رواية مزيج العشق بقلم نورهان محسن (كاملة)
المحتويات
ألا تكتم داخلها شوقها إليه بل تلبس ثيابه قبل النوم وترش عطره المفضل حتى تشعر بوجوده معها ربما هذا يريح قلبها قليلا وتبعد عنها تلك الكوابيس المرعبة
نظرت للأمام بطيف ابتسامة وهي تقف أمام المرايا ورأت نفسها في قميصه الأبيض الذي وصل إلى بعد منتصف فخذها بقليل
قالت بضحك علي حالها بتصرف زي الحراميه وبستخدم حاجاته من وراه بس عادي مين يعني هيشوفني بالقميص
أضافت بنبرة مقهورة بعد أن نظرت إلى ساعة هاتفها ماشي يا ادهم الساعة بقت 11 بليل ولحد دلوقتي ولا سألت فيا
اردفت بسخرية هو فيه عشاء عمل لحد دلوقتي
ثم تحدثت مع نفسها بعناد ناظرة إلى انعكاس صورتها في المرايا طيب انا بقي مش هستناك وهروح اجيب اللي انا عاوزة من بيت عمر مش هفضل معطلة نفسي بسبب سيادتك وانت بقالك اسبوعين ولا سائل فيا
نهاية الفصل السابع والثلاثون
الفصل الثامن والثلاثون إفصاح وصفح مزيج العشق
داخل فندق في باريس
نظر مالك إلى الساعة ليجد أن الوقت قد تأخر وقال بقلق ايه يا ادهم حصل حاجة معاك
ادهم بتنهيدة لا انا كويس انت عامل ايه
مالك بتساءل الحمدلله تمام انت مش خلصت اللي كنت رايح عشانه هترجع امتي
فرك ادهم ذقنه بتفكير وقال بصوته الرخيم لسه مش عارف طمني ايه اخبار الشركة
ابتسم مالك بخبث الشركة ولا اللي في الشركة
تغيرت نبرة مالك قائلا بجدية هي كويسة وامور الشغل معاها تمام جدا بس دايما بتسألني عليك
ثم اضاف بحيرة انت ليه بتعمل معها كدا
أغلق جفنيه متعبا قائلا بهدوء خد بالك منها ولو احتاجت حاجة تنفذها فورا
ابتسم مالك بسخرية وقال بسأم بتتهرب ماشي
ثم أردف بالحق قبل ما انسي هي هتروح بعد يومين لڤيلة عمر
قال مالك بقلة حيلة من تقلبات لابن عمه الدائمة سلام
رمي أدهم الهاتف بإهمال على السرير بجواره يفكر في وضعهما يحاول كبح شعوره وأن لا يتبع رغبة قلبه المشتاق إليها
فما كان سفره إلا لأنه ظن أنه يحاصرها بحضوره لذا قرر البقاء بعيدا لفترة مؤقتة ليجعلها ترتب أفكارها المشوشة ثم يعود لترتيب الأمور بينهما
في فيلا عمر البارون
دخلت كارمن إلى المنزل لكنها شعرت بالغرابة والحيرة كيف يمكن أن تشعر أنها غريبة في ذلك المنزل الذي كان منزلها وعاشت فيه لأكثر من عامين من حياتها
ابتسمت كارمن بدهشة من تغيرات المصير اليوم هذا المنزل الذي تشاركته مع عمر والذي جمعها معه تحت سقفه ذكريات كثيرة أصبح شيئا من الماضي في حياتها
مدام كارمن
إنتبهت علي كلماتها وقالت بهدوء نعم
ابتسمت الخادمة بإحترام كنا بنسأل حضرتك نبدأ منين النقل
طردت كل تلك الأفكار التي شغلت عقلها منذ أن دخلت هنا لتقول بجدية تعالو معايا هنبدأ بالحاجات اللي فوق الاول
بعد أن مرت ساعتين
كارمن الو يا يسر
غمغمت يسر بينما تأكل الفشار ها لاقيتيه ولا لسه
كارمن بنرفزة يا بنتي اهمدي شوية في زحمة وكركبة هنا جامدة عشان كنت ناسية اماكن الادوات وفضلت ادور علي الكتاب فوق مش لاقياه
يسر بضحكة مش مهم اي حاجة غير الكتاب
تمتمت كارمن بغيظ اضحكي اضحكي دا اللي فالحة فيه انا مش عارفه اركز من زنك عليا
تنهدت يسر بملل وقالت بتحذير مزيف خلاص هسيبك بس انا بحذرك اوعي ترجعي من غيرو
كارمن كتبت قائمة بكل حاجة هجيبها واول حاجة كتابك بس ناسية هو فين هدخل دلوقتي مكتب عمر يا زنانه واشوفه
قوست يسر شفتيها وقالت بحزن متصنع كدا يا كوكي انا زنانه
قالت كارمن بضحكة لا ماتزعليش خليني اخلص واكلمك ماقولتلك تعالي معايا المشوار دا عملتي من بنها كنتي ساعدتيني شويه واتمرمطتي معايا
يسر ماكنتش عارفه انك هتحتاسي كدا لو فعلا محتجالي هلبس علي طول واجيلك
كارمن بعد ايه انا تقريبا خلصت ماتقلقيش معايا هنا بنات من القصر بيساعدوني بس ارحميني انتي شوية فاضل كتابك هدور عليه وبعدها هروح البيت يلا سلام بقي
يسر أوك باي يا كوكي
أنهت كارمن المكالمة عندما دخلت مكتب عمر وواصلت البحث في الرفوف عن
الكتاب لكنها لم تجده
دلكت كارمن فروة رأسها في حيرة وبعدين هيكون راح فين الكتاب المنحوس دا بس يا ربي
تحولت نظرتها إلى المكتب في منتصف الغرفة يمكن علي المكتب او جوا درج من الادراج اما اشوف
قلبت في الأشياء الموجودة على سطح المكتب ولم تجد شيئا فجلست على كرسي المكتب وبدأت في فتح الأدراج واحدة تلو الأخرى
ثم زفرت براحة الحمدلله اخيرا لاقيتك متعب انت زي صاحبتك
ثم اردفت بضحكة بس عسل لا ټموتني
كانت هناك عدة أوراق تحت الكتاب خاصة بالعمل ظنت أنهم ذات قيمة فبدأت تتمعن النظر فيهم ثم أعدتهم حيث كانوا لكن لفت انتباهها ظرف كبير ملفوف ومغلق بعناية بأسفل الدرج لكنها تراه لأول مرة ايه دا كمان!
أخرجته من الدرج ووضعت الكتاب بجانبها ثم بدأت في فتح الظرف وتفريغ محتوياته على المكتب وراحت تتفحصه بعيون واسعة من الصدمة وعدم التصديق
نهضت من مقعدها مذهولة ووقفت في منتصف الغرفة وهي
تشعر بالدوار والتشويش
تتبادر إلى ذهنها كلمات مما قرأته للتو وأحداث مرت منذ شهور تتضارب في عقلها بشكل غير مترابط
ورم في الفص الأيمن من المخ في حالة متطورة
سفر الي المستشفي الأمريكي في باريس
عملاء مهمين في باريس يا حبيبتي لازم اقابلهم هيكون في شغل بينا وبينهم كتير وكمان مؤتمر مهم هنتكلم فيه عن الشركة
اتسعت عيناها في صدمة من تكرار ذلك الحدث تقريبا فالأولى كانت من عمر قبل ساعات من رحيله وۏفاته والآخري كانت من أدهم قبل أسبوعين
تكلمت مع نفسها في ذهول وانحدرت الدموع بلا هوادة من عينيها من تأثير الصدمة عليها يعني عمر كان عنده ورم في المخ وفي حالة خطېرة ودا سبب سفره بس هو مالحقش يوصل باريس والطايرة وقعت به ليه ماعرفش بكل دا من زمان ليه كنت انا اخر من يعلم كدا
همست پخوف بينما تغطي فمها براحة يدها ادهم
استدارت وبحثت عن حقيبتها ثم لمحتها على الأريكة الصغيرة
ركضت نحوها وأخرجت هاتفها وبدأت تعبث بقائمة الأرقام ثم ضغطت على زر الاتصال
تنهدت بإحباط وقلق عندما لم يرد على مكالمتها ثم مسحت دموعها بباطن كفها وذهبت إلى المكتب وجمعت الأوراق في الظرف وأخذت الكتاب أيضا ووضعته في الحقيبة ثم خرجت بخطوات مترنحة
ليلا في قصر البارون
ليلى همست بلطف إلى ملك التي كانت جالسة بجانبها على الأريكة بينها وبين ليلي مين الحلوة اللي هتنام جنب تيته انهاردة
مريم بضحكة لا موكة هتنام معايا انا انهاردة
عبست ملامح ليلي وقالت بإستنكار كانت معاكي امبارح يا مريم احنا بينا اتفقنا كل وحدة يوم
صاحت مريم بمرح في كارمن التي دخلت لتوها من الخارج ولم تلحظ شحوب وجهها تعالي يا كارمن شوفي حماتك العنيدة مش عايزاني انيم ملك معايا انهاردة
ليلي بدهشة لا يا مريومة انتي بقيتي تنصبي عليا كتير احنا نعمل جدول تنظيم نومها عند كل وحدة فينا يوم الكلام الشفوي دا مابقاش ينفع
حاولت كارمن التركيز على ما كانوا يتحدثون عنه وواجهت صعوبة في إخراج صوتها بشكل طبيعي قائلة بهدوء الافضل للبنت تتعود تنام لوحدها يا جم١عة عشان لما تكبر ماتبقاش مدلعة وتخاف تنام لوحدها
نظرت مريم إلى ليلي التي أومأت لها بالموافقة وقالت مريم دعما لرأي إبنتها البت طلعت اعقل مننا وعندها حق مع اني مابقدرش استغني عن نومها عندي لكن هو دا الصح
كارمن بإبتسامة رقيقة ماتزعلوش امشو علي الجدول فترة بسيطة وبعدين نخليها تنام من وقت لتاني لوحدها بالأوضة اللي عاملها ادهم ليها في الجناح بتاعه غلط انها تتعود علي كدا علي المدي الطويل
ليلي بإبتسامة تمام يا حبيبتي جبتي كل اللي انتي عايزة من الفيلا
أومأت كارمن وقالت ايوه يا ماما ليلي
قالت مريم بينما تهم بالنهوض طيب يلا انا هقوم اقولهم يجهزو العشاء ونتعشي كلنا
هتفت كارمن برفض لا يا ماما انا تعبانه جدا من المجهود اللي عملته طول اليوم هطلع انام علي طول تصبحو علي خير
بعد قليل في جناح ادهم
كارمن تجلس على السرير وركبتها مضمومتان إلى صدرها ويبدو عليها التوتر والقلق بعد أن حاولت الاتصال بأدم لتطمئن عليه لكن هاتفه مغلق
لا تريد أن تتخيل قط فكرة عدم عودته إليها أو عدم وجوده في حياتها
ليس بعد أن فهمت مشاعرها وأطلقت العنان لقلبها وتبعته ليقودها لمن يمتلكه
هي احبت عمر ولا تنكر الا انه حب عشرة وتعود فهو اول رجل يدخل حياتها ويملأها باهتمامه لذلك من الطبيعي ان تنجذب اليه وتعتقد أنها تحبه ربما بسبب قلة خبرتها في هذه الأمور
كما أنه طلب منها الزواج منها بعد أشهر قليلة من معرفته بها لكنها لم تشعر معه بنفس المشاعر التي تغزو قلبها الآن والتي تشتت كيانها وتجعلها ترتجف خوفا من فقدانها
حتى لو كانت تحبه حقا فهي الآن تعشق أدهم
مددت كارمن ساقيها وأمسكت بالوسادة وسحبتها بين ذراعيها وهمست برجاء يارب اغمض وافتح الاقيه قدامي مش قادرة استحمل غيابه اكتر من كدا
بعد مرور بضعة ساعات قليلة
دخل أدهم غرفة النوم بهدوء في وقت
متأخر من الليل فطائرته قد وصلت لتوها إلى مصر وبعدها توجه مباشرة إلى القصر دون أن يخبر أحدا حتى والدته لا تعلم متى سيصل
نظر إلى كارمن التي كانت تنام بهدوء على السرير ووسادته بين ذراعيها
تمنى في هذه اللحظة أن تضمه بدلا من الوسادة وأن يشعر بأطراف أناملها وهي تلعب بخصلات شعره بحنان حيث كان يتوق بشوق إلى لمساتها الرقيقة للغاية
شعرت كارمن بحركة جانبها ففتحت عينيها ببطء واستغرقت بضع ثوان بينما ترمش عينها لتتضح الرؤية في ذلك الضوء الخاڤت الذي يسود الغرفة حتى أدركت أنه كان يجلس بجوارها ويحدق بها
صاحت كارمن باسمه في لهفة وهي تقفز من مكانها أدهم
ادهم يحاول تهدئتها لإعتقاده انه أثار ذعرها ماتتخضيش ايوه ان
لم يستطع إكمال جملته حيث
صدم أدهم من رد فعلها لرؤيته والأكثر من عناقها له
خرجت كارمن من بين ذراعيه وأحاطت وجهه بيديها الصغيرتين وتفحصته باهتمام قائلة بعفوية حمد الله علي سلامتك
كنت بتصل بيك من بدري وخۏفت عليك لما
متابعة القراءة