روايه كنت معاها

موقع أيام نيوز


ايه الصدفة الحلوة دي مقولتيش انك جاية هنا
اندثرت ضحكات شهد ونظرت له نظرة عابرة متوترة في حين قال هو دون مصافحة
ازيك يا مدام شهد 
هزت رأسها بمعنى انها بخيربينما ميرال قالت مرة
اهلا أبيه كاظم بتعمل ايه هنا!
ابدا كنت بحاول اشتري فستان ل سنا لكن فشلت فشل ذريع...هو ينفع تسعدوني في اختياره
اك يا أبيه هنيجي معاك

زجرتها شهد بنظراتها وتها لتهمس بأذنها
نروح معاه فين هنتأخر وحمود هيعلقنا..
ترجتها ميرال بصوت خفيض للغاية لم يصل له
معلش مش هنتأخر هنجيب الفستان بسرعة اصل عيب نكسفه
تنهدت شهد موافقة ونهضت مضطرة معهم وهي تشعر م الراحة فرغم تحفظه وهيبة شخصيته إلا أنها توترت وشعرت انها تحت المجهر بحضرته.
بينما هو كان يشعر بلأمتنان لتلك الصدفة التي قدرها الله كأشارة مبشرة تمهد لمشيئته. 
وني خد مني كل حاجة كل حاجة... ده ذنبها...ذنبها... وذنب ناس كتير انا مش عايزة اعيش وني...
ذلك ما كانت تصرخ به حين حاول أحد الأطباء اعطائها حقنة المهدئ المعتاد الذي وصف لحالتها ذلك الاڼهيار العصبي التي انتابتها فعلته بها فلم تعي على ذاتها إلا وهي بالمشفى ما وجدتها خادمتها والأنكى أنه لم يكتفي بذلك بل سرق كل مالها ومصوغاتها التي جنتهم من خلف سذاجة الرجال وقهر نسائهم فكانت لسوء حظها تحتفظ بكل شيء في منزلها ولم يمر الأمر عليه فهو ليس بذلك الغباء حتى انه لم يترك شيء ينه ومحى أي أثر له ل على دخوله منزلها
من الأساس وأثبتت
التحقيقات التي اجرتها الشرطة فور اتهامها له أنه فر من البلد تاركها تجني ثمار ما جنته يها وتتجرع مرارة القهر التي أذاقته لغيرها.
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم في خير .
قالها المأذون ما انتهى من عقد قرانهم
وفور نطقه لأخر جملة تعالت الزغار والمباركات من حولهم وهاهي انقضاء الحدث السع تصه معها كي تريه ذلك الركن المب لها بالحديقة الخاصة بالقصر حيث زهور الأقحوان...فكانوا يسيرون معا ونظراتهم متشابكة والبسمة لا تفارق هم يتنهدون تنهات مسهدة مفعمة بسعادة قلوبهم 
اخيرا بقيت حلالي يا حلو
حلو أوي يا حمود
مش بس على فكرة
أنت ازاي حلوة كده حرام عليك
الشړ عليك يا يبي
همست بها بلهفة وخوف أن تطرق رأسها وتعي لزلفة لسانها
لتتسع بسمته ويشاكسها وهو يرفع ها بطرف انامله
قولتي ايه
حمود خلاص بقى متكسفنيش
يخربيت حمود وسنين حمود دي... ده يا سبحان من كان مصبرني على حمود اللي كانت بتطلع منك تقومي تقوليلي يا يبي لأ انا كده مضمنش نفسي بصراحة والشيطان زي ما انت عارفة شاطر
أنت بقيت غريب!
انا مش عرفاك! فين حمود
قهقه هو بكامل صوته الرجولي وطوح رأسه للخلف بطة رفرفت قلبها وجعلتها تتسأل ترى للمرة الكام التي وقعت بها به
لتهدأ ضحكاته ويلتقط نظراتها ثم يقول مشاكسا
متبصليش كده بقى علشان ارجع مؤدب...وبطلي جر شكل انا ماسك نفسي بالعافية 
شهقت متفاجئة من جرأته الغير معهودة ثم دبت الأرض بحذائها وكأنها تود ان تنشق وتها كي تخفي خجلها
أنت غلس وهمشي واك
كادت تخطوا خطوتين بع عنه ولكنه لحق بها وهو بالكاد يخفي بسمته اتمتعة
خلاص ياحلو ... ميبقاش زعلك وحش...
نفت برأسها ليضيف مشاكسا
شكلك عايزة تتصالحي مش كده
قالها بغمزة من ه ذات مغزى تفهمته هي وتوجست خيفة منه و تقهقرت بخطواتها
لأ خلاص انا مش زعلانة...مش زعلانة
قهقه من جد على ردة فعلها ثم عقب يطمئنها
طب خلاص تعالى نرجع و وعد مش هغلس عليك تاني
حانت منها بسمة هادئة وهي ترى نظراته الصادقة وهزت رأسها بموافقة ليختصر هو اافة التي صنعتها 
بصي علشان ابقى صريح هو مش وعد اوي يعني... ويجوز اخل بيه
حمود
يخربيت حمود
قالها وهو يقلب ه بنفاذ صبر وببسمة واسعة وهو يكمل سيره معها وبينه وبين ذاته يحمد الله الذي أتم نعمته عليه على خير.
بينما في الجانب الأخر للقصر
وخاصة على تلك الأرجوحة الكبيرة كانت تجلس الفتاتان وتقوم هي بدفعهم برفق حين قالت سنا وهي تت جديلة شعر طمطم
تسريحة شعرك حلوة اوي يا طمطم انت اللي عملاها انا نفسي اعمل شعري كده
لأ ماما اللي عملهالي
تهدلت معالم سنا وقالت بحزن
انا معنديش ماما علشان تعملهالي
حديثها قطع نياط قلبها وجعلها تقول وهي توقف الارجوحة
خدوني جنبكم هو انا مليش نفس ولا ايه
روا بها وافسحو لها بينهم لتقول وهي تجلس و تدير سنا لتواليها بظهرها 
هعملك ضفيرة إنما ايه احلى من بتاعت البت طمطم ألف مرة وهعلمك تعمليها كمان بطة سهلة 
اتسعت بسمة سنا وقالت بسعادة
بجد يا طنط شهد هتعلميني اعملها كمان
طب تعالي نلعب بقى وعايزة اشوف حوض الورد
البنات مبسوطين اوي مع بعض
يالهوي...مش تحمحم ولا حاجة يا اسمك ايه والنعمة خضتني
اعتذر بلباقة وبكل أدب وهو يقف على مسافة كافية منها
انا اسف مكنش قصدي اخضك
تنهدت وصوبت نظراتها نحو لهو الفتاتان من جد
خلاص محصلش حاجة
تحمحم هو وحاول أن يتجاذب معها أطراف الحديث
سنا ت طمطم جدا واتعلقت بيها
اجابته بعفوية ومازالت اها على الصغار
وانا وطمطم كمان ناها اوي وبصراحة بنتك أسم الله عليها تت بسرعة وتدخل القلب من غير استئذان
أكثر ما يروقه بها هو عفويتها وصراحتها المتناهية التي تنم عن قلب لا يعرف الضغينة ولا يوجد به ذرة لؤم واحدة وحقا تعامله المتحفظ معها أمس عن وما فعلته مع ابنته الأن ورأه بأم ه تأكد ان قراره بمحله لذلك حاول أن يلمح لها
مش لوحدها ...في ناس من كتر ما هي بسيطة ومريحة تدخل القلب برضو ومن غير استئذان
استشعرت بفطنتها ما يرمي له ولكنها حاولت أن تتروي وهي تحاول اقناع ذاتها أنه لم يتعمد أن يغازلها فهيئته بعة كل ال عن هؤلاء الرجال الذين يستهون العبث ولكنه استأنف ليزعزع رأيها
زيك كده يا شهد 
وهنا لم تستطيع كبح لجام لسانها وقالت بشراسة متسرعة دون لحظة تفكير واحدة وهي تهب من على الأرجوحة
لأ بقولك ايه انا مش مرتحالك من الأول أقف معوج واتكلم عدل...إلا كلامك مايل ومش لايق على هيبتك.
توقع ردة فعلها لذلك حاول تهدئتها
اهدي علشان اعرف افهمك واكمل كلامي
تفهمني ايه اصلا مفيش كلام بينا وا من سكتي بقى أنا لولآ مش عايزة انكد على اخويا كان ليا تصرف تاني معاك
قالتها وهي تخطوا بع عنه ولكنه لحق بها قائلا
على فكرة أنا مستئذن محمد إني افاتحك واتكلم معاك
مش فاهمة
طيب بصراحة كده انا طلبت اك من
اخوك
احتلت الصدمة ها وانحشر
الحديث بحلقها ليستأنف هو برزانة وبنبرة عقلانية هادئة
اسمي لو سمحت انا عارف أنك متعرفنيش كفاية وعارف أننا شوفنا بعض مرات قليلة لكن أنا ارتحتلك ولقيت فيك حاجات مصدفتهاش كده... مش هقولك يتك واضحك عليك وعلى نفسي بس هقولك معجب جدا بيك وبشخصيتك ولقيت فيك مميزات كتير أنا وبنتي محتاجينها...وصدقيني لو وافقتي هبقى اسعد حد في الدنيا واوعدك أنك مش هتندمي
حديثه وترها بة وجعل وجيب قلبها يتعالى..فدون قصد منه عزز ثقتها بنفسها و ايقظ مشاعر كامنة كانت تناستها ۏفاة زا...فشعور كونها مازالت مرغوبة كان أكثر من مرضي لها ولكن ما يطلبه هو لم تفكر به قط من وكانت ترفض رفض قاطع كل من يتقدم لها وتوبخ بة من يحاول إقناعها بالأمر ولكن الأن لاتعلم ما اصاب لجام لسانها الذي نطق على غير عادته مترويا
هو محمد قالك ايه
اجابها بنظرات متحفظة وببسمة مريحة هادئة
قالي أنت صاة القرار
زاغت نظراتها بتوتر واطرقت برأسها ثم تهربت قائلة 
انا هروح اشوفه فين علشان لازم نمشي الوقت اتأخر
شهد
جمدها بأرضها
فلا تعلم لم ارتجف بدنها حين نطق مها مجرد دون ألقاب لتلتفت له بملامح متوترة حين استأنف برزانة وبنبرة هادئة
هك تفكري براحتك ومش هضغط عليك بس بتمنى يكون قرارك في صالحي
ات ها وتهربت بنظراتها متلعثمة
اللي فيه الخير يقدمه ربنا...عن اذنك
طرقات على باب منزلها جعلتها تهرول تفتح الباب لتتفاجئ به أمامها ترددت لوهلة أن تدعوه قائلة
ادخل يا بشمهندس اتفضل
انصاع لها ببسمة باهتة وإن فعل هرولو اطفاله له مهللين
بابي... وحشتنا
وانتو كمان يا ولاد
تعمدت ان تمنحه بعض الوقت معهم وجلست تباشر عملها على حاسوبها و بعض الوقت
طلب هو منهم بأرهاق ظهر جلي على تقاسيم ه
معلش يا ولاد انا تعبان من الط ومحتاج اروح ارتاح
لتدخل هي
يلا ياولاد علشان هتصحوا بدري عندنا مدرسة الصبح
انصاعوا لها وقاموا بتركهم لتتسأل هي بأهتمام
يامن عامل ايه دلوقتي
اجابها وهو يحل اول زرار بقميصه
الحمد لله فاق وكلها كام يوم ويخرج من اتشفى
إن شاء الله هيبقى احسن وهيخرج بالسلامة متقلقش
هز رأسه يستبشر بحديثها ثم اخرج مفاتيح سيارتها قائلا
معلش مقدرتش ارجعهالك كده مكنش ينفع ا خالتي انا حتى هرجع لهم تاني بس ما اشوف الشغل
لو عايز خلي العربية معاك
نفى برأسه وهب واقفا ينوي المغادرة
لأ ملوش لزوم...
انا همشي محتاج ارتاح
استنى
قالتها وهي تفرك بها ولا تعلم من اين تبدأ مما جعله يتأهب بأهتمام بالغ لحديثها وهو يظن انها ستعدل عن قرارها بينما هي 
كادت تفاتحه بأمر مساعدتها له بشأن عمله ولكن منعه رنين هاتفه الذي صدح بألحاح عجيب جعله يضغط زر الألغاء و يزفر حانقا ثم يتسائل بترقب وبنبرة صدرت منه راجية
اتكلمي يا رهف انا سامعك
رد طيب على التليفون
قالتها ما تكرر رنين هاتفه ليجيب حانقا على الطرف الأخر
ألو خير
وعندما اتاه الرد من الطرف الأخر ليسقط الهاتف من ه وتتجهم معالمه بة وتتشوش رؤيته لدرجة انه كاد يفقد اتزانه وترنح بوقفته مما جعلها ت منه تحاول ان تسنده متسائلة بقلق
حسن مالك في ايه
ايه اللي حصل
عجز عن نطق شيء من ة جفاف حلقه النابع من صډمته... لتت هي ه كي تدعمه ولكن حالته تفاقمت واخذ يلهث وكأنه يعاني ليلتقط انفاسه ثم دون سابق انذار كان ه يتهاوى مثل قلبها اسفل قدمها. 
الواحد والاربعون
وإذا أساء إليك يب فقل له إنني أغفر لك جنايتك على.. ولكن هل يسعني أن أغفر لك ما جنيته على نفسك بما فعلت هكذا يتكلم عظيم ال لأنه يتعالى حتى عن المغفرة
جلست ساهمة ب تحجر الدمع بها داخل احد اروقة المشفى ذاته الذي شهد على خسارتها فكانت تشعر رغم ثباتها إلا أن الأرض تدور بها و ومضات عابرة وأصوات متداخلة تطن برأسها للعد والعد من المواقف التي جمعت بينهم
فنعم رغم ما فعله بها إلا أنها لا تتمنى له السوء ابدا.
تعالى بكاء أطفالها ليطغو على عاصفة ذكرياتها لتضمهم وتحاول أن تجعلهم يكفوا عن البكاء ولكن بلا فائدة 
ليغمغم شريف باكيا
بابي ھيموت يا مامي ويسبنا
لتعقب شيري ايضا وهي تنتفض مخټنقة بشهقاتها
مش هنشوفه تاني
تمزق قلبها حسرتا على أبنائها وواستهم متفائلة
هيبقى كويس هيبقى كويس بطلوا عياط
لم يكفوا عن بكائهم لترجهوهم هي باڼهيار ما كوبت ه تخفي هشاشتها وضعفها
كفاية كفاية متوجعوش قلبي اسكتوا
كان يقف في الزاوية البعة يطالع ما يحدث ب جامدة وبملامح ثابتة تخالف تلك الأعاصير الموجعة
 

تم نسخ الرابط