روايه الثلاثه يحبونها

موقع أيام نيوز

زوجته ويمنحها منزلا وزوجا يرعاها بعد أن كادت أن تلقى فى الشارع بلا مأوى لها من قبل عمها الذى قال لها مباشرة أن أولاده هم أحق بتلك اللقمة التى يمنحها إياها .ومع مرور الأيام فاجئها مراد بعرضه الزواج منها لتفاجئ اكثر بموافقتها التى أرجعتها وقتها لفضله الكبير عليها ولكنها أدركت بعد الزواج أنها وافقت على عرضه لأنها أحبته من النظرة الأولى أفاقت من شرودها العيون الجميلة دى مش لازم تبكى وأنا موجود.
ربنا ما يحرمنيش منك أبدا.
حركة
بسيطة وكلمات أبسط منحاه ة من تلك الفتاة البسيطة رائعة الجمال والتى منحته ماعجزت عن أن تمنحه إياه بشرى منحته حب يظهر فى تلك العينين العشبيتين وفى اهتمامها به وبكل ما يحبه ومنحته راحة فى الإستماع إليه وإلى ما يؤرقه ثم بكلمات بسيطة 
نظرت إليه بلهفة قائلة
بجد يا مراد
بجد ياشروق.
قرب يحيي ملعقة الشوربة من فم رحمة لتفتح شفتيها رغما عنها وتشربها بعينيه تشعر بيحيي يعود كما كان . ليكبح جماح نفسه بكل قوة كادت هي بدورها أن تستسلم لعشقها القديم أن هذا هو يحيي من ظن بها السوء رغم
نهض يحيي قائلا فى توتر
انا هخلى روحية تيجى تأكلك .
قاطعته قائلة
لو سمحت متتعبهاش أنا هاكل لوحدى.
نظر إلى ملامحها الهادئة قائلا
متأكدة
أومأت برأسها ليقول مكررا
هتاكلى يا رحمة قلة الأكل مش كويسة علشانك.
وكأنه يهتم إن عاشت أو ماټت لتقول بعصبية
انا مش طفلة صغيرة على فكرة ولما أقول هاكل يبقى هاكل بطل تعاملنى معاملة الأطفال يايحيي إنت كدة بتخنقنى.
إبتسم بسخرية قائلا
الاحسن إنى أعاملك كطفلة صدقينى ما هو إنى اعتبرك طفلة صغيرة مش عارفة مصلحتها
فين أحسن كتير من إنى اعتبرك كبيرة وواعية ﻹن تصرفاتك دى لو اعتبرتها من واحدة كبيرة فهتنزلك من عينى أوى يارحمة وأظن مش ممكن تنزلى أكتر من كدة.
أغروقت عيناها بالدموع ولكنها أطرقت برأسها حتى لايرى دموعها وضعفها بينما هو شعر بالندم فور نطقه لتلك الكلمات وهو يرى شحوب وجهها ولكنه أدرك أنه أراد بتلك الكلمات ان يثبت لها أنه ليس ضعيفا أمام سحرها كما ظهر منه وأنها لا تؤثر به بتاتا أراد ان يوضح لها رأيه فيها حتى لا تنتابها الشكوك حول مشاعره ورغم انه أراد ان يبثها كل ذلك إلا أن إطراقة رأسها ومظهرها الضعيف الآن جعلاه يشعر بالندم على تفوهه بتلك الكلمات الفارغة يدرك أنه إن تركها الآن فلن تأكل وربما حدث لها شيئا وهو لن يسمح بإصابتها بأي سوء ليعاود الجلوس
ب
كانت بشرى تجوب حجرتها جيئة وذهابا تشعر بالحقد والغيظ ېمزقان كيانها تبغى الإنتقام ممن كانت السبب فى أن ېصرخ عليها يحيي لأول مرة فى حياتها لا تدرى ماذا تفعللتتوقف فى مكانها ترفع يدها إلى رأسها تفركها فى حدة وهي تقول
فكرى يابشرى فكرى إيه افكارك الجهنمية راحت فيندماغك دى صدت ولا إيهأكيد من قلة إستعمالها بقالك كتير راكناها على الرف لكن آن الأوان تستخدميها عشان تزيحى العقربة رحمة من طريقك بس هتظبطيها إزاي بس
لتزفر قائلة
طول ما أنا عايشة فى التوتر ده وهي أدامى مش هعرف أفكر وأدبرلها مصېبة تاخدها من وشى وأخلى الطريق يفضالى بقى كل اللى هيحصل إنى هتعصب وأغلط وأزعل يحيي منى وبس.
لتلتمع عيناها وهي تقول
أيوة أحسن حاجة أروح لأخو جدى هاشم البلد أيوة هروح للحاج صالح هناك هدوء وهعرف أفكر براحتى وبالمرة أجدد علاقتى بيهم جايز أحتاجلهم فى خطتى.
لتبتسم بإنتصار قائلة
أما إنتى عليكى دماغ يابشرى .ألماس.
لتطلق ضحكة ساخرة وهي تمنى نفسها بقرب الخلاص نهائيا .من رحمة.
إستيقظ مراد ليجد شروق نائمة 
نظرة أخيرة قبل ان ينهض بحذر حتى لا يوقظها فلا طاقة له اليوم برؤية حزنها لرحيله كما يحدث عادة تظن هي انها إستطاعت ان تواريه عنه ويدركه هو فى طيات عينيها الخضراوتين الساحرتين نافذته التى يستطيع من خلالها رؤية مكنون قلبها تنهد بحزن كم ود لو
إستطاع ان يبدل قلبه أو يمحى عشق رحمة منه على الاقل كي يستطيع ان يبادلها ذلك العشق الكبير الذى تكنه له ولكنه للأسف لا يستطيع رغم انه أدرك مؤخرا حقيقة غابت عنه طوال حياته وهي أن أخاه يعشق رحمة والمصېبة الأكبر أن رحمة تعشقه بدورها ظهرت تلك الحقيقة فى نظرات رحمة إلى يحيي وكلمات يحيي التى خرجت منه دون إرادة تلك الحقيقة صډمته وأشعلت كيانه حزنا فطر قلبه إدراكه أنهم أولاد عاصم الشناوي ثلاثتهم أحبوها منذ الصغر ولكن هي هي لم تحب سواه أخاه الأكبر يحيي ذلك الذى يحبه كوالد كأخ أكبر كقدوة ورغم أنه وجب عليه ان يتخلص من عشقها الآن بعد إكتشافه ذلك إلا أنه لا يستطيع مازال قلبه ينطق بحروف إسمها مجبرا إياه على التفكير بها يتساءل ما مصير ذلك العشق الذى يهدم كيانه ويبعده عن كل ما حوله سواها لينظر إلى شروق النائمة كالملاك متسائلا وماذنب تلك المسكينة التى تعشقه بكل ذرة فى كيانها وتنتظر يوما يبادلها فيه عشقهاليغمض عينيه
ألما فبيده يقبع الحل لكل مشاكله ولكن قلبه يرفض أن يستمع إليه ليبتعد مغادرا بخطوات ثقيلة يعلم أنه وحده السبب فى عڈابه
ولكن ما بيده حيلة فالحب فى حالته لعڼة ولا خلاص منها سوى بالمۏت نعم هو المۏت ولا شئ غيره.
دلف مراد إلى حجرته بهدوء يبتهل بكل شدة إل الله ان تكون بشرى نائمة فلا طاقة لديه اليوم أيضا لمشاجرة جديدة مع بشرى يستشعرها فى كل كيانه عقد حاجبيه بشدة وهو يرى الغرفة الخالية منها تفقد الحمام فلم يجدها أيضا ليزداد إنعقاد حاجبيه حتى وقعت عيناه على ورقة بيضاء وضعت على السرير مكتوب عليها إسمه بالخط العريض تناولها تجرى عيناه على سطورها التى تقول 
وقفت ساكت وانا بيتزعقلى عشان خاطر الست رحمة ملقتش جوزى جنبى يدافع عنى ومع ذلك انا مش زعلانة منك لإنى عمرى ما حسيت بوجودك جنبى كداعم لية على الأقل عموما انا مخڼوقة أوى ومش هقدر اقعد أنا وهي تحت سقف بيت واحد خصوصا وأنا فى الحالة دى عشان كدة أنا روحت لجدى صالح فى البلد هقعد عنده يومين أهدي فيهم اعصابى وهرجع تانى لو حابب تحصلنى فأنا مستنياك ولو وراك شغل فعادى إتعودت على كدة سلام مؤقت .يامراد.
زفر مراد بإرتياح فإبتعادها فى تلك الفترة هو خير بكل تأكيد ليترك الورقة على الكومود ويتمدد على سريره بملابسه يستسلم لنوم عميق يرغب به الهروب من كل شئ يحدث حوله فهروبه الآن داخل أحلامه يبدو الحل الأمثل على الأقل فى الوقت الحالى.
الفصل الثامن
طرق يحيي الباب فلم يجد إجابة عقد حاجبيه يتساءل ترى أمازالت رحمة نائمةنظر إلى ساعته ليجدها السابعة صباحا ليزفر بقوة يدرك أن
رحمة قد تغيرت بالفعل فبالماضى كانت تصحو فى السادسة والنصف تماما مثله كانا الوحيدان اللذان يستيقظان فى مثل تلك الساعة المبكرة ليركبان الأحصنة سويا يتسابقان فى جو من المرح والحب.
أصابته الذكريات بالألم مجددا وكاد أن يبتعد عن الحجرة ولكن هاجس لديه أوقفه ماذا لو أن رحمة مازالت مريضة لذا لم تستيقظ مبكرا كعادتهاماذا لو أصابها شئ ما ليشعر بۏجع فى قلبه لمجرد التخيل ويسرع بفتح الحجرة والدلوف إليها عقد حاجبيه وهو يرى الحجرة خالية يتساءل إلى أين ذهبت فى مثل هذا الوقت أتراها ذهبت إلى الخيل وركبت إحداها وحدها وهي مازالت منهكة القوىأراد أن يقطع الشك باليقين ويتأكد بنفسه ولكن فى البداية يجب أن يمر على طفله ليطمأن عليه. ولا أن يتخيل أما أخرى لطفله غيرها قائلا
إحمم إزيك دلوقتى
إبتلعت ريقها بصعوبة وهي تشعر منها قائلة
أنا أنا بخير.
مد يده يداعب وجنة صغيره الذى إبتسم له مرحبا قائلا
إنت كمان وحشتنى.
بادلها برودها على الفور ببرود كالصقيع إحتل ملامحه ردا على برودة قسماتها وهو يقول
فى حاجات كتير أولهم وصية المرحومة راوية.
إتسعت عيناها پصدمة قائلة
أظن مش وقت الكلام ده ولا هنا المكان المناسب كمان ولا إيه أنا أختى لسة مېتة من أيام على فكرة على الأقل سيبنى أحزن
عليها شوية ومثل إنت شوية إنها كانت مراتك وزعلان عليها.
أحس بالغليان ليحمر وجهه وتنتفض عروقه وتشتعل عيناه بشرارات الڠضب لتدرك رحمة أنها تعدت كل الحدود تراجعت لخطوة عندما خطوتين يقول پغضب
مش انا اللى أمثل يارحمة أنا فعلا حزين على راوية لإنها قبل ما تكون مراتى كانت بنت عمى الطيبة الروح الوحيدة النقية فى عيلة الشناوي كلهم كانت بتدى من غير ماتنتظر أي حاجة فى المقابل غيرها خد ومداش غير الغدر.
نظرت إلى عينيه قائلة بمرارة نطقت بها أحرفها وتلك الدموع التى ترقرقت بعينيها
غيرها ده اللى هو أنا مش كدة
أوجعته دموعها ولكنه أظهر البرود وهو يتأملها بنظرة نعم أنتى من أقصدها بكلامى لتستطرد بصوت يقطر ألما
ولما أنت عارف إن أنا وحشة أوى كدة يبقى لازمته إيه الكلام إنسى وصيتها خالص ولا كأنها كانت موجودة من الأساس
مال عليها تلفحها أنفاسه الغاضبة وهو يقول
مش أنا اللى يوعد بحاجة وميوفيش بيها وصية راوية هنفذها أكيد مش حبا فيكى لإن الحب كان غلطة حياتى الحب كلمة مبقاش ممكن أعترف بيها مسحتها من قاموسى ومن زمان ومش ناوى أعيد غلطاتى من جديد بس كلمتى ووعدى لازم أحافظ عليهم حتى لو شايف إنك متستاهليش إسمى بس راوية شافت إنك هتكونى أم كويسة لإبنى وبما إنى مش ناوى أرتبط تانى بعد راوية يبقى عشان خاطر هاشم مستعد أتنازل وأتجوزك.
نظرت إليه رحمة فى برود يخالف تلك المرارة التى تشعر بها وذلك الألم الناتج من چرح قلبها النازف بقوة وهي تقول
ولو رفضت
رغم إنك وعدتى راوية بالموافقة ورغم انى إتعودت منك على إنك شاطرة أوى فى كسر الوعود إلا إن دى حريتك الشخصية عايزة ترفضى وتروحى تتجوزى توفيق إنتى حرة بس بمجرد ما تخرجى مش هيكون ليكى أي علاقة بالبيت ده أو بأي حد موجودفيه يعنى تنسى إنك من
عيلة الشناوي أصلا وتنسى كمان إن ليكى إبن أخت إسمه هاشم.
عقدت رحمة حاجبيها تتساءل فى حيرة عن أي شئ يتحدث وما دخل توفيقما الذى جاء بإسمه فى حديثهماوكيف عرفلا يهم الآن المهم هو هذا الټهديد الصريح بإزالتها من حياتهم لا يهمها إن تبرأت منها عائلة الشناوي بأكملها فلم ترى منهم سوى القسۏة والجراح ولكن ما يهمها هو أصغر عائلة الشناوي هاشم إبن أختها الحبيب آخر من تبقى من أختها يحمل روحها هو قطعة منها هي غير مستعدة إطلاقا للتخلى عنها لتنظر إليه بنظرة جامدة لا روح فيها قائلة
كالعادة كسبت الجولة دى يايحيي زي ما كسبت
تم نسخ الرابط