برفق ثم قال
_روجينا مش فاضل على فرحنا غير شهر وشوية لازم نقرب فيها من بعض عشان نحاول نفهم بعض أكتر..
_أنا عارف إننا مكناش متفاهمين خالص بالفترة الأخيرة عشان كده بفكر أننا نخرج كتير الفترة دي يمكن الامور تتحسن بينا ولا أنتي رأيك أيه
توترت كثيرا وتوتر لسانها الناطق بتلعثم
_معاك حق...
منحها ابتسامة أطلت جنب من وسامة وجهه القمحي وسرعان ما بددت سريعا حينما رفعت يدها لتعدل حجابها فأخشونت نبرته وهو يسألها
رفعت يدها تتفحص اصبعها بتوتر فبللت شفتيها الجافة وهي تبحث عن حجة مناسبة فقالت بتلعثم
_آآه.. تلاقيني نسيتها على الحوض وأنا بغسل ايدي الصبح لما هرجع من الجامعة هشوفها...
ثم رفعت يدها وهي تتفحص الساعة
_همشي بقا لاني اتاخرت.. سلام..
وولجت للمصعد ومازالت عينيه تتبعها بنظرات غامضة تحاوطها شكوك بائسة حول شخصها المتغير ولكنه حاول أن يصدق ما قالت حتى لا تتسخ صفحتها الجديدة التي فتحها لها..
_متخيلتش إن هيجي اليوم اللي تكبر وأعتمد فيه عليك وتبقى راجل صوح..
الټفت آسر تجاهه ثم قال بمرح
_الصغير بيكبر يا كبيرنا..
ضحك فهد ثم قال
_بقيت مصراوي شبه امك بس هيجي منك..
ناطحه بمشاكسة
_مهي المصرواية دي اللي وقعت الكبير ولا أيه!
ابتسم بهيام
_وقعته بس دي خليته دايب فيها دوب..
أوقف آسر السيارة ثم قال بتعصب مصطنع
_لا يا كبير ما اتفقناش على كده نراعي إن ابنك لسه مدخلش دنيا برضه حس بينا يحس بيك ربنا خف شوية من المشاعر الجياشة دي في شاب أعزب معاك في البيت بدل ما ألم خلجاتي وأطوح بأي مكان متعرفوش توصلولي فيه..
بنظرة صارمة أشار بها تجاه المقود
_إطلع..
پخوف مصطنع قاد السيارة وهو يردد في طاعة
_تؤمر يا كبير لو عايز تهج بأي مكان سواقك وتحت أمرك لحد بعد العشا..
ضحك وهو يردد ساخرا
_آه قول كده بقى بتعمل الشويتين دول عشان مشوار بليل.. متقلقش مشاغلي الكتير مش هتخليني مكنش موجود في أهم يوم في حياة ولدي..
ابتسم آسر ثم ردد بجدية
_ربنا يخليك لينا يا أبوي وميحرمنيك منيك..
ربت بيديه على ساقيه بحنو
_الكبير ميبقاش كبير لو نسى أولوياته يا ولدي وأنت وأختك وأمك أهم شيء بالنسبالي..
ثم استطرد
_حط كلامي في دماغك لأجل اليوم اللي هتمسك فيه مطرحي..
قبل يديه وهو
يردد بضيق شديد
_بعد الشړ عليك الدهاشنه ملهاش غير كبير واحد يا ابوي..
کسى وجهه سعادة عارمة فأشار بحزم مصطنع
_ركز في طريقك يا ولدي..
استقام بجلسته ثم اتبع ارشادات والدته حول مكان المصنع المقام حديثا ليقود تجاه وجهته التي كان ابيه مرشدا وسيدا لها..
مازالت حقيبتها موضوعة جانبا لم تصفها بعدا ففتحتها لتخرج فستانا لترتديه ومن ثم أغلقتها مجددا لتستعد للرحيل ودعت تسنيم حور ثم انطلقت لتلحق بقطارها الذي اتتقل بين البلدان ببطء رغبت به ودت بتلك اللحظة أن لا يصل لوجهتها أبدا فكلما تخلل لفكرها ما سيحدث تلك المرة تزورها صورة لآسر برجولته وذوقه الذي جعلها تطمئن بأن مازال هناك رجال يستحقون ما نالوه من لقب تمنت وبأمنيتها تردد وحيرة بكونها خلقت رجلا فربما تركها خالها الأرعن بحالها..
وصلت روجينا للعنوان المدون وما أن تأكدت من عنوان العمارة من البواب حتى صعدت للطابق الرابع كما كتب لها وزعت نظراتها بحيرة بين الجرس وباب الشقة ومن ثم انصاعت لإصبعها الذي دق لمرة واحدة على الجرس ومن ثم انتظرت على بعد بترقب وحيرة لمنحها ذاك العنوان فتح شابا الباب وهو يتطلع لها بدهشة فسحبت الكلمات على لسانها وتخلت عنها وقبل أن تنطق بحرف وجدت صوت قادم من خلفه يأمره
_خليها تدخل يا علي..
تنحى جانبا على الفور وهو يردد بطاعة
_اتفضلي يا أنسة..
إطمئن قلبها حينما وجدتأيان يقف أمامها فولجت للداخل بإرتباك ازداد حينما اقترب منها قائلا بثبات
_اتاخرتي..
رفعت كتفيها بانزعاج
_وأنا هعرف منين اللي تقصده برسالتك! طبعك غريب وغامض..
ابتسم على كلمتها الاخيرة فقدم لها يديه وهو يردف
_هتتعودي..
وزعت نظراتها بين عينيه ويديه الممدودة ومن ثم وضعت يدها بين يديه واتبعت خطاه حتى ولج بها لشرفة العمارة التي تطل على نهر النيل انسحبت روجينا من يديه ثم ركضت لحافة السور قائلة بإنبهار
_المنظر هنا يجنن..
ثم استدارت اليه لتتساءل بفضول
_دي شقتك صح
_شقتنا..
انطبع وجهها بحمرة الخجل فألهت ذاتها بالتطلع للنهر ومن ثم قالت
_جميلة أوي..
_مش أجمل منك.
كاد بأن يقترب منها فتركته واتجهت للشرفة المجاورة وهي تتساءل بتوتر
_دي اوضتك
قال وعينيه تتابعها
_تحبي تشوفيها..
اكدت له بإيماءة رأسها ففتح الباب الصغير الذي يفصلهما عنها ومن ثم أشار لها بالدلوف دخلت هي أولا لتتمرر عينيها ببطء شديد على ممتلكات الغرفة بإعجاب شديد فنالت تلك الخزانة الزيتوتية اعجابها بما تحتويه من بذلات أنيقة للغاية مرورا بسرحته الخاصة وأحذيته فهمست بصوت منخفض
_ذوقك حلو في كل حاجة..
ابتسم وهو يجيبها
_اكيد عشان كده اختارتك.
التفتت له وكأنما فتح لها سبيل الحديث عما فكرت به كثيرا فقالت بارتباك
_اشمعنا أنا يا أيان وأنت عارف العداوة اللي بينك وبين بابا!
جلد وجهه الثبات والصلابة منحها نظرات أطالها عمدا قبل أن يجيبها
_لما حبيتك محطتش لنفسي قيود لا فكرت أعرف عيلتك ولا أعرف انتي مرتبطة ولا لا كل اللي همني أيه اللي قلبي حاسه تجاهك..
حاوطتها هالة مخيفة من المشاعر الجياشة تجاه حديثه المعسول فاقترب منها ومن ثم أزاح حجابها ليفرد خصلات شعرها الغجري فډفن رأسه بداخله وهو يشم رائحتهافاتبعته همسة أرجفت جسدها
_ القدر اللي جمعني بيك..
ومن ثم أدارها تجاهه وهو يتأمل رعشتها تلك بابتسامة ماكرة لم تمنحه هي مبتغاه فابتعدت عنه وهي تتفحص ساعتها پصدمة
_المحاضرة!
خلع ساعتها التي بدأت تضيقه ثم قال بضيق
_وأنتي معايا متبصيش
على الوقت تاني.
ثم أشار لها والخبث يترنح بين رومادية عينيه
_متقلقيش مفيش حاجة هتحصل من غير رضاكي فمفيش داعي للهروب ده..
أخفضت عينيها للأسفل حرجا فابتسم وهو يدفعها للخارج قائلا
_اتغدي وهوصلك مكان ما تحبي..
أومأت برأسها اليه فجلست على المقعد المجاور له ووضع الخادم أصناف الطعام على المائدة فجذبت طبقا فارغا وشوكة وبدأت بوضع لقمات بسيطة من الطعام ارتشف أيان من عصير البرتقال من أمامه وهو يسألها دون النظر اليها
_غريب انك مش مطبعة على عادات الصعيد
أجابته بابتسامة سحرت عينيه
_لإني بقضي وقت في القاهرة اكتر ما بقضيه في الصعيد..
ومن ثم ادلت شفتيها بتذمر
_بصراحة انا مبحبش العيشة هناك بحس بالملل ويمكن ده اللي كان مخليني مش متقبلة موضوع جوازي من احمد..
توقف عن مصغ طعامه ومن ثم
طالعها بنظرة هلعتها وخاصة حينما أخشونت لهجته
_ما تنطقيش باسمه تاني قدامي اللي بينكم انتهى من اللحظة اللي مضيتي فيها عقد الجواز..
لعقت شفتيها بارتباك
_أنا اسفة مقصدتش بس خني التعبير مش أكتر..
ثم جذبت حقيبة يدها وكتبها لتستعيد للرحيل فجذب يدها ليجلسها مرة أخرى وهو يخبرها بنبرة هادئة
_كملي أكلك...
نظراتها المرتعشة تجاهه جعلته يمرر يديه على وجهها الناعم ليمنحها ابتسامة نطقت وسامته
_من طباع الراجل الشرقي انه بيغير على مراته وأنا بالنهاية راجل صعيدي ومن حقي أغير عليكي ولا أيه
بسمة رقيقة رسمت على وجهها وهي تهز رأسها ثم استكملت طبقها حتى انتهت منه فقالت
_شبعت الحمد لله هنزل بقى عشان متأخرش..
جفف يديه بالمنشفة ثم نهض ليشير للخادم الذي اتى بجاكيته فعاونه
بارتدائه ومن ثم جذب مفاتيح سيارته ليشير لها قائلا
_يلا هوصلك بسكتي..
قفز قلبها سعادة فاتبعته للاسفل ومن ثم صعدت لسيارته التي قادها تجاه جامعتها فأوقفها على مسافة من باب الجامعة حملت روجينا الكتب ثم ودعته قائلة
_باي.
أمسك معصمها فباتت
تلك الحركة مقربة لقلبها تطلعت اليه وعينيها تتساءل ماذا هناك اخرج أيان من جازانه فيزا ثم قدمها اليه قائلا
_خلي دي معاكي..
تطلعت لها باستغراب ثم قالت
_مش محتاجاها بابا وآسر بيبعتولي فلوس على طول.
عادت نظراته القاتمة لتحتل عينيه فتناولتها منه على الفور فقال بحزم
_انتي دلوقتي مسؤولة مني انا مش منهم.
هزت رأسها عدة مرات ثم منحتها ابتسامة اخيرة قبل أن تهبط وتلوح له بيدها فاستند برأسه على المقعد وتفكيره يقذفه تجاه ذاك الوجه الرقيق الذي ينيره ابتسامة أهلكت قلبه المحتبس خلف صدره القاسې..
توقفت السيارات تباعا أمام منزل الكبير فهبط الفريق الطبي الذي تولى نقل مروج والدة عبد الرحمن للداخل ومن ثم هبط يحيى بصحبته وبصحبة ماسة التي تعلقت بذراعيه كالطفل الصغير الحائر هبط طارق هو الاخر ليركض للداخل بفرحة عارمة يبحث عن والدته بسعادة ليتبعه يحيى فما أن ولجوا للداخل حتى هرعت ريم تجاه ابنتها وهي تردد بحنين
_ماسة بنتي..
تعلقت بيديه وهي تقرب جسدها منه پخوف فمرر يديه على خصلات شعرها بحنان
_متخافيش يا حبيبتي أنا جنبك أهو..
ثم قال لها بحزن
_معلش عشان بقالها فترة مشفتكيش بس.
اڼهارت دموعها فاستدارت تجاه عمر تشتكي اليه مما حدث فاقترب منها ومن ثم احتضنها وهو يهمس لها
_شوية وهتبقى كويسة يا ريم..
أومأت برأسها بتقبل ثم وقفت جوارها تتأملها بشوق هبطت هنيةللأسفل مستندة على عكازها وما أن رأتهم حتى قالت بفرحة
_يا مرحب بالغالي ابن الغالي..
واحتضنت عبد الرحمن بدموع افاضت لتقص ما تحمله من شوق
متابعة القراءة