روايه مره واحده فالعمر بقلم فاطمة الألفي
المحتويات
سارت برفقه براء عائده الى منزله التى تمكث به منذ أن التقت بهم بداخل الفندق ومن يومها واصر براء على اصطحابها لمنزله لتظل جانبه ولم تجد حلا اخر بعدما وافقه عامر الرأي ..
دلفت غرفتها بصمت لتترك لدموعها العنان اعلى وسادتها التى تشاطرها دموعها واحزانها تركها براء تخرج ما فى صدرها من حزن احترم رغبتها ووعدها ان يظل جانبها ويساندها بكل لحظات حياتها ..
وحملو جسد الشاب الغائب عن الوعي
ودلفو به لداخل عربه الاسعاف لينطلق السائق متجها الى المشفى فى ثواني معدوده ...
وعند وصولهم المشفى دلفو به لغرفه الطوارئ وتركو كل متعلقاته الشخصيه باستعلامات المشفى لكى تتحدث الفتاه المسىوله عن الاستعلام وتخبر احدى اقاربه بوجود الشاب ذلك داخل المشفى ...
كان يشعر بالقلق على شقيقه بعدما غادر المنزل بتلك الحاله التى كان عليها بعدما علم بخبر خطبتها من اخر .
ظل يلوم نفسه على حديثه الچارح له الى ان أستمع لرنين هاتفه ليجيب على الفور ليجد فتاه تتحدث معه وتخبره بان صاحب ذلك الهاتف يوجد بالمشفى الان اثر حاډث سير تعرض له ويجب عليه الحضور ليغلق نبيل الهاتف پصدمه ويحاول استجماع شتات نفسه بعد ما سمعه لتجحظ عيناه على رؤيه جدته تنظر له بقلق
لا يعلم بماذا يخبرها الا انه ضمھا بقوه وهمس پانكسار نديم عمل حاډثه والمستشفى لسه مبلغاني الخبر دلوقتي
اصطحب جدته التى لم تكف عن البكاء ولا الدعاء لحفيدها ظلت طوال الطريق تناجي ربها بان تقر عينيها برؤيته سالما لا يصيبه اذى الى ان صفا نبيل سيارته امام المشفى وترجل على الفور يساعد جدته على الترجل من السياره ثم يمسك بيدها ويساندها لداخل المشفي وهو يستعلم عن مكان وجود شقيقه وعن حالته الصحيه لترشده احدى الممرضات بغرفه العنايه التى بها نديم وتطلب منه التحدث مع طبيبه المختص ليعلم بحالته ...
وقفت عائشه تتطلع له وتردد ببعض الادعيه وترفع كفيها لخالقها تطالبه بالعون والمدد وان يحفظ لها حفيدها الغالي ...
جلس نبيل بمكتب الطبيب يتحدث عن حالة شقيقه ليخبره الأخير
والله الحاډثه مااثرتش على صحته مجرد كدمات وكسر بدراعه الشمال بس المشكله الاكبر ان اتعرض لاذمه قلبيه نتيجه ضغط نفسي او انفعال وعصبيه شديده اتعرض ليها ثم ساله باهتمام
هز نبيل راسه برفض لا نديم مابيدخنش ثم اكمل حديثه بحزن
بس هو اتعرض لموقف صعب اوى أكيد ده سبب حالته بس عايز اطمن على قلبه
مبدئيا هنعمل فحوصات وتحليل هتظهر كل حاجه المطلوب من حضرتك بلاش يتعرض لاي ضغط او انفعال أو أي حزن ممكن يأثر على حالة قلبه بالسلب عشان المرحله دي تعدي على خير
نبيل بحيرة وعدم استيعاب لحديث الطبيب اخويا عمره مااشتكى من قلبه
ترك الطبيب ولم يجد أحدا يستنجد به سوا صديق شقيقه المقرب اخرج هاتغه وقرر الاتصال بزياد وقص عليه كل شي حدث مع شقيقه ليغلق الأخير الهاتف ويسرع فى طريقه للذهاب الى المشفى ليطمئن على صديق العمر ...
كانت سعادته لا توصف بسبب خطبته التى اصبحت للعلن وبالأخص بعدما راء نديم وهو بحاله من الصدمه وهو ينظر لهم بعدما اخذ مكانه بقلب زوجته ولكن شرده قليلا وهو يردد داخله
بس لسه يا تيام ماخدتش مكان نديم فى قلب فيروز لسه مش قادر أمحى أي اثر له من قلبها وحياتها كلها
زفر انفاسه بضيق ثم همس پغضب وبعدين يا تيام لازم اتصرف لازم افوز بقلبها بس هى هتحس بيه ازاى ونديم موجود مافيش غير ان اخلص منه للأبد عشان امتلكها بقلبها وكل كيانها يكون ليا ان وبس .....
صدح رنين هاتفها ليخرجها من ثوره دموعها حاولت استرداد انفاسها لتجيب على الهاتف
ابتلعت ريقها بتوتر عندما راءت الشاشه تنير باسم زياد
اجابته بلهغه الو
اتاه صوتها المضطرب وغمر الحزن قلبه على وضعهم المحزن وهمس بصوت جاد
انا مابقتش فاهم أنتو بټعذبو نفسكم بالبعد ده ليه حياتكم مرتبطه ببعض وأنا سبق وقولتلك اللى بتعمليه فى نفسك ده مش جنان ده عقاپ وعقاپ قاسې كمان ليكي ولنديم
همست بحزن زياد نديم كويس
لا يا فيروز مش كويس ولا عمره هيكون كويس وانتي بعيده عنه
وأنا طلبت منك تفضل جنبه عشان يقوي بيك
تذكر زياد عندما هاتفه لتخبره بانها تريد مقابلته ليسرع إليها ليتفاجئ بحديثها المؤلم وهى تقص عليه بان يظل بجانب صديقه فهو بحاجته الان ثار غضبه عندما أخبرته بما تنوي فعله ولكن لم يجد منها جدوى ...
زفر انفاسه بضيق
يا بنتي أنا مش كفايه نديم محجتالك انتي وبس ارجوكي يا فيروز ارجعي عن قرارك ونديم قادر يتصرف بطريقته وبعدين لو خاېفه على حياته فالاعمار بيد الله وبعيدا عن ټهديد تيام نديم دلوقتي فى المستشفى ماستحملش يشوفك لغيره
همست بقلق مستشفي ايه يا زياد .نديم حصله ايه
أخبرها زياد بما تعرض له صديقه وهو الان جانبه بالمشفى بعد أن هاتفة نبيل وأخبره بالحاډث ثم أغلق معها الهاتف وعاد الى حيث تجلس الجده عائشه جلس زياد جانبها ليحاوط كتفها ويهمس باذنها
ماتقلقيش يا تيته فيروز جايه وزى ماكانت سبب تعبه هتكون سبب ان هو يقوم يطنطط وسطنا ماتقلقيش
تنهدت بقوة وهى تردد يارب انت المعين يارب اصلح حالهم يا كريم يا الله ...
اما عن فيروز بعد أن اغلقت الهاتف اسرعت بتبديل ثياب الخطبه التى كانت ترتديه
ثم ارتدت ثوب اخر فضفاض لكى لا ينتبه أحدا لبطنها المنتفخه قليلا اثر الحمل فهى بشهرها الرابع وبدء الحمل يظهر عليها بوضوح جاهدت فى اخفاء جسدها اسفل الثياب ثم غادرت الغرفه لتجد براء امامها يتسأل بقلق
فيروز مالك فى حاجه انتي تعبانه ولا ايه
لا يا براء نديم اللى تعبان وفى المستشفى وأنا لازم اروح اطمن عليه
براء پصدمه دلوقتي طيب الصبح طيب
لا دلوقتي أنا مش هقدر استني للصبح
ضړب كفه بالاخر لا حول ولا قوه الا بالله أنا مابقتش فاهم حاجه خالص. يلا قدامي اوصلك وبعدين نتكلم
سارت بجانبه الى ان غادرو الشقه ليستقلو بسيارته لكي يقلها الى المشفى ...
ابتعد نبيل ليتحدث مع زوجته عبر الهاتف قرر عدم اخبارها بمرض شقيقه ولكن طلب منها ان تظل بمنزل والدتها الان اما عن رهام فقد شعرت بنبرة صوته الحزينه وعلمت بانه علم أيضا بخبر خطبه شقيقتها التى الى الان لم تصدق ذلك الخبر رغم انها على تواصل دائم بشقيقتها ولكن رفضت التدخل بعدما قررت فيروز بانها لم تعود ثانيا الى نديم لذلك احترمت رغبتها ولم تتحدث بالأمر رغم معرفتها بمدا عشقها لنديم ولكن يبقى أمر ارتباطها من اخر لغز محير للجميع .....
بعدما صفا براء سيارته امام المشفى ترجلت منها فيروز وهى تخبره بان يظل بانتظارها ريثما تعود هز راسه متفهما لتبتعد هى عن انظاره وتدلف لداخل المشفى ...
كان قلبها ينتفض بقوه يكاد أن يخرج من بين ضلوعها بسبب ما يعانيه نديم بسببها الان سارت بخطوات سريعه الى ان تسمرت مكانها فجأة على صوت صراخه القوي
انتي ايه اللى جابك هنا ليكي عين تيجي بعد اللى عملتيه نديم هنا بسببك انتي جايه عاوزة منه ايه تاني مش خلاص روحتي تترمي فى احضان غيره
تدخلت جدته تفصل بينهم وهى تنظر لحفيدها پغضب بس ولا كلمه انت فاهم
ثم نظرت الجده لفيروز بحنان عامله ايه يا بنتي تصدقي انك واحشاني اوى
ارتمت فيروز باحضانها عانقتها الاخيره بحب وظلت تمسد على ظهرها بحنان
زفر نبيل پغضب ثم ابتعد عن المكان فلم يطيق الوجود معها بمكان واحد
تقدم زياد من فيروز ادخلي شوفي نديم يا فيروز هو محتجالك
نظرت لجدته لتهز لها عائشه رأسها مؤكدا لحديث زياد ادخلي يا بنتي
استرد انفاسها وتوجهت الى غرفه التعقيم أولا لترتدي الثياب المخصصه لدخول العنايه ثم اقتربت بخطوات متلهفه لرؤية حبيبها ..
كان ممدد على الفراش الابيض دون حراك لم يصدر عنه سوا انفاسه وجهاز القلب الموصل بجسده الذي يعطى مؤشرا بانه مازال قلبه ينبض ومازال على قيد الحياة ولكن أي حياه يشعر بها بدون ان تشاركه محبوبته ومعشوقته تلك الحياه ...
جلست على ركبيتها بجانب فراشة ثم امسكت بكفه لتنساب دموعها بصمت وهى ترا ذراعه محاطه بالجبيره وبعض الچروح الطفيفه اعلى وجنته اثر التصادم
هتفت بصوت خاڤت بالقرب من اذنه واحشتني اوي رغم بعد المسافات اللى كانت بينا بس كنت بحس بيك سامحني يا حبيبي على بعادي ده والله ڠصب عني عشانك انت أنا مااقدرش اعيش حياه انت مش موجود فيها .
نهضت من جلستها تلك لتدور حول فراشه ثم التقطت بكفه الاخر وضعته اعلى احشائها حيث يسكن جنينها ركلها جنينها برفق وكانه يشعر بيد والده .
لم تتفوه بشئ اكتفت بوضع يده اعلى طفلهم ثم اقتربت منه تضمه برفق وتستشعر انفاسه الدافئه وبعد ذلك ابتعدت عنه عندما شعرت بانه على وشك الافاقه فرت هاربه من الغرفه ولم تعلم بانها تركت أثر عالقه به ليفضح امرها ....
فتح عيناه بوهن وهو يردد باسمها فقد شعر بوجودها رفع زرقويته يبحث عنها علها يجدها ويتاكد حسه ليجد نفسه وحيدا بتلك الغرفه محاط به الاجهزة الطبيبه فقط .
ولكن وقعت مقلتيه على شيء صلب اعلى صدره شعر بملمسه الناعم عندما جاهد فى رفع انامل يده يتحسس ذلك الشيء لتجحظ عيناه بقوه عندما رفع تلك القلاده الخاصه بفيروزته لتنشق الابتسامة تنير وجهه فقد علم بوجودها الان وظن بانه كان داخل كابوس افاق الان منه لېصرخ مناديا باسمها بقلب مشتاق ...
دلف الطبيب ليتفقد وضعه بعدما أخبرته فيروز بانه على وشك الافاقه ثم غادرت المشفى على الفور ..
فيروزه ...
وقف الطبيب جانبه حمدلله على سلامتك انت بخير دلوقتي
تحدث نديم بتوهان
متابعة القراءة