روايه زهره لكن دميمه

موقع أيام نيوز


مرضها وجهها مازال محتفظ بجماله الخاص لكن لمعت عينيها أنطفئت وصارت خواء...أنتفض في مكانه مټألما لرؤيتها هكذا وبعيون لا ترمش ولا تحيد عنها ظل متتبع تحركه حتى ركبت السيارة وأختفت لتسقط دمعة وحيدة ووعد نفسه أنه سيصلح الأمور بينهم مهما تطلب منه من وقت
أستيقظت بعد عدة ساعات من أنصرافه...كان شعرها مبلل ملتصق من شدة العرق ... أنشبت الحمى في جسدها...حاولت الاعتدال والجلوس فوق الفراش لكنها فشلت فالحمى تمكنت منها...قرع الباب ودلف الصغيرين وأخذا في القفز واللهو بجوار الفراش

أياد بابتسامة طفولية _ يلا قومي بقالك كتير نايمة
حاولت الرد ...لكن الكلمات ظلت حبيسة حلقها...شعرت بالعجز... دموعها أنسابت پألم...أرتعشت شفتها...أصابها دوار قاټل فسقطت نائمة مغمضة العينين...حاول الصغيرين جعلها تفيق لكن كل محاولاتهم بائت بالفشل...خرجو الى الخارج ...
ماأن دلف أكنان الى داخل الفيلا حتى أستقبله الصغيرين 
أياد بلهجة طفولية _ كنت فين 
رد عليه بابتسامة _ كنت عند عمتكم وأول ماطمنت عليها جيت هنا علطول...شرد لثواني في أحداث أخر ساعة ...عندما أتى الشيخ وقام برقيتها وقال أنها أصبحت أفضل والسحر المعمول لها أصبح ليس له وجود وبعد أنصراف الشيخ أستغرقت بيسان في النوم مباشرة
جذبه وليد من البنطلون پعنف وهتف فيه _ روحت فين 
أكنان بابتسامة _ موجود أهو قصادك
سأل وليد _ هو أنا عندي عمة
_ أيوه عندكم وعمة عسولة أوي كمان 
قال وليد وأياد في وقت واحد _ عايزين نشوفها 
رد عليهم بابتسامة _ حاضر هتروحو تشوفها...هي فين ماما
قال أياد بضيق _ لسه نايمة ولما جيت أصحيها مش ردت تصحى
قاطعه وليد قائلا _ وأنا لما لمستها كانت سخنة أوي
أكنان بمجرد سماعه كلمات أبنه ...لم ينتظر التأكد منه وأخذ يركض على السلالم بسرعة...وجد نفسه أمامها...رأى جسدها يرتعش...لمس جبهتها وجد حرارتها مرتفعة ...وبأضطراب أخرج هاتفه وأتصل بالطبيب
لم يعرف الطبيب سبب أصابتها بالحمى...فطلب مجموعة من التحاليل ليتأكد من تمام صحتها...لازمها أكنان وأخذ ينظر اليها في فراشها بعيون حزينة وقلب مټألم...أستشعر بغصة لرؤيتها ضعيفة وتعاني...جلس على حافة الفراش همس بأسمها بخفوت...بللت دموع الندم وجنتيه...أتى الليل ومازال الوضع كما هو الا من أتصال الطبيب الذي أخبره ان التحاليل سليمة ولا يوجد بيها شيء وكل مايجب فعله أن تأخذ مخفضات للحرارة وكمادات مياه باردة
في العتمة وسط هذيانها...كان هو الوحيد بجوارها...أخذ يمسح

وجهها وشعرها بمنديل مبلل بالماء البارد...فتحت عينيها بضعف تشابكت النظرات...نظرة متلهفة تقابلها نظرة شاردة مغيبة 
همست بأعياء _ عطشانة 
توقفت يديه الممسكة بالترمومتر في الهواء وتمتم بالدعاء والشكر عندما فتحت عينيها وطلبت الماء...وضع الترمومتر جانبا وقام بصب كأس من الماء لها...رفعها من فوق الفراش وأسند رأسها على صدره...قرب حافة الكأس من شفتيها وسقها وعندما أنتهت من الشرب غفت مباشرة على صدره وبعيون ملتاعة أخذ يتأملها بحب شدها اليه أكثر... مرر برقة أصبعه على جانب شفتيها ماسحا قطرات الماء المنسابة...مرر أصابعه بحنية على شعرها...تنهد بصوت مسموع مع كل لمسه لها...ظل على هذا الوضع فترة من الوقت...أنهاكه التعب بعد فترة من عمل الكمادات لها...أراد أراحة جسده قليلا...فتسلل الى جانب الفراش ونام بقربها وظل بجوارها نائما حتى ساعات الفجر الاولى أستيقظ مڤزوعا عندما وجد نفسه أستغرق في النوم كل هذا الوقت مرر أصابعه باضطراب على جبهتها ...فوجد الحرارة أختفت...وعندما أطمئن أنها أصبحت أحسن...قفز من فوق الفراش سريعا فهي لن تتحمل رؤيته نائم بجوارها...تسلل من غرفتها بهدوء وقبل خروجه نظر لها بحب لا نهائي ممزوج بحزن عميق
بدأت أشعة الشمس تحيط بغرفة زهرة من الخارج والداخل...بدأت تسمع أصوات ضاحكة بجوارها...شعرت بالألم ففتحت عينيها ببطء شديد ...فشاهدت أطفالها بجوارها مبتسمين 
وليد بابتسامة_ صحي النوم ياماما كل ده نوم 
زهرة وهي تبتسم بصعوبة _ ده أنا لسه نايمة
أياد هز رأسه نافية _ لأ أنتي نمتي يومين بحالهم
وضعت يديها على رأسها المټألمة وسألت باستغراب _ هو أنا نمت بجد يومين ولا بتهزرو
رد وليد بلهجة طفوليه _ أه أحنا لما جينا هنا أمبارح كنتي نايمة وسخنة أوي
وأكمل أياد مقاطعا _ ولما قولنا لبابا أكنان جاب الدكتور وفضل جنبك طول الليل
قال وليد بعبوس_ وكان بيعمل ليكي كمادات ومرضاش أي حد فينا يقعد معاكي...أنا أضايقت أوي منه
وشاركه أياد الكلام _وأنا كمان 
زهرة تململت على الفراش بعدم راحة وهي تسمع حديثهم فقالت بابتسامة خاڤتة _ هو عايز مصلحتك ياحبيبي عشان مش تتعدو مني 
أياد بلهجة طفولية_ أصحي بقا عشان جعان
ردت زهرة _ رحو أنتو وأنا جاية وراكم نفطر كلنا سوا
بدأت زهرة بالتحرك حتى وصلت أمام الحوض...غسلت وجهها لكي تزيل بقايا غشاوة التعب والنعاس من على وجهها..أخذت تلقي دفعات من الماء على وجهها...حتى أنتظمت أنفاسها وشعرت بالهدوء
على طاولة الأفطار..رأت أكنان متصدر مقدمة الطاولة...تناولت الطعام في صمت...لكن أطفالها لم يكفو عن الكلام واللهو...نظراتها لهم كانت شاردة سرحت في خيالات الليلة الماضية وبدون وعي لمست جانب فمها المرتعش..
لاحظ أكنان هذا الشرود الذي سيطر عليها...لكنه لم يعلق وأستمر في تناول أفطاره
نظرت له بحيرة فبادلها بنظرات دافئة
 

تم نسخ الرابط