روايه جديده
وجاي
دق الباب ....
شيماء من الداخل أدخل
في قصر البحيري ....
ترتشف فنجان القهوة وهي تتأمل تلك الأزهار الملونة في الحديقة الشاسعة تستنشق عبق عبير الصباح العليل ... جاء ياسين من
الخلف ليضع كفيه ع عينيها ....
وضعت الفنجان ع الطبق وقالت الي مزعلني ديما ومش بيسمع كلامي وع طول بيضايق ف أخته
رفعت حاجبيها وقالت بطل بكش ... وقولي خرجت إمبارح بلليل وراجع الفجر كنت فين
تناول تفاحة من طبق الفاكهه وأخذ ينظر لها وقال سهران مع أصحابي أيه الجديد يعني ... قالها ثم قضم التفاحة
وضعت الطبق وعليه الفنجان فوق الطاولة وقالت مش هتعقل بقي وتروح تشتغل ف الشركة مع أخوك وباباك
رمقته بإمتعاض وقالت أومال ليك ف أي إن شاء الله
رجع بظهره إلي الخلف وتنهد وقال هفتح جيم
أجابت بإقتضاب جيم !!!
ياسين أه ماله الجيم ... أنا كنت مستني ألاقي المكان المناسب الي هفتح فيه ولاقيته الحمدلله مستني بس استلم شحنة الأجهزة ... وإن شاء الله هيبقي أضخم وأشهر جيم ع مستوي مصر وهاسميه ياسو جيم
جيهان والله أتمني أن يكون ليك حاجة خاصة بيك وتنجح فيها ... بس ياريت تبقي أد المسئولية
ياسين أدعيلي أنتي بس ياجيجي
جاءت علا لتأخذ الفنجان الشاغر من فوق الطاولة وقالت عايزة حاجة تاني ياجيهان هانم
جيهان شوفي ياسين يفطر أي
ياسين لاء مش بفطر دلوقت
علا طيب عن أذنكو ... قالتها وكادت تذهب
أوقفتها جيهان وقالت علا ناديلي ياسمين لو سمحت
كان ياسين يمسك هاتفه ويتصفح الأنترنت لكن ينظر إلي والدته بطرف عينيه عندما ذكرت اسم ياسمين بإمتعاض ... ذهبت علا لتنادي ياسمين
دخلت المطبخ وقالت ياسمين
تركت ياسمين الشطيرة التي كانت تتناولها وجبة الفطور وقالت نعم
رمقتها علا بنظرات قلق وقالت أنتي عملتي حاجة أو رجعتي تكلمي ياسين بيه تاني
علا مدام جيهان عيزاكي بره ف الجنينة ووشها بيقول إنك عملتي حاجة وهي متضايقة منها
دق قلبها من التوتر وقالت ربنا يستر
علا طيب روحي شوفيها بسرعه وأبقي طمنيني
أعدلت من حجابها وهي تمسح فمها بيدها من أثر الطعام وذهبت إلي الخارج .... تمشي وهي تنظر إلي ذلك الجالس ف واجهتها وجيهان موليه لها ظهرها ... وصلت وهي تنظر إلي ياسين الذي يتصنع النظر إلي شاشة هاتفه ... خشيت إن يكون حدث شيئا ما
جيهان هانم علا قالتلي حضرتك عيزاني ... قالتها ياسمين لتجد ياسين ينظر لها
جلست ع المقعد المحاذي لياسين ... فأردفت جيهان ينفع الي بتعمليه ده
دخل وكاد يتفوه ليتسمر في مكانه تلك الحورية ذات الجمال الفاتن ... شعرها الأسود ينسدل ع ظهرها ... مرتدية عباءة إستقبال ذات لون أبيض مطرزة بالخيوط الذهبية تحدد منحنيات جسدها ... تقف أمام المرآه تضع بعض اللمسات البسيطة من مساحيق التجميل
ظل يرمقها وهو يجز ع شفته السفلي ويقول بداخل عقله يخربيت حلاوتك ... ثم أنتبه لها وقال بتقولي حاجة
تركت قلم الحمرة وأمسكت بزجاجة العطر لتقوم بنثر القليل عليها وقالت مالك واقف عندك زي التمثال ليه كده
وهو يحدق ف عينيها كالثمل وقال أنتي حلوة أوي ياشوشو ... ماتجيبي أطه ... قالها
فدفعته ف صدره وقالت بقولك أي أنا لسه ع كلامي من إمبارح ... احنا هنعيش ف بيت واحد أه بس كل واحد ف حاله
عبدالله وده يبقي اسمه جواز !!!
دفعته لتذهب نحو الباب وقالت اسمه مش هتعدل معاك غيرلما تتربي الأول
جز ع فكيه وقال ماااشي ... الصبر حلو
خرجت لتطلق نعمات زغرودة وقالت صباحية مباركة يا عروسة .. ثم عانقتها بقوة
شيماء وهي تبتعد بعدما
شعرت بالإختناق الله يبارك فيك يا مرات أبويا
فتحي ألف مبروك يابنتي
أقتربت من والدها ليعانقها ثم أمسكت يده وقبلتها وقالت الله يبارك فيك يا بابا
شيماء ثواني هاروح أجيب حاجة وجاية
فتحي
متتعبيش نفسك يابنتي إحنا جايين نطمن عليكو ونمشي ع طول
شيماء وده أسمه كلام يابابا .. استنو هنفطر مع بعض
جاء عبدالله إليهم وهو يحمل صينية يعلوها كأسين من العصير وطبق فاكهة ثم وضعها ع المنضدة التي تقع أمامهم
شوف البت مخليه جوزها هو الي يقدم الحاجة ... طول عمرك قوية يا بنت سهير ... قالتها نعمات بداخل عقلها
ثم أردفت بصوت مسموع بت يا شيماء عيزاكي ثواني .. قالتها لتنهض وأتجهت معاها شيماء إلي غرفة النوم
نعمات قوليلي يابت ها طمنيني
رفعت شيماء إحدي حاجبيها وقالت أطمنك ع أي
رمقتها بنظرات خبيثة وقالت يابت بطلي إستهبال أنتي عارفة أصدي أي
جزت شيماء ع أسنانها وقالت و الله دي حاجة خاصة ما بيني وبين جوزي
نعمات لاء يا عينيا مش لازم نطمن عليكي ... ولا يكون عملها معاكي قبل الجواز
أتسعت عينيها بالڠضب وصاحت أخرصي قطع لسانك
أجابتها نعمات بنبرة
غاضبة أتكلمي معايا عدل يابت أحسنلك
دخل عبدالله ع أثر الصياح وقال ف أي مالكو ياجماعه
نعمات وهي تلوح بيدها وقالت بقول للسنيورة طمنيني عليكي مش عاجبها الكلام
تفهم عبدالله ما ترمي إليه فأقترب من شيماء ليضع زراعه ع ظهرها بحنان وقال دي حاجة تخصني أنا ومحدش ليه دعوه
قالت بسخرية لاء يا أخويا من حقنا نطمن عشان ده ف وشنا إحنا ومش ناقصين لو حد لسن بكلمة كده
صاح ف وجهها وقال وأنتي مالك ... والي هيجيب سيرة مراتي بكلمة هقطلعو لسانه ... ولو كنتي فاهمه غلط عشان اليوم إياه لما كنت عندكو ف الشقة محصلش حاجة .... وأظن كده خدتي واجبك ويلا عشان عايزين ننام
رمقته بنظرات ڼارية وقالت بتطردني يا عبدالله !!!
عبدالله أهلا وسهلا بيكي طول ما بتحترمي صاحبة البيت ده ... ولو أتكلمتي معاها تاني بالأسلوب ده تاني الباب يفوت جمل
ماشي يابنت سهير .. قالتها وغادرت
وقال وهو يمسد ع ظهرها مټخافيش أنا عارف أوقف إزاي أي كلب يضايقك عند حده .
نهض ياسين وقال طيب يا جيجي أنا رايح مشوار كده عايزة حاجه
جيهان قعد لسه مخلصتش كلامي معاك
تلون وجه ياسمين بالخۏف والقلق وقالت بصوت متهدج هو أنا عملت حاجة
جيهان أه ... من ساعة ما عم إسماعيل الله يرحمة ټوفي والدتك بتتصل عليكي وأنتي مش بتردي ... أخر ما زهقت كلمتني بتشتكيلي منك
تنفست ياسمين الصعداء لتعود الډماء لمجراها وقالت أنا فعلا مش برد عليها ... مكنتش بتسأل عليا خالص لما سبت البيت وجيت قعدت هنا مع أبويا الله يرحمه
جيهان حتي لو هي عملت كده دي مهما كانت مامتك ولازم تسألي عليها ومتدخليش مشاكلها مع والدك الله يرحمه مابينك وبينها
جيهان هانم ف واحدة ست ع البوابة بتقول أنها أم ياسمين .... قالها مصعب الذي جاء للتو
جيهان خليها تتفضل ع هنا
أومأ لها وقال أمرك ... ثم ذهب
جيهان شوفتي جاتلك من أخر الدنيا إزاي عشان تطمن عليكي
أبتسمت ياسمين بتهكم
جيجي أظن كده أنتي مشغولة أنا ماشي بقي ... قالها ونهض ليغادر وهو مازال يمسك هاتفه وأتجه نحو البوابة لتصتدم به تلك السيدة التي ترتدي عباءة سوداء وحجاب بني
مش تحسبي ياست أنتي ... صاح بها ياسين
السيدة بنبرة إعتذار آسفة والله يابيه مكنتش شايف أدامي
رمقها ياسين بإزدراء ثم ذهب
تقدمت نحو جيهان مسرعه ومدت يدها إليها وقالت أزيك يا جيهان هانم
جيهان الحمدلله ... حمدالله ع سلامتك
السيدة الله يسلمك ويعز مقدارك
نهضت جيهان وقالت عن أذنكو بقي هسيبك تقعدي مع ياسمين ولو عايزني ف حاجة أبعتولي حد من الشغالين
السيدة تسلمي يا ست هانم .... قالتها ثم جلست ع المقعد الذي نهض منه ياسين وتبدلت ملامحها إلي الڠضب وقالت وهي تلكز إبنتها ف زراعها أنتي يا هبابة مش بتردي عليا ليه من ساعة أبوكي الله يجحمه ما ماټ وأنتي ماصدقتي
رمقتها ياسمين پغضب وقالت ربنا يرحمه ويجعل مثواه الجنة
والدتها أنا مش جاية ياختي عشان أترحم ع أبوكي
ياسمين أومال عايزة مني أي
والدتها عيزاكي تبعتيلي فلوس من الغرمأ الي أنتي عايشة فيه
ده
ياسمين ولما أنا أبعتلك جوزك الي طردتيني من البيت بسببه ده لازمته أي
والدتها ما هو من بختي الأسود أتجوز أبوكي الكحيان ولما أتطلقت منه قولت أشوف حظي مع حد عدل طلع التاني أنيل وأدل وقاعدلي زي الولايا ف البيت
رمقتها ياسمين بإحتقار وقالت معيش فلوس دلوقت اديهالك لسه مقبضتش
والدتها اه بقي كده يابنت أبوكي ... اسمعيني بقي وبصيلي كويس أنا حايشة عنك أهل أبوكي ومش قايلالهم ع مكانك ... لأن من وقت مۏت أبوكي عمامك وعماتك بيسألوني عليكي ... فأحسنلك كده تقومي زي الشاطرة وتجبيلي قرشين من الهانم الي جوه دي يا إما تاني يوم هتلاقي عمك عباس هنا يجي ياخدك من قفاكي ويجوزك خميس ابنه وبدل ما بتشتغلي هنا خدامة بالفلوس ... مرات عمك هتخليكي خدامة لبيت العيلة كله
نهضت وقالت بټهدديني ياما !!! ... عموما أنا هاروح أجبلك القرشين الي حيلتي كنت محوشاهم عشان مصاريف الجامعه
قالت والدتها بسخرية روحي يا ختي هاتي ... قالتها لتحدق بها ياسمين ع مضض ثم ذهبت
يجلس ع المقعد الجلدي بثبات وهي تجلس
ع ذلك المقعد المرتفع تضع الأخيرة ع ملامحه التي قامت برسمها أكثر من خمسون مرة منذ ثلاثة أيام ...
تنهدت كارين وقالت وأخيرا خلصتها
نهض يونس وتوجه نحوها ليلقي نظرة ع صورته وزمت شفتيه لأسفل وقال مش بطالة
كارين نعم!!!!
رفع حاجبيه وقال أكدب عليكي يعني ... أنتي أصلا رسمك مش حلو ف البورتريهات ... مش فاهم متخرجة من أكاديمية الفنون الي ف إيطاليا إزاي !!!
نزلت من فوق المقعد وصاحت قائلة بقولك أي بقالي 3 أيام مستحملة وعصره ع نفسي فدان لمون طول النهار لحد بلليل يدوب بروح انام واغير واجيلك تاني يوم عشان ارسم وشك العكر ده وف الأخر مش عاجبك
عقد ساعديه أمام صدره وقال
والله الحل كان ف أيدك من الأول كلمة بسيطة جدا تقوليلي آسفه يافنان ... بس طبعا بعد وشي العكر دي ... هسيبك تمشي بس مفيش لوحة هتستعيرها
أغمضت عينيها وهي تأخذ شهيقا ثم تطلق زفيرا ثم قالت لاء كده كتير أوي .. متزعلش بقي مني
يونس أصدك أي
لم تجيب عليه لكنها أرتدت حقيبتها ودخلت غرفة ثم خرجت تحمل دلو ورفعته وهي تدفعه لأعلي لينسكب منه مازوت ع اللوحات المعلقة ع الحائط
ركض نحوها وصاح يخربيتك بتعملي أي
ألقت بالدلو ع الأرض وقالت زي ما أنت شايف كده ... وخد الهدية دي من عندي قالتها لتمسك بإحدي اللوحات وقامت بإلقاءها ع رأسه بقوة حتي أخترقت رأسه اللوحة من المنتصف