روايه الثلاثه يحبونها
المحتويات
حين رأى سعادة وعشق تنبعث من عيونهما تجاه بعضهما البعض كأنه يود لو حظي بمثل هذا الحب لو غرق فيه حتى الثمالة أتراه لم يعد يحب رحمةأتراه كان وهما تزول آثاره من قلبه ببطئ ترى ما السبب الذى جعله يرى رحمة الآن كإمرأة عادية تعشق زوجها وزوجها يعشقها لا يتأملها كإمرأة لا يتأمل ملامحها
قوامها فقط يتأمل عيونها العاشقة نظرتها لقد قالها سابقا لقد أصابه مس من الجنون ومن الأفضل أن يغادر الآن أن يذهب بعيدا إلى واحة راحته إلى شروق لعله يجد عندها جوابا لأسئلته او على الأقل راحته.
عملتى إيه
خلعت نقابها وهي تقول
إبتسم وهو ينطلق بسيارته يسابق الريح.
إرتطم أحد الحاضرين برحمة وهو يتراجع محدثا أحدهم ليسقط كوب العصير من يدها منكسرا بينما كادت هي ان تسقط لولا تلك اليد القوية التى جذبتها إنتى كويسة
أومأت برأسها بهدوء دون أن تبتعد تنعم بدفئه ليعتذر الذى صدمها قائلا
أنا آسف والله مكنش قصدى يايحيي آنا آسف يامدام رحمة أنا بس
خلاص يافوزى محصلش حاجة.
ليعتذر فوزى مجددا بإحراج وقد لاحظ نبرات يحيي نافذة الصبر ثم إبتعد بسرعة بينما إعتذر يحيي
من الحاضرين ثم إتجه بها إلى المنزل وهي مستسلمة له وهو يقودها تشعر ببعض الضعف يزحف إلى جسدها ليأخذها يحيي إلى حجرتهما وهو يلاحظ شحوب وجهها ليقول بقلق ما إن دلفا إلى الحجرة
رحمة إنتى بجد كويسة
الخبطة كانت بسيطة بس مش عارفة فيه ۏجع فى بطنى والۏجع بيزيد يايحيي.
نظر يحيي إلى معدتها التى تمسكها بقلق ليقول بسرعة
أنا هكلم الدكتور رءوف ييجى يطمنا عليكى و
لم يكمل كلماته وهو يراها تجرى على الحمام ليتبعها بقلق ليراها تفرغ محتويات معدتها تكاد أن تسقط ليسندها بسرعة وهو يحضر تلك المنشفة الصغيرة ويبللها قليلا يمسح به فمها و وجهها المتعرق ثم يحملها ويتجه بها إلى السرير يمددها عليه قائلا
ليغلق الهاتف يشعر قلبه ولأول مرة .بالخۏف.
كان يحيي يجلس أمام حجرة العمليات فى هذا المستشفى
الخاص بصديقه الطبيب رءوف بوجه شاحب عيونه معلقة بتلك اللمبة الحمراء المضاءة وقلبه ينتفض بين ضلوعه ړعبا على تلك القابعة بالداخل بين الحياة والمۏت.
حالة ټسمم ويجب ان تنقل فورا إلى المشفى
لماذا يقسو عليه القدر هكذا لماذا يحرمه منها دائما لماذا كلما وشعر أنه قاب قوسين أو أدنى
من الوصول إليها يبعدها القدر عنه بقسۏة لماذا لماذا
ضړب بقبضته الكرسي الحديدى بجواره ضربات متتالية أډمت يده وهو ېصرخ فى لوعة قائلا
ليه بس ليه
إهدى بس يايحيي جرالك إيه
نظر إليه يحيي بعيون غشيتها الدموع ليشعر مراد بقلبه ينفطر حزنا على أخيه لېتمزق تماما وأخيه يقول بمرارة
رحمة بټموت يامراد رحمة بتروح منى تانى المرة اللى فاتت قلبى ماټ فى بعدها بس عشت لإنها كانت عايشة وبتتنفس المرة دى مش هستحمل ھموت وراها يامراد.
مراد قائلا فى أسى
متقولش كدة يايحيي إستهدى بالله رحمة هتعيش وهترجعلك وهتعيشوا زي أي إتنين بيحبوا بعض.
خرج يحيي من حضڼ أخيه قائلا فى ألم
أنا مش بس بحبها أنا بعشقها من أول يوم شفتها فيه وقلبى مبقاش ملكى خطفتنى بعينيها بسحرها بحبها اللى كانت بيه وباين فى كل تصرفاتها صارحتها ولقيتها هي كمان بتصارحنى مكنش حب مزيف زي ما حاولت أوهم نفسى عشان أبرر خيانتها لية دلوقتى لازم أعترف إن حبها كان حقيقى كنت بحسه فى نظرتها لما شفتها مع أخويا كان لازم أتأكد قبل ما أظلمها أيوة ظلمتها قلبى حاسس دلوقتى إنى ظلمتها وإن فيه حاجة مش طبيعية حصلت زمان ودفعت أنا وهي تمنها غالى من عمرنا ومشاعرنا خاېف يجرالها حاجة دلوقتى وملحقش أقولها إنى بحبها وإنى فعلا طلعت زيكم زي ما قالت وظلمتها خدتها بذنب مش ذنبها وإنى آسف آسف على كل القسۏة اللى شافتها منى وإنى مش عايز دلوقتى غير إنى أشوفها بخير وبس وإن سعادتها لو هتبقى فى إنها تكون بعيد عنى فأنا .
ليهز رأسه نفيا وهو يقول فى مرارة
لأ مش هقدر مش هقدر أسيبها تبعد عنى يامراد المۏت عندى أهون
لتغشى عيونه الدموع مجددا وهو يردد بهمس مرير
المۏت عندى أهون.
لها بعشقها وكينونتها الطيبة ليشعر بسعادة داخلية لهذا الإكتشاف فهي حبيبته الآن وأم طفله ليشعر بالجزع لخوفه من أن تكون قد
أجهضت الجنين وقتها ستنهار علاقتهما وبلا رجعة ليقرر فور الإطمئنان على
رحمة أن يسرع إليها يطلب منها غفرانا لا يستحقه ولكنه يعلم أن قلبها الطيب سيمنحه ذلك الغفران فور طلبه إياه.
أفاق من أفكاره على صوت فتح غرفة العمليات وخروج رءوف منها ليتجها إليه على الفور ويقول يحيي بلهفة
رحمة كويسة يارءوف
إبتسم رءوف بهدوء قائلا
إطمن يايحيي مدام رحمة بقت كويسة الحمد لله السم كان شديد والحمد لله إن اللى وصل معدتها منه كمية قليلة أوى وإنها كمان تقيأت وده قلل من تأثيره وخلانا قدرنا ننقذها فى الوقت المناسب.
ظهر الإرتياح على ملامح كل من يحيي ومراد ليقول يحيي
الحمد لله.
قال الطبيب فى حزم
بس الموضوع فيه شبهة جنائية فيه حد كان قاصد ېموتها وأنا لازم أبلغ يايحيي
عقد يحيي حاجبيه وهو يقول بصرامة
لأ يارءوف مفيش داعى لتدخل البوليس اللى عمل العملة السودا دى أنا هوصله بنفسى وهيكون عقابه عندى أنا وصدقنى مش هرحمه ده تارى يارءوف ويحيي الشناوي مبيسيبش تاره أبدا.
تنهد رءوف بقلة حيلة وهو يدرك صلابة وعناد يحيي ليقول بهدوء
تمام إحنا هننقل مدام رحمة دلوقتى لأوضتها وياريت تبقى فى راحة تامة وبعيد عن التوتر وحمد الله على سلامتها.
أومأ يحيي برأسه فى هدوء ليغادر رءوف بينما قال مراد بقلق
هتعمل إيه يايحيي
قال يحيي وعيونه تملؤها القسۏة
هطمن على رحمة الأول وبعدين هوصل للى عملها وهخليه يتمنى لو كان فى آخر الدنيا عشان مطولوش وبرده هجيبه ولو كان فى سابع أرض وساعتها . صدقنى مش هرحمه.
تأمل يحيي ملامح رحمة الساكنة يتخيل حياته من دونها ليجدها مستحيلة التخيل فلا حياة له وهي خارجها يسرح فى كل ما مر بهما من بداية تعارفهما وحتى تلك اللحظة لتتردد فى آذانه كلماتها الأخيرةحرام عليك كفاية ظلم لو كنت دورت جوة قلبك كنت هتعرف الحقيقة إنت زيهم كلهملينتفض واقفا وهو يقول
لأ يارحمة أنا مش زيهم أنا بحبك أوى محدش فى الدنيا حبك أدى ولو كنت ظلمتك زيهم فعشان غيرتى عميتنى وخليتنى مشفش اللى شايفه أدامى دلوقتى لما رجعت بالأحداث لورا شفت صدمة فى عينك أول ما شفتينا مش صدمة حد بينكشف لأ صدمة انا فين وبعمل إيه هنا وإنتوا واقفين بتبصولى كدة ليه وصدمة لما سمعتى
كلام جدى وهشام اللى إعترف إنكوا على علاقة من زمان وإنه مستعد يصلح غلطته دلوقتى شفت قهرة فى عيونك وإنتى بتبصيلى وأنا ساكت مبقلش حاجة واقف جامد ببصلك وأنا مش عارف أشرب من دمك ولا أسيبك تتجوزى هشام وتغورى من وشى دلوقتى بس شفت ده كله دلوقت حسيت فعلا بكل ده بس إزاي متكلمتيش إزاي مدافعتيش عن نفسك أكيد هشام خدرك وأخدك أوضته أكيد عمل حاجة عشان نقع كلنا فى الفخ ونجوزهولك وده اللى حصل أد إيه كنت ساذج وقتها أد إيه كنت غبى.
قائلا فى تصميم
بس وعد منى هعرف إيه اللى حصل زمان ومين السبب فى اللى جرالك النهاردة ومش هرحمه ولازم أرجعلك حقك من كل اللى ظلموكى حتى لو كنت أنا بينهم بس أهم حاجة دلوقتى تفوقى وترجعيلى يارحمة أنا بحبك أوى.
توقف قلبه عن النبض ثم عاد لينبض مجددا وهي تقول بهمس
يحيي.
تأمل ملامحها وعيونها المغلقة ليدرك أنها تناديه وهي مازالت تحت تأثير البنج ليذوب قلبه وهو يهمس بدوره قائلا
قلب يحيي.
رددت إسمه مجددا بهمس لتشتعل دقات قلبه يهمس بجانب أذنها قائلا
عمره كله.
لتبتسم بضعف هامسة بإسمه
يحيي.
لتتسع عينيها بدهشة ثم يرفع رأسه قائلا بعيون ظهر بهما عشقه خالصا لتنظر إلى عيونه بحيرة قائلة بضعف
يحيي أنا إنت
وضع يحيي إصبعه على شفتيها قائلا بعشق
أنا بحبك بحبك أوى يارحمة.
نظرت إليه رحمة فى صدمة لإعترافه الصريح هذا بعشقها لتتسع عينا رحمة فى دهشة و سعادة.
دلف مراد إلى المنزل يبحث عن شروق فلم يجدها دلف إلى حجرته ليجد ورقة بيضاء مطوية وضعت على الكومود بإسمه فتح الورقة بسرعة وجرت عيناه على محتوياتها
مراد
أنا مش مستعدة أتخلى عن طفلى حتى لو خيرتنى بينك وبينه
أنا بختاره هو تعرف ليهلإنى مستحيل هختار واحد باعنى بالرخيص وفى أول موقف مر علينا وكأنى مهمكش يامراد ولا يهمك مصيرى سواء أموت أو أعيش مش هتفرق معاك أنا كنت موجودة فى حياتك ليه عشان أكون مجرد بديل مرة أكون بديل لمراتك اللى مبتحبهاش ومرة بديل لحبييتك حبيبتك اللى مقدرتش توصلها مش كدة للدرجة دى يامراد كنت بالنسبة لك ولا حاجة للدرجة دى محسيتش بية وبقلبى اللى كان بيتعذب كل يوم وأنا عندى أمل واحد فى المليون إنك تحس
بحبى وتحبنى ولو شوية الأمل ده النهاردة إنت قټلته زي ما كنت عايز إبنك ضناك معاه لكن انا هعيش هعيش عشان خاطر إبننا متحاولش تدور علية عشان مش
هتلاقينى ومتقلقش مش هتشوفنى تانى ولا هتشوف طفلك إنسانا يا مراد وأظن إن ده سهل عليك . أوى شروق.
جلس مراد فلم تعد قدماه قادرتان على حمله يشعر بالإنهيار بداخله تمزقه كلماتها تمزيقا يدرك فيم تفكر الآن وبما تشعر لقد كانت تعلم تعلم بحبه لأخرى ولم تلومه ولم تعاتبه فقط تحملت ألمها بداخلها ووارته لترسم إبتسامتها على شفتيه وتسعده كم كان غبيا حين أعماه عشقه المزيف عن رؤية كل مشاعره تجاهها عن منحها ما تستحق فقط السعادة والحب فهي تستحقهما
ليظهر التصميم على وجهه سيجدها وسيفعل المستحيل لتسامحه وسيعلنها زوجة له أمام الجميع حتى وإن واجه بذلك أعاصير بشرى ورفض عائلته سيربى طفله بينهما وسيمنحهما كل ما حرمهما
متابعة القراءة