روايه سجينه جبل العامري بقلم ندا حسن
المحتويات
أخرى موضحا
ايه اللي مش فهماه بس أنا قولتلك إني مكنتش شغال حاجه وحشه ولا بتاع سلاح ولا غيره أنا كنت شغال مع جبل بس ده شغل سري تبع الحكومة وخلصناه خلاص ورجعنا لشغلنا هنا
مطت للأمام تنظر إليه بعمق خائڤة من أن تصدق ما يقوله لها عن عمله ويكن ېكذب فقط لأجل أن يتزوجها
طب وأنا اصدقك إزاي بقى ما يمكن تكون بتكدب مثلا
أنا امتى كدبت عليكي يا إسراء
قالت بجدية وثقة
أنا محتاجه دليل
أشار إليها بيده بهدوء يقول بجدية وصدق ينظر إلى ملامحها وتشكيكها به بعدم تصديق
أسألي أختك وهي هتأكد كلامي هي كمان عرفت كل حاجه صدقيني أنا مش وحش
حركت كتفيها تبصره تنفي ما قاله
أشار بيده مرة أخرى يتحدث بقوة وجدية شديدة يقع الصدق من كلماته الحادة بفعل غضبه الذي احتل جسده فقد كان يقترب منها إلى الحد الذي يريده الآن هي التي تبعده عنها
بس أنتي مش واثقة فيا قسما بالله ما بعمل حاجه غلط أنا كنت شغال شغل شريف والكل عارف كده أنتي اللي مش عايزة تصدقي مش فاهم ليه
الفكرة مش في كده بس أنا أنا متلغبطة
أقترب أكثر ليقف أمامها دون أن تفصل بينهم مسافة ليتابع ملامح وجهها التي تتغير بحيرة ف تحير هو الآخر وهو يقول باستغراب
أنتي لما قولتي أنك بتثقي فيا كتاب بتكدبي
نفت سريعا تشير له بيدها ترفض ما قاله يخرج صوتها الناعم بقوة
والله لأ أنا بثق فيك بس مش عارفه
قبل هذا الوقت كانت تريده بكل جوارحها رقتها وجمالها وكل ما بها كان يناديه برضاء تام أما الآن فهي مشتتة تنظر إليه بحيرة لا تقف على مرسى معه قال بجدية وهو يعود للخلف
أنتي مش عايزاني قولي اللي جواكي
رفعت وجهها إليه للحظات تلك العينان الساحرة والنظرة البريئة ملامحها الطفولية الجميلة استغربت ما قاله فقالت بصوت خاڤت رقيق
أبتعد أكثر وهو يشير بيده بهمجية لم يتوصل لشيء معها
اومال ايه بقى أنا قولتلك الحقيقة
عقبت على حديثه بهدوء وهي تقترب منه
خليني أتكلم مع زينة الأول ممكن
أومأ إليها برأسه بجدية شديدة وأبعد وجهه عنها قائلا بقوة وصدق
ماشي اتكلمي براحتك بس خليكي عارفه إني مش كداب وقولتلك الحقيقة وإني كمان بحبك وعايز اتجوزك دلوقتي قبل بعد ساعة
طب اثبتلي كده إنك بتحبني
استدار ينظر إليها ثم خرج صوته عاليا يهتف بحبها پجنون وقوة
بحبك
وضعت يدها على فمها بخجل شديدة وصدمة مما فعله ثم هتفت سريعا بلهفة
بس بس أنت بتعمل ايه
أقترب ينظر إليها بعشق خالص ونظرة عيناه الساحرة تبعث إليها كم الحب المچنون بقلبه لها يقول بصوته الرخيم وهو يقف أمامها بجسده الضخم
ده مش إثبات أنا أقدر اثبتلك لما تبقي مراتي اعملك كل اللي عايزاه أي حاجه تطلبيها مش هثبتلك بالكلام وبس
ابتسمت بخجل تنظر إلى الأرضية ثم رفعت وجهها إليه تقول بمشاكسه ومرح
أنت شكلك رومانسي ولا ايه
ابتسم وهو يحرك رأسه للأمام يؤكد حديثها قائلا بصوت أجش
رومانسي واعجبك
اتسعت ابتسامتها أكثر ودق قلبها بقوة وهي تتابع حركاته الرومانسية التي تخرج إليها هي فقط هتفت اسمه بنعومة ورقة
عاصم
استمع إلى اسمه من بين شفتيها فتخدرت مسامعه من بعدها ينظر إلى وجنتيها الحمراء وملامحها الخجولة وعقب قائلا
قلبه
لم تكن تقلل من حديثه أو تشك به أنها تثق به ثقة عمياء ولكن حديث شقيقتها أيضا تثق به وتعلم تمام العلم أنها لا تريد لها إلا كل الخير لأجل ذلك عارضت ما قاله ووقفت أمامه ولكنها تحبه وتبغاه كما هو يتمنى أن تكون له وملكه وحده
خرج صوتها بخجل وخفوت
أنا موافقة اتجوزك دي مش أول مرة أقولها ليك
حرك عيناه عليها بهدوء تام يشبعها بنقاء ملامحها وجمال روحها يروي ظمأه برقتها وخجلها وطفولتها المسيطرة عليها وشراستها في بعض الأوقات
خرج صوته الرجولي قائلا
وأنا لو اتجوزتك ابقى سعيد الحظ ومحدش قدي في الدنيا دي كلها أنتي حاجه متتوصفش ومتتكررش
بقيت واقفة معه تنظر إليه تبادله نظرات العشق والغرام يحركهما الوله نحو بعضهما البعض تشبع عيناها من ملامحه الرجولية وحديثه الرحيم ونظرته الحادة الشامخة
بقيت تتحدث معه بخجل ورقة يبادلها بالمرح وكلمات الغزل المتخفية بنظرات الغرام على عكس مظهره الذي لم يوحي إليها يوما أنه رجل عاشق لم يوحي إليها يوما أنها ستقف أمامه بهذه الطريقة مسلوبة الإرادة تسير خلف مشاعرها التي تنجرف نحوه بكل حب وسعادة
دلف جبل إلى غرفته يبحث عنها بعيناه ليجدها تقف أمام المرآة ترتدي قميص طويل من الحرير لونه بنفسجي يعلوه الروب الخاص به تطلق خصلات شعرها السوداء الحريرية إلى الخلف تنظر إلى ذاتها تقيم مظهرها برضاء وابتسامة وهي ترى جمالها الهادئ الطبيعي
استدارت تنظر إليه
لأ كده بتاكلي حقي الليل لسه مجاش ليا حق فيه
اتسعت ابتسامتها متحولة إلى ضحكة خلابة ټخطف أنفاسه لتقول بخفه وهدوء
خلاص تاخده معنديش مانع
ضيق ما بين حاجبيه ينظر إليها باستغراب مشككا بها يسألها
ودلوقتي
أومأت إليه ضاحكة يخرج صوتها بنبرة مرحة
تاخده بردو معنديش مانع
شدد يضمها إليه أكثر قائلا بهيام وعشق
هو أنتي حتى لو تنظر إليه باستغراب مبتسمة قائلة بهدوء
ده ايه الكلام الحلو ده
تغزل بها أكثر يلقي عليها كلمات غريبة
عنه أصبح يعتاد عليها لأجل أن تخرج من قلبه عبر شفتيه إلى قلبها مباشرة
مشوفتش الحلو غير معاكي وعلى ايديكي
ضيقت ما بين حاجبيها ودققت النظر إلى عيناه الخضراء وملامح وجهه تسأله بغرابة
للدرجة دي يا جبل
تنهد بصوت مسموع يقترب منها رقيقة سريعة ويعود يستند بجبينه على جبينها يتحدث بعشق
وأكتر صدقيني وحياة غلاوتك عندي ما شوفت الحلو غير معاكي
أكملت على حديثه برقة تحرك مشاعره نحوها مع تحركات أنامل يدها في خصلات شعره
وأنا كمان يا جبل مشوفتش الحلو غير معاك أنت ومحستش بنفسي غير معاك
تابعها للحظات ثم سألها وهو يعود للخلف
مبسوطة يا زينة
تحدثت سريعا ولم تعطي لنفسها الفرصة في التفكير بل قالت كل ما أتى على خلدها في لحظة بنظرات سعيدة نحوه
طبعا مبسوطة جبل أنا لقيت كل اللي بتمناه هنا كان نفسي في ضهر وسند حد ارمي نفسي في حضڼ قلبه يسمعني ويطمني ملقتش غيرك أنت
نفى حديثها وهو يعكس ما قالته عليه يؤكد أنها هي من كانت السند والمكان الأمن له
بس كل مرة كنت أنا اللي برمي نفسي في حضنك وأنتي اللي بتسمعيني
ابتسمت باتساع فرحة بأنها هي ملجأه الوحيد ومكانه الذي يلقي فيه أحزانه وأفراحه
ده بالنسبة ليا الدنيا واللي فيها أنا مكانك الوحيد يا جبل ده مش كفاية
أكملت بسعادة أكثر تنظر إليه بهدوء
وبعدين أنت أماني وسندي بجد
ابتسم ينظر إلى عيناها بنظرات غريبة كليا عليها لتخرج كلمة واحدة من بين شفتيه بعشق خالص وهيامه بها يظهر على كافة ملامحه
بحبك
ابتعدت للخلف تترك رأسه تقول مبادلة إياه بغرام واضح عليها وصدق خالص
وأنا كمان
أكثر وهو يعود بها للخلف ناحية الفراش رقيقة تحمل كل معاني السعادة والحب
يحتضن قلبها يشعر بخفقاته المبادلة لقلبه بقوة وقسۏة تعبر عن كم الجنون والشغف الذي داخلهما ينظر إلى السعادة البادية عليهم والعوض الجميل الذي أعطاه القدر لكل منهما
لم تكن زينة إلا عوض له بعد كل عناء عاشه على يد الجميع حتى أقربهم إليه ولم يأتي على خلده يوما أن يتمثل العوض في زوجة شقيقه
وكان هو العوض بالنسبة إليها أيضا بعد عناء عاشته في خفاء لم تدري بوجوده إلا بعد رحيل زوجها ولم تتخيل يوما أن تكون زوجة أحد من بعده أو أن تترك ذكراه وتنسى ما قدمه إليها ولكن أتضح أن كل ما قدمه ما كان إلا خديعة محت على يد شقيقه الذي تمثل إليها في جنون الحب والهوس المصاحب له
أخذها بين ذراعه متنهدا بعمق تستند برأسها على صدره تنعم بدفء أحضانه
تحدث بهدوء وجدية
عاصم عايز يجي يتكلم معاكي بخصوص إسراء أنتي عارفه اللي بينهم وأنا قولتله يجي بالليل
رفعت بصرها إليها بجدية وقالت
بس أنا مقدرش
قاطعها يكمل حديثه بجدية واضحة
أنا قولتله يجي وبس يا زينة إنما القرار قرارك أنتي في النهاية اللي عايزة تعمليه أعمليه أنا ماليش دعوة
اعتدلت مرة ثانية كما كانت وأومأت برأسها موافقة تهتف
طيب يا جبل ماشي
تحدث مرة أخرى يملي عليها ما الذي من المفترض فعله بعدما تحدث معه عاصم وشرح له الموقف
ابقي فهمي إسراء اللي حصل عرفيها أنه مش شغال في السلاح اتسرعتي وقولتي ليها وهي ما صدقت
قالت بجدية وصدق فهي حينها كانت تريد أن تبعدها عنه خوفا عليها
مكنتش قدامي حل تاني أبعدها عنه غير كده كنت خاېفة عليها ومش واثقة فيه
أومأ برأسه يشدد بيده على جسدها يقربها منه قائلا بتعقل
اديكي عرفتي كل حاجه ابقي عرفيها
أومأت إليه موافقة
طيب
أكملت تسأله ترفع وجهها مرة أخرى تنظر إليه بعمق
تمارا ليه لسه هنا
أجابها بهدوء وهو يعتدل في الفراش ومازال يحاوطها
أمي طلعت تجبها لقيتها مش قادرة تتحرك قولتلها خلاص خليها لبكرة الصبح
نظرت إليه بجدية شديدة وتخلل القلق قلبها فتابعت متسائلة
ممكن تعمل حاجه
ابتسم بتهكم ساخرا عليها يتذكر مظهرها وهي تترجاه أن يتركها ترحل ثم أكمل حديثه بقسۏة
مشوفتيهاش أنتي وهي بتترجاني تمشي الله وكيل لو فكرت بس لأكون قاتلها
ترجته هي بقلق تضع يدها عليه تحثه على اللين تجاهها
لأ علشان خاطري خليها تمشي بس مش أكتر من كده
مط شفتيه قائلا بجدية
ده اختيارها هي بقى يا تمشي من سكات يا تتقتل
ضيقت عينيها عليه قائلة بجدية بعدما فكرت قليلا مؤكد أنها تريد الخروج من هنا دون أي ضرر بعدما فعله بها
أكيد ندمت بعد اللي عملته فيها وهتفكر بعقل مش هتتهور أكيد
قال بقسۏة وغلظة ليست غريبة عليه أبدا وهو يعني كل كلمة يقولها
أنا اتمنى ده علشان لو حصل غيره مش هرحمها وأنا لحد دلوقتي رحيم معاها
أبعد نظرة من الفراغ إليها يميل عليها قائلا بضيق
سيبك من الكلام ده بقى
وقلب مشتعل بالنيران المتوهجة تشعل جدرانه بالهوى المچنون
في المساء وقفت زينة تعدل من ملابسها تستعد للهبوط إلى الأسفل لمقابلة عاصم كما قال لها جبل وهذا بعد أن تحدثت مع شقيقتها وسردت عليها كل ما علمته بخصوصه فقط هو وجبل من الناحية العملية
ما قالته لها لم يكن إلا حديث كاذب لم تدرك أنه
هكذا إلا بعدما اعترف لها جبل بكل شيء
قابلتها شقيقتها بالسعادة والفرح بعدما غزوا قلبها لأن ما قالته عنه ليس صحيح وما بدر منها نحوه ولن يتكرر مرة أخرى بل سيتقدم لخطبتها وهي موافقة بكل جوارحها
متابعة القراءة