روايه سجينه جبل العامري بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز


إليه بقوة وتوتر فلم يكن يدري أبدا أنها قامت بتصويره وأيضا أرسلته إلى عاصم! من غيرها سيفعل ذلك وهو الذي توقع أن إسراء من قصت عليه ما حدث ولكنها حقا ضعيفة هلوعه لن تستطيع فعلها بعدما هددها بصراحة
خرج صوت عاصم بحدة
عرفت مين ولا لسه معرفتش
تصنع عدم فهمه لحديثه وحاول ضبط نفسه وهو يقول ببرود
ما تقول إنك بتتكلم عنها أنا معرفش إنك تقصدها

صړخ به عاصم وهو يدلي إليه بمدى كذبه يوضح أيضا أنه يفهمه جيدا
كداب يلا 
كداب وأنا هقصد مين غيرها
ابتسم جلال بسخرية شديدة
شوف أنت
وقف عاصم صامدا محاولا التماسك على ذلك الحيوان الحقېر وقال بخشونة
جلال أنا مش ملاوع ورب العزة ھدفنك مكانك قربت للبت ليه
أكمل الآخر ما بدأ به وهو يقول بكذب
هيكون ليه يعني حلوة وكتكوته وهي موافقة أنت اللي هترفض
ضربه بقدمه في معدته بقوة وهو ملقي على الأرض أمامه وجن جنونه وهو يستمع إلى حديثه عنها
هي مين دي اللي موافقة يا كلب
نطق اسمها ببرود وهو يشعل النيران داخله على الرغم من تألمه الذي يسير في أنحاء جسده بعد تبادل الضربات معه
إسراء
قال عاصم وعروق جسده بالكامل بارزة من كثرة الانفعال
متجبش سيرتها على لسانك
لعب على وتره الحساس وهو يشعره بأنه إلى الآن لم يتأذى وسأله بخبث ومكر
أنت محموق كده ليه
لم يخفي الأخر عليه سرا وهو من الأساس لم يكن سر فهو يعلم جيدا أن هناك علاقة تنشب بينهم
أنت عارف كويس أنا محموق ليه
أكمل وهو يشير إليه ناظرا إليه بجدية شديدة وخرج صوته بخشونة وقوة صارمة لا نقاش بعدها
أنا مش هحلف يا جلال بس دي قرصة ودن لو قربت منها ولو بنظرة أنا ھقتلك وأنت عارف إني قدها
تعالت ضحكات الآخر وهو يسخر منه
خۏفت
لازم تخاف
ابتعد للخلف عنه ورفع سلاحھ إليه موجها إياه ناحيته ثم بمنتهى البرود واللامبالاة خرجت منه طلقة ڼارية أصابته في يده اليسرى فصړخ عاليا بقوة وعڼف بعدما اخترقت الطلقة لحمه 
تجعدت ملامح وجهه وهو يتلوى على الأرض خلف الجبل من كثرة الألم ولم يكن متوقع أن يصل الحال ب عاصم إلى أن يطلق عليه رصاصة ڼارية 
نظر إليه الآخر ببرود وهتف ساخرا
قولتلك لازم تخاف
أكمل پعنف وقسۏة لا نهائية وهو يعي
ما الذي يتفوه به ويستطيع التنفيذ في أي لحظة كما فعلها الآن دون أن يرف له جفن
قسما بالله المرة الجاية ما هسمي عليك يا جلال
ثم تركه وابتعد عائدا مرة أخرى إلى القصر تاركا إياه على الأرضية الرملية يتلوى مټألما ممسكا بيده لاعنا الساعة التي فعل بها هكذا لتغدر به تلك الحقېرة وتقوم بتصويره وإرسال ما حدث إلى عاصم لن يكون هناك أحد غيرها فعل ذلك 
بينما الآخر شفي غليله ولو قليلا بعدما فعله به فلا يحق لأي أحد غيره أن ينظر إليها مجرد نظره أو يعبر من جوارها مستنشقا رائحتها اقترابه منها كان بمثابة صوته بانفعال
مبترديش ليه
أجابته بنبرة خاڤتة تنهي حديثها بسؤال مثله لتنهي المكالمة سريعا
رديت أهو في حاجه
تفوه بجدية تامة ونبرة صوته حازمة مقررة أن عليها الهبوط إلى أسفل ليراها
انزلي أنا عايز اتكلم معاكي
امتنعت عن رؤيته قائلة بهدوء
معلش مش هعرف أنزل
صاح بقوة وارتفعت نبرة صوته صارخا بها يأمرها بأن تفعل ما طلب وهو يكبح نفسه عن ترك مشاعره تنطلق عليها وټحرق ما يحيطها
بقولك انزلي عايزك
استغربت نبرة صوته الذي يتحدث بها معها فضيقت ما بين حاجبيها وسألته مستفسرة
أنت بتتكلم معايا كده ليه
زفر بضيق وامتعاض وحاول تهدئة نفسه يطمس على وجهه بيده ثم قال برفق
اسمعي الكلام وانزلي أنا عايز أتكلم معاكي في حاجه مهمة
مرة أخرى تعارضه بعدما ارتفع صوتها قليلا
وأنا بقولك مش هعرف أنزل
تنفس بقوة ثم زفر الهواء من رئتيه پغضب جامح ولم يستطع السيطرة على نفسه أكثر من ذلك فقال بخشونة يفجر قنبلته في أذنها
كنتي بتعملي ايه مع جلال ورا القصر
وقف في مكانه ولم يتحرك يضغط على الهاتف بيده بقوة يستشعر نبرة صوتها المتوترة وېقتله صوت شهقاتها التي تحاول مداراتها عنه
أنتي بټعيطي
ارتفع صوت بكائها عندما علمت أنه أدرك ذلك تركت لنفسها العنان لتخرج ما في قلبها مع أحد ولن يكن أحد أفضل منه
هو اللي قرب مني ڠصب عني وهددني لو قولت لحد مش هيسكت
لوح بيده في الهواء پعنف وشدة يكبت جموحه يقيد جسده وأعضائه يتحدث من بين أسنانه ضاغطا عليهم بقوة
وأنتي ليه وقفتي كنتي اصړخي ولا اعملي أي حاجه
أجابته بضعف وقلة حيلة ونبرتها مرتجفة
هو كان معاه مطوة حطها في جنبي وهددني بيها أنا والله معملتش حاجه بالله عليك متقولش لحد يا عاصم علشان خاطري بلاش زينة وجبل يعرفوا
سألها بشك بعد الاستماع إلى آخر حديثها
أنتي خاېفة ليه
أجابته بتوجس ورهبة ظاهرة
أنا أنا مش خاېفة بس مش عايزة مشاكل
استنكر كلماتها بشدة وصاح قائلا بغلظة يشير بيده في الهواء بهمجية دليل على مدى تعصبه الذي يحاول أن يكبته
يقرب منك كده بالطريقة دي وتقولي مشاكل أنتي مجنونه
ارتجفت نبرتها أكثر وازداد صوت بكائها وقلبها ينتفض أسفل يدها الموضوعة عليه خوفا من أن تعلم شقيقتها أو زوجها
علشان خاطري بلاش كفاية اللي حصل أنا مش هنزل تحت تاني خالص 
قال
سريعا يقاطع حديثها
انزلي أنا محتاج نتكلم
رفضت قائلة بجدية
أنا مش هنزل بكلمك أهو
كان يريد أن يراها يطمئن عليها يستشعر مدى صدقها وكذبه يرى براءتها ورقتها يهدأ من روعه بالنظر إلى الملحمة القابعة داخل عينيها المختلطة بالسماء الزرقاء المتوسطة السحاب الأبيض 
علل بجدية شديدة ونبرته ملحة عليها أن تنزل إليه ليستطيع رؤيتها
مش واخد راحتي ومش فاهم حاجه عايز أفهم واشوفك
رفضت مرة أخرى وهذه المرة كانت قاطعة عندما ارتفع صوتها متخليا عن نبرته الخاڤتة 
مش هقدر
أدرك أنها خائڤة من أن تتواجد هنا بالأسفل لأجل ذلك الحيوان الحقېر فقال مهدأ إياها يطمئن قلبها
مټخافيش أنا اخدتلك حقك منه مش هيقدر يرفع عينه فيكي تاني
خرج صوتها بلهفة وخوف
عملت فيه ايه
ضيق ما بين جاجبية وضاقت عيناه أيضا وهو يسألها بعد الاستماع إلى نبرتها المتلهفة
أنتي خاېفة عليه
صمتت لبرهة ثم أجابته بالنفي قائلة بثقة وتأكيد
لأ طبعا أنا بس أنا بس مش عايزة مشاكل قولتلك
ام تستمع إلى إجابة منه فقالت مرة أخرى تسأله باستفسار
عملت فيه ايه
أجابها بخشونة وغلظة وهو يتذكر الشجار الذي نشب معه منتهيا لأنه تلقى منه رصاصة ڼارية
ربيته وبعد كده لو شافك في مكان هيختفي منه
سألته وهي تتنفس بعمق
للدرجة دي 
ابتسم بزاوية فمه يود لو يبوح لها بكل ما يكنه صدره عنها لو يقول كم يحبها ويعشق البراءة الخالصة النابعة منها وكأنها هي من علمت
البشر إياها يقول إنه يلقي بنفسه في التهلكة لأجلها ولكنه اكتفى بقليل من الحديث قائلا
وأكتر كمان قوليلي ايه اللي حصل وايه خلاه يعمل كده
روت إليه ما حدث منذ البداية بهدوء بعدما هدأت قليلا
ضيق عينيه وسألها بصوت رجولي حاد
كلام ايه
لوت شفتيها بعدم معرفة هي الأخرى فلم تفهم ما الذي كان يقصده أو ما الذي يشير إليه فقط استمعت إلى حديثه والقته عليه
كنت بقوله يبعد عني علشان معملتش فيه حاجه بس هو فضل يقول إني عملت وقربت وحبيت حتى لسه بقوله أبعد عني يا جلال قاطعني وقالي عاصم
استردت تكمل بصوت متحير
أنا مفهمتش حاجه من اللي قالها ولا حتى فهمت ليه قرب مني كده وبعد بس هو خوفني أوي وحسيت أنه بيخوفني من حاجه معينة بس أنا مفهمتش
صمت قليلا وانشغل عقله بحديثها يكرره مرة وأخرى ودقت فكرة غريبة على رأسه لا يدري أهي صحيحة أو مجرد هاجس! 
قال بهدوء وهو يبتسم بزاوية فمه
ده طبيعي
سألته باستغراب فلم تفهم ما الذي يقصده هو الآخر بعد كل حديثها هذا
هو ايه
قال بابتسامة عريضة ظهرت على شفتيه فجأة لتظهر أسنانه من خلفها
إنك مش فاهمه أنتي كده كده غبية
صاحت بقوة وصوتها ېصرخ في أذنه بعدما تمادى بوقاحته معها
احترم نفسك أنا مش غبية
عبث معها أكثر رافعا أحد حاجبيه يشاكسها لتخرج مما هي به ولتعود لطبيعتها الخجلة الرقيقة فتلك الحزينة لا تليق بها أبدا
خوافة طيب
صړخت باسمه بانفعال
عاصم
صدحت ضحكاته وهو يستمع إلى صړاخها ثم خفض صوته وقال بنبرة نادمة حزينة
أنا آسف
سألته باستغراب
على ايه
وضح لها بصوت رجولي جاد يتغلغل داخلها وېهدد كيانها بالاڼهيار والسقوط راكعا إليه مطالبا بالحب إن لم يكن يحب
لو كنت جنبك مكنش حصل كل ده أو حتى لو رديت عليكي أنا آسف سامحيني
تفوهت بنبرة رقيقة للغاية هادئة إلى أبعد حد وكأنها تلقي عليه تعويذة غرام تسحره لها تجذبه ناحيتها ليطالب بالبقاء معها إلى المنتهى وما بعده
أنت مالكش ذنب في حاجه
رفض حديثها وهو يشعر أنها ملكه له وحده امرأته وحبيبته هو الحامي والحارس لها هو الدرع الواقعي والوجه المتصدي لأي خطړ يتجه ناحيتها
أنتي مسؤولة مني
صمتت قليلا وصوته يدلف إلى أعماق قلبها وبالأخص إن كان يتحدث بهذه الطريقة المغرية للغاية والمطالبة بالحب بل بكل الحب والغرام 
قالت اسمه بنبرة خاڤتة
عاصم
مشاعر غريبة اجتاحته وهو يستمع إلى اسمه من بين شفتيها يخرج بهده الرقة والنعومة تدفعه إلى الاعتراف بكل شيء يكنه لها فقال برقة هو الآخر يبادلها
قلبه
لبرهة ابتسمت واتسعت ابتسامتها وهما يلقيان التلميحات لبعضهما البعض وكل منهما يعلم ما في مكنون الآخر له قالت بجدية
مش عايزة حد يعرف حاجه عن اللي حصل لو سمحت
أومأ برأسه قائلا بجدية
حاضر
بدأ في محادثتها بعيدا عن ما حدث بعدما خفف عنها بحديثه الساخر الممازح لها ولكنه كان من داخله يشعر بالالتهاب الحارق والممېت بسبب غضبه وغيرته تتدفق الډماء بعروقه أكثر وأكثر وهو يتذكر ما فعله ذلك الحيوان وتكرر عليه أذنه صوت شهقاتها وبكائها الخاڤت 
لن يفكر كثيرا فيما حدث بل سيفكر في القادم سيفكر بما سيخطط له ليكتشف تلك الفكرة التي طرأت على عقله صحيحة أم ليس لها وجود من الأساس 
ليترك حبيبته ليترك حبه وغرامه جانبا الآن وليتجه إلى الأعمق والأكثر خطۏرة 
بعد منتصف الليل في اليوم التالي
واقفة في شرفة غرفتهم في الأعلى تنظر إلى أسفل تتابعه بعينيها وهو يتنقل بين الحرس يتحدث معهم بجدية وصرامة ظاهرة وحركة الجميع متوترة
وكأنهم ينتظرون حدث مهم ينبه عليهم بالالتزام بتعليماته وتنفيذ أوامره 
ظهر جلال ليقف أمامهم رافعا ذراعه أمام صدره برباط طبي أثر ما فعله به عاصم في الأمس 
نظر إليه جبل مستنكرا مظهره وسأله بجدية مضيقا عينيه على ملامحه
ايه اللي عمل فيك كده
أبعد جلال بصره إلى عاصم يخترقه بنظرته الحاقدة الكارهه له لم يكن يستطيع أن يقول ما حدث بينهم لأنه سيكون المتضرر إن لم ېقتله جبل لأنه تعدى على أهل بيته ولكن هذا لا يعني أنه سيبتلع ما فعله به 
ړصاصه طايشه خرجت
 

تم نسخ الرابط