روايه مره واحده فالعمر بقلم فاطمة الألفي

موقع أيام نيوز

 


لم كل اللى انت فرحان بيه ده يبقي مافيش هيجي اليوم ده وقريب اوى أنا واثقه فى عدل ربنا سلام يا عمي 
غادرت مكتبه وصفعت الباب خلفها بقوه لتجعله ينتفض من مكانه فقد هزته كلمات تلك الصغيره ماذا فعلت به اين تبخر ذلك الشموخ لأول مره ينكث براسه ارضا ويراوده الشعور بالاختناق يكاد يزهق بروحه ...
كانت تهم باستقلال المصعد لتتفاجئ بشاب يخرج منه كاد ان يصطدم بها لولا انها عادت خطوتين للخلف رفع الشاب انظاره ليلتقى بها 

لاحت ابتسامته عندما عرفها كيف لا يعرفها وهى صديقه الطفوله ظل يتفحص هيئتها الجديده بدهشه فقد تبدلت ملامحها راء الحزن ببركه العسل خاصتها ووجهها الابيض المستدير محاط بحجاب اسود رقيق ولكن يبدو حزين كصاحبته ترا ما سبب حزن الفيروز 
ظلت تحدق به هو أيضا نعم عرفته كيف لا تعرفه وهو كان مثابه الأخ الاكبر الذي داىما كانت تشتكى اليه معالمه والديه فقد كانت ترا الكراهيه والبغضاء بمعاملتهم لها ولشقيقتها الصغرى .
قطع شرودها مرحه المعتاد يخربيت عقلك كبرتي يا بت وبقيتي شحطه طولي بس بصراحه فى الاول ماعرفتكيش يمكن بسبب الحجاب بس مخليكي زي الملاك الحزين 
وانت بقى ماتغيرتش لسه لسانك طويل 
ضحك بخفه ووضع يده اعلى كتفها يحاوطها بحنانه تحت جناحه كما كان يفعل بالماضي واحشتيني يا فيروز وروما كمان واحشاني اوي وعمو وطنط انتو عاملين ايه 
وضعت كفها ليزيح ذراعه عنها وهى ترمقه بحزن هو باباك ماعرفكش پوفاة عمك يا براء 
جحظت عين براء پصدمه وفتح فاة عمي ماټ .. ! امته وازاى 
باباك يقولك أنا عايزه امشي من هنا 
استقلت المصعد وضغط زر غلقه ليضع قدمه يمنعه من الانغلاق وعاد ادارج ليقف جانبها بالمصعد فهو يريد تفسير ولن يتركها ثانيا ...
الفصل الرابع والعشرون .
تصنعت القوة وتلاشت وجوده معها بالمصعد وعندما وصل المصعد وجهته غادرته على عجاله لحق بها براء ينظر لها پصدمه فهذة ليست فيروز الصغيرة التى كانت تعشق الثرثرة معه وتحكي له تفاصيل يومها الان تتجاهله ..
اقبض بقوه على رسغها لا يريد افلاتها يعلم انها غاضبه منه ولكن لم يتوقع الى هذا الحد .
فيروز استني لازم نتكلم تعالي معايا 
نظرت له پغضب والي كفه القابض على رسغها براء من فضلك سبني 
جذبها لتسير معه الى حيث سيارته وهو يبتسم لها ليذيب ڠضبها 
ماتحوليش تفلتي مني عشان مش هيحصل يا اختى العزيزة 
تذمرت من محاولاته وعندما ارادت الابتعاد عن سيارته بعد أن افلت يدها وجدت نفسه تنظر له باحتياج فهي الان ضائعه شارده تبخرت كل قوتها عندما ډفن والدها تحت التراب دفنت قوتها أيضا .
شعر بتخبطها وبالحزن المسيطر على تقاسيم وجهها ضمھا لصدره بحنان وطبع قبله حانيه اعلى رأسها اشتاق حقا لصغيرته الذي غاب عنها لعدة اعوام كانت كفيله تلك الاعوام الماضيه بتبديل حالها .
اجلسها داخل سيارته واستقل مقعدة خلف المقود ثم قاد سيارته لمكان ما من اجل ان يتحدث معها ..
ظلت شارده تنظر للشوارع حولها بصمت الى ان صفا سيارته امام متجر زهور خاص بزوجته..
أمسك بكفها وسارو الى حيث المتجر وقفت تنظر لبراء بغرابه ليبتسم لها وهو يخبرها 
تعالي بس هنقعد هنا ونتكلم براحتنا 
دلف لداخل وتحدث مع الفتاة مساءالخير .
رحبت به الفتاة مساء النور اهلا لحضرتك 
نظر حوله بتسأل امال فين ياسمينه 
مدام ياسمينه والاموره الصغيرة لسه ماشين من دقائق 
هز راسه بتفهم ثم اشار لتلك الواقفه التى تتطلع له بذهول التقط كف يدها 
لتقترب منه 
ده محل الزهور بتاع ياسمينه مراتي كنت عايز اعرفك عليها بس سبقتنا وروحت 
انت اتجوزت 
من سنتين بس وعندي ماسة زى القمر زيك كده 
نظر الفتاه التى تنظر لهم پصدمه ليضحك براء بخفه وهو يرمقها بنظراته 
ملك ممكن تعمليلنا حاجه نشربها احنا هنقعد هنا شويا 
هزت رأسها بتفهم وابتعدت عن المكان 
سحب مقعده لتجلس عليه فيروز ثم جلس بالمقعد المقابل لها 
زفرا بقوه قبل ان يحدثها بصدق حقك تزعلي مني طبعا لم سافرت بعد قرارات والدي الصارمه ماكنش قدام حل غير ان أبعد عنه عشان الاقي نفسي وانتي عارفه ان بابا كان خانقني فى حياتي بيقرر هو عني كل حاجه دخلت تجارة بالإجبار عشان رغبة هو خسرني اصحابي وكان عاوز يجوزنا لبعض وهو عارف ان علاقتي بيكي اخوات للأسف عايز يضمن حق مش حقه مااقدرتش اتحمل ظلمه لعمي وليكم كان لازم أهاجر والقرار كان متأخر كمان المفروض كنت خدت قرار الهجرة من اول لم خلصت ثانويه عامه مش جامعه 
مش لوحدك اللى قررت تبعد من تحكمات عمي بابا كمان اتغرب عننا ولم فكر يفضل جنبنا كان فى اخر ايامه عمي سرق مننا فرحتنا بقرب بابا لينا ووجوده معانا فى كل لحظه بنمر بيها فى حياتنا 
رفع انامله يمحي لها دموعها المتسافطه الله يرحمك ياعمي كنت بحس فى حضنه ان ابويا أنا حاولت اتكلم مع بابا فى رجوع الحق لاصحابه بس بابا رفض أنا الحمد لله لم سافرت قررت ادرس المجال اللى بحبه وكنت بشتغل ويتر هناك عشان امن مصاريف دراستيرفضت اخد من بابا أي حاجه والحمد لله بعد الدراسه عملنا مشروع أنا وواحد صاحبي مصري اتعرفت عليه هناك وبيعنا مشروعنا لأكبر شركه فى نيويورك خاصه بمجال الحاسبات والمغلوماته وبالفلوس دي نزلنا مصر فتحنا شركه صغيرة كده بداية لشغلنا هنا وقابلت ياسمينة اخت صاحبي عمر اللى بتكلم عنه وحبيتها واتجوزتها هنا بس بابا كان رافض الجوازه عشان طبعا عاىله عمر وياسمينه ماتنسبش مستوي بابا بصراحه اتجوزنا على طول وسافرنا تاني وسبت عمر ياسس الشركه هنا وربنا روقنا بماسة وقررنا ننزل بقى بس بدون رجعه لأمريكا تاني خلاص حياتنا هنا افضل والحمد لله عملت عيله صغيرة ومبسوط جدا بحياتي لازم اعرفك على مراتي وبنتي 
ابتسمت بحب أكيد نفسي اتعرف عليهم 
قلبي أنا احكيلي بقى عنك وعن رهام وعملتي ايه فى العشر سنين اللى فاتو ودرستي ايه 
رهام درسه حاسبات ومعلومات زيك بتحب الكمبيوتر والتكنولوجيا جدا وأنا درست اداره أعمال واشتغلت فى شركه كبيره هنا واتجوزت واتطلقت فى شهر واحد 
انهت حديثها بضحكه مؤلمھ .
جحظت عين براء وعندما هم بالحديث كانت ملك امامهم تضع اعلى المنضدة كوبان من النسكافيه 
ابتسم لها بود شكرا يا ملك اتفضلي انتي شوفي شغلك 
بعدما اختفت ملك عن الانظار نظر لفيروز بعدم تصديق 
اتجوزتي ايه واتطلقتي ايه مش فاهم 
ابتسمت بمراره خد الكبيرة بقى أنا حامل 
طب افهم يابنتي ايه كل ده كل ده حصلك امته وازاى 
حاولت التماسك وقصت عليه كل شيء مرت به خلال الاشهر الماضيه بداية بنبيل الى ان انتهت حياتها الزوجيه بالانفصال عن نديم وۏفاة والدها ..
أستمع إليها بانصات وعندما راء دموعها المنهمرة التى لم تكف نهض ليجذبها داخل احضانه وظل يمسد على ظهرها بحنان اخوي وداخله بركان مشتعل من الڠضب بسبب بعده عنها يلوم نفسه على تقصيرة فى حقها فقد كانت شقيقته الصغرى المسئوله منه فهو يكبرها بثمانيه اعوام وعندما قرر الهجرة ترك صغيرته بعمر الخامسه عشر منذ عشرة اعوام وهو لم يعلم بشئ عنهما .
أنا بجد آسف على كل اللى مرتي بيه وأنا بعيد عنك ماكنتش ليكي السند والاخ اللى كنتي دايما بتتمنيه أنا قصرت فى حقك اوى 
ابتعدت عنه تهز رأسها بالنفي مش ذنبك يا براء صدقني حتى لو كنت جنبي ماكنتش قدرت تغير القدر عامر كان جنبي ماكنتش لوحدي وحياتي هى حياتي كله مقدر ومكتوب يا ابن عمي ماتحملش نفسك الذنب واحد بس هو اللى مسىول عن كل اللى حصلنا انت هربت من تسلطه وتحكمه وبابا هرب من ظلمه وجبروته واحنا بندفع التمن يبقي لا ذنبك ولا ذنبي ذنب الكبير اللى شايف كل عيلته بتدمر واحد ورا التاني ولسه ساكت ولسه قادر يكمل فى ظلمه وجبروته صحيح مصير عز اخوك ايه دلوقتي 
عز زي بابا بالظبط مابيفكرش غير بالفلوس وبس وبيحب يستمتع بكل حاجه حتى لو كانت حرام بيعملها مدام معاه فلوس وبابا طبعا مبسوط بيه ومايعرفش انه بيدمره بنفسه تعرفي ان عز اتجوز كام مره لحد دلوقتي مش هتصدقي 
ليه هو اتجوز كام مره
خمس مرات وحاليا بابا بيخطط لجوازة السادسه هههههه
ضحك بقوه وهو يسرد عليها اخبار شقيقه الأصغر عز الذي اصبح عمره الان ثلاثون وخلال الخمسه اعوام الماضية تزوج بخمسه زيجات كانت نهايتهم الفشل ولم تثمر تلك الزيجات عن وجود أطفال .
منذ أن عاد من دبي والمصائب تقع على عاتقه واحده تلو الأخرى والى الان مازال يحاول بكل جهدة باسترداد حجم الخسائر التى سببها له شقيقه الأصغر ظل نبيل يعتذر منه عن ما حدث بالمصانع من تقصير حاول نديم التماسك فكان يود صفعه بقوة لكي يجعله يفيق ويهتم لعمله ولكن نجح فى تماسك قواه امامه .
ولكن عندما حدثه نبيل عن علاقته بفيروز وانه يريد ان يعطي لها فرصه ثانيه فهى تستحق حبه واخبرة بانه ثرثر باشياء كاذبه عندما كان غاضبه منها وهو يظنها بانها تريد ټدمير سعادته مع زوجته الى هذا الحد وكفى فلم يعد لديه قدره على تحمل سخافته فهو منذ البدايه ويعلم بنقاء وطهارة زوجته من تلك الافعال المشينه والاخير يظن نفسه انه صدق تلك الخرافات والإدعاءات التى تفوه بها ليهوي بصفعه قويه اعلى وجنته ليجعله يفيق .
استقبل نبيل الصفعه بالم ثم اغمض عينيه بقوه فهو يعلم بانه يستحق اكثر من ذلك 
لم يكتفي نديم بتلك  ووصيه ابويا ليه ووعد تيته كل ده كان زى الطوق اللى ماسك فى رقبتي صعب افلته رغم ان كان بېخنقني بس كان اهون عليه ان ېخنقني ولا ان ابعدة عني .
انزل يديه برفق ليهوي جسده اعلى المقعد باستسلام اقترب منه نبيل وركع على ركبتيه امام شقيقه وانسابت دموعه 
أنا مستعد أعمل أي حاجه عشان فيروز ترجعلك وتسامحني أنا ماليش غيرك والله أنا آسف يا اخويا ارجوك سامحني والله العظيم مابنام بالليل وأنا عارف ان سبب فى كسرة قلبكم دي قولي أعمل ايه والله لو هتقولي
 

 

تم نسخ الرابط