روايه قلوب حائره
المحتويات
أوافق إنها تروح تتغدي في بيتهوادي النتيجة يا هانم
نطقها بحدة واسترسل راميا كامل اللوم عليها وكأنه وجد بها الشخص الذي سيفرغ به جل ما أصابه من ڠضب جراء طلب كارم الجرئ بالنسبة له
البيه إتجرأ وبقي كل يومين عاوز يخرج معاها وكأنه بقي حق مكتسب ليه
إتسعت عيناها وهي تتطلع إليه باندهاش من الطريقة الحادة التي عاملها بها أمام والداه وطارق والتي ولأول مرة تحدث منذ أن حقق حلمه وتزوج بها
إبتسامة جانبية خرجت من فاه عز الذي أردف بطريقة ساخرة بعدما استشف تكبيت نجله لحاله فور خروج زوجته
قابل بقي اللي هيجري لك يا باشاقدامك إسبوع بحاله هتشرب فيه جرعة نكد أورجانك
مالكش حق في الكلام اللي قولته لها يا ياسينإنت أحرجتها قدامنا كلنا
أردفت منال بنبرة تعقلية
زعل مليكة مقدور عليه يا طارقياسين يبقي يراضيها بعدين
واستطردت بنبرة غاضبة بعدما فاض بها الكيل من أفعال وتعنت نجلها مع زوج حفيدتها الأقرب لقلبها
خلينا في كارم اللي مشي وهو زعلان والبنت اللي طلعت مقهورة علي اوضتها بسبب أخوك وتحكماته الفاضية
________________________________________
أردف معترضا
ماما أرجوك
هتفت بحدة وسخط ظهر بعيناها
بلا ماما بلا باباأنا مش فاهمة إنت بتعمل كل ده ليههو أنت أول واحد بنته تتخطب يا ياسين!
زفر بقوة في حين أردف عز بنبرة جادة بعد صمت أرغم حاله عليه كي يري تصرف نجله إلي أين سيصل به
إتصل بكارم وراضية يا سيادة العميدوحاول تتعود علي وضع بنتك الجديد
وياريت ما تنساش إن كارم يبقي جوزها ومن أبسط حقوقه إنه يخرج معاها لوحدهموإحمد ربنا إن الولد مؤدب وإبن عيلة.
بوجه صارم يختبئ خلفه خجله الذي أصابه بعدما رأي معارضة الجميع له وتأكد من سوء تصرفه ويرجع ذلك إلي حبه وخوفه المبالغ به لصغيرة أبيها التي مهما
بلغت من العمر سيضل يراها صغيرته الواجب عليه حمايتها حتي من حالهاأردف بتراجع عن موقفه موجها حديثه الى والده
إبتسامة محبطة إرتسمت فوق ثغر عز الذي تضايق من وصول والده لذاك المستويأما ياسين فانطلق مسرعا نحو الباب الخارجي ليلحق بتلك التي خرجت بقلب منكسر جراء حدته معها أمامهم
ثم استطرد بنبرة تحمل الكثير من الندم
والله أسف
بنبرة حادة وعيناي ثاقبة تنظر أمامها في نقطة اللاشئ أردفت متجاهلة النظر إليه
تنهيدة حارة خرجت من صدر ذاك العاشق وتحدث بنبرة عاقلة
ما فيش حياة زوجية بتمر من غير مشاكل ولا زعلالمهم إننا نتدارج غلطنا بسرعة ونعتذر عنه
إحنا عايشين علي الأرض يا مليكة مش في الجنة
تنهدت بهدوء ثم أردفت بنبرة تحمل الكثير من الهموم
بس أنا زهقت من عصبيتك وتسرعك يا ياسين
إستدارت بجانب وجهها وتطلعت عليه ثم سألته مستفسرة
من أيه يا ياسين
علي عجالة أجابها بصرامة
من نفسها قبل كارم يا مليكةبنتي لسة صغيرة والحب بيضعفمن حقي كأب أخاف عليها من الشيطان ووسوسته لما أسيب لها مطلق الحرية مع جوزها ويختلي بيها
ثم استرسل بنبرة صوت هادئة
بنتي جمالها فتان ووصلت لكامل انوثتهاوكارم راجل وبتحركه مشاعره ليها وغريزته الذكورية
واستطرد بعيناي تطلق شزرا وكأنه تحول
وأنا مش هسمح بأي تجاوزات تحصل منه في حق بنتي
تنفست بهدوء وباتت تتطلع عليه بنظرات حائرة لتيقنها من حقه المشروع في الخۏف علي صغيرتهأرادت أن تخرجه من حالته تلك فتحدثت وهي تحثه علي المضي للأمام
طب يلا نتمشي علي البحر ولا رجعت في كلامك
إبتسامة هادئة إرتسمت فوق شفتاه وهو يسحبها من كفها ويتحركا نحو الباب في طريقهما إلي البحر
بنفس التوقيت
داخل حجرة أيسلحيث كانت تجلس فوق مقعدها المجاور لتختها تتحدث عبر هاتفها الجوال مع ذاك الحبيب الذي خرج مسرعا والڠضب يملئ صدرهأردفت بنبرة حنون في محاولة منها لإزاحة الحزن وابعاده عن قلبه
ممكن علشان خاطري ماتزعلش
بنبرة جادة عقب
أنا علشان خاطرك مستحمل جبروت سيادة العميد وذلة ليا يا سيلا
ثم أخذ نفسا عميقا واسترسل بما ينم عن مدي ضيقه
طول عمري وأنا بهرب وبخاف من الحب لأني كنت عارف إنه هيضعفنيوفعلا اللي عملت حسابه لقيته
واستطرد بإبانة
لولا حبي ليك ما كنتش استحملت تحكمات سيادة العميد فيا لحظة واحدة
وبنبرة خرجت تفيض حنانا وكأنه تحول لأخر أردف هائما
بس أعمل إيهحبيتك لدرجة إني بغض الطرف عن إهانتي من أبوك وبسكت علشان خاطر ما اخسركيش
ندمان إنك حبيتني يا كارم...سؤال مترقب ألقته عليه تلك العاشقة ليجيبها عاشقها بعجالة أظهرت كم العشق المكنون داخل صدره لتلك الساحرة
ندمان علي حياتي اللي قبلك واللي ضاعت وما عشتهاش وأنا في قربك
أنا بحبك يا كارمبحبك قوي...نطقتها بنبرة هائمة عقب عليها قائلا بغرام
وانا بمۏت فيك يا قلب كارم
يعني خلاص مش زعلان...نطقتها بدلال أنثوي وصل إلي مسامعه وأشعل ناره مما جعله يجيبها سريعا بنبرة رجل عاشق
بمجرد ما بسمع صوتك كل الزعل بيختفي ويحل مكانه الفرح
واسترسل بإبانة
مش بقول لك حزين علي عمري اللي عيشته من قبل ما أعرفك
إنتعش قلبها جراء جرعة الرومانسية المفرطة التي غمرت بها علي يد حبيبها العاشقكما تبدل حاله هو الآخر من قمة الڠضب إلي أقصي الإستكانة الروحية وذلك بفضل حديث كلاهما اللين للأخر مما خفف من ثقل ما حدث منذ القليل
وصل كارم إلي منزله وبعدما قام بتبديل ثيابه أتاه إتصال من طارق حيث قام بترضيته والاعتذار له عن ما بدر من ياسين من مضايقات أبلغه أيضا بعدول ياسين عن قراره مما أسعد قلب ذاك العاشق وقام بشكر طارق والتعبير له عن مدي سعادته بذاك القرار
مساء اليوم التالي
داخل أحد الاماكن الخاصة بتقديم المأكولات والمشروبات في أجواء تتسم بالهدوء كان يجلس كلا من العاشقان يلتفون حول طاولة تم إحتجازها مسبقا من قبل كارموأثناء إنتظارهما لتنزيل الطعام اللذان إنتقاه من القائمة الخاصة بالفندق كانا يتسامران علي أنغام الموسيقي وضوء الشموع الخاڤت مما جعل من الاجواء أكثر رومانسية
تحدث متسائلا إياها بنبرة تفيض عشقا
مبسوطة يا حبيبي
عقبت بنبرة حنون وعيناي تقطر هياما
قوي يا كارمعارفما بقتش بحس بالسعادة غير وأنا معاك
ثم استرسلت بدلال باتت تجيده معه بفضل نصائح وتوصيات مليكة لها
خليك دايما جنبي ومعايا ومش تبعد عني أبدا
إبتسامة ساخرة إنطلقت من فم ذاك الوسيم الذي أردف بدعابة
والله الكلام ده تروحي تقوليه للباشا مش ليا خالص
إبتسمت حين تذكرت ملامح وجه والدها الحانقة عندما رأها وهي تستعد للخروج خارج المنزل لتستقل سيارة حبيبهاثم أردفت بنبرة بها الكثير من التعاطف
والله بابي صعبان عليا قويجدو وهو بيراضيني بالليل قال لي جملة لسة مسمعة في وداني لحد الوقت
ضيق عيناه وبات مترقبا لحديثها باهتمام فاسترسلت هي بنبرة وملامح وجه متأثران
قال لي متزعليش من ياسينهو لسة شايفك بنت الأربع سنين اللي
كان بيوديها تمرين السباحة بنفسه علشان خاېف عليها ومش واثق في أي حد ومتأكد من جواه إن ماحدش هيقدر يحميها ويبعد عنها أي شړ غيره
واسترسلت بنبرة صوت متأثرة وعيناي تفيض حنانا لعزيز عيناها ياسين المغربي
قال لي أبوك بيعتبرك أكبر إنجازاته إنت وإخواتك ولو ينفع يشق صدره ويخبيكم جواه علشان يحميكم كان عملها
تحولت
________________________________________
عيناها إلي حنون واستكملت بنبرة شديدة التأثر
أنا بحب بابي قوي يا كارم ودايما بشوفه أعظم وأحن راجل في الدنيا كلها
واستطردت بعيناي راجية
ولو كنت غالية عندك فعلا ياريت ما تزعلش منه
إبتسم براحة ثم أردف بملامح وجه مسترخية
علي فكرة يا سيلااللي إنت ما تعرفهوش عن علاقتي ب ياسين المغربي إني عمري ما اعتبرته مجرد رئيسي في الشغل
ثم استطرد بنبرة فخورة صادقة
أنا من أول يوم إستلمت فيه شغلي في الجهاز وأنا بحاول أتقرب منه علشان أتعلم وأمشي علي خطاهوكان أسعد يوم في حياتي لما أختارني في فريقه واستلمت أول مهمة ليا معاه ومن وقتها أصبحت المساعد بتاعه لما أثبت له جدارتي.
زادت سعادتها وأبتسمت بشدة حتي ظهر صفي أسنانها وتحدثت بتفاخر متباهية بعزيز عيناها
ما تتصورش أنا فرحانة قد إيه بكلامك عن بابي يا كارم
بغمزة من عيناه عقب مداعبا إياها
هو أحنا هنخلص السهرة في كلامنا عن سيادة العميد ولا إيه
واستطرد بذات مغزي
عاوزين نتكلم عن نفسنا شوية
عقبت بصوت ودلال أنثوي
هنتكلم نقول إيه
وقف وبات يعدل من حاله ثم أغلق زر حلته وأمسك كفها وتحدث وهو يحثها علي التحرك معه نحو المكان المخصص لرقص الثنائيات
هقول لك وإحنا بنرقص
بجانب أذنها بعدما مال عليها بطوله الفارع مما جعل جسدها ينتفض خجلا وعشقا بالوقت ذاته
مش هتقولي لي أعمل إيه في مشكلتي اللي لا بقت مخلياني عارف أنام ولا بدوق للراحة طعم
قطبت جبينها وسالته مستفسرة بعدم استيعاب
مشكلة إيه دي يا كارم
بعيناى تقطر إشتياقا أردف هائما
مشكلة بعدي عنكما بقتش قادر أبعد عن حضنك يا أيسل
واستطرد بعيناي متأثرة
طول الليل بتقلب وكأني نايم علي جموكل ما أفتكر إني هقعد أربع سنين متجوزك مع وقف التنفيذ ببقي هتجنن
إبتسمت بشدة ثم تحدثت بدعابة
والله إفتكرتك بتتكلم جد
علي عجالة عقب مؤكدا
طب ما أنا فعلا بتكلم جدحد كان قال لك إني بهزر
ثم استطرد بنبرة هائمة جعلتها تخجل
يا سيلا ھموت عليكمش قادر أتخيل بجد إنك خلاص بقيتي مراتي ومع ذلك مش هقدر اخدك
ثم مال علي أذنها وهمس بكلمات وقحة بعثرت كيانها وجعلتها ترتبكحاولت أن تتمالك من حالها قدر المستطاع ثم أزاحت عيناها عن مرمي بصره خجلا واردفت بنبرة اظهرت كم إرتباكها
علي فكرة إنت قليل الأدبوبابي عنده حق في إنه يبعدني وېخاف عليا منك
رفع رأسه لأعلي مقهقها بصوت عالي برجولة ثم استطرد بوقاحة
قلة الأدب بين الزوجين هي الأدب بعينه يا حبيبيالمصيبة اللي بجد واللي تقلق هو أدب الزوج مع مراته
ردت بقوة أغاظته
ده لما ابقي مراتك بجد يا باشا
هتف بنبرة صارمة
نعم!إيه مراتك بجد دي كمانحد كان قال لك إنك مراتي كدة وكدة!
واستطرد بتنبيه
ما تظبطي كلامك يا بنت سيادة العميد
أقصد لما أكون في بيتك يبقي من حقك تقول لي الكلام ده... نطقتها مفسرة فأجابها بنبرة أكثر وقاحة
ده هو ده الوقت المناسب للكلامالجواز ده إتخلق للفعل مش للكلام يا حبيبي
خجلت من كلماته فاسترسل بنبرة رجل عاشق
أنا بحبك قوي يا أيسلبحبك لدرجة عمري ما تخيلت إني أوصل لها مع أي حد
دون إدراك منها وكأنها مسيرة ألقت برأسها فوق كتفه وكأنها تعلمه أنه أصبح ملاذها الأمن ومالك زمامهاتنفس عاليا براحة حين إستكانت هي بين أحضانه مستسلمه لكلماته وهمساته التي باتت تعشقها منه ولا تستطيع الاستغناء عنها
مر الوقت وهي ذائبة بين أحضانه ك قطعة شيكولاتة ناعمة بينما هو كان يشعر وكأنه ملكا متوجا
متابعة القراءة