روايه سجينه جبل العامري بقلم ندا حسن
المحتويات
سيفعله ليملي عليها
أنا هنزل قدام الكل هقول إنك مبقتيش تلزميني ومش عايزك معايا وهتكوني موجودة علشان بنتك وبس
دفعت يده بعيدا عنها وصړخت عليه بقوة وارتفع صوتها وهي تتابعه بذهول
نعم ايه اللي بتقوله ده
قبض على يدها مرة أخرى وأكمل بهدوء لتفهم ما الذي يريده
اسمعي للآخر قولتلك دي هتبقى تمثيلية كده
ضيقت ما بين حاجبيها وحركت شفتيها متسائلة
أجابها بعمق وجدية بصوت حاد واثق منا يقوله
فرح بتكلم تمارا وأنا لسه مش ضامنها وعايز الكل يبقى مصدق اللي هعمله ومش عايز حد يشك في حاجه علشان اللي بخطط ليه ميبوظش
أومأت إليه وارتخت ملامح وجهها وهي تقول مرحبة
طيب فهمني
أكمل يسرد ما برأسه
أنا هقول كده وهخليكي تروحي اوضة وعد
رفعت أحد حاجبيها تنظر
كمان
زفر بهدوء يكمل
يا زينة افهمي وهفهمهم إني هجيب تمارا علشان أنتي خاېنة ومبقتش عايزك هقول كمان إني هتجوزها
صړخت وهي تدفعه للخلف ولم تتحمل ما يتفوه به وكأنه حقيقي وسيفعله حقا بها
لأ كده كتير بجد كتير أنت بتقول ايه
صړخ في وجهها بصوت عالي وانتفخت عروقه وهو يشعر بالڠضب منها
أنتي غبية ولا ايه بقول تمثيل تمثيل فيلم يعني
طب خلاص كمل أنت بتتعصب ليه الله
حاول أن يهدأ من روعه وزفر بهدوء يعود يتحدث برفق قائلا بجدية واثقا
بعد كده هكلم تمارا ترجع وهي أكيد ما هتصدق أنا واثق والباقي بقى عليا بس المهم أنتي اوعي تبيني لحد إنك عارفه حاجه كأنك زيك زيهم بالظبط
حاضر فهمت
علق عيناه بها بحدة وقال بغلظة خوفا من أن تفعل شيء تمحي ما يريد فعله بها
وهيستمر الوضع لما تمارا تيجي كأني مش طايقك فاهمه يا زينة
تفهمت حديثه وتفوهت برفق
خلاص فاهمة بس متعملش كده قدام وعد وإسراء
أومأ إليها موافقا على حديثها وأكمل بجدية واهتمام خالص بها وبمشاعرها
ماشي أنا كان ممكن أعمل كده من وراكي وتبقي زيك زيهم وردود أفعالك طبيعية بس مش هقدر اجرحك بالشكل ده حتى لو كدب ومش ضامن رد فعلك فحاولي تعملي اللي قولت عليه
متقلقش إن شاء الله كل حاجه هتتحل أنت نيتك خير وأنا مطمنة وأنا معاك
ربت على خصلات شعرها السوداء قائلا بنبرة خاڤتة حنونة
ربنا يخليكي ليا يا غزال
على الرغم من أن الوضع أصبح أسهل من السابق ولكن القلق ينهش قلبه بقسۏة وغلظة شديدة لن يتربع الارتياح على عرش قلبه إلا عندما يقبض على ذلك الذي يسمى ب طاهر ويلقى حتفه على يده كي يتخلص من ماضيه البشع معه ويأخذ بثأر والده منه
حركت العصاة التي بيدها على الأرض الرملية تجلس أمام النيل في منطقة متوارية قليلا عن أنظار أهل الجزيرة ولكن الحراس بها أقترب منها عاصم يجلس جوارها نظر إليها بهدوء وسألها وهو يلقي بحجرة داخل المياة
مالك
حركت كتفيها للأعلى ثم للأسفل ومازالت تعبث بالعصاة على الرمال ثم قالت بحيرة
محتارة
قطب جبينه متابعا طريقتها الغريبة في الحديث وتسائل بجدية
من ايه
رفعت بصرها نحوه تجيبه بنفاذ صبر وضيق
محتارة من كل حاجه بتحصل حواليا زينة معتبراني طفلة بس مش للدرجة دي يعني
أشار إليها بيده ولم يفهم من حديثها شيء فتابع بهدوء ورفق يحثها على الارتياح بنظرته الحنونه
فهميني بالراحة
تركت تلك العصاة واستدارت تجلس تواجهه زفرت بضجر وضيق وملامحها الطفولية البريئة عابثة للغاية ثم خرج صوتها ملئ بالانزعاج
بيحصل حاجات كتيرة أوي غريبة في القصر وأنا مبقتش فاهمه حاجه علاقتها بجبل كانت غير لما جينا وبعدين حبته وبقوا كويسين وحاليا متفهمش ايه اللي بيحصل بينهم كمان بعد ما رجع تمارا تاني وهي حاولت ټقتلها
وجدته لم يتحدث بل نظر إليها للحظات دون رد فعل نظرت إليه لتراه أبعد وجهه عنها إلى المياة تابعته بشك ثم باغتته قائلة
أنت تعرف حاجه عن الموضوع ده
راوغ في الحديث وهو يهرب بعيناه منها قائلا بجدية
وأنا هعرف منين اللي بيدور جوا القصر
ضيقيت عينيها عليه وكأنها تستطيع أن تفهم ما الذي تعبر عنه ملامحه فقالت
مش جايز تعرف من جبل ما انتوا صحاب وسر بعض
عقب بجدية وثبات
لأ معرفش أكيد لو أعرف هقولك واريحك
زفرت مرة أخرى بضيق أكبر وأردفت بانزعاج وملل واضح
أنا زهقت وحاسه إني بدأت أمل من كل حاجه هنا عايشه معاهم زي الأطرش في الزفة مش بتقولوا كده
ابتسم على براءتها الجميلة ونظراتها الغريبة إن كانت سعيدة أو حزينة أو حتى تشعر بالملل أومأ إليها قائلا برفق
آه بنقول كده
صمتت وأبعدت عينيها إلى الأرضية متحيرة حقا فيما يحدث حولها ف إلى الآن لم تفهم أي شيء مما يدور بل شقيقتها تخفي كل شيء عنها وهي أصبحت لا تحتمل هذا الوضع أبدا
ابتسم ساخرا يردف بجدية ناظرا إليها بقوة
اشمعنى معايا أنا بتحبي تبقي الأطرش في الزفة وبتعملي نفسك مش فاهمه كلامي
رفعت وجهها إليه تباغته بتلك النظرة تعامدت الشمس على عينيها الزرقاء لتصبح أكثر روعه وجمال تبادلها التشابه في لون خصلاتها الصفراء وجمالها الأخذ
تحدث برقة وهي تبتسم تحاول أن تكون ماكرة مصطنعة عدم الفهم
أنا امتى ده بيتهيألك
أقترب منها ليجلس
جوارها أكثر قربا تابع وهو يبتسم ناظرا إلى جمالها الذي لن يكون ملك أحد غيره
لأ مش بيتهيألي تحبي أقولك دلوقتي حاجه تخليكي كده
سألته وهي تبعد عيناها عنه بخجل
هتقول ايه
باغتها بكلمتين كان أثرهما على قلبها مغزي للغاية فدلفوا له دون إنذار يحدثون جلبة في الداخل لتسري الرعشة في جسدها خجلة منه
عايز اتجوزك
رفعت نظرها إليه بحب وهيام تتناسى كل ما كانو يتحدثون به منذ قليل تقول اسمه بنبرة خاڤتة رقيقة للغاية
عاصم!
أنا بتكلم بجد أنا بحبك وأنتي بتحبيني ايه المانع من الجواز ليه كل ما أفتح معاكي الموضوع ده بتهربي أنا بحبك وعايزك
أبعدت وجهها مرة أخرى تنظر إلى الأرضية لا تستطيع الإجابة عليه فأكمل قلقا من صمتها
ردي عليا ده كسوف ولا رفض
أردفت وهي بعيدة بعينيها عنه تقول بخفوت
أكيد مش رفض أنا كمان بحبك يا عاصم
سألها مستفهما باستغراب وهو يقبض على يدها بحب وحنان
اومال ده ايه
رفعت بصرها نحوه بعينين متحيرة وقالت بجدية خالصة
أنت شايف الظروف صعبة إزاي أنا لسه بحكيلك ده مش وقته خالص على فكرة غير أن زينة رفضاك رفض تام وأنت لسه مقولتليش بتشتغل ايه
زفر محاولا الهدوء وعقب على حديثها ومازال يرفض البوح بالسر
ومش هقدر أقولك لكن زينة عرفت حقيقة شغلي تقدري تفهمي منها هي لكن أنا لأ مقدرش
ضيقيت عينيها عليه غير مستوعبة ما الذي يقوله لتسائلة باستغراب
يعني ايه
ضغط على يدها بحب وحنان وبدأ في الحديث بهدوء وتروي يخرج صوته برفق لتتفهم ما يقوله لأنه يعلم أنها وإن كانت شابة إلا أن الحقيقة أنها طفلة صغيرة
حقيقة شغلي سر مستحيل أتكلم عنه حتى معاكي أنتي صاحب السر يبقى جبل وهو قال لزينة كل حاجه علشان كده تمارا رجعت الموضوع أكبر من استيعاب عقلك يا إسراء متفكريش فيه
سحبت كف يدها من بين يديه وصاحت بضجر
يعني ايه أنت كمان شايفني طفلة
نظر إليها بحب وحنان أكبر من ذي قبل يرسلهم إليها من خلال عيناه ونبرته الحنونه الشغوفه نحوها فلا يريد أن يشغل عقلها باشياء لن تستطيع أن تستوعب ما بها
أنا مقولتش كده بس بجد الموضوع كبير وكتر الكلام فيه يخربه واطمني من ناحية زينة هي فهمت كل حاجه ومش هتمنع جوازنا صدقيني إلا لو كان في سبب تاني للرفض غير موضوع الشغل ده
أبعدت وجهها وهي تصيح پاختناق
أنا مبقتش فاهمه حاجه
أكمل بهدوء كما هو يتابعها برفق ولين وتحدث قائلا
كل حاجه في وقتها حلوة المهم تكوني واثقة فيا
أجابته بجدية وصوتها منزعج للغاية
أنا واثقة فيك بس عايزة أفهم
قبض على كف يدها مرة أخرى يطمئنها وهو يجذب وجهها ناحيته كي تنظر إليه فيبادلها بلين
طيب اسمعي كلامي وانسي اللي قولته وخليكي معايا واطمني ماشي
أومأت إليه قائلة بصوت خاڤت
ماشي
أكمل بجدية مقدرا ما يمر به الجميع بالأخص بعد أن سرد عليه جبل ما حدث معهم وما فعلته تمارا وأصبح يدرك جيدا خطۏرة الوضع الذي هم به حتى وإن كانت مستقرة
بالنسبة لحوار جوازنا أنا كمان هستنى لما الوضع يهدى والدنيا تبقى تمام بس كنت عايز أعرف رأيك
قالت بخجل ونبرة خاڤتة يكاد لا يسمعها
أنت عارفه كويس يا عاصم
ابتسم باتساع وهو يناظر خجلها ورقتها الشديدة هتف بحب وهيام وجنون قلبه العاشق لا يتركه يمر بالهفوة التي ينالها منها
قلب عاصم
باغتته بكلمات هادئة تعبر عن كم كان شخص محظوظ حتى تكون معه الآن
تعرف إني عمري ما اتعاملت مع حد زيك كده
ابتسم باتساع وأخذ الأمر بالمرح مع اعترافه أنه بالفعل محظوظ بها
أمي دعيالي قبل ما ټموت ابقى أنا أول بختك
ابتسمت تبادلة تنظر إليه تارة والأخرى إلى الأرضية الرملية بخجل شديد قائلة بعشق خالص
وأنا مبسوطة بده
تجرأ أكثر ورفع يدها إلى فمه بشغف وجنون بعدما أصرت عليه جنود عقله أن يقوم بفعلتها وتذوق طعم السكر من يدها ثم هتف بهيام ولوعة
أنا محدش مبسوط قدي أنك معايا
سحبت يدها سريعا منه فسائلته باستغراب
إزاي اجي
تمدد على الفراش مبتسما يخرج صوته بلوعة
واحتياج
تعالي يا غزال محتاجك
سألته مرة أخرى مستغربة للغاية من حديثه
طب وتمارا والكل
شعر بالضجر من اسألتها وبوادر رفضها فصاح بانزعاج وضيق
متخليش حد يشوفك يا زينة بلاش تعقيد
تحدثت بجدية شديدة محاولة أن تجعله يعود عما يريد
جبل مش هينفع
جلس على الفراش مرة أخرى وحقا شعر بالامتعاض منها فصاح بصوت عالي جاف
أنتي بتستهبلي ولا ايه بقولك تعالي ده أمر
أجابته على مضض
طيب طيب
أغلقت الهاتف بضيق ونظرت إلى الخلف لتجد إسراء جالسة على الفراش تعبث بهاتفها تنفست الصعداء ودلفت إلى الداخل نظرت إليها بعدما وقفت أمامها قائلة بجدية
إسراء
رفعت بصرها إليها باهتمام فأكملت
أنا رايحه لجبل عايز يتكلم معايا في حاجه مهمة بس لو حد سأل عليا قولي إني في الجنينة مش عنده ماشي
استغربت حديثها وما تريده ولكنها على أي حال أومأت إليها برأسه موافقة فتركتها زينة ورحلت خارجه من الغرفة متوجهة إلى غرفتها عند جبل
نظرت حولها وهي تسير
متابعة القراءة