روايه الثلاثه يحبونها
المحتويات
من تستطيع فعل ذلك هي رحمته ولا أحد غيرها.
الفصل الثانى عشر
زفر مراد قائلا
يعنى برده مصممة متنزليش تفطرى معانا
تقلبت بشرى على جنبها تسحب الوسادة لتضعها تحت رأسها قائلة بنعاس
تؤ تؤ أنا قلتلك من بالليل إنى هحاول مشوفهاش كتير عشان لما بشوفها بتعصب وساعتها إنت وأخوك هتزعلوا منى يبقى أنزل بقى ولا أكمل نوم أحسن
تنهد مراد قائلا
غمغمت بكلمات لم يفهم منها شيئا ليدرك أنها قد عاودت النوم من جديد هز كتفه بقلة حيلة ثم إتجه إلى الخارج مغادرا الحجرة بهدوء وما إن غادر حتى فتحت بشرى عينيها وهي تنهض بسرعة ساحبة الهاتف من على الكومود بجوارها وممررة أصابعها على أزراره بسرعة ليرن على الجانب الآخر وما إن رد عليها محدثها حتى قالت بصوت متهدج تشوبه دموع مفتعلة
كان مراد يهبط السلالم ببطئ يحضر نفسه ربما لمشهد عاطفي ېمزق قلبه يتمنى من الله أن يظلا هذين الزوجين بحجرتهما وأن يغادر للعمل دون أن يراهما اليوم مطلقا توقف فى جمود حين خاب أمله و رآهما على طاولة الطعام يتناولان الإفطار تماما كالماضي حين كان يهبط لتناول الإفطار فيجدهما يفطران مع بعضهما البعض وسط جو من المرح والضحك مايلبث أن يشاركهم فيه كان
مهلا
ها هو أخيه يسترق النظر إليها يتأملها بنظرات لم يرها فى عيني أخيه أبدا إنها نظرات عاشق ربما لم ينتبه لها بالماضى ولكنه كان غرا وقتها مشاعره ساذجة ودون تجارب تذكر فقط رحمة ولا أحد غيرها لذا لم يميز نظرات العشق من نظرات المودة والأخوة
فتح عيناه وهو يلتفت إليهما يختلف عن كيانه المضطرب بالكامل قائلا
صباح الخير.
قالا سويا
صباح النور.
تخضب وجه رحمة بحمرة الخجل وهي تنظر إلى يحيي قبل أن تطرق برأسها بينما أبعد يحيي عيونه عنها بصعوبة وحمرة الخجل تزيدها جمالا لينظر إلى مراد قائلا
إنت كنت ماشى من غير ما تفطر يامراد
أومأ مراد برأسه قائلا
أيوة أصل ورايا شغل مهم وعايز أخلصه قبل الميتنج .
قال يحيي بهدوء
الميتنج مهم صحيح بس صحتك أهم يامراد أقعد إفطر معانا.
نظر مراد إلى رحمة ثم إلى يحيي بإرتباك قائلا
مش هينفع صدقنى.
كانت رحمة قد أعدت لمراد شطيرة سريعة وهما يتحدثان وناولته إياها قائلة
طب كل دى بس عشان خاطرى يامراد.
شعر مراد بالإضطراب لينظر إلى يحيي الذى ظهرت ملامحه عادية وهو يومئ له برأسه ليأخذها ليأخذ مراد منها الشطيرة وهو حريص على أن لا تلامس يده يدها ويحيي يجز على أسنانه ويقبض على يده بقوة كي لا يتهور يشعر بالغيرة تحرقه أشعلته كلمات رحمة البسيطة وإدراكه أن مراد تأثر بها وبإبتسامتها الحمقاء تلك والتى إرتسمت على شفتاها عندما رأت مراد يتناول شطيرته على عجل ليود يحيي
أن يمحي تلك الإبتسامة من على وجهها حتى لا يراها غيره ولكن وحتى دون تلك الإبتسامة تظل ملامح رحمة ملائكية جذابة تجذب هالتها البريئة إليها الصغير قبل الكبير فما بالك
بقلب يعشقها كقلب مراد وقلبه هو قبل الجميع.
إستأذن مراد كي يذهب إلى عمله فتمنى له يحيي التوفيق فى إجتماعه اليوم والإتصال به إن إحتاجه ليغادر مراد تتبعه العيون قبل أن يلتفت يحيي إلى رحمة يحدجها بنظرات قاتمة حادة لتنظر إليه فى حيرة قائلة
بتبصلى كدة ليه
قال بنبرات حانقة
يعنى مش عارفة
عقدت حاجبيها قائلة
لأ مش عارفة.
لينهض وسط دهشتها لت
توقف على الفور وهو يلتفت إليه ليلعن بسره قبل أن يشير إليها لتسبقه فنظرت إليه لثوان فى تحدى لم يلبث أن فاز فيهة ليبتسم من طفوليتها .رغما عنه.
كانت شروق جالسة فى مكانها تنظر فى صدمة إلى هذا الشريط المزين بخطين أحمرين تدرك أنها حامل بالفعل ولم تكن أوهاما كما صور لها عقلها صدمة أخرى ألا يكفيها صدمة إكتشافها بالأمس حبا خفيا فى قلب زوجها ورغم أن حبه لرحمة اصبح حبا بلا أمل لزواجها بأخيه ولكن يظل قلبه معلقا بأطلاله كقلبها تماما قلبها هذا الوحيد المعذب فى عشق يائس يضنيه تشعر پألم قلبها بدقاته المتسارعة يمتزج به الألم بالخۏف فكيف ستخبر مراد بهذا النبأوهو الذى حذرها مرارا وتكرارا من حدوثه فقد قالها صريحا .لا أطفااال
ولكن ما ذنبها وقد أراد الله أن تحمل طفله ويعلم الله أنها ما حاولت أن تنجب منه عمدا بل اخذت جميع إحتياطاتها أحست بالإعياء بدوار يكتنفها مدت يدها لتسحب هاتفها وتتصل بمراد لينجدها ولكن كيف تتصل به وهي تخشى ردة فعله لتفتح قائمة الأسماء وتختار إسما تدرك أن صاحبته الوحيدة التى قد تستطيع مساعدتها الآن صديقتها نهاد لتضغط على زر الإتصال وعندما أجابتها نهاد قالت شروق بضعف
نهاد محتاجالك.
إستمعت إلى صوت محدثتها لتقول بصوت خفتت نبراته
تمام مستنياكى.
كانت رحمة تلاعب هاشم الذى إبتسم وهو ينظر إليها
عندما تهدم ذلك البيت من المكعبات والذى بنياه سويا هو ورحمة لتبتسم رحمة بدورها و قائلة
ياجمال إبتسامتك بغمازاتك دى ياقمر إنت.
لتنظر إلى عسليتيه المبتسمتين بدورهما وتتنهد قائلة
لأ وكمان عيون باباك هو أنا كنت قادرة على يحيي واحد بس عشان أقدر على إتنين ياهاشم
تأوهت حين شد خصلات شعرها بين يديه لتقول پألم
سيب شعرى ياهاشم.
تعالت ضحكات الصغير لتقول رحمة متوسلة
بتضحك طيب سيب شعرى وأنا هجيبلك شيكولاتة.
ترك الصغير شعرها على الفور وهو يقول بسعادة
طا طا طا طا.
إعتدلت رحمة على الفور وهي تنظر إلى ملامح الصبي المسرورة قائلة فى عتاب
بقى كدة
ياهاشم يعنى إنت قاصد بقى
لتبتسم رحمة رغما عنها وهي تراه يومئ برأسه مرددا
طا طا طا طا.
مدت يدها إلى جيب فستانها لتخرج لوح شيكولاتة صغير فتحته و منحته للصبي الذى أخذه مهللا لتتسع إبتسامتها قائلة
حتى فى دى طلعت شبه باباك كان يعوز منى حاجة وأعاند معاه يقوم يلف خصلتين من شعرى على إيده وأول ما أقوله خلاص حرمت كان يسيبنى ورغم إنى كنت ببقى متغاظة منه أوى بس اول ما أبص لإبتسامته أم غمازات دى وأبص لضحكة عينيه كنت أنسى كل غيظى منه ولتشرد بعيدا تتذكر هذا الإحساس الذى أضناها إشتياقها إليه وهي تقول
ه كنت بحس فيه بإنى لقيت مكانى وطنى أهلى اللى إتحرمت منهم كنت بلاقى فيه نفسى .صدق كل اللى إتقال علية وحرمنى من حبه وحنانه حتى لو كان اللى شافه يظهر خيانتى كان لازم ساعتها قلبه ينكر اللى شافته عينيه كان لازم يقول فيه حاجة غلط رحمة مش ممكن تخونى كان لازم يفضل سندى لكنه وقف معاهم ضدى مش قادرة أسامحه رغم إنى سامحت جدى على قسوته علية زمان وإديتله أعذار لكن هو مش قادرة أسامحه أو أديله عذر يمكن فى يوم قلبى يسامح لكن دلوقت ورغم إنى عارفة إنى لسة بحبه بس قلبى مش قادر ينسى او يسامح فاهمنى
إبتسمت رغما عنها وهي ترى الصبي قد لوث شفتيه وجانب وجهه ومقدمة ملابسه بالشيكولاتة لتقول بمرح
هو أنا إيه اللى بقوله ده وإنت أصلا فى دنيا تانية ياهاشم الظاهر إنى لازم أسمع الكلام وألم شعرى وانا معاك ياحبيبى بس تعالى كدة يابطل لما نغسل وشك و نغير هدومك قبل ما حد يشوفك وإنت كدة مع إنك برده سكر وأحلى من السكر كمان.
تعالت ضحكات هاشم لتحمله رحمة وتتجه به إلى الحمام الملحق بالغرفة بينما كانت هناك عينان بخارج الغرفة ظهر بهما حقد شديد وقلب يغلى من الڠضب قد إستمعت صاحبته إلى حديث رحمة و الذى يدور عن يحيي وذكرياتها معه لتقول بغل
عشتى مع يحيي اللى
حلمت أعيشه معاه يارحمة. أنا اللى مطمنى إنك لسة مسامحتيهوش وده معناه إنه لسة
لتبتسم بسخرية قائلة
ومعتقدش هتعيشى لغاية ما تشوفى اليوم اللى هتسامحيه فيه يابنت بهيرة.
لتبتعد عائدة إلى حجرتها تعلو شفتيها إبتسامة شيطانية وهي تنتظر وصول الحاج صالح ورجال عائلة الشناوي .جميعا.
خرج الطبيب من حجرة شروق تصاحبه نهاد التى أغلقت الحجرة خلفها ثم إلتفتت إليه قائلة
طمنى يادكتور رأفت شروق أخبارها إيه
تأمل رأفت عسليتيها القلقتين يود لو قال صديقتك بخير أما أنا فلست بخير إطلاقا طالما لم تمنحينى ردا على طلبى الذى أنتظر إجابتك عليه منذ زمن طويل ولن أيأس ولن أتراجع حتى أحصل على ردك بالإيجاب يافاتنتى شعرت نهاد بالخجل وهي تلاحظ تأمله لملامحها لتقول بإرتباك
دكتور رأفت
تنهد رأفت وقلبه يقول
عمر رأفت ونبضه.
ولكن لسانه قال
مدام شروق بخير يا نهاد الإغماءة اللى حصلتلها دى طبيعية نتيجة للحمل هي بس ضعيفة حبتين ومحتاجة فيتامينات وتاخد بالها من صحتها
شوية أنا كتبتلها على الفيتامينات اللى هتحتاجلها وبإذن الله مع المتابعة هتكون كويسة وزي الفل كمان.
ظهرت إبتسامة على شفتيها خلبت لبه وهي تقول
أنا مش عارفة أشكرك إزاي يادكتور وأنا آسفة يعنى لو تعبتك وخرجتك من عيادتك وانا عارفة أد إيه إنت مشغول.
قال فى حنان
تعبك راحة .
ثم مال قليلا ينظر إلى عمق عينيها قائلا
بس مش ناوية توافقى على طلبى وتريحى قلبى بقى يانهاد
تراجعت نهاد خطوة للخلف وهي تطرق برأسها أرضا تقول بصوت خجول تشوبه بعض المرارة
أنا قلتلك رأيي قبل كدة يادكتور ياريت تنسى الموضوع ده خالص وتشوف واحدة تليق بحضرتك وبعيلتك.
لترفع رأسها تواجه عيناه وهي تستطرد قائلة
واحدة تشرفك
يارأفت.
رقص قلبه طربا رغم مرارة كلماتها فلأول مرة تنطق بإسمه دون ألقاب إلى جانب دموع عيونها الحبيسة داخل مقلتيها واللتان أشعرتاه بأنها تكن له بعض المشاعر مما زاد الأمل فى قلبه بأنها ستوافق إن أشعرها بأنه حقا
يعشقها ولا يهمه كل تلك الأسباب البالية والتى تسيطر على عقلها وتمنعها من أن تحظى بفرصة
متابعة القراءة