رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق (كاملة)

موقع أيام نيوز

ليردف ياسر لداخل مكتبه 
ناظرا له بتسأل 
في حاجه حصلت 
فرفع جاسم عيناه نحوه مشيرا له بأن يجلس 
وكاد ان يتحدث ويخبره بأشياء تخص العمل فقطعه رنين هاتفه 
ايوه ياجمال 
وتجمدت عيناه وهو يستمع لما يخبره به الحارس 
ادي الهانم التليفون 
فتحرك الحارس نحو مهرة التي أخذت تتملل من جلستها بأرهاق فطاقتها تحت
اشعة الشمس قد خارت 
ووجدت الحارس ينظر لها وهو يمد هاتفه نحوها ألتقطت الهاتف سريعا كي تخبره بأن يأمر رجاله بفتح بوابة المنزل لها ولكن تجمدت في جلستها وهي تسمع صوت جاسم الحازم 
انتي مجنونه في عقلك كلمة واحده يامهرة ترجعي على الفيلا ولما ارجع لينا كلام تاني 
وأغلق الهاتف بوجهها فمعها فهم لا محايلة لا جدال 
وطالعت الهاتف پصدمه ونهضت من جلسها وهي تعطي الهاتف للحارس متمتمه بضيق 
انا اصلا تعبت من القاعده هنا 
وسارت بهدوء من أمام الحارس الذي وقف يطالعها بأعين متسعه فهي قد انصرفت بهدوء دون جدال 
أتسعت أبتسامة ورد وهي تهبط من سيارة كنان تتأمل المنزل الذي أمامها ومايحيطه من إطلالة ساحرة 
هذا منزل العائله ورد لقد قضيت طفولتي هنا
فألتفت نحوه ورد لتجد عيناه قد غامت بالحزن 
هازان كانت تعشق هذا البيت بشده 
وحدق بالفراغ الذي أمامه بصمت   لتقترب منه ورد تضم كفه بين راحتي كفيها وعندما شعر بضغط يدها على يده طالعه بأبتسامة حانيه ثم ضمھا إليه بعشق يقبل قمة رأسها 
لن تمحي تلك العطلة من ذاكرتك ورد
ليخرج في تلك اللحظه رجلا بعمر الخمسين مرحبا بهم 
أهلا سيد كنان لقد أشتقنا اليك 
ونظر إلى ورد مرحبا بها 
أهلا ياخانو 
لتبتسم له ورد بلطف ويقودها للداخل بعد ان أملي علي حارس مزرعته ما يريده 
لتقف ورد في منتصف المنزل لتطالع ماحولها بأنبهار فجمال المنزل بالحديقة الشاسعه التي تحاوطه كما تصميمه بسيط ورائع 
المنزل جميل حقا كنان اريد ان أسير بالحديقة
ليتأمل كنان سعادتها بحب وأقترب منها يحرك أطراف أنامله علي وجهها 
سأريكي كل شئ لاحقا حبيبتي ولكن الأن أريد ان أخبركي سرا 
لتتسأل ورد وهي تنظر لعينيه الراغبة 
ما هذا السر 
وشهقت بفزع وهي تجده يحملها بين ذراعيه متجها نحو الدرج الخشبي
ستعرفيه حبيبي لا تقلقي 
ضحكت مهرة وهي تقضم حبة الطماطم وتستمع لطرائف فوزية مع زوجها 
وبعدين يافوزيه عمل ايه جوزك
فأتسعت أبتسامة فوزيه وهي تقلب الطعام ثم زفرت أنفاسها بهيام
باس راسي في وسط اهل الحارة كلهم وعزمني علي أكله كباب وكفته انما ايه 
لتنظر اليها مهرة بتعجب متسائله
يعني بعد ما ضړبك وفرج عليكي الناس سامحتيه بالسهوله ديه عشان اكله يافوزيه
فهتفت فوزيه وهي مازالت علي وقفتها
ماهو صالحني قدام أهل الحارة ياست مهرة 
لتضحك هدي علي بساطه فوزيه فهي لم تكتشف حكاياتها الا مع مهرة التي تندمج معها في الحديث 
شوفتي يامدام هدي بعد ماضربها صالحها بأكله 
لتصحح فوزية الأمر مجددا
وباس راسي كمان ياست مهرة خدي بالك ده منعم جوزي مفيهوش منه اتنين 
فحركت مهرة حاجبيها بيأس من حال تلك العاشقة بزوجها 
الحمدلله مافيش منه أتنين 
ونهضت بعدها تنظر لهدي 
عايزه مني حاجه أسعدك فيها يامدام هدي 
لتبتسم هدي بحنو 
ده احنا اللي نسألك يابنتي احنا هنا خدامين عندك
لتضيق ملامح مهرة وهي تطالعها
لاء مش خدامين عند حد انتوا هنا موظفين زي اي موظف في اي مكان 
ونظرت إلي فوزية التي هتفت بسعاده 
بجد ياست مهرة احنا موظفين 
فضحكت مهرة على تلقائيتها لتكمل فوزية بأسي 
اصل عيال الحارة بيقولوا للواد حمو ابني ياابن الخدامه
الكلمة اوجعتها بل وذكرتها بذكريات قديمه عندما كانت تأتي ورد تخبر والدتها ان أصدقائها في الحي يتهامسون عليها بأن والدتها تبيع لهم اطباق الكشري 
فقد أتي وقت عليهم لا يستطيعون تكفية حاجتهم من المال القليل الذي يبعثه لهم والدهم
ومحل البقالة لا يدخل لهم الا حاجات طعامهم 
فكانت والدتهم تسعي دوما في ابتياع اي شئ هي ماهرة به من أجل الا تنقصهم شئ عن أقرانهم 
ولطبيعة ورد الهادئة كانت لا تتحمل اي إهانة عن والدتهم فتأتي لها باكيه 
وبالجانب الأخر كانت هدي تشعر بالألم متذكرة ابنها الذي اعطته شقتها ليتزوج بها ثم طردها بعد ان كلت زوجته من وجودها مخبرة اياها أنها عالة عليهم بعد ان تركت خدمتها كموظفة خدمة في أحد الفنادق 
بعدما طلب منها ابنها تركها لعملها فهو اصبح يعمل وسيتكفل بكل شئ يخصها فهو يريد ان يريحها من مشاق الحياة ولكن الحقيقة كانت كي لا تفضحه أمام عروسه وأهلها 
لتتمتم مهرة قبل ان تغادر المطبخ مخاطبة فوزية
قولي لابنك أنك بتشتغلي وبتكسبي فلوسك بالحلال مافيش فرق بين وزير ولا بياع الجرجير كلنا زي بعض عند ربنا مش هيفرقنا غير أعمالنا
لتبتسم فورزية وهي تنظر لهدي الشاردة 
طيبه اوي الست مهرة 
صعد جاسم الدرج بعد ان سأل السيدة هدي عليها 
وأخذ يدلك عنقه بأرهاق متمتما 
استعد ياجاسم للرديو اللي هيشتغل دلوقتي
واتجه صوب غرفتها وطرق الباب طرقة خافته ثم فتحه 
ليجد الظلام حاوط الغرفة فالوقت الأن السابعه مساء 
ونظر للفراش فوجدها غافية فأقترب منها مناديا عليها 
مهرة مهرة 
فأدارت مهرة جسدها للناحية الأخري متمتمه
امممم سبيني انام ياورد وافتحي انتي المحل 
فجلس جاسم جانبها بأرهاق متمتما بأستياء 
يادي ام المحل اللي واخد كل تفكيرك 
ووضع بيده علي كتفها
ورد اتجوزت ومع جوزها في تركيا ودلوقتي انتي مش في السيدة زينب انتي في المهندسين 
لتنتبه ان هذا الصوت ليس صوت شقيقتها وتذكرت أين هي فألتفت اليه وفتحت عيناها ببطئ تطالعه بأعين غاضبه 
انت دخلت عليا الأوضه وانا نايمه ازاي
فتنهد بحنق وزفر أنفاسه
بقوة
والله انا ليا الحق في صلاحيات كتير بس انا اللي صابر عليكي 
فأعتدلت في نومتها وفركت عيناها كي تفيق له ولحديثه
اللي هي ايه ديه مثلا 
فمسح علي وجهه بأرهاق ورفع بسبابته يضعها على عقلها
ده في مخ ولا زتونه 
لتتجمد نظراتها على أصبعه ثم اشاحت بوجهها بعيدا عنه متذكرة ما فعله معها بالصباح ونهض من فوق الفراش ليقف يطالعها 
الواحد يرجع من الشغل يلاقي مراته مستنيه وعلي وشها ابتسامة لطيفه مش نايمه لاء وكمان بتقوله دخلت عليا الأوضه ازاي 
وكاد ان يتجه لغرفة الملابس لتبديل ملابسه التي مازالت بهذه الغرفة ولن يفكر في نقلها فذلك الأمر لن يطيل كثيرا 
انت بتداري علي اللي عملته الصبح فعشان كده بتتريق عليا صح بس انا فاهمه كل حاجه 
ولم يجد جاسم أمامه الا الوساده فجذبها من علي الفراش ثم ډفنها بوجهها متمتما بحنق 
نامي يامهرة نامي عشان انا النهارده معنديش دماغ للعب معاكي ولا مع عقلك اللي زي عقل النمله 
وتركها محتقن الوجه لتدفع عنها الوساده محدقه بخطاه پصدمه 
هو اټجنن ولا ايه 
تجلس بجانب والدتها تخبرها عن رغبتها في الذهاب للفتاة التي ساعدتها في الحصول على وظيفها لتربت والدتها علي يدها بحب 
روحي يابنتي البنت ديه انا حبيتها قوي من كلامك عنها 
لتحتضن ريم والدتها بحب ثم قبلتها علي وجنتها وهي تهتف 
طب هاخدلها ايه هديه انا خاېفة اخدلها هدية متعجبهاش ومتطلعش اد المقام 
لتجيب والدتها بتلقائية امرأة لم تري شئ من الدنيا الا القليل
اديها فلوس يابنتي واه تنفعها
لم تتمالك ريم ضحكاتها من بساطه والدتها 
يا ماما ديه مرات صاحب الشركه اللي انا شغاله فيها اديها فلوس برضوه 
فطالعتها والدتها بنظرات مفكرة متنهده بيأس 
خلاص نشتريلها مفرش من عند خالتك ام حسن 
فأبتسمت ريم وهي ترفع يدي والدتها لها تقبلهما غير مصدقة طبية وبساطة والدتها في عالم أصبحت المظاهر تغلبه 
أستيفظت ورد علي لمسات دافئة فأرتبكت بخجل متذكرة مع حدث بينهم منذ ساعات  اليوم أمتلكها كنان وأصبحت ملكه قولا وفعلا اليوم ضاعت كل مخاوفها فكيف ستخاف من رجلا الي الآن يعاملها كالملكه 
لا تغمضي
عيناكي ورد أعلم أنك استيقظتي 
فتوردت وجنتيها وضمت الغطاء لجسدها متشبثه به ومازالت مغمضمه العينين 
لست مستيقظه 
فضحك كنان بمتعه وهو يداعب وجهها بأنامله 
ومن اين يأتي هذا الصوت هل تتحدثين وانتي نائمه ورد 
فأبتسمت بمشاغبة
أجل اتحدث وانا نائمه
ليميل عليها بمكر ډافنا وجهه بعنقها 
ماذا تقولون بمصر عند استيقاظ العروس وماذا تفعلون 
لتفتح ورد عيناها بحنين متذكرة وطنها وعاداته وتحدثت بتلقائية 
بيقولولها صباحية مباركه ياعروسه مع زغروطه حلوه كده 
فأبتعد عنها كنان يكتم ضحكاته بصعوبه ورد تتكلم بلغة موطنها المحببه للنفس 
زغروطه ياورد 
فأرتبكت من نظراته وهمست بخجل 
احم   ابتعد كنان أريد ان أنهض 
ولم يجد نفسه الا وهو غارق معها في عالمها البسيط 
انهت طعامها سريعا ثم طالعته وهو يمضغ طعامه ببطئ
انتي هنتناقش في موضوع شغلي 
ليتجنب جاسم النظر إليها ثم أرتشف الماء وكأنه يبلع حديثها ويرطب حلقه مما لا يعجبه 
أكيد مش هنتناقش وانا باكل يامهرة 
فنظرت الي طبقها بملل 
ما انا خلصت أكلي اه وشبعت 
ليضغط جاسم على شوكته وهو يائس منها ثم طالعها بتهكم
معلش استحملي ممكن تقومي تعملي اي حاجه 
ثم تابع بهدوء
اقول علي حاجه اعملينا فنجانين قهوة واستنيني في الجنينه 
لتبتسم له بحماس ونهضت دون جدال فقد بدء يفهم طباعها ويتعامل معها وألتمعت عيناه بخبث 
الصبر يامهرة الطريق لسا قدامي طويل معاكي 
ونهض من فوق مقعده بعد ان مسح فمه بالمنديل 
وسار نحو غرفة مكتبه يريح رأسه قليلا ويفكر
حملت فنجاني القهوة داعية الله في سرها ان تكون صنعتها جيدا فهي لا تحتسي القهوة الا نادرا ولا تتذكر انها صنعتها من قبل الا مرة او مرتين بعد ارشادات من والدتها 
والآن كانت هدي هي من ترشدها 
وخرجت للحديقه ثم جلست تنتظر قدومه فبالتأكيد صعد لغرفته وسيأتي دقيقة والتها دقيقة أخري إلى ان بردت القهوة لتنهض من جلستها بحنق تبحث عنه لتنتبه ان حجرة مكتبه مضاءة 
فأندفعت للداخل بضيق 
استنيتك في الجنينه زي ماقولت وعملت كمان القهوة واهي بردت
ليترك جاسم الأوراق التي كان يطالعها ببراءة 
معلش يامهرة افتكرت حاجه مهمه في الشغل هخلصها وافضالك 
لتحرك رأسها وهي تطالع الأوراق التي يطالعها 
هستني قد ايه 
فتمتم دون ان ينظر إليها
ساعه كده 
فزفرت أنفاسها بقوة وغادرت وهي تتمتم
مش مشكله استني ساعه ما انا كده كده مستنيه من الصبح 
هتفت سهير پغضب وهي تنظر الي أكرم 
بتحطيني قدام الأمر ياأكرم وبتحدد ميعاد مع الناس عشان نروح نخطب بنتهم
وتابعت وهي تلقي بجسدها علي الأريكه 
طب شوف مين اللي هيروح معاك 
لتتجمد ملامح أكرم پغضب 
ليه مش عجباكي فهميني انا بحب ضحي وهتجوزها سامعه ياماما 
لتضحك سهير ساخرة
ابقي شوف مين اللي هيجوزك ياروح ماما 
وألتقطت هاتفها علي الطاولة التي أمامها ونظرت له وهو يرحل من أمامها پغضب 
لازم اتصل بعزيز يشوف ابنه ده
لتجد كرم يردف اليها وهو لا يستطيع إسناد جسده ويحك رأسه 
صباح الخير
لتمتعض سهير من حال أبنها الآخر
الليل بقي هو الصبح بتاعك  
وتركت الهاتف ف عزيز لم يجيب عليها وأخذت ټضرب على
فخذيها 
ياميلت بختك ياسهير في عيالك 
ليجلس كرم جانبها بملل ويداه تتحرك على انفه وكأنه يستنشق شيئا
ظلت ثابتة طيلة الوقت حتي لا ټنهار باكية أمامهم 
انسه رقيه استاذ مراد هيجي أمتي
لترفع رقية عيناها نحو الفتاة وقبل ان ترد عليها وجدت مراد يردف لداخل المقهى وينظر بأتجاة رقية فوجد فتاة أخري تجلس جانبها وظن أنها صديقتها
واقترب منهم مطالعا رقية 
ايه يامزعجه ايه الأمر الضروري اللي طلبتيني عشانه
ثم نظر للفتاة الآخر محركا رأسه بترحيب
تم نسخ الرابط