رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق (كاملة)

موقع أيام نيوز

اليه رقية بحنق ثم نظرت للشقة بعناد طفولي
الشقة عايزه توضيب كتير والديكورات اللي انا عايزاها هتحتاج لوقت فنأجل الفرح لشهرين كمان 
ولم تدري بنفسها الا وهي تركض نحو خالتها وهو يركض خلفها بوعيد 
فوقفت تنظر لظهره وقد طال جفائه الذي لا تعلم الي الآن سبب له فمنذ اجهاضها وهو لا يتحدث معها علي اضيق الحدود وكأنه يعاقبها على ذنب ليس لها يد فيه وتوترت حينما شردت فيما كانت ستقترفه من قبل وهتفت داخلها 
معقول يكون عرف طب هيعرف ازاي انا لازم اكلمك بكره مدام سوزي أسألها لتكون بلغته حاجه 
وعادت تطمئن نفسها 
بس مدام سوزي في فرنسا حاليا هتقابلوا فين لا لا اكيد كريم معرفش حاجه 
وابتلعت ريقها بصعوبه وخوف واقتربت منه تمسح علي ظهره
كريم حبيبي 
كان رده ككل ليله كمثيلة الأيام الماضيه 
مرام انا تعبان وعايز انام 
ازداد حنقها فهي لم تعد تتحمل كل هذا دون معرفة السبب 
لاء انا لازم اعرف في ايه انتي مش ملاحظ انك يتعاملني وحش من ساعه ما اجهضت مع ان ده أكتر وقت محتاجك فيه 
فعدل من وضيعته ونظر إليه ثم اڼفجر ضاحكا وهو ينهض من فوق الفراش وهتف ساخرا قبل ان يترك الغرفه 
محتاجاني اشك يامدام 
كل شئ أتي وكأنه مرتب سفر ريان وغياب ياسر هذا اليوم عن العمل وطلبه من سكرتيرته ان ترسل له
أحد الملفات مع احد موظفي الخدمه بالشركه كان هذا الخبر بالنسبه لناريمان كالتفاحه المقشرة بعد ان اخبرتها به سكرتيرة ياسر 
حدقت ريم بالملف الذي اعطتها له سكرتيرة ياسر بتوتر 
ممكن نبعته مع اي حد تاني ياهناء 
فأرتبكت هناء وهي تهتف بعجلة 
ياريم انا مش هثق في غيرك ده ملف مهم 
وتابعت بحزن 
لولا تعب ماما المفاجئ كنت روحت انا بس لازم امشي حالا 
وربتت على كتفها بتشجيع 
متقلقيش ياريم مافيهاش حاجه لما تروحي بيته انتي هتديله الملف وهتنزلي علطوول 
فوقفت ريم تطالعها وهي تنصرف فهي لا تعلم كيف ستذهب الي شقة رجل عازب لو هناء تري الأمر عاديا فهو ليس عاديا بالنسبه لها 
وزفرت أنفاسها بحنق وهي مسلوبة الارادة وهي تخبر نفسها انها ستعطيه الملف من أمام الباب وترحل 
كانت ذاهبة إليه في عمله تخبره عن نجاحها في القضية فبعد ان انتهت القضية جاءت إليه علي الفور ولكن عندما وصلت علمت من مني ان زوج شقيقتها هنا فندفعت للداخل دون ان تطرق الباب فوجدت كنان يطلب من جاسم المساعده ويخبره انه يريدها 
جاسم أريد زوجتي لن اسافر الا بها
لينتهبوا لصوت مهرة العدائي
لاء ياكنان اختي مش هتاخدها بالساهل زي ما جوزتها ليك بالساهل 
ووقفت أمامه تنظر إليه پغضب لا تعلم كيف أتي لها من ناحيته 
كانت بتتصل بيا تطلبي مني اساعدها انها تصالحك كانت بتطلع نفسها ديما هي اللي مزعلاك اضطرابك النفسي وعدم توازنك طفي اختي 
اقولك علي خبر يبسطك عشان تحس بالذنب 
ورد في اي لحظه ممكن تفقد الجنين بسبب كل اللي عاشته معاك الفترة الاخيره 
وقف قلبه للحظات وهي يسمع ما تخبره به
هل حدث لها شئ وللطفل مهرة اخبريني 
فنظر جاسم إليها بعتاب فتنهدت ببطئ 
متقلقيش هي محتاجه تبعد عن التوتر والضغط
وعادت الي هجومها نحوه وهو لم يتحدث بشئ فهو المخطئ بكل شئ واقترب منها جاسم كي ينقذ كنان من هجومها بعد ان أشفق عليه 
مهرة خلاص اسكتي 
فحدقت به 
سيبني أخرج اللي جوايا منه انت اللي كنت حايشني الأيام اللي فاتت 
وتابعت
وهي تنظر إليهم فحتي أكرم كان حليف جاسم وكنان بأن يهدئوا الوضع وتعود له مدام أتي معتذرا ونادما
متفتكرش ملهاش حد لاء انا موجوده ياكنان واقدر ادافع عن أختي 
فجذبها جاسم بعيدا 
مهرة كفايه
فعادت تحدق به ورفعت كتفيها بتحدي 
ولعلمك ياكنان انا مش هرجعهالك غير لما تولد 
فتعالت الدهشة علي وجه جاسم من ذلك القرار وهتف كنان بلغته الام من شدة حنقه منها ثم انصرف بعدها پغضب 
شريط راديو وبيتفتح شكرا ياحببتي ديما ڤضحاني حتي في شغلي كل الموظفين تقريبا سمعوا جلسة المحكمه اللي عملتيها علي كنان 
وقفت رفيف بجانب سيارتها تحدق بريم وهي تتجه نحو البناية الراقية التي يقطنها ياسر وابتسمت وهي تبعث رسالة ل ناريمان بأن كل شئ قد تم بنجاح وصعدت سيارتها ثم قادتها متذكرة منذ لحظات عندما كانت تجلس مع ياسر تناقش بعض الأوراق وترتشف من القهوة التي أعدتها له ولها 
وقف ياسر متفاجئا من قدوم ريم لمنزله تحمل الملف الذي طلبه ولكن ليس منها وتنظر اليه بأرتباك 
الملف اللي حضرتك طلبته 
كان بعالم آخر فهو لا يعلم ما به سخونه غريبة تسري بجسده ومازالت تمد له يدها بالملف وتتحدث واغمض عيناه كي يزيل ما بدء يسير أمام عينيه 
فقلقت بسبب هيئته تلك واندفعت لداخل الشقه تهتف بقلق بعد ان سقط الملف من يدها 
مستر ياسر فيك حاجه مالك 
ففتح عيناه ينظر إليها متفحصا لها لينغلق الباب بفعل الهواء فنظرت اليه بغرابه من نظراته ولكن سريعا أدركت الوضع وكادت ان تضع يدها علي مقبض الباب  فوجدته يجذبها اليه دافعا إياها نحو الحائط  
الفصل السادس والأربعون 
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
كان وكأنه في عالم آخر عقله مغيب وحرارة جسده تزداد وصړاخ يأتي له من بعيد وبكاء وتوسل 
ففتح عيناه والعرق يتصبب من فوق جبينه ليجد نفسه يحاول تقبيل احداهن ولم تكن الا آخر إمرأة يريد إذائها بحياته العقل كان يرغب بها فهو من يهيئها له بطريقة مڠريه ولكن قلبه يرفض بل وأصبح يتآلم وهو يسمع آنينها ويديها الصغيره تدفعه عنها وتطلب منه ان يتركها 
وابتعد عنها سريعا لينظر الي هيئتها فحجابها كان علي وشك ان يزيله عنها وملابسها يبدو عليها أثر عبث يديه 
وارتد للخلف بخطوات مذعوره وهو يشعر بالعطش أكثر اليها فأبتعد أكثر عنها وصوت بكائها وانينها يعلو 
ليتجه نحو أقرب أريكه يتمدد عليها ثم أغمض عيناه لعله يفيق مما هو فيه ليزداد اضطراب أنفاسه وعرقه الذي بدء يتدفق بغزاره 
وقفت تائهة في مكانها ترتجف پخوف لأول مره تري الرجل الذي احبته هكذا لأول مره تخافه 
أرادت ات تقترب منه ولكن مشهد ماكان سيفعله بها جعلها تفر هاربه من شقته وتضم حقيبتها لصدرها وتبكي بصمت ووقفت في الناحية الاخري من الطريق تطالع البناية فعاد قلقها عليه يقتحم قلبها المحب وأخرجت هاتفها بأيد مرتعشه لتبحث عن رقم مهرة وفور ان علا الرنين ردت مهرة 
ريم
وقبل ان تسألها عن حالها سمعت صوت أنفاسها الهادر فهتفت مهرة بقلق وهي تنظر لجاسم الذي يقود السياره ويصطحبها للغداء 
ريم مالك فيكي ايه 
انتبه جاسم للحديث ولكن ظلت عيناه مثبته علي الطريق وأخيرا خرج صوت ريم بتعلثم 
مهرة خلي جاسم بيه يلحق مستر ياسر في شقته شكله تعبان اوي
كانت مهرة علي وشك ان تسألها كيف علمت بذلك 
فأنقطع الخط وعادت تدق عليها ولكن الهاتف قد انغلق 
فنظرت مهرة لجاسم بقلق 
جاسم ياسر تعبان وفي شقته 
فأوقف جاسم سيارته متسائلا پحده فمنذ عمل ياسر معه وهو دوما يجد فيه الموظف المخلص حتي انه أصبح يعطيه المناصب بشركته ويتولي أشياء كثيره عنه لأنه يعلم أن ماله في يد آمنه 
وريم عرفت ده ازاي  ده كان لسا مكلمني من ساعتين 
فحركت رأسها دون فهم ناظرة إلي هاتفها 
معرفش حاجه ده الكلام اللي ريم قالته وتليفونها اتقفل 
وطالعته وعقلها يدور بأشياء بعيده 
ازاي اوافق أروح بيته انا الغلطانه
انصرف الطبيب بعد ان طمئنه علي حالة ياسر وان ما به ليس الا أنه تحت تأثير مخدر من الأنواع المنشطه
وقد قالها
الطبيب مبتسما بمغزي فهمه جاسم علي الفور فهو في الاصل طبيبا صيدليا ولكن اخذ عقله يدور بنقطه ياسر ومنشط كيف هذا ياسر لا يهوي النساء يعيش على ذكرى زوجته رجلا كل حياته في العمل ولمعت عيناه عندما تذكر ريم 
لتتجمد ملامح وجهه ريم وياسر ومنشط 
ودار عقله بجميع الاحتمالات فخرج من غرفة ياسر بعد ان أعطاه الطبيب حقنة تجعله يغفي براحه حتي يعود إلى كامل وعيه 
ومر الوقت وهو جالس بالخارج ينتظر استيقاظه 
عاد جاسم ليلا ينظر إلي زوجته الجالسه علي الفراش تقضم أظافرها بتوتر فخلع سترته بأرهاق متسائلا 
فين ورد 
فوقفت علي أقدامها وهتفت 
ورد خرجت مع أكرم 
وتابعت بلهفة 
طمني ايه اللي حصل ريم عرفت ان ياسر تعبان ازاي 
وخرج من المرحاض يجفف شعره ليجد مهرة تقف أمام المرحاض تنتظره بلهفه وفضول وقبل ان تسأله هتف 
مش هتلاقي غير الصمت لو سألتي فغيري الموضوع يامهرة 
وكادت ان تجادله الا ان إشارة من نظره عيناه جعلتها تصمت فلو لم يخبرها فستهاتف ريم غدا لتلتقي بها وتعرف منها ما حدث 
وأقنعت نفسها بالأمر لتنظر إليه وهو يعدل من هندام قميصه القطني ويمشط خصلات شعره بأصابعه ثم هتف بنبرة حازمه قبل ان يغادر الغرفه
اللي حصل في الشركه ده ياريت ميحصلش تاني 
كانت تظن أنه نسي أمر مافعلته مع كنان ولكن يبدو ان زوجها يخزن لها ما اقترفته لنهاية اليوم 
وبعدها تركها تنظر إليه متسعة العينين من مزاجه تلك الليله 
لاء شكل الليله ديه محتاجه سيطرة علي لساني ده مش طايق نفسه ولا طايقني
لم يتناول العشاء معها ودخل لغرفة مكتبه يتابع عمله وينظر للايملات التي كان عليه مطالعتها بالشركه ومر بعض الوقت وهو جالس هكذا 
ولكن شرد قليلا وهو لا يصدق إلى الان ان رفيف من وضعت لياسر المخدر فمن سيفعل ذلك فهي من أعدت القهوه ولكن نفس السؤال الذي لم يجد له اجابه لماذا تفعل ذلك
وعاد بذاكرته لبضعه أشهر قبل رحيل عمار لديه وقد اعترف له لما حدث مع رفيف معتذرا منه 
وابتسم ساخرا علي حاله فيوما كان معجب بها وبجمالها وثقافتها ويريدها زوجه له 
وانقطع حبل أفكاره وهو يجد مهرة تحمل طبقين بهم قطع كعك وبجانبهم أكواب من الشاي وهتفت بحماس كي تلطف الجو المشحون بينهم 
لقيت نفسي قاعده لوحدي وانت مرضتش تتعشا قولت اجيب الكيكه اللي عملتها ونقعد نتسلي وناكل ونشرب الشاي ونرغي شويه 
فطالعها بفهم وهو رافع حاجبيه 
نرغي وأكيد في نفس الموضوع
وتابع وهو يعود لمطالعه ما أمامه 
خدي بعضك وامشي انا ولا جعان ولا فاضي اتسلي 
وفجأه وجدها أمامه تجذبه من ذراعيه 
ابدا ده انا مش ماشيه غير لما تدوق من الكيكه اللي عملتها ديه كيكه بمقادير تركيه ياجاسم عملتها مع ورد وقولت لا يمكن اكلها الا لما جوزي حبيبي يجي 
وجذبته بقوه أكبر كي تحركه من مقعده 
يلا نقص الشريط 
وضحكت وهي تتابع
قصدي ناكل الكيكه وتقولي رأيك 
ونهض معها مرغما وجلس جانبها فهو يعلم أنها ستستدرجه لتعلم ما حدث ولكن سيلتزم الصمت 
ونظر لشكل الكعكه مضيقا عيناه 
انتي متأكده أنك انتي اللي عملاها 
فأبتسمت وهي تعطيه طبقه 
انت ليه شاكك في قدراتي المطبخيه
فضړب جبهتها بعد ان تناول منها الطبق
قدرات مطبخيه مصطلحاتك ديما بتبهرني ياحببتي 
وأخذ يستطعم بشوكته الكعكه فقد كان طعمها لذيذ ولكن لا يصدق انها صنع زوجته 
هحاول أصدق ان انتي اللي عملتيها من غير
تم نسخ الرابط