روايه صراع الذئاب
المحتويات
وأقترب من إبنته وقال حقك عليا يابنتي ... قالها لترتمي ع صدر والدها وأخذت تبكي
وأردف منك لله يا طه ... منك لله .
بداخل الحرم الجامعي للجامعة الكندية ...
تنتظر أمام المبني الإداري ... ونسمات الهواء تداعب خصلا شعرها القصير وأطراف ثوبها الرمادي القصير الذي يصل إلي ركبتيها
جاءت نحوها فتاة بملامح متجهمة وهي تمسك بورقتين ...
أعطتها ورقة وقالت بصياح ومرح واااااو ... نجحنا يا ملوكة
قفزت ملك بسعادة الحمدلله ... أنا كنت خاېفة أوي لأشيل مادة زي السنة الي فاتت وأضطر أخبي ع بابي وجي جي وخصوصا آدم
رودي طيب بالمناسبة السعيدة دي هعمل عندي بارتي بكرة وطبعا أنتي مش محتاجة عزومة
تغيرت ملامح ملك من الفرح إلي الحزن وقالت معلش أعذريني مش هعرف أجيلك أنتي عارفة النظام عندي
زفرت ملك بضيق وقالت خلاص هتصرف ... بس مش هتأخر يعني بالكتير ساعة زمن وهمشي ع طول
وفي جانب أخر ع مقربة من الفتاتين ... يقف ثلاث شباب أحدهم لا تبرح عينيه ملك
قال الأخر وهو يضحك ولا القلم الي لسعتهولو ع وشو ف أخر يوم ف الأمتحانات
أشتد حنقه وقال ماتلم نفسك منك ليه ... ومين الي قالكو إن نسيت ... أنا من ساعتها وبخططلها ع رواقه عشان أعلمها الأدب وأعرفها مين هو رامي السيوفي
قال الأخر أنا فاكر أول يوم ف الجامعة الواد هيما حب يستظرف معاها ... شافه الحارس الي معاها مسكه أكله علقة مۏت
بس يا جبان منك ليه ... ع أخر الزمن هخاف من حتة سيكورتي بإشارة من رجالة بابا يساو بيه الأسفلت ... صاح بها رامي
مازال يرمقها بنظرات توعد وقال مصېبة ... وأي مصېبة كمان ... دي هتبقي خبر الموسم
نعود إلي ملك التي همت بالذهاب وقالت يلا يارودي مش جاية معايا أوصلك ف طريقي
رودي لاء ياحبي ... أنا هستني شوية بابا هيعدي عليا وهو راجع من الشركة
ضحكت رودي وقالت ههههههه بصراحة أنتي جمبه زي العصفورة وهو زي الجبل جمبك ... بس هقولك ع حاجة هو بيحبك أوي
أنسه ملك ... صاح بها مصعب الذي ولج من بوابة الجامعة
زفرت ملك بسأم وقالت مش قولتلك .. يلا باي ...قالتها وركضت مسرعة نحو ذلك المنتظر
رفعت وجهها إليه وهي تنظر بسعادة وقالت مش تقولي مبروك
أرتسمت البسمة ع ثغره وقال نجحتي
أومأت له ملك بسعادة وقالت وبتقدير جيد جدا كمان
خلع نظارته الشمسية المعتمة
وأبتسم لها بعينيه الرمادية وقال ألف ألف مبروك يا آنسه ملك وعقبال التخرج
زمتت شفتيها كالطفلة وقالت بس كده
ضحك من تعابير وجهها الطفولية وقال هديتك أنا محضرهالك من أول ما كنتي بتمتحني
ملك أنا مش أصدي ع الهدية
مصعب طيب الأميرة ملك نفسها ف أي وأنا هنفذه ليها ع طول
أبتسمت وتلألأت عينيها ذات التي تشبه السماء الصافية
ليخفق قلبه من تلك الصغيرة التي تسحره ف عالم لا يعيش بداخله سواه ... ظلت تتحدث وهو لا يسمعها ف وكأنه ف وادي أخر
مصعب .. مصعب ... صاحت بها ملك
أنتبه لها أخيرا وقال معاكي
رمقته ملك بنظرات ماكرة وقالت طب أنا كنت بقول أي
حك ذقنه بحيره من أمره وقال بصراحة مش عارف
أمسكت يده بعفوية وقالت طيب تعالي معايا وأنا هقولك ف الطريق
لمسة يدها ليده أحس كأنه تملك العالم بآسره ... وصل كليهما لدي السيارة
ممكن بقي تسيبني أسوق أنا المرة دي ... قالتها ملك
تصنع التفكير ف الأمر وقال مازحا وياتري هنلبس ف أي المرة دي
لكزته ف صدره وقالت يوه بقي أنت هتفضل تذلني ... أنا مكنتش واخده بالي وقتها إن ف كشك ف الطريق
ضحك وقال وهو الكشك كان ف الطريق برضو!! ولا كان ع الرصيف .. وعموما أمري لله هجازف بعمري وهخليكي أنتي الي تسوقي
بعد الشړ عليك ... قالتها ملك بطيبة ولم تقصد أن تشعل ڼار العشق التي تتأجج بداخل قلبه .
دلف كليهما بداخل السيارة ... لتشعل المحرك وأنطلقت .
أمام معرض للموبليا الحديثة ... وقفت سيارة أجرة ليترجل منها رحمة ووالدتها ... ثم عديلة وإبنها عادل الذي أنزل والدته وهي تستند ع يده
يا مسهل يارب ... قالتها عديلة وهي تترجل من السيارة
عادل ع مهلك ياست الكل
عديلة يخليك ليا يا ضنايا ... قالتها ثم ألتف إلي والدة رحمة وقالت أي رأيكو بقي أنا جبتكو عند أحسن معرض مبوليا عنده شوية أوض أحسن من العمولة بمېت مرة ... أي رأيك ياعروسة
تصنعت رحمة الإبتسامة وقالت شكرا ياطنط يسلم زوءك
عديلة أي طنط دي !!! ... لاء يا حبيبتي من هنا ورايح تقوليلي يا ماما أنا هبقي زي مامتك
والدة رحمة يا حبيبتي أنتي الخير والبركة ... هي بس لسه أول مرة ومتعودتش
رحمة ليه هو أنا مش هسافر معاه زي ما أتفق مع أخويا !!!
عادل معلش يارحومتي هي ماما قصدها لما هكون هنا أنا وأنتي ف مصر
والدة رحمة عندك ولا عندها يا ام عادل الاتنين واحد
عديلة أه طبعا ياحبيبتي ... دي رحمة هتبقي مرات الغالي وهشيلها جوة عنيا ... قالتها ثم مشت أمامهم لتتغير ملامح وجهها بنظرات توعد وهي تتمتم بداخل عقلها بتتأمري عليا يا بنت المئشفة ... إما وريتك
ولج الجميع إلي المعرض ... وكان الرأي والأمر والأختيار يعود إلي عديلة التي تشير إلي أي شيء نجلها يوافق عليه وهو مغمض العينين ولا يستطيع أن يعترض ... بينما رحمة تستشيط بداخلها من الڠضب من سلبية عادل ... وبعد مرور أكثر من ساعتين أخير قد أنتهو من شراء حجرة النوم والأطفال والصالون و السفرة
أنتظرت رحمة ووالدتها خارجا حينما تنتهي عديلة من الدفع ....
عجبك كده يا ماما عمايل الولية الي جوه دي ... قالتها رحمة بحنق وهي تجز ع أسنانها
والدتها أهدي يابنتي ووطي صوتك ... وبعدين أنتي عايزة أي الست مش هتخلينا نشتري حاجة غير هدومك وشوية الحاجات الي كنت شيلهالك من زمان ... أحمدي ربنا مشيلوناش زي العرايس ما بتشيل
رحمة ياماما أنا من حقي زي أي عروسة أنقي حاجتي الي هتبقي ف شقتي ... وبعدين مش شايفها زوقها ده كفاية الصالون الي من أيام الملك فاروق ... ولا النيش الي نملية ستي أشيك وأحلي منه
كادت تضحك ع حديث ابنتها لكن سيطرت ع ضحكاتها حتي لا تثير حنقها وقالت بصي يارحمة يابنتي هقولهالك نصيحة ... الدنيا مبتديش كل حاجة للبني آدم لازم بيبقي ف حاجة ناقصة ومن ناحية تانية حاجة بتكمل الي ناقص ده .. ومتعلميش الخير فين ... ومتقلقيش من حماتك أنتي مش هتعيشي معاها يعني ... كلها اول اسبوعين جواز وهتطيري مع جوزك ع الكويت
رحمة ما هو ده الي مصبرني عليها
لكزتها والدتها ف زراعها وقالت أسكتي بقي دول جايين علينا
عديلة ألف مبروك ياعروسة
الله يبارك فيكي ياطنط ... اصدي ياماما ... قالتها رحمة
عديلة واد يا عادل روح خد خطيبتك وشربها عصير قصي ولا ساقع وإحنا مستنين أنا وخالتك هنا
عادل حاضر ياماما ... قالها ثم مد يده إلي رحمة وقال يلا يا حبيبتي
لم تمد يدها له وقالت أنا بعرف أعدي الطريق لوحدي... قالتها وذهبت لتعبر الطريق وهو خلفها يستشيط ڠضبا ويتوعد لها بداخل عقله
ماشي .. صبرك عليا يارحمة .
غادرت كارين المبني التي تقطن فيه متجهة نحو دراجتها الڼارية ... ترتدي خوذة الأمان ... صعدت فوق الدراجة وأرتدت
حقيبتها التي تلازمها عندما تذهب إلي عملها أو المعارض الفنية ... وكالعادة يذهب خلفها اثنان من الحراس التابعين لقصي يستقل كليهما سيارة سوداء ...
وقبل أن تشغل المحرك قامت بإجراء مكالمة هاتفية وتتحدث من السماعة البلوتوث بداخل أذنها
كارين أيوه ياعمار عملت أي ف حوار اللوحة
عمار والله ياكارين ما لاقيها ف أي معرض ... بس يمكن ف أمل تلاقيها عند واحد متخصص ف رسم البورتريهات وممكن تلاقي عنده البورتريه ده
كارين طيب متعرفش اسم الجاليري ده والاقيه فين
عمار أنا هدورلك عليه ع جوجل ماب وهبعتلك اللوكيشن أوك
كارين ياريت والله يا عمار لأن خلاص المفروض فاضل ليا أسبوع وهاروح أقدم الرسالة ومعاها اللوحات ويعتبر خلصت كله ماعدا اللوحة الفقرية دي .... هاقفل بقي معاك وابعتلي بسرعة اللوكيشن وخليني أخلص بقي ... سلام
أغلقت المكالمة لتزيد سرعتها حتي لاحظت
ف مرآه الدراجة التي تقع ع يمينها السيارة التي تلازمها إينما ذهبت .... زفرت بحنق وقالت ماشي أبقو وروني بقي هتمشو ورايا إزاي ... قالتها لتزيد من السرعة أكثر وهي تتسلل من بين السيارات وإزدحام السير حتي تطرقت إلي منعطف أدي بها إلي طريق لم يستطيعو الوصول إليها .
بداخل السيارة ...
الحارس بصوت أجش الو .. قصي باشا ...أنسه كارين خدت بالها مننا وأختفت ف الإشارة
صاح قصي پغضب قد أخترق أذن كلا الحارسين عشان مشغل شوية مساطيل ... اسمع ياكلب منك ليه تدورو عليها وتخلو بالكو منها لو غابت عنكو لحظة مش هقولكو هاعمل فيكو أي
الحارس أمرك يا باشا
هدأت من السرعة حتي توقفت أمام متجر لبيع الحلوي والسناكس ...
جاءت لها رسالة ع هاتفها ... قامت بفتحها وقرأتها فأبتسمت وقالت حلو أوي دي قريب مني
أوقفت دراجتها خلف سيارة في موقف إنتظار أمام المتجر ... خلعت الخوذة ... دلفت بداخل المتجر المليئ بالأرفف المعدنية التي تصطف بالتوازي ... لمعت عينيها عندما وجدت مبتغاها وهو إحدي السناكس الشهيرة ... أمسكت سلة المشتروات ألقت بداخلها 3 أكياس وكذلك أخذت بعض عبوات الشيكولاته التي تعشقها ... توقفت لتسترق السمع عندما لفت إنتباهها صوت ليس بغريب ع مسامعها
وف الجهة الأخري من الرف المعدني ... يمسك بعبوات معدنية لمياه غازية ويتحدث إلي صديقه ف الهاتف ....
مين دي
متابعة القراءة