روايه كنت معاها
المحتويات
ونظرت لموقع جلسته على ذلك المقعد الوثير بزوايا الردهة وردت بنبرة آسفة وهي تسير نحوه
اسفة يا بابي الوقت عدى بسرعة ومحستش بيه
تنهد فاضل وقال بحنو
هدومك مبلولة من المطر طبعا مش هتبطلي بقى العادة الغريبة دي أنت خلاص كبرتي
نفت برأسها بمشاكسة وجلست على أحد المقاعد بجواره قائلة
لأ أنا مش هكبر ابدا
ازاي بقى ده انت بقيتي عروسة وين افرضي اتجوزتي جوزك يقول ايه جوزناه عيله
رفعت ميرال منكبيها وأخبرته بنفس النبرة المشاكسة التي جعلت أبيها يشعر بالسعادة كونها استعادت بسمتها ومشاكستها من جد
طب لعلمك بقى يا سي بابي أنا مش هتجوز غير راجل بجد يعرف يحتويني بكل حالاتي ويشاركني فيها كمان أصل انا مش عايزة راجل ينتقدني ويقلل من أي حاجة بعملها بالعكس عيزاه يبقى فخور بيا و بأتفه انجازاتي
والاهم من كل ده يكون بيني
ربت فاضل على كتفها وقال بحنو داعيا
ربنا يصلح حالك يا بنتي
و يكرمك بالزوج الصالح... عارفة يا ميرال أنا نفسي اشوفك مبسوطة وعندي أستعداد اعمل علشانك أي حاجة في الدنيا بس أشوف ضحكتك دي على طول
اتسعت بسمتها وقالت
ده ايه ال ده كله
قالتها دعاء متهكمة وهي تنضم لهم لتخبو بسمة ميرال وتقول ا
تصبح على خير يا بابي
احتدت نبرة دعاء وقالت متهكمة من تجاهلها لها في
الآونة الأخيرة
إذا جاءت الملائكة فرت الشياطين ولا ايه يا ميرال...
حانت من ميرال بسمة ساخرة وأخبرتها وهي تتخطاها كي تصعد لغرفتها
نظرت دعاء لآثارها بغيظ وقالت بحدة لزا
عجبك كده ... خليك مدلعها ومقويها
هز فاضل رأسه م رضا وأخبرها بدفاع قوي نابع من عاطفته الأبوية
دي بنتي الوحة اللي طلعت بيها من الدنيا يا دعاء ومعنديش أغلى منها علشان ادلعه
يوووه بقى... ما أنا كان نفسي اجبلك بيبي و اتحايلت عليك ألف مرة نروح للدكتور سوا نعرف المشكلة فين وانت اللي مش راضي
احنا اتكلمنا كتير في الموضوع واخدنا في قرار نهائي واظن ان ده كان واحد من شروطي الجواز وانت وافقتي عليه ياريت بقى تقفلي السيرة دي ومتتكلميش فيها تاني
دبت الأرض بقدميها وزفرت بقوة وهي تنظر لظهره وهو يبتعد عنها فرغم أنها تملك سلطة عليه و تتمكن بسهولة من إقناعه بأي شيء إلا أن ذلك الأمر فشلت به فشل ذريع فكلما تطرقت لهذا الأمر يرفض رفض قاطع دون سبب مقنع بالنسبة لها و رغم عطائه السخي معها إلا أن هيأ لها شيطانها أن تطمع في المز لتهمس ب تلمع بوميض الخبث
ومش هخلي بنتك تكوش على كل ده لوحدها
أما عن صا القلب الثائر التي أنهكته تلك المتمردة فقد كان يسير بها إلى تلك الاريكة القريبة كي يضعها عليها
بشكل مؤقت لحين استبدال ملابسها تحسبا لعدم بل الفراش و أن يضعها قال بأهتمام
هنادي ماما تساعدك
نفت برأسها التي بوهن وب مغلقة وهي تتشبث به أكثر دليل على رفضها مما جعله
يتنهد بعمق ويقول وهو يجلسها برفق
أنا مش هعرف اتصرف
نفت هي مرة أخرى وكادت تجهش بالبكاء وتزوم بطة جعلته يشعر بالضيق من تيبس رأسها فما كان منه غير أن ينسل من بين ها ويذهب كي يحضر ملابس جافة لها و أن يباشر بالأمر أغلق إضاءة الغرفة كي لا يشعرها بالحرج فيما ولكن كان الأمر ليس بيسير عليه مطلقا فنعم العتمة كانت تخيم على الغرفة وتحجب رؤيته ولكن ماذا عن شعوره
هغير هدومي علشان اتبلت وارجعلك
افلتت ه وهزت رأسها بحركة ضعيفة واغلقت اها وغفت من ة وهنها بينما هو تنهد تنهة مثقلة بالكثير وغادر إلى غرفته كي يبدل ثيابه وحين عاد لغرفتها من جد و جد والدته تجلس بجوارها وهي تتمتم بالدعاء لها بصدق نابع من صميم قلبها تحمحم هو وأخبرها بهدوء
وهو يرمق تلك التي تسقط في سبات عميق
بقت أحسن
أومأت ثريا وأخبرته بصوت خفيض كي لا تقلقها
السخونية نزلت شوية الحمد لله بس كان نفسي أأكلها حاجة تسند قلبها وهي يا ة قلبي غرقانة في النوم ومش هاين عليا اقلق منامها واصحيها
هز رأسه بتفهم وقال
إن شاء هتبقى احسن لما تصحى ويقول بنبرة رغم ثباتها إلا ان ثريا تيقنت ما يغوص بها من قلق يحاول أن يخفيه
تقدري تروحي ترتاحي يا ماما انا هقعد جنبها
كانت تعلم أن ابنها يجاهد ذاته من أجل تلك الغافية ولذلك لم تعترض بل وافقت قائلة
ماشي يا يبي ولو احتجت حاجة نادي عليا
ابتسم بسمة عابرة وأومأ لها لتتركه والدته و يجلس هو على المقعد بجانب فراشها ينظر لها أثناء نومها بنظرات عميقة وبتنهات حاړقة يستغرب تلك البراءة التي تشع من ملامحها الآن وتنافي أفعالها فمن يراها بتلك الهيئة الملائكية ينخدع بها مثله تماما.
وأثناء شروده ومداهمة أفكاره تململت هي بوهن وسعلت عدة مرات قائلة بضعف
عطشانة
هب واقفا وملأ كوب من الدورق الذي يعتلي الكومود وناولها إياه
ولكنها حاولت ان تعتدل وفشلت جلس بجانبها ومد ه خلف ظهرها يرفع ها قليلا كي عم جلستها ب وبال الآخرى كوب الماء من فمها لترتشف هي منه واها الواهنة معلقة عليه وإن أنتهت وضع الكوب على الكومود وس ه من خلف ظهرها كي يمددها من جد ولكن كان لها رأي آخر
خليك جنبي
تجمدت نظراته من طلبها ورد بنبرة هادئة نسبيا خالية من أي لين وهو يظن أنها حيلة آخرى من حيلها الملتوية للتأثير عليه غافل كون أحتياجها صادق غير مصتنع
ارتاحي يا نادين أنت تعبانة ومش في وعيك
لم تستوعب حديثه وكانها بعالم آخر ولم تعي لشيء سوى فقد رفعت نظراتها ابلة الواهنة التي
بالكاد تفتح وأخذت تنظر له بطة جعلته يلعن تحت انفاسه المضطربة فهو يعلم أنها ستلقي بثباته عرض الحائط وخاصة أن ذلك الخائڼ بين أضلعه مازال يتأثر بها و يطعن به من أجلها فحقا كان الوضع مربك وخاصة عندما صدر منها تلك الهمهمات الخاڤتة التي تتوسله بها و وخزت قلبه فنعم يها بل مهوس بها رغم بشاعة افعالها ولكن عزة نفسه وكبريائه ك أقوى من رغبته ومن ارادة ذلك اللعېن الذي
يود أن يتبرأ منه لذلك دفعها عنه برفق وقال بنبرة ثابتة جاهد كي يتقنها
مش عايز...
كانت هي رغم وهنها وكونها ليست بكامل وعيها إلا أنها أصرت عليه وترجته بضعف من جد وكأنها كغ يتعلق ب طوق نجاة
خليك علشان خاطري
تعلقت بنيتاه الثائرة باها وهو يقسم انه لن ينخدع مرة أخرى وحاول بكل ما اوتي من قوة ان لا يضعف ويظل يقاوم تأثيرها عليه ولكن تفاقم الأمر وزاده ارتباك حين همست مه بتلك الطة التي تعبث بثباته ما مدت ها
يامن ....خليك
تثاقلت أنفاسه وطلب منها بإضطراب وهو يحل ها أن يفقد سيطرته
نادين...انت مش في وعيك
لم تستوعب حديثه وكأنها بعالم آخر بين الوعي ولا وعي فقد مالت أكثر
متسبنيش انا محتجاك
بتعملي فيا كده ليه حرام عليك
لم يصدر منها شيء مما جعله يتفهم ما أصابها
صباح يوم جد داخل الحرم الجامعي
كانت تخطو بخطى واسعة نحو كافتيريا الجامعة كي تجلب أي شيء يساعدها على التركيز في بادئ ذلك اليوم العصيب المليء بالمحاضرات ولكن اوقفها صوته
أنسة نغم
توقفت ترمقه بنفور ظهر بين على ملامحها وهدرت بجدية ة
أفندم
تحمحم طارق بحرج من جديتها الزائدة وسألها
كنت هسألك على نادو أصل من فترة حصل مشكلة وكلنا قلقانين عليها
جعدت ما بين حاجبيها وهي تضم كتبها واستفسرت بقلق
مشكلة ايه
طب ممكن نقعد واحكيلك اللي حصل
أسفة مش بقعد مع حد اتكلم وخلصني
أخبرها طارق بما حدث ولكن بالطبع أخفى الجزء
الذي يخصه فمنذ ما حدث وهو يكاد يجن و يحاول التواصل مع نادين بشتى الطرق لكن بلا جدوى حتى انه توصل به الحال إن يمكث أمام منزلها لعله يلمحها فقط ولكن كافة محاولاته باءت بالفشل
وكونه يعلم أن جميع أفراد شلتهم لا أحد يكترث لها ولا يجرؤ للذهاب لمنزلها خوفا من ردة فعل ذلك الغبي ولذلك لم يكن أمامه غير الشيخة نغم كما يطلقون عليها
هتساعديني نطمن عليها
نظرت له شذرا من أعلاه لأخمص قدمه وقالت بجدية ة
أك أنتو اللي اقنعتوها تخرج معاكم وبسببكم حصل كل ده
نفى برأسه قائلا
لأ...أنت فاهمة غلط
قاطعته هي بنبرة آمرة وهي ترفع سبابتها بتحذير
مش عايزة اسمع حاجة واوا عنها نادين مش شبهكم ...وانت بالذات ملكش دعوة بيها نادين مكتوب كتبها وجوزها بيها وصدقني كل اللي بتعمله ده مفيش منه فاة
هز رأسه يسايرها وهو عي البراءة
صدقيني مفيش حاجة بيني وبينها بس هي زميلتنا
ولازم نطمن عليها...ارجوك بلاش تفهميني غلط
زفرت بنفاذ صبر وأخبرته أن تغادر
كنت بتمنى اكون فهماك غلط بس للأسف نواياك ڤضحاك وباينة في ك
نفخ أوداجه وزفر بنفاذ صبر مما جعلها تخبره بحدة وبذات النبرة الآمرة
ياريت تطلعها من دماغك و تدور على حد شبهك
لتغادر هي تاركته يجلس على ا مقعد ويخرج هاتفه وينقر على شاشته إلى أن توصل لشيء به لتنمو بسمة آملة على محياه ويصر أكثر على ما برأسه فلن يبتعد مهما كلفه الأمر وحتى إن ضاقت به السبل فا هو يملك بين يه دليل قاطع كونها تخصه هو.
أنت كويسة
نظرت له ببهوت وهي مازالت ساهمة ليمد انامله يتحسس جبينها ويقول بارتياح حاول ان يخفيه عنها
مفيش حرارة
ليعتدل بنومته ويسألها بثبات وهو يتعمد أن لا يتطرق لم حدث بينهم كي لا يخجلها
حاسة انك احسن
ات غصة بحلقها وردت عليه بأخر شيء توقعه منها وهي تجلس نصف جلسة
هو أيه اللي حصل انا مش فاكرة حاجة
تعمدت أن تتصنع جهلها مما جعله
يجعد حاجبيه ينظر لها يظن انه يهيء له ما سمع ولكن لكونه يعلمها تمام المعرفة تفهم أسباب ادعائها.
لم تنتظر حتى رده واستأنفت وهي مطرقة الرأس كي تغير سير الحديث بنبرة مازالت تحمل لمحة من ذلك التمرد اللعېن
أنا عارفة إن اسبابي عمرها ما هتقنعك...بس عايزاك تعرف ان مكنش قصدي أأذي مامتك
يعلم أن لا فائدة منها فرأسها يابس ولن تتغير على أي حال ولكن شيء ما بداخله كان يخبره أن يوجد سبب خفي وراء أفعالها وترفض البوح به وحتى إن باحت فذلك لم يغير شيء فخطئها فادح بالنسبة له مهما كان أسبابه وبالطبع يصعب عليه أن يمرره بتلك السهولة فإن كانت تظن أن تقاربهم ليلة أمس سيؤثر عليه ويجعله يتغاضى فحتما هي مخطئة فقد تنهد بعمق وهو يشملها بطة مبهمة لم تستشف هي منها شيء إلا حين تفوه قائلا
وفري اسبابك لنفسك علشان مستحيل
اصدقك تاني ولو كنت فاكرة إن بطتك
متابعة القراءة