روايه قلوب حائره
المحتويات
وهو ينظر لها بعيناي متشوقة لرؤية كل أنش بوجههاوبرغم حزنه وقلقه عليها إلا أن شعورا هائلا بالإبتهاج قد تغلغل داخله بمجرد رؤيته لوجه صغيرته الناعمة وهو يحملها بين ساعديه
أردف بكلمات خرجت من أعماقه وهو ينظر لوجهها بعيناي حنون
أميرتي النايمةحمدالله علي سلامتك يا عمري
واسترسل متشوقا
يلا يا حبيبي فتحي عيونك علشان تنوري دنية بابي
أمسكت كفها الصغير للغاية وقامت بتقبيله وعندها تملكتها مشاعر من نوع خاص تجاة تلك الصغيرةإنه لشعورا هائلا أن يصبح لها فتاة صغيرة ولطالما تمنتهوها هو الأن حلمها قد تحقق ولكن يراودها شعورا مريبا يحدثها ويحثها علي عدم الإفراط بمسرة حضور تلك الجميلة ويوشي لها بوجود إحتمالية خسارتها عن القريب مما جعل داخلها مشتتا وحزين
قلبي بيقول لي إنها هتعيشإن شاءالله هتعيش
بتمني أجابته متلهفة
مال علي وجنتها وقام بوضع قبلة حنون ثم باتا ينظران إليها بقلوب متطلعةفاقا من شرودها علي صوت أنس الذي هلل من خلف الحائط الزجاجي المطل علي ما بداخل الغرفة وكاشفهحيث تحدث مهللا بإغتباط
ماميبابي
نظرت متلهفة علي ذاك الصوت التي تحفظه عن ظهر قلب وبرغم وهنها إلا أن إبتسامة بهجة إعتلت ملامحها لمجرد رؤيتها لأطفالها الثلاث وهم يقفون بجوار جدهم عز الذي أشار لذاك الثنائي من خلف الجدار الزجاجي مما جعلهما يبتسمان ويردا له ترحيبهتعجبت من رؤيتها لمروان وهو يحمل فوق كتفه طفلة صغيرة يبدو علي ملامحها السكون والسعادةلكنها سرعان ما تذكرت ملامح تلك البريئة وكشفت شخصية تلك الليزا التي رأتها لمرة واحدة قبل أن تنقل إلي المشفي
ضحك عز علي ذاك الغيور في حين تحدثت الممرضة وهي تشير لكلاهما إلي الباب في إشارة منها لحثهما علي الخروج للحفاظ علي سلامة الأجنة المتواجدين داخل الغرفة
إتفضلوا يا أفندم
بالفعل تحرك ياسين مصطحبا حبيبته وخرجا معا وتحرك مباشرة إلي غرفتها كي تستريح من بذلها لمجهود شاق عليها
ساعدها ياسين علي الإسترخاء فوق التخت حيث جلست وأسندت ظهرها علي الوسائد التي وضعها لها بمساعدة سهيرنظرت لأنس الذي سألها بطفولية
إبتسمت له وأجابه ياسين الذي حمله وأجلسه فوق ساقيه برعاية
علشان هي لسة صغننة ومحتاجة تكبر شوية جوة الصندوق وبعدها هنجيبها تنام في حضڼ مامي زي ما كان أنوس بينام وهو صغير
تحدث عز إليها بنبرة حنون
حمدالله علي سلامتك يا بنتي
الله يسلم حضرتك يا عمو...نطقتها بإبتسامة هادئة وتحدثت مستفسرة إلي مروان الذي مازال حاملا الطفلة المتعلقة برقبته ومحاوطة إياها بذراعيها وكأنها تخشي فراره
دي ليزا يا مروان
وما أن إستمعت تلك البريئة إلي إسمها حتي نظرت علي مليكة وابتسمت لها ببرائة خطفت بها قلب مليكةأجاب مروان والدته بحبور
آه هي يا ماما
ثم حول بصره إلي تلك الصغيرة وتحدث بالعربية التي يحاول تعليمها إياها وهو يشير بسبابته إلي مليكة
ليزا دي ماما
ماما...نطقتها مقلدة إياه فابتسم وأومأ لها في حين تحدثت مليكة وهي تشير إليها بإبتسامة حنون
هاي ليزا
هاي ماما...نطقتها بطلاقة فابتسم لها الجميع وتحدثت سهير بنبرة متأثرة لأجل تلك الصغيرة
ربنا يبارك فيك ويجازيك خير إنت وتيتا يا مروان
أمن عز علي دعائهانظرت مليكة علي ذاك القابع بصمت تام فوق ساقاي جدهحيث كان مربعا ساعدية ناظرا أمامه بملامح وجه مكفهرة ساخطة علي كل ما حولهتحدثت إليه بانزعاج حين رأت تجهم وجهه الغاضب
إيه يا قلبيمالك يا حبيبي!
بتجهم نظر لها ولم ينطق بحرف بل زادت ملامحه حنقافقام والده الذي أجلس أنس فوق مقعدا وتحرك
إلي صغيره وحاول حمله من فوق ساقاي جده قائلا
هو حبيبي
________________________________________
زعلان ولا إيه
بملامح وجه حادة أزاح عنه كفه وهتف غاضبا بإعتراض أظهر كم الحزن والغيرة اللذان أصابا داخله
عزو خلاص مش بقي حبيبكإنت سبته نايم لوحده في البيت وجيت نمت مع البنت اليع اللي في الصندوق
إتسعت عيناي عز وقام بإبعاده عن أحضانه قليلا لكي يستطيع النظر داخل عيناه وتحدث متسائلا وهو يرمقه بعيناي عاتبة
سابك نايم لوحدك إزاي يا ولد!
وبزيف استطرد لائما
أومال مين اللي كان واخدك ومنيمك في حضنه طول الليل يا ناكر الجميل إنت!
مط شفتاه وتحدث بطفولية كي يستقطب تعاطف جده الحنون ولا يدع له فرصة بأن يغضب منه ويحرم من دلاله
إنت حبيب عزو يا جدوأنا زعلان من بابي ومامي اللي قاعدين جنب البنت الۏحشة وسايبين عزو لوحده
ومن جديد ربع ساعديه بحدة ثم مط شفتاه وحول بصره إلي حمزة ورمقه وتلك الليزا بنظرات فتاكة لو خرجت لأشعلت كلاهماثم هتف بحنق كشف عن مدي إشتعاله من ذاك الثنائي
ومروان اللي مش بقي بيشيل عزو أبدا وطول الوقت بيلعب مع البنت اللي شايلها ديوقاعد يأكلها لما خلص لنا كل الأكل
واستطرد پغضب وعيناي مستنكرة
دي نانا ثريا مش بقت بتلاقي أكل تأكله لعزو وأنوس خلاص
لم يستطع جميع من بالغرفة كظم ضحكاتهم العالية التي أطلقوها بعد إستماعهم إلي حديث ذاك الحانق ووصفه المبالغ بهحتي مليكة التي أمسكت بطنها وتأوهت بفضل الألم التي شعرت به جراء ضحكاتها التي خرجت عنوة عنهاحتي تلك الصغيرة نالها من الضحكات نصيب وباتت تطلقها دون فهمها لما يدور حولها وكأنها عدوي وأصابت الجميع
كان يتناقل النظر بين الجميع وهو يرمقهم بنظرات غاضبة وعيناي تطلق شزرا من حدتهاحمله ياسين عنوة عنه وقام بضمته داخل أحضانه وبدأ يربت عليه ليحتوي ڠضب صغيرهثم تحدث إليه بمداعبة
هدي أخلاقك يا وحش وماتبقاش قفوش كدة زي أبوك
واسترسل بايضاح ليهدئ من حالة السخط التي تملكت منه
مش إحنا فهمناك قبل كدة وقلنا لك إن ليزا مش عندها مامي ولازم نهتم بيها كلنا ونلاعبها ونأكلها
بغيرة واضحة هتف معترضا وهو يرمق الصغيرة بنظرات محتدة
بس هي طول الوقت مش بتلعب ولا بتتكلم غير مع مروان وبس
هتفت سهير معلقة علي النظرات الفتاكة التي يقذفها الصغير علي تلك الليزا
وهتلعب معاك إزاي وإنت بتبص لها كدة يا أبني دي البنت يا حبيبتي مړعوپة واتشعلقت في رقبة مروان من كتر خۏفها وأنت بتبص عليها
بنبرة حنون أردف مروان بإيضاح
يا حبيبي مش أنا قلت لك إنها بتحب تتكلم وتلعب معايا علشان محدش بيفهم كلامها غيري
مط شفتاه ورمقه بحدة معترضافتحدث ياسين محمسا إياه
طب ما تلعب إنت كمان معاها
لوح بيده في الهواء وهتف بنبرة ساخطة
مش بترضي تلعب معايا يا بابيحتي ساندي طارق بتيجي هي وطنط چيچي وتقعد تضحك معاهاوبيقعدوا يلعبوا ويغيظوني
رفع ياسين أحد حاجبيه وهو ينظر إليه باستنكار ثم هتف موبخا إياه بنبرة حادة
ما تجمد يلا كدة وتسترجل وتسيبك من الخيبة التقيلة اللي إنت فيها ديبقي علي أخر الزمن إبن ياسين المغربي بنتين يغيظوه ويشعللوه بالمنظر ده!
ضحك عز وهمس مشاكسا ولده
الولد طالع خرع وقلبه رهيف وكدة غلط علي مستقبله الرجولي يا سيادة العميدلازم تتفرغ له شوية وتنقل له بعض من خبراتك عن كيفية معاملة الچنس الأخر واللعب علي الوتر الحساس
واستطرد معجبا بنجله
إحكي له عن الخطط والمؤامرات اللي لعبت بيها علي المسكينة أمه ومن قدرك قلبت بيها الأدوار
ثم إبتسم ساخرا واسترسل بعدما غمز له بعينه
واللي من بعدها هي اللي بقت بتجري وراك وواقعة في غرامكوإنت بكل هدوء روحت رامي نفسك وڠرقت في بحر شهدها ودبت فيهبعد سنين من الجري والحرمان
إبتسم ياسين لمداعبة والده التي إشتاقها بشدة كما إشتاق لعودة حياته إلي طبيعتها وزوال كل تلك الإبتلاءات والمصائب التي أتته بالجملة لا فراديوتحدث بمشاكسة كي يجاري والده بمداعبته
علم وسينفذ جنابك
إبتسم عز إلي ولده وتابع بمشاكسة
الأجيال في طريقها للضياع يا سيادة العميد
إبتسم بشدة بينت صفي أسنانه فتحدث ذاك المشاكس الصغير مستفهما
هو جدو بيقول إيه يا بابي!
بيوصيني عليك يا حبيب بابي...نطقها ثم أطلق الضحكات هو وأبيه مع نظرات الصغير المتفرقة علي كليهما بإبهام
تابع الجميع أحاديثهم اللطيفة بعدما قاموا بإحتواء غيرة الصغير وهدأ قليلا مما كان عليه
داخل الشركة التي يعمل بها سليم قاسم الدمنهوري تحرك من مكتبه بعدما أخد نسخة من التسجيلات الخاصة بالچريمة كما طلب منه المدعو ألبرت وقام بوضعها داخل جيب معطفه وتحرك متجها إلى مكتب زوجته فريدةدلف إليها بعدما دق بابها وتحدث إليها بنبرة جادة نظرا لوجودهما داخل الشركة
فريدةأنا خارج علشان عندي مقابلة برة الشركة خاصة بالشغل وهخلصها وهروح أجيب الأولاد من مدرستهم واطلع بيهم علي البيت علي طول
واسترسل بتوصية
معلش يا حبيبي إبقي خلي علي يوصلك في طريقه
أجابته بنبرة هادئة
أوك يا حبيبيخلي بالك وإنت سايق
أومأ لها
بإبتسامة حنون وتحرك تاركا الشركة واستقل سيارته متوجها بها إلي وجهته تحت أنظار عابد الذي إنطلق خلفه بحذر شديد كي لا يلحظه ذاك السليم وذلك بناءا علي طلب سليم بتتبعه بحذر
وبعد مرور حوالي النصف ساعة توقف بسيارته وترجل منها أمام مبني ضخماتحرك داخله بعدما أخرج بطاقة تعريف خاصة تستخرج فقط لمن ينتمون إلي هذا الجهاز العريقإتسعت أعين عابد بذهول وتحدث بنبرة خاڤتة بعدما توقف بسيارته بعيدا عن الأعين لاتخاذه الحيطة والحذر
يا نهارك إسود يا سليم يا دمنهوري
واسترسل مصډوما
مبني المخابرات الألمانية مرة واحدة يا فاجرده أنت ليلة أمك مش فايتة
وعلي الفور أمسك هاتفه وتحدث إلي ياسين الذي مازال يجلس بغرفة زوجته وبصحبة أطفالهماأخرج هاتفه وتحرك مسرعا إلي الخارج بعدما رأي إسم عابد تحت نظرات عز المترقبة لملامح وجه نجله
أجاب ياسين بصوت متحمس وهو يتحرك داخل رواق المشفي
بشرني يا عابد وقول لي خبر حلو يخرجني من الکابوس اللي من يوم ما دخلت فيه وأنا كل يوم ألبس في مصېبة أنقح من اللي قبلها
الخبر اللي هقوله لجنابك مش عارف إذا كان حلو ولا کاړثة جديدة يا باشا...نطقها بغرابة واسترسل بعدم استيعاب
مش هتصدق سعادتك أنا واقف فين الوقت
بنبرة صوت حادة أظهرت وصول ذاك
متابعة القراءة