روايه للقدر حكايه
المحتويات
على ۏجعها
ايه رأيك تيجيلي بكره واعرفك على تقي بنت عمي
فضحكت ياقوت وعادت تتثاوب
مش لسا كنت عندك من يومين... عمتي مش هترضي انتي ناسيه الجدول بتاع خروجي
فأستاءت هناء من تسلط السيده خديجه عليها
والله مش عارفه قدرتي تعيشي سبع سنين مع قوانين وأفكار السيده العظيمه خديجه ديه ازاي انا لو كنت مكانك كنت هربت
ادخل
وتابعت سريعا
هقفل انا دلوقتي
لتنظر ياقوت نحو هاتفها متمتمه لحالها
ههرب اروح فين ياهناء
................ .....................
اغلق حمزة الملف الذي كان يطالعه ونظر لشقيقه الجالس أمامه وقد كان يناقشه بصفقتهم الجديده التي يحتويها ذلك الملف
قالها حمزة بغرور لينظر اليه شهاب يحرك رأسه يمينا ويسارا
وكاد ان ينهض من أمامه
استنى ياشهاب لسا مخلصناش كلامنا
فطالعه شهاب للحظات يحاول ان يفهم نظرات شقيقه
ندي كلمتني تاني في موضوع ميعاد فرحكم
فلمعت عين شهاب متسائلا
والمرادي ردك هيكون ايه ياحمزة
لو مش عايز ندي ياشهاب طلقها.. انتوا لسا على البر
لتحتد عين شهاب ونهض من فوق مقعده صائحا
انت بتقول ايه ياحمزة ندي مراتي وبحبها
ليضحك حمزة على كذبه شقيقه
بتحبها ولا بتحب حبها ليك ياشهاب
تجمدت نظرات شهاب نحو الفراغ الذي أمامه... فتلك هي الحقيقه التي لم ېكذب فيها شقيقه.. وزفرة طويله خرجت من بين شفتيه
تعلقت عين الشقيقتان للحظات
حمزة انا عايزه اتمم جوازي ب ندي.. سيبنا نكمل اللي بدء
............................. .....
كانت تقف وسط الارض الزراعيه التابعه لهم مع أبناء عمها.. لترفع يدها ملوحة نحو ياقوت هاتفه بأسم والدها
اما مراد وقف مستنكرا من فعلتها ولكنه اكمل سيره وسط الزرع يعبئ رئتيه بالهواء النقي
مين ديه يا هناء
فألتفت هناء نحو تقي التي تطالع ياقوت القادمه نحوهم
ديه اقرب صاحبه ليا
ياقوت وقد وقعت عيناها علي مراد الذي وقف معطيا ظهره لهم.. لتبدء هناء بتعريف ابنه عمها على صديقتها
قالتها ياقوت بصدق ثم نظرت لملابسها بخجل فعبائتها السوداء لا تناسب رفقه أقارب صديقتها
اسمك حلو اوي ومميز
وقبل ان ترد ياقوت على اطراء تقي.. كان مراد يلتف بجسده نحوهم
مش كفايه كده
ووقعت عيناه على ياقوت التي اخفضت عيناها حرجا.. أما هناء هتفت مبتسمه
كفايه احنا لسا هنبدء جولتنا وسط الزرع
وانتبهت الي همس صديقتها
انا همشي ياهناء... عمتي قالتلي نص ساعه وارجع
وقبل ان تبدي هناء اي ردت فعل انصرفت ياقوت من أمامهم بخطوات سريعه.. لتهتف هناء أسمها بخفوت ولكنها أشارت لها انها لا بد أن ترحل
لتلمع عين مراد وهو يطالعها كيف تسير بخطوات اشبه بالركض.. وانتبه على حاله وصوت شقيقته
خلينا نكمل جولتنا ياابيه المكان هنا ممتع اوي
فنظرت نحوه هناء لعله يطالعها ولكن عيناه كانت بعيده عنها وكأنها سراب أمامه الا انها توهم نفسه انه ېختلس إليها بعض النظرات
قولت كفايه ويلا بينا
وتقدم نحوهم ثم عاد يلتف مجددا وتساءل
هي صاحبتك اسمها زيدان
فضحكت تقي لتجيب هناء بأبتسامه واسعه
اسمها ياقوت.. زيدان اسم باباها
................. .....................
اكتملت سعاده سوسن اليوم واطمن قلبها على شقيقتها رغم أنهم ليسوا أشقاء من الأم فقد تزوج والدها بعد ۏفاة والدتها بأم ندى وانجب منها ندي ثم رحلت هي الأخرى لتترك ندي وعمرها عامان... احبت ندي وكأنها ابنتها وليست شقيقتها فهى تقارب عمر شريف ولدها
اخيرا ياحمزة وافقت ان جوازهم يكمل
مدام اختيارهم ومتأكدين انهم قادرين يكملوا حياتهم سوا.. ماليش غير اني اتمنى ليهم السعاده
فأبتعدت عنه سوسن ومدت كفيها تمسح بهما على خديه
ربنا يخليكى لينا
شعرت بنغزة مؤلمھ بقلبها فتأوهت بخفوت ليسألها بقلق
مالك ياسوسن..اخدتي دواكي ولا لسا
نفسها تغمض عيناها براحه
متقلقش عليا انا كويسه
................ .................
عادت عائله فؤاد للعاصمه بعد أن يومان في إحدى قري محافظه الغربيه.. ولكن لم يحدث اي شئ هناء من مراد
جلست هناء على فراشها تحادث ياقوت بصوت مخڼوق
مش هو ده مراد اللي كنت بلعب معاه واحنا صغيرين.. حاسه انه واحد غريب
فضحكت ياقوت على عبارات صديقتها لتهتف هناء بحنق
بتضحكي على ايه
لتجيبها ياقوت بعد أن تمالكت صوت ضحكاتها
اكيد ابن عمك هيكون اتغير ياهناء ماهو مش هيفضل الطفل اللي كنتي بتلعبي معاه وبيجري وراكي
فزمت هناء شفتيها بتذمر..فهي مازالت ترى مراد الطفل الذي يكبرها ب ستة أعوام ولكن الآن أصبح رجلا يافع
اعمل ايه يا ياقوت قوليلي.. تقي اخته قالتلي انه كان بيحب واحده وعمو فؤاد رفض علاقتهم لانها مش من بلده.. لو كان بيحبني مكنش حبها
وساد الصمت لتشعر ياقوت بتخبط صديقها وعيشها في إطار حب تقنع نفسها انه لها... تخشي عليها ان تفيق يوما فتجد نفسها هي وحدها الخاسرة
..............................
ذهبت ياقوت لوالدتها التي تعيش في قرية مجاورة منها كي تزورها وتهديها الوشاح الذي صنعته لها بيدها..قضت يوم جميل مع اشقائها الثلاث من والدتها الي ان جاء وقت النوم وقد أصرت والدتها عليها ان تظل معها بضعة ايام .. فرحت بذلك بشده فأصرار والدتها جعلها تشعر انها لم ولن تنساها
شاركت شقيقتيها الغرفه..وقد سعدوا بوجودها كعادتهم بينهم حتى الصغير حسام لم يرغب بالنوم بغرفته المستقله إنما أراد المبيت معهم فتسطحت ياقوت وبجانبها حسام علي فراش ونهي ونعمه على الآخر وظلوا يثرثرون الي ان غفو جميعا... وفي ساعه متأخرة من الليل نهضت ياقوت من فوق الفراش وقد انتابها العطش.. وسارت خارج الغرفه نحو المطبخ.. لكن اقتحم اذنيها حديث زوج والدتها وقد كان صوته عالي بعض الشئ
ارجع من وردية الشغل تسدي نفسي من وجود بنتك... مش قولتلك
آخرها تيجي الايام اللي برجع فيها من الشغل متأخر ومتفضلش هنا غير سواد الليل وتمشي
وتابع بمقت
والكام اللي هتقعدهم اد ايه بقى
سقطت العبارات علي قلبها كالسوط لتهتف والدتها برجاء
ديه بنتي ياسعيد وكانت وحشاني اوي.. مش كفايه مش بتخليني ازورها عند عمتها غير كل كام شهر.. اعتبرها زي نعمه ونهي
فصاح بها سعيد بضيق
انا عيالي مش برميهم ياصباح ومش ملزوم ب بنتك اللي ابوها راميها عند اخته ومش مهتم بيها
ثم تابع ساخرا وهو يلقي جسده علي الفراش
يبقى انا يا جوز امها هراعيها
صمتت صباح بقله حيله وكادت ان تهتف الا انه هتف بعدما
بكره الصبح تاخد واجبها وتمشي وعشان اكون راجل جدع تتغدى مع العيال الأول .. عداني العيب كده وديها قرشين كمان
ربنا يخليك لينا يا ابو العيال
سقطت دموعها بصمت من الآلم... واغمضت عيناها بقوه وهي تتمنى ان يأتي الصباح سريعا وتذهب لبيت عمتها تخدمها وتلبي طلباتها بكل طاعه فعلي الاقل هي لا تعايرها بكفالتها لها
..............................
مضي اسبوعان انشغلت فيهم سوسن مع شقيقتها في اختيار مستلزماتها
كانت سوسن وناديه ينتظروها حتى يروا فستان الزفاف عليها والذي اختاروه سويا والمصممه تقف معهم تنتظر خروج العروس... لتخرج ندي اخيرا سعيده بفستانها ولكن فجأه انقلب كل شئ حين مالت سوسن على ناديه ثم انبطحت أرضا لتصرخ ندي بفزع.. واعين ناديه متسعه على وسعهما
الفصل الرابع
وقف أمام شقيقته الباكية مصډوما مما أخبرته به عبر الهاتف... ترك كل شئ وأتى راكضا.. ومازال بكاء شقيقته وصوتها يتردد بأذنيه
سوسن ياحمزة.. سوسن في المستشفى وقعت من طولها.. ألحقنا بسرعه
نادية حصل ايه ل سوسن .. انطقي
ووقعت عيناه على ندي المنزوية جانبا تبكي وقد صوبت عيناها نحو القادم ليسمع صوت شقيقه القلق
مالها سوسن ياحمزة
واتبعه شريف الذي وقف يلتقط أنفاسه بصعوبه
امي مالها
الكل وقف يسأل وينتظر الاجابه ولكن لا رد يحدث من ناديه التي مازالت مصدومه مما حدث وتشعر بأنقباض قلبها وان القادم ليس بالهين
وكان خروج الطبيب هو النجده بالنسبه لهم حمزة من الطبيب
مراتي فيها ايه
دارت أعين الطبيب بينهم وهو لا يعلم بما يجيبهم
ممكن اعرف كانت بتابع مع دكتور مين
وقبل ان ينطق حمزة بأسم الطبيب الذي هاتفه فور ان علم بحالتها ليتبعهم للمشفى التي نقلت إليها
أنا الدكتور المسئول
تعجب الآخر من إشراف استاذه على تلك الحاله.. فكيف لاستاذه ان لا يعرف مدى تدهور حاله سوسن وأنها كانت لابد أن تخضع لعمليه جراحيه
حد يفهمنا امي فيها ايه
كان هذا سؤال شريف الذي لم يعد يحتمل وقوفه هكذا وهو لا يعلم شئ عن حالة والدته
مدام سوسن قلبها تعبان اوي كان لازم تعمل العمليه من فترة قبل ما حاله القلب توصل للمرحلة ديه..
لتتسع أعين شريف وحمزة الذي سلط انظاره علي الطبيب الذي يتابع حالة زوجته منذ أن اكتشفوا ضعف قلبها...
مدام سوسن كانت رافضه الخضوع لأي عمليه جراحيه
قالها الطبيب المختص بأعين مثبته على الواقفين.. فتلك كانت رغبه سوسن التي لم يقتصر مرضها على القلب فقط إنما كان السړطان هو صراعها الآخر والذي لا يعرفه الا هو
................................
تفاجأت عمتها من قدومها اليوم.. لتنظر إليها وهي تدلف بحقيبة ملابسها الصغيره التي تحتوي على القليل من الملابس فقد كانت ستقضي بضعة ايام لدي والدتها
لم تفر في الصباح كما تمنت فأستيقاظ اشقائها قبل رحيلها واصرارهم على مكوثها معهم جعلها تنصاع للبقاء بضعه ساعات وقد اعطتها والدتها حرية الانصراف دون الإلحاح عليها والسبب كان معروف
مدام ديه رغبتك ياحببتي خلاص ياولاد بلاش تضغصوا على اختكم... المهم اقعدي اتغدى معانا ده انا هعملك الاكل اللي بتحبيه
اكل ومال اندس في حقيبتها وهي لا تشعر الا انها تريد أن تصرخ باكيه تخبرها انها سمعت كل شئ وانها تختنق ولكن ما بيدها حيله الا ان تتمتع بلحظات دافئه مع اشقائها ثم ترحل كالغريبه
انتي جيتي يا ياقوت مش قولتي هتقعدي عند امك
كام يوم
فهربت بعينيها بعيدا من مطالعه وجه عمتها تخبرها كاذبه
عمي سعيد جاتله اخته وأولادها فمكنش ينفع افضل... البيت مش ناقص زحمه
فحركت خديجه رأسها بتفهم وقد صدقت كذبتها ثم سألتها
غدوكي ولا لاء.. اوعي يكونوا مشوكي جعانه
فأنفرجت شفتيها بضحكه ساخره لم تفهمها عمتها
اكلت كل الاكل اللي بحبه
ولكن في الحقيقه رغم صنيع والدتها لكل الطعام الذي تحبه الا انها ابتلعت بعض اللقيمات بصعوبه دون شعور بأي مذاق
فالمذاق الذي كان في حلقها هو مذاق العلقم
طب كويس... المهم تكوني اتبسطي مع اخواتك.. ومدام جيتي روحي للخياطه هاتي منها العبايه بتاعتي
ولم يكن منها الا ان تخرج كلمتها المعتاده لعمتها
حاضر
.......................
فتحت عيناها بتعب وهو تشعرا
حمزة
فجاهد على رسم ابتسامته
كده تقلقينا عليكي ياسوسن
فرطبت شفتيها بلسانها وعيناها اخذت تحدق به بأبتسامه متسعه
انا حبيتك اوي ياحمزة.. حبيتك وظلمتك معايا
هتفت بعبارتها الأخيرة وقد تبدلت ابتسامتها للندم رغم ان لا ندم كان يوجد.. فهو لا يرى نقص بحياته معها
أنتي ظلمتيني ياسوسن.. انتي من ضمن الستات اللي قلبي قفل عليهم بعيد عن عتمته بعد ما كره وجود
متابعة القراءة