روايه صراع الذئاب

موقع أيام نيوز

أنكمشت ملامحها لتنسدل من طرفي عينيها عبرات لتبدأ بفتح أهدابها وتنهض برويه لتجهش بالبكاء كالأطفال تماما
كره نفسه ف تلك اللحظه فأخذها 
آسف ... متعيطيش ... حقك عليا يا ياسمين ... قالها وكأنه بلا وعي كالتائه ف عالمها
توقفت عن البكاء بعد محاولة وصعوبة لتنظر إليه بعدما جلست بإعتدال وهو يجثو ع ركبتيه أمامها بنظرات إعتذار وندم
يمسح بأنامله عبراتها وقال لسه زعلانه مني
لم تصدق عينيها ولا مسمعيها مما يحدث ... كيف يتحول الشيطان ف لحظات !!!
وصل بالقرب أمام البناء التي تقطن فيه يترقب مغادرتها ... يمسك بهاتفه ليجري العديد من المرات للإتصال بها لكن لارد ولا تري الرسائل ... فقرر النزول وأن يصعد إليها لكن توقف عندما رأها تخرج من البوابه تتحدث ف الهاتف
كارين أنت فين يابني ... أنا ادام العماره اهو ... اوك شوفتك تعالي يلا
قطب يونس حاجبيه عندما رأها تشير لشخص ما ومرت ثوان ليأتي إليها إحد أصدقائها يركب دراجة ڼارية وهي تصعد خلفه وترتدي خوذة الحماية وتتشبث به بيدها اليسري
جز ع أسنانه پغضب ليتحرك خلفهما ليري ما سبب تجاهلها له ومن برفقتها هذا ... لم يتحمل فأرسل لها رساله
أمسكت بهاتفها لتقرأ محتوي الرسالة حتي شحب لونها
خلي الي انتي ركبي وراه ده يقف بدل ما اقلبك انتي وهو من فوق الكوبري 
ألقت نظره إلي الخلف لتجده خلفهم بالفعل
كارين سوق بسرعه ياهيثم
هيثم انا عشانك والله وانتي مش ناقصه حوادث
كارين وهي تتلفت خلفها لتراه يقترب منهما أكثر
صاحت قائله إنجز ياهيثم بدل ما ارميك من فوق الموتوسيكل وهاسوق أنا
هيثم مجنونه وتعمليها ... الله يسامحك ياريماس حبكت تسافري وتدبسيني ف المجنونه دي
كارين بطل رغي لاوريك الجنان ع حق
ظلت تلك المطارده إلي أن توقفو أمام بناء يشبه القصر هبطت من فوق الدراجه وكذلك هيثم الذي يؤمن إغلاق دراجته فأسرعت بجذبه من يده إلي الداخل
توقفت وهي تلهث وقالت اسمعني طالبه منك خدمة
رمقها بنظرات تعجب خير 
كارين الي هقولهولك

تنفذو بالحرف الواحد ومن غير ليه
هيثم فهميني بس الحوار أي 
كارين وهي تتلفت يمينا ويسارا هقولك ....
دلف من البوابة بنظراته الثاقبه يبحث عنها في كل الأرجاء ...
وأخيرا وجدها تخرج من إحدي الممرات ...
ركض نحوها ليجذبها من ساعدها وقال 
تقدري تفهميني مش بتردي ع مكالماتي ولا الرسايل ليه
سحبت ساعدها من قبضته وأجابته پغضب مزاجي كده
جز ع فكه بحنق وقال من بين أسنانه 
كارين أنا
مبحبش اللف والدوران ... أنا بسألك فتجاوبي ع طول وإلا ...
قاطعته بتحدي مصتنع وإلا أي يافنان
يونس طيب ممكن تيجي معايا دلوقت نتكلم ف اي كافيه قريب من هنا
أجابته بإقتضاب مش فاضية
يونس مش فاضيه ولا مستنيه الاستاذ الي كنت راكبه وراه الموتوسيكل
رفعت إحدي حاجبيها وقالت 
أنا مش بتجسس عليكي ... أنا كنت طلعالك وبعد كده شوفتك مع الزفت الي كنتي معاه
كارين بنبرة ڠضب مصتنعه لو سمحت متغلطش فيه
قالتها لتجد نظراته كالچحيم المستعر
قاطعهم صوت أخر 
يلا يا حبيبتي عشان نروح 
قالها هيثم وهو يمد ساعده لتضع كارين يدها عليه
كان بداخلها يتحطم وهي تري نظرات يونس إليها لكن لابد من أن تتصنع بما تفعله حتي يبتعد عن نيران إنتقام شقيقها حتي لو كان الثمن عڈاب قلبها
أبتلعت غصتها بمرار وأرتسمت الجمود ع ملامح وجهها وقالت 
أحب أعرفكم ع بعض ... يونس البحيري زميلي ... ثم أشارت إلي هيثم وأردفت هيثم الوكيل خطيبي
هيثم وهو يمد يده إلي يونس بالمصافحه اهلا بحضرتك يافنان
تجهم وجهه وعينيه محدقه بعينيها بنظرات لم تحدد معناها ... لتجدها تتحول إلي إزدراء وهو يرمقها من أعلي لأسفل ثم تركهما وغادر المكان بأكمله
هيثم أنتبه إلي كارين التي تعتصر ساعده بقبضتها وعينيها التي أمتلأت بالدموع 
هيثم كارين أمسكي نفسك المكان مليان ناس ... مش أنتي الي عايزه كده
أجابته بصوت مخټنق أنا عايزه أمشي من هنا
هيثم طيب تعالي أروحك 
ذهب كليهما ع الدراجة التي أنطلقت بسرعة .
وصل إلي المعرض خاصته ... أغلق الأبواب خلفه ليجلس بكل هدوء وهو ينظر إلي اللوحه التي قد رسمتها له ... نهض نحو علب الألوان الزيتية ليسكبها پعنف فوق اللوحة...جميع عروق جسده تنتفض من غليان دماءه ... توقف فجاءة يلهث فغادر المعرض وقفز إلي سيارته وقرر ألا يستسلم ... فأنطلق إليها .
تهبط الدرج وهي تملأ وجنتيها بالهواء وتزفره بضيق وحنق ... 
أوقفت إحدي العاملين 
لو سمحت قصي فين 
الخادمة موجود ف الجاردن بره مع كنان بيه ومعاهم ناس
لوت فمها جانبا بسخرية وقالت طيب ممكن تروحي تقوليلو صبا هانم عيزاك
رمقتها الخادمه بتوتر وقالت 
حاضر أمرك
صبا وهي تعقد ساعديها أمام صدرها وهاشوف أخرة حبستك ليا اي ياقصي باشا
جاءت إليها الخادمه وقالت 
بيقول لحضرتك أستنيه ف مكتبه وأول ما هيخلص هيجيلك
صبا وقد تملك منها العناد 
اوك روحي انتي ع شغلك دلوقت
خرجت إلي الحديقة لتراه يجلس مع رجال تحفظ وجوههم جيدا فهم أكثر رجال الأعمال منافسة وكراهية لشركات آل البحيري ... قد رأتهم من قبل ف إحدي الحفلات بقصر والدها ... أنتابها الفضول لتسترق السمع حتي تتأكد من حدثها فأقتربت منهم أكثر مختبأه خلف الأشجار كثيفة الأوراق
بس معني كده هتبقي خساير جامده لعزيز البحيري ... قالها إحدي الرجال
ضيق قصي عينيه وهو يحدق بذلك الرجل وقال 
وهو ده المطلوب ... وبإمكاني هخليه يعلن إفلاسه ف لمح البصر ... بس أنا أحب ألاعب عدوي واشوفه بېموت بالبطيئ
بس كده ف حاجه ياقصي بيه لو كسبنا الصفقات دي كلها محتاجين سيولة أد ميزانية دولة ... قالها الرجل
قصي بنبرة ثقة وتحدي 
وأنا هكون الممول الرئيسي من الألف للياء ملكوش أنتو دعوه ... نفذو بس الي أتفقنا عليه
كنان وهو يبتلع ريقه بتوتر 
اعذرني ياباشا بس حضرتك كده بتعلن عن حرب كبيرة مش عارفين خسايرها أي وإحنا لسه ورانا صفقات تانيه وحضرتك فاهم والتجار الي بنتعامل معاهم مبيتفهموش غير بحاجتين يا الفلوس يا السلاح
إجابه قصي بنظرة مرعبة جعلته ندم ع ماتفوه به فأردف 
اسف حضرتك ... بس كنت بقول رأيي مش أكتر والي حضرتك شايفه ف الأخر اعمله
مازالت تقف وتضع يدها فوق فمها حتي لاتصدر أي صوت ويكتشف أمرها ... عادت إلي داخل القصر تبحث عن مربيتها حتي وجدتها في المطبخ
صبا داده عيزاكي
تركت ما بيدها وأقتربت منها خير يا حبيبتي عايزه حاجه
أجابتها بصوت منخفض وهي تتلفت يمينا ويسارا 
عايزه الفون بتاعك اعمل مكالمه ضروري
زينات ابوس ايدك يابنتي بلاش مش كل مره تسلم الجره
صبا مټخافيش هخلص بسرعه واديهولك
زينات طيب خدي بالك وربنا يستر
أومأت لها وقالت يارب
ولجت إلي غرفة المكتب وأقتربت من النافذه تطمأن من وجوده ف الحديقة ريثما تنتهي من مهاتفة آدم لتخبره 
أخذت تنقر ع الأرقام بسرعه وعينيها ع قصي ... 
ضعطت علامة الإتصال فأنتظرت 
بينما آدم كان في إجتماع مع والده والموظفين تاركا هاتفه ع الوضع الصامت
صبا أرجوك رد بقي بسرعه 
حاولت تكرارا لكن لارد ... فزفرت بحنق وقالت هبعتلو مسدج وأمري لله ويبقي كده عملت الي عليا 
وبدأت بكتابة الرسالة وتلقي نظره إلي الخارج ف
ذات الوقت فأتسعت حدقتيها وهي تري المقاعد شاغره وكأنهم أختفوا جميعا
كنتي عيزاني ف أي ... قالها قصي الذي دلف للتو بدون أن تشعر 
فألتفتت له وهي تشهق بفزع وسقط الهاتف من يدها ع الأرض ... تجمدت الډماء ف عروقها عندما وقعت عيناه ع الهاتف
قصي وكأنه الهدوء الذي يسبق العاصفة تقدم نحوها واضعا يديه ف جيوبه 
جبتي الموبايل ده منين 
صبا ده ده ... أأ أنا
أنحني بجذعه ليلتقطه وضغط ع زر التشغيل ... قلبها وكأنه وقع ف قاع الهاويه خشيت أن يقرأ الرساله ... 
نظراته تدب الړعب ف كل خلايا جسدها وهو ينتظر أن يعمل الهاتف ... أخذ يتفحص ليعلم إنه يخص زينات مربيتها
أخرج هاتفه وتحدث كنان هاتلي زينات ع المكتب حالا
صاحت صبا پخوف 
داده زينات متعرفش إنه معايا ... أنا بصراحه خدته من وراها ... أرجوك متأذيهاش
رفع إحدي حاجبيه وقال بسخرية وجمود 
وكان بيعمل معاكي اي 
صبا ككك كنت عايزه أكلم بابا عشان واحشني ونفسي أشوفه
أطلق ضحكة ثم تجمدت ملامحه ف لحظه وقال 
فاكراني عبيط ياصبا ... فصاح پغضب جعلها أنتفض جسدها خوفا 
قوليلي كنتي عايزه تكلمي مين ... ولا أقولك أنا
دق الباب الذي أنقذها ... ليدلف كلا من كنان وزينات ... أشار قصي لها بأصبعيه ... وعندما رأت هاتفها بيده هربت الډماء من وجهها
أندفعت صبا قبل أن تخطأ زينات ويكتشف كذبتها
أنا اسفه يا داده أخدت الفون من وراكي
زينات بتصنع وهي تسايرها 
هو معاكي أنا كنت قالبه عليه الدنيا ف المطبخ
بادلهما قصي بنظراته فأعطي كنان الهاتف وقال 
كنان تروح تلم كل الموبايلات من الشغالين ف القصر وقولهم ممنوع الموبايل طول فترة شغلهم ويستلموه لما يخلصو ويروحو
كنان أمرك يا باشا
قصي وأنتي أتفضلي روحي ع شغلك ولو أتكررت حركة زي دي تاني مش هراعي وقتها إنك ست كبيرة أظن إنك فهماني
أومأت له ثم قالت 
اسفه يا باشا مش هتتكرر تاني ... عن إذنك
قالتها وهي تسرع بالمغادرة تتنفس الصعداء
صبا أنا عايزه اعرف وأخرة معاملتك دي ليا اي ممنوع الخروج غير وانا معاك ممنوع الموبايل ... ده لو كنت ف سجن حقيقي كنت هاخد حريتي عن كده
أقترب منها واضعا كفه ع وجنتها وقال 
سميها بخاف عليكي يا حبيبتي
أبعدت يده عنها وتفوهت بما لا تدرك عقباه 
لا هاسميه إن أنت الي خاېف أهرب منك لأنك متأكد أول ما هتجيلي الفرصة هاعملها ... وبالنسبة للفون خاېف إن أكلمه 
قالها لترتسم ع ثغره إبتسامة ماكرة ... أنتفض جسدها خوفا بين يديه
طبع قبلة فوق جبهتها وأردف 
مټخافيش مش هاجي جمبك تاني غير لما تكون برغبتك وأنا عند وعدي
أبتعدت عنه لتتركه وتذهب إلي غرفتها فأوقفها 
جهزي نفسك بعد ساعه عشان خارجين
لم تجيب وذهبت ... بينما هو أخذ من فوق مكتبه سيجارته فأشعلها متنهدا وقال 
شكل مشوارنا هيبقي طويل ياصبا
في شركة البحيري ....
عزيز دلوقتي تقدرو تتفضلو ع مكاتبكو ... قالها مشيرا إلي الموظفين فغادر الجميع 
نهض آدم وهو يخرج هاتفه من جيبه ليجد العديد من المكالمات الفائته واسم المتصل دادة زينات 
آدم عن أذنك أنا يا بابا رايح ع مكتبي
أشار له ليتوقف وهو يتفحص الورق الذي أمامه ثم تركه وخلع نظارته الطبية ونهض 
أنت هتيجي معايا نطمن ع عمك سالم بقالنا كام يوم مقصرين معاه
آدم حاضر بس هعمل مكالم......
قاطعه والده بحزم 
يلا يا آدم
زفر بضيق أذعن لأمر والده وغادر معه متجهين نحو المشفي
و أمام المشفي ترجلت من سيارة الأجرة فصدح رنين هاتفها 
أجابت الو ياطه أنا وصلت خلاص دقيقه وهاكون عندك ... سلام 
أغلقت المكالمه وولجت عبر البوابة الزجاجية .. وصلت إلي المصعد
تم نسخ الرابط