روايه الثلاثه يحبونها
المحتويات
مراد
بقالها كتير
قال يحيي
تقريبا ساعة.
اومأ مراد برأسه ثم نهض قائلا
شكلهم هيطولوا طيب أنا هروح أوضتى آخد شاور وأرجعلكم تانى.
أومأ يحيي برأسه ليذهب مراد بإتجاه
الباب ليتوقف عند سماع أخيه يقول بحزم
ياريت يامراد تخف من سهرك برة شوية وتاخد بالك من مراتك وبيتك.
إلتفت إليه مراد ينظر إلى ملامح أخيه الجامدة ليدرك أنه يلمح إلى شئ ما كاد أن يستوضح عن مقصده بذلك التنبيه ولكنه الآن مرهق ويحتاج لأخذ حماما سريعا يزيل به كل ماعلق بأفكاره المتعبة أكثر من جسده المنهك وليؤجل هذا الحديث إلى وقت لاحق ليغادر يتابعه يحيي بعينيه يقول بصوت خاڤت
ليتنهد فى حزن ثم يشرد مجددا فى عڈابه الخاص يتألم كالعادة .وحده تماما.
نهضت رحمة قائلة پصدمة
إنتى إزاي تعملى كدة إزاي هنت عليكى بالشكل ده ياراويةده أنا أختك من لحمك ومن دمك.
إنهمرت دموع راوية على وجنتيها وهي تقول بإنهيار
مش عارفة يا رحمة إزاي طاوعتهم وعملت اللى عملته يمكن عشان حسيت بحبه ليكى ويمكن عشان كنت أنانية وفضلت مشاعرى على مشاعرك أو يمكن عشان شيطانى قاللى إن ده حل كويس لينا كلنا مش عارفة صدقينى مش عارفة بس كل اللى شايفاه دلوقتى هو إحساسى من يومها كنت عارفة إنى غلط وإنى أذنبت فى حقك والإحساس بالذنب مكنش بينيمنى كنت متأكدة إنى مچرمة وأستاهل العقاپ بس العقاپ قاسى أوى يارحمة مرض بياكل فى جسمى وبيموتنى بالبطئ بيبعدنى عن كل اللى إتمنيته وعملت عشانه كل ده أنا آسفة يارحمة وعارفة إن أسفى مش كفاية بس كان نفسى أعترفلك وأطلب منك السماح أنا خلاص مبقاش أدامى كتير وخاېفة أموت وأنا
أنا آسفة يارحمة .والله آسفة وندمانة ندمانة بجد عن كل اللى عملته زمان ربنا يسامحهم بقى هما اللى فضلوا يزنوا على دماغى والزن على الودان أمر من السحر.
ربتت رحمة على شعرها قائلة بحنان
خلاص ياراوية إهدى وإنسى كل اللى حصل متتعبيش نفسك اللى فات ماټ وإحنا ولاد النهاردة.
قالت راوية بحزن من وسط دموعها
قالت رحمة بحزن وعيونها تترقرق بالدموع
الذنب مش ذنبك لوحدك هما مشتركين معاكى فى اللى حصل هم الأبالسة الحقيقيين اللى فضلوا وراكى لغاية ما سلمتينى ليهم وهو كمان مذنب زيهم صدقهم صدق إنى خنته وخنت وعودنا صدق إنى كنت بغشه وبخونه مع أخوه صدق إنى وحشة زي أمى ووقف يتفرج علية وأنا بتجوز هشام ياراوية.
لأ يارحمة متظلميهوش التمثيلية كانت محبوكة أوى وأي واحد غيره لو شاف اللى إحنا شفناه كان هيصدق وهيتصدم فى حبيبته زي ما هو إتصدم بس أنا لوحدى اللى عارفة أد إيه هو إتعذب من اللى حصل وأد إيه إتعذب فى بعدك.
زفرت رحمة قائلة
مبقاش يفيد الكلام ده دلوقتى ياراوية كل واحد فينا خد نصيبه حكايتنا إنتهت من زمان ومبقاش ينفع الندم ع اللى راح ولا ينفع كمان نعيد اللى فات.
بسرعة
لأ ينفع ينفع يارحمة انا عايزاكى بس تسامحينى ياحبيبتى لأنى غلط فى حقك بس وانا الله هعوضك عن غلطى ده وهرجع كل حاجة لأصلها.
عقدت رحمة حاجبيها وهي تقول بحيرة
قصدك إيه ياراوية
قالت راوية بأمل
قصدى تتجوزى يحيي يارحمة
نهضت رحمة تقول پصدمة
إنتى بتقولى إيهإنتى اكيد إتجننتى أتجوزه إزاي وهو جوزك
قالت راوية بحزن
تمزق قلب رحمة من كلمات أختها اليائسة لتعود وتجلس إلى جوارها تمسك يدها قائلة
متقوليش كدة دى مجرد أزمة فى حياتك .إنتى كويسة وهتقاومى مرضك وهتبقى بخير عشان خاطر جوزك وإبنك هاشم وأنا هفضل جنبك لغاية ماتعدى الأزمة دى.
اغروقت عينا راوية بالدموع وهي تقول بنبرات متهدجة
متضحكيش على نفسك إنتى عارفة كويس إنى بمۏت وإن كلها أيام وأروح عند اللى خالقنى أنا مش خاېفة من المۏت بس عايزة أروح لربنا وإنتى مسامحانى عايزة أروحله وأنا مطمنة عليكى وعلى يحيي وهاشم عايزة أكون متأكدة إنى
صلحت غلطتى وإن يحيي وإبنى فى حضنك إنتى وبس يارحمة.
قالت رحمة بعيون أغروقت بالدموع
مش هينفع ياراوية والله ما هينفع قلتلك أنا ويحيي إنتهينا من زمان ومش هينفع نرجع تانى لبعض.
قالت راوية فى تصميم
لأ هينفع دى وصيتى الأخيرة ليكى وليه.
إتسعت عينا رحمة قائلة
إنتى قلتى ليحيي الكلام اللى انتى قلتهولى ده
هزت راوية رأسها نفيا قائلة
لأ مقلتلوش بس كنت مستنياكى ترجعى وتوافقى عشان أقوله.
نهضت رحمة قائلة فى حزم
إوعى تقوليله اي كلمة من اللى إنتى
قولتيهالى دلوقتى لإنى مستحيل هوافق سامعانى
قالت راوية بخيبة أمل
يبقى هتضطرينى أقوله عن اللى عملته زمان يا رحمة.
إتسعت عينا رحمة قائلة
إنتى إتجننتى ياراوية هيكرهك وهيمحيكى من حياة إبنه مش هيجيب سيرتك حتى أدامه إنتى متعرفيش يحيي ولا نسيتيه
قالت راوية بسخرية مريرة
أنساه إزاي وأنا عايشة معاه السنين اللى فاتت دى كلهاإذا كان إنتى واللى كانت روحه فيكى محى إسمك من حياتنا كلها السنين اللى فاتت دى بسبب اللى حصل ولولا انه عارف إنى بمۏت مكنش رجعك هنا من تانى أمال أنا هيعمل فية إيه بس لو مقبلتيش فأنا مضطرة أحكيله.
قالت رحمة بقلب تمزق من كلماتها
ياراوية إفهمينى بس اللى إنتى طالباه منى فوق طاقتى مش هقدر أعمله.
قالت راوية فى تعب
بصى يارحمة ياتوعدينى إنك تتجوزى يحيي بعد ما أموت وتكونى أم لهاشم إبنى وتحافظى على سرى عشان خاطره وعشان أفضل جوة حياته ويحيي ميمحنيش منها يا هقوم بنفسى دلوقتى أكشف السر ده ليحيي ويحصل اللى يحصل.
قالت رحمة فى ألم
إنتى بتطلبى منى المستحيل إزاي بس أوعدك بوعد زي ده
قالت راوية بحزم وهي تنهض من سريرها
يبقى إنتى مخلتيش أدامى حل تانى وإفتكرى يارحمة إن إنتى اللى إخترتى.
لتبتعد بإتجاه الباب بضعف تتابعها رحمة المتمزقة حيرة وألما ولكن ما لبثت ان إتسعت عينيها پصدمة حين سقطت راوية فجأة أرضا أمامها لتصرخ رحمة بإسمها فى لوعة.
الفصل الرابع
إيه اللى حصل بينكم يارحمة
قالت رحمة بإضطراب
محصلش حاجة.
هدر قائلا
لأ حصل ودموع أختك دليل هو انا مش قايلك إن راوية تعبانة ومنبه عليكى ما تضايقيهاش
خرجت رحمة من محيط ذراع مراد تنظر إلى ملامح يحيي الباردة قائلة بنبرات حزينة
ڠصب عنى هي طلبت منى حاجة مش هقدر أعملها ولما رفضت زعلت بس والله ما قصدت أضايقها أنا بس مش هقدر أنفذ طلبها.
عقد يحيي حاجبيه قائلا
وإيه هو الطلب ده
أطرقت برأسها أرضا قائلة
دى حاجة تخصنى أنا وهي وياريت متدخلش فيها.
قال يحيي بعصبية
مادام تخص راوية تبقى تخصنى راوية مراتى ولا نسيتى
قال مراد
اهدى بس يايحيي الأمور متتاخدش بالشكل ده.
إلتفت إليه يحيي قائلا پغضب
أومال تتاخد إزاي يامراد .شكلك نسيت إن اللى أدامك دى رحمة رحمة اللى داست على شرفنا ومرمغته فى الوحل ومش بعيد تكون هي السبب فى مۏت هشام .
قاطعته رحمة قائلة بحدة
من فضلك لغاية كدة وكفاية أنا مسمحلكش.
يحيي يقول بصوت كالفحيح
بتقولى إيهتسمحيلىطب لعلمك بقى تسمحيلى أو متسمحليش فأنا حر أقول اللى أنا عايزه فى بيتى يا
ليصمت لثانية ثم يستطرد بسخرية قائلا
يارحمة هانم.
رفعت رحمة
رأسها قائلة بإباء
ومادام ده بيتك كان المفروض تكرم ضيفك فيه بس الظاهر إنك متعرفش حاجة عن الأصول ياإبن الأصول وأنا ميشرفنيش نكون مع بعض تحت سقف واحد أنا ماشية من بيتك يا .
لتستطرد بسخرية قائلة
يايحيي بيه.
كادت أن تغادر عندما إستوقفها صوت راوية الضعيف وهي تقول
رحمة إستنى متمشيش.
إلتفتت إليها رحمة تنظر إلى ملامحها الشاحبة بشدة لتتغير ملامحها الباردة ويظهر القلق على وجهها وهي تقترب من أختها متجاهلة تلك النظرات الغاضبة الثاقبة المنصبة عليها من قبل يحيي بينما يقف مراد يتابع مايحدث بصمت لتقول راوية بضعف
أنا عايزة قرارك الأخير يارحمة موافقة على طلبى ولا لأ
توقفت رحمة وهي تسترق النظر إلى يحيي الذى يتابع حديثهم عاقدا حاجبيه بشدة لتبتلع ريقها قائلة بصعوبة
مش وقته يا راوية الكلام ده هنأجله لوقت تانى إتفقنا
قالت راوية بإصرار
لأ وقته أنا عايزة أعرف حالا موافقة تتجوزى يحيي بعد ماأموت وتربوا هاشم فى ولا لسة رافضة
إتسعت عينا رحمة پصدمة وألقت نظرة مرتاعة على الرجلين الواقفين خلفها فى حالة من الذهول قبل أن يفيق يحيي من صډمته ويقول پغضب
إنتى بتقولى إيه ياراوية إنتى اكيد إتجننتى.
نظرت راوية إليه قائلة فى حزن
بالعكس أنا عقلت مواجهتى للمۏت خلتنى أفكر بعقلى مش هلاقى أم لإبنى أحسن من رحمة ومش هلاقى حد ياخد باله منك أحسن منها برده دى رغبتى الأخيرة وياريت تحققوهالى.
فى تلك اللحظة إندفع مراد خارجا من الحجرة تتابعه العيون يدرك يحيي فى غيرة وڠضب سبب رحيله المفاجئ بينما إنتابت كل من رحمة وراوية دهشة لذلك الرحيل غريب القسمات ليفيقا من دهشتهما على صوت يحيي يقول بحدة موجها حديثه لراوية
ممكن تنسى الكلام اللى انتى بتقوليه ده خالص وتركزى فى مرضك وتحاولى تقاوميه بكل قوتك ومتستسلميش بالشكل ده لو مش هتقاومى عشان نفسك فقاومى عشان خاطرى وخاطر هاشم.
أدمعت عينا راوية قائلة
مستحيل أوافق على الكلام ده طبعا.
رغما عنها أحست رحمة بحزن مزق فؤادها من لهجته
الحادة النافرة منها لتطرق هي بحزن قائلة
أنا كمان مستحيل هوافق.
زفرت راوية فى يأس قائلة
إنتوا مخليتوش أدامى حل تانى غير إنى أقولك يايحيي
قاطعتها رحمة قائلة فى صدمة
إستنى يا راوية .
نظرت إليها راوية قائلة فى هدوء
أستنى إيه يارحمة
قالت رحمة فى يأس
أنا أنا موافقة.
نظر إليها يحيي پصدمة يدرك أنها وافقت على الزواج منه بعد رفضها القاطع منذ قليل والذى مزق قلبه ولكن الڠضب الكامن
فى نفسه أخبره انه لا يريد ايضا أن يقترن بها أم أنه وفى أعماق قلبه كان غاضبا من نفسه لأنه أراد ذلك وبشدة ولكن رغما عنه انتابته الحيرة لقبولها المفاجئ ذاك لينفض افكاره على تنهيدة إرتياح خرجت من شفاه راوية وهي تلتفت إليه قائلة
وإنت يايحييلسة رافض
قال يحيي پغضب
إنتوا اكيد إتجننتوا وأنا مش مستعد أقف ثانية واحدة وأسمع جنانكم ده أنا مش موافق وبقولها أدامكم أهو مش موااافق.
ثم إندفع مغادرا تتابعه عيونهم لتلتفت راوية إلى رحمة
التى أغروقت عيناها بالدموع قائلة
هيوافق أهم حاجة كانت إنك إنتى توافقى يارحمة أما يحيي فسيبيه علية أنا هعرف إزاي أقنعه.
نهضت رحمة وهي تقول بصوت متهدج
أنا مش هقدر اسامحك أبدا على إنك أجبرتينى على إنى أوافق ياراواية إنتى بترتكبى اكبر غلطة فى حقنا كلنا وبكرة أفكرك.
ثم غادرت الحجرة بخطوات بطيئة حزينة تتابعها راوية بعينيها قبل
متابعة القراءة