روايه مره واحده فالعمر بقلم فاطمة الألفي
المحتويات
دار وجهه بخجل ومازال مطأطأ الرأس وينظر بعينيه لموضع قدمه ليفتح له نديم ذراعيه ولاحت ابتسامه جانبيه اعلى ثغره
لتجحظ عين نبيل عندما رفع مقلتيه ليجد شقيقه يفرد له ذراعيه ويريد احتضانه لم يجد امامه الى ان يرتمي بعناق قوي داخل احضان شقيقه ليطوق الأخير بذراعيه بقوه ويهمس له بصوت حاني قدري انك اخويا ولازم اتحملك
ابتسم نديم وهو يتنهد بقوه ثم ابتعد عنه ليستمع لنبيل يردد بهمس وهو يضع كفه يتحسس وجنته اثر الصفعه
بس ايدك تقيله اوي
رفع نديم حاجبيه باستنكار مش بس ايدي اللى تقيله تحب تجرب رجلي كمان ماعنديش مانع
ابتعد عنه بمرح لا يا سيدي الله الغني توبه يا بيه والله
ابتعد عنه بهدوء ليغادر مكتبه فهو يعلم بان شقيقه يريد الاختلاء بنفسه من اجل اتخاذ القرار المناسب لعلاقته بفيروزته ...
صفا براء سيارته اسفل البنايه التى أخبرته بها فيروز
قبل ان تترجل من السياره نظر لها بتسأل ليه قاعدة هنا لوحدك مش قاعدة مع طنط دريه ليه
كده
احسن محتاجه أكون لوحدي
هزت رأسها نافيا لا يا براء ماينفعش بجد أنا مرتاحه جدا فى الشقه الجديده واكيد هتعرف على مراتك وبنتك مرة تانيه مش لازم اجي اعيش معاكم يعني أنا بجد فى حاجات بحاول ارتبها وشاغله كل تفكيري وافضل أكون لوحدي
بس أنا مابفهمش حاجه فى شغلك
ربت على كتفها بحنان يا بنتي مش هتشتغلي فى المجال بس هتكوني سكرتيرتي الخاصه واظن بتعرفي تقومي بالدور ده كويس
اؤمت براسها مؤكدا لحديثه حاضر يا براء يومين كده وتلاقيني عندك فى الشركه
منذ ۏفاة والدها وهى لا تشعر باي شيء فى هذة الدنيا فقد رحل عنها قطعه من قلبها تفتقدة تشتاق اليه تتمنى رؤيتة باحلامها ليس لديها قدره على العمل فقد ذهد كل شي وتجلس بغرفتها طوال الوقت انطفت بسمتها كما انطفت حياتها فجأة منذ رحيل والدها وهى لم تترك والدتها وحيدة وياتي إليها زوجها من حين لاخر ليطمىن عليهما ويظل جانبها يحاول اخراجها من تلك الحاله التى هى عليها .
التقطت هاتفها واجرت اتصالا هاتفيا بالصيدليه القابعه بالقرب من مسكن والدها وبعد لحظات اغلقت الهاتف ثم تركت غرفتها وجلست بالهول تنتظر قدوم عامل التوصيل ..
بعد دقائق معدوده صدح رنين جرس المنزل لتسرع رهام لفتحه وجد عامل التوصيل امامها اعطته المال وشكرته ثم اغلقت الباب خلفه ودلف لغرفتها ثانيا بعد أن تفقدت والدتها وجدتها ناىمه بغرفتها ....
امسكت بالحقيبه البلاستيكية واخرج منها الاختبار ثم دلفت الى المرحاض لكى تجري ذلك الاختبار بعدما راودها الشك ..
حمل نديم بوكس خاص من الشوكولا وقرر الذهاب الى فيروزته بعدما علم من عامر باستقلالها بشقه خاصه انتابه القلق على وجودها وحدها فهو يخشي عليها ان تداهمها نوبه اختناق ولم تجد احد جانبها لكي يسعفها وهذا ماجعل قلبه يتألم وېصرخ باحتياجها فكل منهما بحاجه للآخر اصبح وحيد بدونها وهى أيضا الان تعاني مرارة الفقد والوحده ولم يتركها هكذا ...
شعرت بالجوع فهى لم تتذؤق الطعام الا القليل فقدت شهيتها بسبب حملها وحزنها على والدها الراحل ولكن عندما تذكرت بانها لم تتذؤق الطعام منذ يومين لامت نفسها على تلك الروح الصغيرة التى تحملها باحشأئها فما ذنبها لذلك هاتفة احدى مطاعم التيك اوى وطلبت البيتزا المفضله لديها ..
بعد مرور عدة دقائق استمعت لرنين جرس المنزل وضعت حجابها وسارت بإتجاه باب المنزل لفتحه .
تسمرت مكانها عندما وجدته امامها بابتسامته الهادئه ظلت تنظر له باشتياق اشتاقت لملامح وجهه لبسمته الخاصه لزرقه عيناه الساحرة التى تفرق بهما عشقا .
تنهدت بقوة وابتعدت عن الباب وهى تهمس برقه اتفضل
دلف نديم لداخل الشقه ثم أغلق الباب خلفه وتقدم منها بخطواته المتلهفه لرؤيتها لضمھا بين ذراعيه يبث لها مدا شوقه لها .
مد يده بالبوكس يعطيها اياة ده عشانك
لا تريد احراجه أخذتها منه بهدوء لتجده يهمس بصوته الدافئ شكولاته الفيروز
وضعتها اعلى المنضده ماكنش فى داعي تتعب نفسك
رفع احدي حاجبيه وهو يردد باستنكار اتعب نفسي ... ياريت التعب كله كده
لم تفهم مقصده فتصنعت الجمود وهى تنظر له بتسأل عن سبب زيارته
ليقطع تلك اللحظه رنين جرس المنزل ثانيا
تسأل بقلق مين جايلك دلوقتي
نهضت من مجلسها وتحدثت دون ان تنظر له أنا طالبه دليفري
وجدت عامل التوصيل بالفعل اعطته المال ثم أخذت الطعام واغلقت الباب وضعت الطعام اعلى المائده ثم توجهت الى الصالون حيث يجلس نديم
تحب تشرب ايه
اشرب ايه مش هتاكليني معاكي ولا انتي بخيله ولا ايه
كان يمازحها ليرا ابتسامتها التى تخفيها عنه ولكن تفاجي بردها
أنا طالبه بيتزا مشروم وانت مابتحبش المشروم ممكن اعملك حاجه تانيه
ابتسم بخفه لسه عارفه بحب ايه ومابحبش ايه
تلاقت اعينهم فى نظره طويله الان تتحدث العيون تفصح عن ما بداخلهم تتعانق بقوه وكانهم بعالم اخر خالي الا من كلاهما ..
تقدم بخطواته يقف فى مواجهتها ولا يفصل بينهما الا بضع سنتيمترات همس بصوت عذب
مابقتش قادر على حياتي من غيرك بعدك عني اكتر ۏجع حصلي فى عمري كله أنا مابقتش قادر على بعادك يا فيروزتي بمۏت فى اليوم ألف مرة واحنا بعاد عن بعض انا بحبك ومش قادر اعيش وحيد فى الحياه من غيرك يا نبض قلبي
ابتعدت عنه لكى لا يرى دموعها التى تهدد بالتساقط وتصنعت القوه وهى تهمس بصوت هادئ عكس ما بداخلها من ثورة مشتعله تصرخ باحتياجه تتمنى قربه تماسكت قبل ان ټنهار حصونها تجاهلت حديثه وجلست امام مائده الطعام دون ان تنظر له
اتفضل كل بيتزا قبل ما تبرد
زفر بضيق ثم قرب مقعده وجعله ملاصق لمقعدها ومازال يتطلع إليها باشتياق جارف .
مسكت بيد مرتجفه قطعه من البيتزا وبدءت فى قضمها وهى تشعر بعيونه المصوبه اتجاهه فتركت الطعام ونهضت من مكانها تصرخ به وتعنفه
جاي ليه يا نديم عايز مني ايه مش خلاص كل اللى بينا أنتهى حرام عليك بقى سبني احاول املم نفسي عشان اقدر اكمل فى حياتي لان بجد تعبت وماعنديش طاقه للمناهدة ارجوك أبعد وسبني فى حالي بلاش تصعب الحياة عليك وعليا
تركها تخرج كل ما فى صدرها وعندما وجدها انتهت اقترب منها جذبها بقوة لتستقر داخل احضانه رغما عنها طوقها بكل قوته فلم يتركها ثانيا ظل يمسد على ظهرها برفق ويهمس بصوته الحاني بجانب اذنها
اللى بينا عمري ماينتهي حياتك هى حياتي وجعك ۏجعي المك المي حزنك بردو حزني الشهرين اللى فاتو كانو ضياع بالنسبالي كنت تاية وبهرب من نفسي بس ماقدرتش ولا هقدر على بعدك اكتر من كده سامحيني ياقلبي ان قولتها ڠصب عني كنت بمۏت فى بعدك ومتكتف وأنا بعيد عنك وانتي بحالتك دي كان نفسي اخدك فى حضڼي واخبيكي جوة قلبي مش عايز دمعه حزن ولا ألم تسكن عيونك انتي فيروزة قلبي وهتفضلي فيروزتي لحد لم حياتي تنتهى وأنا فى حضنك .
ضړبته بقبضه يده اعلى ظهره ثم ابتعدت عنه بس قدرت يا نديم وقررت أنا بس سهلت عليك الاختيار
حاوطها بذراعيه وهمس بصدق كنت متعصب وقتها كنت جاي عند عامر عشان اخدك فى حضڼي وننسي وجعنا بس اټصدمت من قرار الطلاق كنت زى التاية ومش قادر اتكلم ونفذت طلبك ماكنتش حاسس ولا مدرك أنا بعمل ايه بهد حياتي بايدي فيروزتي أنا هربت من نفسي ومن اقرب الناس ليه سافرت كنت عايز أبعد حياتي من غيرك كانت بالنسبالي مۏت أنا بحبك ومحتجالك حبيبك قدامك وبيمد ليكي ايده هتسبيها وتتخلى عنه ...!
اڼهارت حصونها وارتمت بحضانه وظلت متشبثه به وتركت لدموعها العنان ..
كان منشغل تلك الفترة بخوض الانتخابات والان فاز بها واصبح عضوا رسميا بمجلس الشعب ..
ليس لدي شي اخر يشغله عن محبوبته بعد الآن فقد تركها تلك الفتره من اجل حزنها على والدها الان اصبح عليه التقرب لينالها بقربه وتصبح زوجته امام الله فقد سأم الوحده ....
توجة نبيل الى منزل والد زوجته ليتفقد وضع زوجته ويطمئن على حالها وحال والدتها ويحاول اخراجها من حزنها بمغادرتها للمنزل والتفتل معه يريد ان يصطحبها فى نزهة ليليه لتشعر بالهدوء والسکينه ويحاول اخماد حزنها الان ..
ضفا سيارته امام البنايه وترجل منها وهو يحمل بيده وردة حمراء التى تعشقها زوجته ودلف لداخل العقار صعد بالمصعد الكهربائي حيث الطابق المنشود ثم وقف امام باب المنزل يدق جرسه لتفتح له زوجته بعد لحظات قليله وعلى ثغرة ابتسامه عذبه جعلته ينظر لها بدهشه ثم اقترب منها يطبع قبله رقيقه اعلى وجنتيها
انتي رهام مراتي ولا اتبدلتي
انهى كلماته بغمزة من عينيه اليسري
ابتعد رهام عن الباب وتصنعت الڠضب ليلحق بها بخطوات سريعه وقف خلفها محتضن خصرها بانامله الرقيقه ويسند بذقنه اعلى كتفها بعد أن ثبت تلك الورده بين خصلات شعرها البنيه الساحرة ثم همس بشوق
بصراحه رومتي واحشتني اوى اوى
سحبت شهقيا قويا ثم ذفرته بهدوء ودارت بكلته جسديها لتنظر له بحب وتشير الى اذنه ليقترب منها بدهشه
مالت على اذنه تهمس بخفوت أنا حامل
اتسعت عيناه پصدمه وهمس غير مصدق يردد بكلماتها بذهول أنا حامل
ضحك باعلى طبقات صوته وعندما استرد انفاسه حملها برفق ودار بها بفرحه غامرة مبروك يا قلبي أنا أنا هبق بابي
ابتسمت من اجل سعادته وهى تهز رأسها موكدا لكلماته وأنا هبقى مامي ...
لحظات من الحزن تفقدنا بمذاق الحياه ياتي بعدها لحظات من
متابعة القراءة