روايه جديده
المحتويات
احسن منك يا ماما خلاص هي تشرب اللبن عشان تكبر مش كدا يا ملك
أومأت ملك ببراءة همهمت اه
كانت الطفلة سعيدة للغاية ونزلت بسرعة من قدميه وتوجهت إلى والدتها التي قالت وهي ترفعها بين ذراعيها افضل انت دلع فيها كدا وكل يوم شقاوتها بتزيد يا ادهم
تلاعب ادهم بحاجبيه وقال بخبث من حق الجميل يدلع انا عارف انك متغاظة منها عشان بتدلع اكتر منك
قال ادهم بغمزة ماعاش ولا جاش اللي يعمل فيكي كدا يا كارميلة قلبي
ثم اردف بهدوء طلب صغير حبيبي قولي لكريمة تعملي فنجان قهوة دماغي وشت من الشغل
كارمن بإبتسامة جميلة حاضر من عينيا
في المطبخ
دخلت كارمن وعلي ذراعيها تحمل ملك قائلة بابتسامة حلوة دادة كريمة معلش هتعبك اعملي قهوة لادهم ووديهالو في المكتب علي ما اعشي ملك انتي عارفه مابتحلاش القهوة الا من ايدك
قالت كارمن بود لتلك المرأة الطيبة تسلمي يا دادة ربنا يديكي الصحة
كريمة سيدة في أواخر الأربعينيات من عمرها وتعمل في القصر منذ أن كانت طفلة وكانت هي التي اعتنت بأولاد ليلي واعتمدت عليها في أمور كثيرة ووثقت بها كما أن أدهم يكن لها مكانة خاصة كثيرا في قلبه.
دلفت كريمة المكتب بعد أن طرقت الباب وسمح لها أدهم بالدخول وهي تحمل صينية قهوة في يديها ثم بعد وضعتها على سطح المكتب ووقفت تنظر إليه بتردد وارتباك.
نظر أدهم إليها مندهشا من وقوفها الصامت وهي تتحدث معه عادتا عندما تأتي إليه فسألها باهتمام خير يا دادة انتي حاسة انك تعبانه!!
أجابت كريمة بتلعثم متوترا بعض الشئ لا يا ابني الحمدلله انا كويسة
قالت كريمة بتردد ادهم بيه انا كنت عايزة اتكلم معاك في موضوع كدا
ترك أدهم القلم من يده واتكأ ظهره على الكرسي قائلا بتوجس طالما فيها ادهم بيه يبقي في مشكلة اكلمي من غير لف ودوران في ايه
أجابت كريمة بتنهيدة مضطربة بصراحة في حاجة حصلت وانا مش لاقية ليها تفسير وكان لازم ابلغك بها فورا لكن مالحقتش الصبح
صمتت كريمة تحاول ترتيب كلماتها ثم ذكرت اسم الله في سرها وبدأت حديثها بهدوء انا كنت بحضر السفرة انهاردة الصبح بنفسي زي ما ليلي هانم طلبت مني وبعدين خرجت اجيب اكل الكلب بتاع ملك.. لما رجعت شوفت مدام نادين بتحط برشام في كوباية العصير بتاعت مدام كارمن
رفعت كريمة كتفيها دلالة علي عدم معرفتها وأردفت معرفش والله يا بني.. انا بعد ما هي خرجت للجنينة قبل ما انتو تنزلو.. دخلت لمېت كل الكوبيات.. رميت اللي فيها وصبيت لكل واحد فيكم في كوبيات تانية نظيفة.. لزوم الاحتياط ما هو انا معرفش هي حطت لمين تاني غير ست كارمن
احتدت نظرات ادهم الذي قال بغموض ماشي يا دادة روحي انتي لشغلك وماتجبيش سيرة لاي حد خالص فاهمه يا دادة وخصوصا امي مش عايزها تعرف حاجة دلوقتي
أومأت كريمة بطاعه وهمت لتغادر الغرفة حاضر عن اذنك
أوقفها صوت ادهم قائلا بتحذير صارم دادة خلي عينك علي نادين كويس ماتغفلش عن عينيكي ولما تخرج بكرا للنادي بلغيني
صباحا في اليوم التالي
داخل إحدي المقاهي بجانب القصر حيث يجلس أدهم ويبدو عليه الشرود بعيدا بتفكيره.
فرك أدهم عينيه متعبا حيث كان جالسا على هذا الوضع لأكثر من ساعتين.
زفر ثم سند رأسه على مرفقيه أمام الطاولة منهكا لأنه لم يتذوق طعم النوم منذ أمس.
سيفقد عقله من كثرة التفكير في تصرفات تلك المچنونة التي تجلس في منزله ولا يدري ما الذي تخطط له وما المخزي من فعلتها.
همس ادهم بوعيد حاقد لنفسه ياريت اللي في بالي يكون غلط عشان وقتها مش هرحمك يا نادين
انقطعت أفكاره بسبب رنين هاتفه فأجاب بلهفة ها يا دادة في جديد
نظرت كريمة جيدا حولها بشك لكي تتأكد من عدم وجود أحد ما قد يتنصت عليها حيث لم تعد تشعر بالراحة إلى معظم الخدم في القصر ثم قالت بصوت منخفض الست نادين خرجت من خمس دقايق يا ادهم بيه
قال ادهم بتحذير ماشي اوعي يكون حد حس بحاجة عندك
تنهدت كريمة وقالت بنفي لا مافيش
زفر ادهم وقال ببرود تمام سلام
نهض بسرعة وهو يتأكد من وجود مفاتيح السيارة في جيبه ثم سرعان ما غادر المقهى متجها مباشرة إلى القصر.
في شركة البارون
دخل يوسف مكتبه الذي يتشاركه مع زميله كإعصار دون أن
متابعة القراءة