رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق (كاملة)

موقع أيام نيوز

نظره واحده ألقتها عليه حين اتت الشركه تجمع اشيائها وتقدم استقالتها وكأنها كانت تلومه انطفأت داخليا وخارجيا وقد شعر بالآلم من أجلها وهذا مازاد قسوته علي مرام 
كان متكئ بجسده علي الأريكة يقلب بقنوات التلفاز بملل ليجد مرام تقف أمامه ب رداء نوم ثم چثت علي ركبتيها 
كريم انا اسفه انا عارفه اني كنت انانية بس انا بحبك سامحني 
فأشاح وجهه للجهة الأخرى يؤلمها بكلماته
ادفعي تمن انانيتك شويه يامرام 
ثم اعتدل في جلسته ونهض من فوق الأريكة وازاحها من أمامه وسار نحو غرفته ليتوقف ويلتف إليها 
انتي اللي بنيتي الجدار ده بينا رغم اني اديتك كل حاجه انتي عايزاها
واكمل سيره ليغلق باب الغرفة خلفه فسقطت دموعها حتى خرجت صوت شهقاتها المتآلمه
انتظرت يوم عيد ميلاده بفارغ الصبر كي تفاجأه بالتخطيطات التي ستفعلها له فقد جهزت كل شئ ولم تخبره قبل ذهابه للعمل انها تعلم أن اليوم عيد ميلاده 
رغم أنه ذات مرة أخبرها أنه لا يفضل تلك الأشياء 
ولكن لا بأس ان تسعده ويحتفلوا معا متذكرين اللحظات الجميله والمضحكه التي مرت بعمرهم والأحلام التي تحققت 
ولا تعلم لما جاء بذهنها ان تهاتف مني وهي تغادر مكتب السيد فؤاد بعد ان اعطت لاحد زملائها أوراق قضيه 
وفور ان فتحت مني الخط هتفت بدعابه 
ما تاخدي جاسم وتسافروا كده شهر شهرين أه ارتاح شويه من طلباته واوامره 
لتضحك مهرة وهي تسير بجانب الطريق فأخذت مني تخبرها عن ضغط العمل وتسألها عن حالها الي ان توقفت عن الحديث بعدما دلفت نرمين للغرفه متجها إلى غرفة جاسم بغنج عجيب تلك الأيام 
فهتفت مني بحنق ولم تعي ان مهرة مازالت معها علي الهاتف
لاء وبتسألني اي ساعه فاضي عشان تعمله مفاجأه هي ومدراء الشركه بمناسبه عيد ميلاده من امتي هو بيهتم بالحاجات ديه
كانت مهرة تسمعها بتركيز ويدها تمسك الهاتف بجمود 
مين اللي هيعمل مفاجأة 
لتتذكر مني مهرة فتضع بيدها علي فمها فحنقها من نرمين جعلها تخرج ما بداخلها ومع تردد سؤال مهرة أخبرتها 
نرمين ياستي عايزه تعمل مفاجأه لجاسم 
نظرت إليها مني بسعادة وهي تجدها تدلف لغرفة الاجتماعات وبعض الموظفين الهامين بالشركة بالغرفة يهنئونه بعيد ميلاده ونرمين تقف جانبه مبتسمه وهو يشكرها علي مبادرتها اللطيفه في جلب قالب الجاتوه 
وانتقلت اعين البعض نحوها لتتجه عين نرمين هي الاخري اتجاهها فتتلاشي ابتسامتها 
فتقدمت نحوه كما تقدم هو الآخر إليها فأعطته باقة الأزهار بسعاده وحماس أرادت ان ترسل به رسالتها لمن تقف تحدق بهم 
كل سنه وانت طيب ياحبيبي
فأحتضنها جاسم غير مصدقا وجودها ومفاجأتها تلك وهمس بأذنها
حلوه مفاجأتك ديه بس انا طماع وعايز هدية أكبر من كده مش ورد بس 
وابتعد عنها بعد ان تنحنحت حرجا ليطالعهم كل من يقف مبتسما ماعدا نرمين التي أرادت ان تظهر له نفسها بذلك اليوم 
وألتقطت يده بيدها ونظرت لهم ضاحكه 
ممكن اخطفه منكم 
فضحكوا علي عبارتها ففي النهايه هي زوجته ومن يحق لها ان تكون جانبه ومعه
فضحك جاسم هو الآخر ومني وقفت تنظر لها بسعاده من أجلها 
وخطي معها خارج الغرفه وهي تشعر بنشوة الإنتصار فنظرات نرمين جعلتها تدرك أنها حقا انتصرت اليوم في حق لها وحدها
وبعدما دخلوا لغرفة مكتبه حاصرها مبتسما ومال نحوها 
فين هدية عيد ميلادي 
فنظرت لباقة الأزهار التي مازالت بيده 
في ايدك أهي ياحبيبي
فطالع ما بيده بأستياء ثم ضحك 
لاء الورد ده احنا الرجاله بنضحك بيه عليكم 
وغمز لها وهو يرفع أحد حاجبيه لتدفعه عنها برفق 
قليل الأدب ياحبيبي
فقهقه بصخب حقيقي وطاوق حضرها بذراعيه 
انحرف يعني مع ستات غيرك 
فحدقت به پشراسه وهي تضغط علي أسنانها ليهتف ضاحكا 
شريره انتي يامهرة
لاء انا بخۏفك بس عشان متفكرش تبص لغيري
فأبتعد عنها ليطالعها بتحديق ثم 
الواحد والخمسون 
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
أرتجفت عيناها المثبته على ذلك المشهد وكلمات شقيقتها صداها مازال يقنع قلبها بأن تحارب من أجل حبها لتخرج من شرودها على صوت جاسم الجامد وهو يسألها بضيق ملحوظ حاول أن يداريه حتى لا يحرجها فهي موظفة ذو كفاءة لديه
خير يانرمين في حاجه مهمه عايزه تبلغيني بيها
فهتفت نرمين بتعلثم وعيناها ثاقبة نحو مهرة التي وقفت بجانب جاسم بزهو تعدل من حجابها وابتسامتها تنير وجهها
إجتماع مع الشركاء الأتراك بعد ساعه حبيت افكر حضرتك بس 
خرجت الكلمات من شفتيها بصعوبه وقلبها يصارع رغبته في الفرار فالوضع أصبح لا يحتمل فمشهد اقترابه من زوجته وسعادتها جانبه يجثم على أنفاسها بقسۏة
لينظر لها جاسم متذكرا ذلك الاجتماع الذي سيحضره خارج الشركه ثم اجابها بحسم 
ريان هو اللي هيحضره معاكي يانرمين 
فحركت رأسها بثقل وانصرفت بعد ان وقعت عيناها على مهرة التي تبدلت ملامحها للجمود والشراسه 
وأبتسم وهو يطالع زوجته وقد اخذت تضغط على اسنانها بقوه وتحدق بالباب المغلق الذي أغلقته نرمين للتو واتسعت ابتسامته وهو يناديها 
مهرة 
ولكن لا رد منها أتاه فهي مازالت جامده الملامح وكأن نرمين مازالت أمامها وعاد يهتف بأسمها ضاحكا 
مهرة نرمين خرجت من بدري على فكره 
فأنتبهت لصوته الضاحك وهو يطالعها فزفرت أنفاسها بقوة لعلها تخلص نفسها من ثباتها هذا
وارتسمت على شفتيها ابتسامه رقيقه وحدقت به بعمق 
هو مينفعش تنقل نرمين ياحبيبي انا مش بقول تطردها انقلها بس 
ف لاح الجمود على ملامحه واتجه ناحية مكتبه 
تاني يامهرة قولتلك أني شغلي مبدخلش فيه بحبه ومش بحبه مدام نرمين ناجحه في شغلها يبقى خلاص غير ان مش شايف تصرف منها يخليكي تغيري كده 
وتابع وهو ينظر لعيناها 
مبحبش غيرة الستات اللي ملهاش اي مبرر تمام 
فتمالكت حنقها سريعا وعادت تبتسم فهي أصبحت تفهم طبيعة زوجها وتتأقلم على طباعه 
تمام 
واقتربت منه تعانقه بلطف ودلال 
همشي انا بقى وانت كمل شغلك ياحبيبي 
وطبعت على وجنته ثم ضحكت 
كبرت ياحبيبي سنه زيادة وعديت منتصف التلاتين عجزت ياجاسم 
وتأوهت بآلم ويداه تقرص وجنتيها بقوه 
لطيفة ياحببتي 
لتضحك على حنقه وازداد 
وانا مش عايز اكمل عمري اللي جاي الا بيكي ومعاكي
فبكت وهي تشعر بالخۏف من القادم من حياتهم فأبعدها عنه برفق 
بټعيطي ليه يانكديه 
ومد يداه يمسح دموعها مبتسما وهي سارحه في لمساته الحانية على وجهها 
لا انا عايز النهارده رومانسيه صحيح يامهرة متلبسيش اي فستان ولا تظبطي نفسك ياحببتي بقيت اتشاءم من الحاجات ديه 
لتتسع عيناها ثم اڼفجرت ضاحكه وهي لا تصدق ان الامر وصل به هكذا 
ورفعت يديها نحو وجهه تمسح على خديه تداعبه وهي تضحك 
ده انت اتعقدت 
فطالعها بنظرات مستاءة
ياحرام 
فأزداد حنقه منها 
كله منك يامهرة ما ديه آخرة الجواز بنستحمل ولنا الأجر والثواب 
كان يقف كالبائس وهو يحادثها فمن يراه الأن يشعر بالفعل انه زوجا مظلوما وهي الظالمه
لتنظر إليه بتحديق مصډومة من قدرته الخارقة في التحول 
نظرت رقية لطليقة مراد بترقب تنتظر حديث الهام الذي هاتفتها من أجله كي يتقابلوا كان الصمت يحاوطهم فأحداهما تنتظر البدء بالحديث واخري تفكر من أين يبدء حديثها 
واخيرا خرج صوت الهام
اكيد انتي بتسأل نفسك انا طلبت اقبلك ليه يارقية 
فطالعتها رقية للحظات 
من غير مقدمات
فضحكت الهام ساخره
رقية الخجوله المنطوية كبرت السنين بتغير 
كان حديثها الساخر ما يزيدها الا امتعاض
ابعدي عن مراد يارقية انتي متنسبهوش ولا هو يناسبك
وتابعت وهي تنظر إليها بأعين ماكرة
مراد لسا بيحبني 
لتتجمد ملامح رقية فأبتسمت الهام وهي تعلم أنها أصابت هدفها ولكن لم تتوقع ردت فعل رقية وهي تنهض 
انا ومراد جوازنا آخر الشهر هنبقي نعزمك 
وانصرفت من أمامها لتحدق بها الهام وعقلها لا يستوعب أنها لن تحصل علي مراد مجددا 
وقف جاسم مدهوشا من رؤية ما فعلته لأجله الغرفة كانت مزينه بالبلالين ذات شكل القلب ومدون عليها كلمات عاشقه لا يصدق انها تخرج منها حتى الطعام جلبته لغرفتهم واتسعت عيناه وهو يجدها تخرج له من غرفة الملابس تهتف بمرح 
ايه رأيك 
كانت تشير للغرفة غير واعية لمنظرها الذي سرق أنفاسه 
فستان ذو لون فيروزي وتسريحة شعر جانبية على شكل فراشة وطلاء شفاه يدعوه بدعوة صريحة لتقبيلها واعين قد كحلتها كانت تنتظر إجابته عما صنعته ولكن هو كان غارق بملامحها إلى أن تركزت عيناه على بطنها التي أظهرها الثوب الضيق حياه مكتملة أصبح يعيشها معها رغم اختلاف
طباعهم الا انه جعلته يكتمل هو لا ينفعه زوجه تسير على طراز واحد ولكن معها جرب كل شئ الجنون والتعقل والنعومه العند والڠضب والتمرد أصبح يراها تتعلم مما يزعجه 
جاسم انت سرحت في ايه 
ف فاق على حركة يدها أمام عينيه وصوتها ثم ابتسم 
سرحان فيكي 
لترتبك من نظراته على جيدها
وأخذت تجذبه لاسفل قليلا متمتمه بحرج 
فضحك وهو يرى فعلتها فجذبها نحوه غامزا لها 
عجبني كده
ثم ابتعد عنها متذكرا شئ ليخرج من الغرفه دقائق ويعود إليها ثانية متسائلا 
فين تليفونك 
فأعتطته هاتفها متعجبه مما يفعله لتفهم اخيرا السبب بعد أن أغلق هاتفه هو الآخر 
نبهت على هدي محدش يزعجنا والتليفونات واتقفلت لو حصلت حاجه قطعت اللحظه ديه يبقى احنا لازم نسيب بعض 
قالها ضاحكا مستمتعا بضحكاتها وقبل أن يجذبها إليه ثانية يدفن وجهه بعنقها ابتعدت عنه تجلب هديته
ووقفت بها أمامه بحماس تعطيها له لينظر جاسم لهديتها مبتسما فقد كانت عباره عن أزرار قميص وقلم مدهب أنيق مطبوع عليه اسمه 
فأبتسم وهو يتناول هديتها شاكرا 
شكرا ياحببتي مكنش في داعي للهديه يكفي كل اللي انتي عملاه عشاني وفكراني
لو كنت اعرف حرمان الدفي والعيلة اللي انا اتحرمته زمان هيكون تعويضه كده مكنتش في يوم حزنت 
حتى هي كان نفس شعورها
وبدأت ليلتهم وانتهت كما يرغب القلب
وبعد ساعات كانوا مندسين تحت الغطاء يضحكون على ذكرياتهم القديمه 
انت مكنتش طفل مشاغب خالص ياجاسم كنت طفل ابن ناس 
فضحك على عبارتها فهو بالنسبه لمشاغبات زوجته وتشردها الطفولي لابد أن يبدو هكذا 
بالنسبالك ياحببتي انا ملاك 
وضمھا إليه يشعث خصلات شعرها لتتذكر هي أحد مواقفها الطفوليه لتبتعد عنه وتعتدل في جلستها تحكم الغطاء على جسدها وبدأت تقص عليه مافعلته بأحد أطفال حيها 
ضربتيه وبعدين لبستي في الحيطه 
فضحكت بمتعة وهي تتذكر ذلك المشهد بالتفصيل خطتها الطفوليه أن تضربه ثم تركض إلى المنزل 
اخدت الحيطه بالحضن بداله اصل هي اللي كانت قدامي 
ضحكاته كانت تعلو وصمت وهو يتأمل احمرار وجنتيها وهيئتها البريئة التي هي عليها الأن فجذبها نحوه وهو مندمج بحماسها وكأنها عادت معه الليله طفله صغيره ليغرقها بين ذراعيه ودفئ أنفاسه 
كانت نرمين تتقلب على فراشها بأعين دامعه وهي تتذكر مشهده هو وزوجته أصبحت تريده بشدة تريد أن تجرب كل ماهو خاص بزوجته معه تريد أن تختبر تلك المشاعر معه هو وحده 
ووضعت بيداها على قلبها تخبره انها ستسعى للحصول عليه حتى لو سلكت طرق غير مشروعه
تعجب من اهتمامها في وضع طعام الفطور له قبل أن يذهبوا للعمل سويا بل واطعمت الصغيران فجلس كريم على مائدة الفطور صامتا وقبل أن يشرع في تناول فطوره وجدها تطالعه بسعاده فنهض علي الفور متمتما بضيق 
نفسي اتسدت 
وتركها وانصرف لتنظر إليه بآلم حقيقي فهي جنت من حصاد اهمالها وها أتى وقت الصبر وارضائه بعد
تم نسخ الرابط