رواية مزيج العشق بقلم نورهان محسن (كاملة)

موقع أيام نيوز


بأفعالها حالما بادرت بوضع كفها على يديه التى علي خدها وقد اتخذت قرارها ثم أجابت بكلمة واحدة وهي تبتسم بخجل موافقة
اقتحم الشوق أعماق قلبه المعذب بحبها حينما شعر بمبادلتها لعناقه واستكانتها بين ذراعيه فقبل شعرها في حنان وهو يربت علي ظهرها براحة يده برفق 
سمعت كارمن صوت همسه الدافئ بجوار أذنيها اوعدك يا حبيبتي مش هتندمي

خفق قلبها پعنف وهي تلتمس الصدق في صوته
وشعور بأمان كبير يتغلغل في أعماق قلبها وهي تسمع منه لأول مرة كلمة حبيبتي التي خرجت منه بعفوية شديدة 
تريده أن يصبح حياتها وعائلتها وامانها في هذه الحياة وسعيدة جدا باحتوائه لها بهذا الشكل لكنها ببساطة تخجل من ان تبوح بذلك أمامه الأن 
أخرجها أدهم من احضانه لكنها بقيت بين ذراعيه التي تحاصرها بحماية 
قال وهو ينظر في عينيها وغمز لها متعمدا إحراجها مش هتقولي حاجة
رمشت بأهدابها باسمة الثغر لتتمتم بتوتر مش عارفه اقول ايه
أدعى ادهم التفكير قائلا بدهاء قولي موافقه اننا نخرج نتعشي سوا الليلة
اجابت كارمن تتصنع التفكير ايضا سيبني وقت افكر
قال ادهم بضحكة عاليه ياريت ماتتأخريش عليا في الرد عشان انا مستني علي ڼار
شاركته الضحك ثم همست بحرج طيب ممكن تخلي حد يفهمني شغل السكرتارية لاني معرفش المفروض اعمل ايه
أعاد أدهم بأصابعه ترتيب شعرها الأشعث من عناقه ولا يهمك هبعتلك موظفه تفهمك كل حاجة
قالت كارمن بخجل من تشتتها المفرط أمامه تمام انا هستني برا واسيبك لشغلك
غمغم ادهم رافضا الابتعاد عنها لا خليكي شوية
ابتسمت كارمن قائلة بدلال عفوي ادهم احنا في الشركة لو سمحت بقي اتفضل شوف شغلك
ضحكت بخفة وهي تحاول فك حصار ذراعيه عن خصرها قائلة برقة بعثرت فؤاده موافقة خلاص انت كسبت سيبني بقي
ابتسمت له بنعومة يستوطنها الخجل وهي تغادر المكتب 
تنهد أدهم بقوة ثم نظر إلى المنظر الرائع خلف زجاج مكتبه واحتلت ابتسامة عشق وسعادة وجهه ووعد نفسه بأنه لن يكتم مشاعره بدافع الكبرياء بعد اليوم ولن يخاطر بفقدانها مهما حدث 
الكبرياء مثل العديد من النقاط التي يجب أن تكون موجودة في أي علاقة حب طبيعية هو طلب معاملة خاصة وجيدة من الشخص الذي نحبه 
من الطبيعي أن نرى الحب حتى في مشاجراتنا 
الكبرياء يضيف مزيدا من الحلاوة إلى الحب ولكن إذا تجاوز الأمر الحدود فلن يقبل الطرف الآخر أن تجعله يشعر بأنك أفضل أو أنه ليس له أيضا الحق في التعبير عن كبرياء وأنه أيضا له نفس المرتبة في عيون حبيبه 
بالقصر في جناح نادين
كانت نائمة وهاتفها المحمول يرن بجانبها 
استيقظت نادين متأففة بضجر من هذا الإزعاج فهي استطاعت النوم بصعوبة من عواصف أفكارها التي لا تهدأ 
نظرت إلى الهاتف وتبدلت ملامحها في أقل من ثانية وابتسمت ابتسامة عريضة وهي تري اسم قاسم يضئ على الشاشة ثم أجابت بدلال صباح العسل حبيبي
قاسم بغزل صباح السكر يا سكرتي وحشتيني
نادين بصوت مبحوح وانت اكتر
قاسم بدهشة انتي كنتي نايمة ولا ايه مش كنتي بدأتي تنزلي الشغل مع جوزك
اجابت نادين بعفوية ماقدرتش اروح انهاردة تعبانه شوية واصلا ما صدقت قدرت انام شوية من القلق اللي بقيت عايشة فيه
قاسم بمكر ليه يا قلبي مالك احكيلي ايه اللي قلقلك
ردت نادين بدلع وقد خطرت علي بالها فكرة عندي مشكلة كدا ومش عندي حد يساعدني فيها
قاسم بخبث خير حبيبتي قوليلي ايه المشكلة
تنهدت نادين وهي تتثاؤب بكسل مش هينفع في التليفون خلينا لما نتقابل اقولك كل حاجة
قاسم بوقاحة وانتي هتجيلي امتي انتي وحشاني اوي
ضحكت بغنج وانت كمان مش هتأخر عليك ممكن اقدر اجيلك بعد يومين كدا
قاسم بشوق كاذب اوكي يا حبي هتوحشيني اوي لحد ما اشوفك 
سلام
نادين بإبتسامة واسعة انت اكتر باي باي
ظهرا في شركة البارون
استرخت كارمن على المقعد أمام مكتبها بعد مغادرة الموظفة التي ساعدتها في تعليم بعض الأساسيات في العمل 
ظهرت ابتسامة حالمة رائعة على شفتيها فهي حتي الآن لا تستوعب بعد التطورات التي حدثت بينها
وبين أدهم منذ الصباح حتى اعترافه بحبه لها وكلماته اللطيفة التي اخترقت قلبها وشتت كيانها 
أخذت نفسا عميقا لتحاول التركيز الآن فقط على شاشة الحاسوب والأوراق التي أمامها لعلها تفهم شيئا منها 
رغم أن الموظفة لم تقصر في شرح كل شيء لها إلا أن عقلها مشغول بهذا الأدهم الذي لا يفصلها عنه إلا باب مكتبه فقط 
استغرقت في عملها على الحاسوب عن التفكير ولكن انقطع تركيزها بصوت الهاتف المجاور لها رفعت السماعة ليأتيها صوت أدهم الذي طلب منها الحضور إلى مكتبه فورا 
نهضت من مقعدها وأخذت معها دفتر ملاحظاتها وذهبت إلى مكتبه لمعرفة ماذا يريد منها بفضول
عند ادهم
في الداخل لم تكن حالة أدهم مختلفة تماما عن حالة كارمن فهو ايضا لم يستطع العمل وخاطره كان مشغولا بمن سړقت عقله وقلبه 
كان يمسك بين يديه مسودات تصاميم لنماذج لفساتين كارمن والتي وجدها على مكتبه بالأمس حيث اعجب بإبداعها وأفكارها الرائعة فأنها حقا مميزة جدا 
أراد أن يخترع أي عذر للتحدث معها فقد مرت أكثر من ساعتين منذ أن غادرت مكتبه لكنه ظل يشاهد كل حركة لها على شاشة جهاز الكمبيوتر الخاص به بإبتسامة علي تعبيرات وجهها الحائر في التصرف ونبضات قلبه العاشق لها تخفق بشوق بداخله تطالب بإحتضانها مرة أخرى إلى صدره 
كل تصرفاته معها جديدة تماما عليه يعيشها للمرة الأولي في حياته فهي الحب الأول الذي يغزو قلبه ليستعمره ولا يطالب بحريته إلا بين ذراعيها فقط 
لم يستطع الانتظار أكثر من ذلك فامسك السماعة بجانبه يخبرها أن تأتي إليه ثم نظر إلى الأوراق أمامه ومثل الانشغال 
طرقت كارمن الباب قبل الدخول ثم وقفت في منتصف المكتب تحدق به وهو جالس مستقيم الظهر خلف مكتبه 
انتظرته ليبدأ الكلام لكنه لم يظهر أي رد فعل ووجهه كالصفحة البيضاء لا يعبر عن أي شيء 
تنهدت كارمن بضجر لأنها سئمت من الوقوف هكذا حتى سمعته يقول في صيغة الأمر بينما الإبتسامة تعلو وجهه في نفس الوقت اعمليلي قهوة
رمشت كارمن بعدم تصديق ثم نظرت إلى صانعة القهوة الكهربائية التي أشار إليها بطرف إصبعه 
لم تستطع كارمن الاعتراض عندما رأت تلك الابتسامة الرائعة على شفتيه ثم قالت لنفسها وهي تحك رقبتها براحة يدها هو صدق اني سكرتيرته بجد ولا ايه ماشي يا ادهم خليني وراك اما اشوف اخرتها
كارمن بتنهيدة امرك يا ادهم بيه
ذهبت إلى الآلة الموجودة في الزاوية لتشغيلها وبدأت في صنع القهوة ولم تسأله كيف يشرب قهوته لأنها تعلم أنه يشربها مظبوطة 
كانت عيناه تراقبها بنظرات ثاقبة تلمع بحب عميق وبعد فترة وجيزة أحضرت له القهوة ووضعتها على المكتب أمامه ثم وقفت بجانب كرسيه قائلة بخفوت اتفضل
بدأ أدهم ببطء احتساء القهوة أغمض عينيه وغمغما بإستمتاع ثم فتحهما وهو ينظر إليها قائلا بدهشة انتي ازاي عرفتي اني بشربها مظبوط
همست كارمن بحرج من ماما ليلي كانت قالت قدامي قبل كدا
ابتسم أدهم إليها بجاذبية ساحرة وهو ينظر نحوها بعينين يفيضان عشقا جارف وثمة شعور بالسعادة والرضى تغلغل فى أعماقه من اهتمامها بمعرفة ما يحب ليقرن أفكاره بقوله فى هدوء يعني مهتمه بالحاجات اللي تخصني
شعرت كارمن بالحرج وازداد خفقان قلبها عندما رأت عينيه اللامعتين تنظر تجاهها فقالت متلعثمة عجبتك القهوة
ابتلع ريقه بصعوبة حيث نطق حروف اسمه بصوتها الناعم الهادئ هذا حقا يجعله يفقد عقله وينسى من هو 
لن تقوي على الصمود أمامه أكثر من ذلك فهو ماهر في سلب دفاعاتها منها بسهولة فائقة لذا همست تحذره بقلق ادهم احنا في المكتب ماينفعش نقعد كدا حد
يدخل علينا
نظر أدهم لها متأملا حمرة وجنتيها المغرية مبتسما لهذا العذر الواهى قائلا بمكر ومين يقدر يدخل هنا من غير اذن لو عايزة تهربي انسي مش هسيبك
ادهم بخبث عندك حق احنا نستني لما نرجع البيت وناخد راحتنا
احمر خديها من فرط الحرج وعيناها الزرقاوان المذهولتان تنظران إليه بدهشة من جرأته التي لم تعتاد عليها قائلة بتذمر طفولي ادهم احترم نفسك مش قصدي كدا وبطل تحرجني من فضلك
وضع أدهم كفه على خدها المتورد وقرصها بلطف هامسا ببراءة خادعة اعمل ايه انتي اللي شكلك بيجنني وانتي مكسوفه كدا
تنهدت كارمن بقلة حيلة وعيناها تدوران تحاول إخفاء خجلها المسيطر عليها أمامه لتغمغم طيب خلاص سيبني اقوم 
بترت حديثها حالما رأت مسودات تصاميمها على المكتب فوجهت إصبعها إليها قائلة بإستغراب هي تصاميمي بيعملو ايه علي المكتب هنا
ادهم بإبتسامة انتي امبارح نسيتي تاخديهم وانا لما رجعت المكتب شوفتهم وعجبوني جدا
كارمن بعدم تصديق بجد عجبوك
أومأ ادهم برأسه قائلا بصدق شغلك فعلا تحفة يا كارمن وفي مفاجأة كمان هقولك عليها بس بعدين
لمعت عينا أدهم ببريق خطېر من
حركتها العفوية وقربها هذا المرهق لقلبه ولم يعد يستطيع مقاومة 
بعد لحظات طويلة مليئة بالتناغم والحرارة
سمعت كارمن همسه الرخيم بجانب اذنيها يسألها بنبرة حنونه دافئة اخترقت قلبها بسرعة رهيبة مم جعله ينبض پجنون لذيذ مالك انتي كويسة 
اغمضت عينيها وهي تشعر بالخجل بسبب تفاعلها القوي معه في ثورة مشاعرهم المچنونة منذ لحظات قائلة بصوت خرج مبحوح ناعم ايوه انا تمام
ازاح أدهم شعرها بلطف خلف أذنيها ليتحدث بهدوء حيث يعرف ما يدور في ذهنها الآن سيبي مشاعرنا هي اللي بتمشينا يا كارمن وبلاش نحسبها احنا هنعيش مرة واحدة بس
أومأت كارمن إليه بفهم وهي تبتسم في وجهه بخجل وتشعر بالراحة والأمان من حديثه الدافئ حاضر بس اتفضل بقي كمل شغلك انا عطلتك زيادة عن اللزوم
رفع أدهم وجهها بأصابعه ليجبرها على النظر إليه قائلا بحنو في دقايق في العمر تستاهل ان الواحد يوقف فيها كل حاجة وراه ويعيشها بإحساسه كله
تألقت زروقتيها ببريق عشق يفيض بمدى مشاعرها الجياشة تجاهه وهمست پصدمة مش مصدقة ان اللي بيكلم كدا هو ادهم اللي علي طول مكشر وحياته كلها شغل في شغل
هتف أدهم بابتسامة عذبة فهو سعيد بسلاسة الحوار بينهما بمناسبة الشغل اليوم قرب يخلص تحبي تروحي البيت تجهزي نفسك لمعادنا بليل
ازدردت كارمن لعابها ثم أخذت نفسا عميقا قبل أن ترد مبتسمة بلطف لا هستناك ونروح سوا هخرج اكمل شغلي برا
عند كارمن في مكتب السكرتارية
خرجت من المكتب بابتسامة رقيقة على وجهها الجميل وهي تغلق الباب خلفها 
تشعر براحة كبيرة تتغلغل في جميع اوصالها ولكن بمجرد أن استدارت للأمام وخطت خطوة واحدة حتي اصطدم كتفها بشخص ما وسقطت جميع الأوراق التي كانت تحملها في يديها على الأرض 
نزلت كارمن فورا على قدميها لتقول بسرعة وحرج من شرودها الذي اوقعها في هذا الموقف السخيف معلش
 

تم نسخ الرابط