روايه انصاف الاقدار
المحتويات
السكنية الفاخرة يدقنن الباب
فتحت لهم سيده فى أواخر الأربعين من عمرها ذات جمال اخاذ طبيعي تبتسم لهم ببشاشه كبيره تفتح ذراعيها بترحاب شديد بنت اختى القمر
ارتمت ملكية باحضانها تقولملكة جمال اسكندرية والبحر المتوسط كله
دلال هانم
دلال حبيبتي وحشتينى وحشتينى
نظرت خلفها وقالتاكيد انتى ندى صح
دلال تعالوا تعالوا يا حبيبي اتفضلوا
سارت امامهم للداخل وهم يسيرون خلفها مالت ندى على إذن مليكه يخربيت حلاوتها ايه ده
ابتسمت لها مليكه بصمت وجلسوا سويا
دلال بصوا بقا دلوقتي هتدخلوا تاخدو شاور كده عشان السفر اكون انا حضرتلكوا ساندويتشات كده فى السريع تاكلوهم وتناموا تريحوا على ماتصحوا تكون نهى ومازن جم من برا ونخرج بقا باليل وننزل الميا ايه رأيكوا
دلال ولادى نهى الكبيره وبتشتغل معيده هنا في جامعة إسكندريه أما مازن بقا الصغير فى امتياز طب السنة دى هتحبيهم اوى يالا يالا مش عايزين نضيع وقت
وقفتا سريعا معها يمتثلون لأمرها كل منهم تريد تحرير روحها من هذا الحزن الجاثم عليها ربما وجدت حياه جديده
بعد مرور أسبوعين
وقف المعلم رجب أمام منزل عائلة توفيق
الحاج شكرىاه بس بينهم وبين ربنا بس على الورق هو لسه ماطلقهاش
رجب نعم معناته ايه الكلام ده!
شكرى يعنى يامعلم هو طلقها شفوى كده بالبق لازم يطلقها على الورق عند مأذون وتستنوا عدتها كامله على الورق عشان تقدر تتجوزها
توفيق مافضتش
رجبايه مافضتش مش عارف تفضى نفسك لحاجه مهمه زى دى امال فاضى لايه
نظر له توفيق بتمعن
يقول وانت مالك كده متسربع ومتضايق كده ليه
شمله رجب بنظره مشمئزه وقال بسخرية اصل انا بعيد عنك دمى حامى وجسمى سخن ماعرفش ابقى بارد فى اى موضوع انا داخل فيه من قريب ولا من بعيد حاجه ماتسمعش انت عنها
توفيق پغضب لأخيه هو قصده ايه الراجل ده
شكرىلو مافهمتش على طول يبقى عمرك ما هتفهم عليه العوض
ثم رحل هو الآخر تاركين ذلك البارد ينظر لاثرهم باستغراب وڠضب
الفصل الثامن
جلست هديل مقابل اخيها في احد المقاهى الشهيره وهو عصبى جدا يقول هديل انا مش عايز اسمع اى كلام منك الى فى دماغك ده مرفوض
نادر بضيق يعنى ايه وضحى كلامك أنا على اخرى اصلا
هديل بهدوء هقولك دلوقتي السيد والدنا حاططنى تحت ضغط يا أوقع عامر واخليه يخطبنى يا يحرمنى من حقى صح
نادر همممم
هديل طيب هو انا المطلوب منى ايه اصلا عامر ابن خالتنا وهو بنى ادم كويس واحنا من الأساس بنتعامل حلو يبقى انا هعمل ايه غير انى ازود الاهتمام بيه قدام ماما شويه عامر مش بيحبنى وانا زى اخته بالظبط دى حقيقه مش هتتغير كل الى هعمله أنى هلاعب بابا واكسب وقت اهو ابقى عملت الى عليا مش هروح اغصبه يتجوزنى يعنى الى هو انا هو عملت كل حاجة هو الى ماجاش واتقدملى يبقى خلاص
نادر بردو لا شوفى حل غيره
هديلبقولك ايه انا بقالى اسبوعين بلفها فى دماغى لما دماغى ورمت هو ده الحل الوحيد عامر مش هيخطبنى ابدا بس انا اخد شركتى الى هى تعبى ومجهودى قولت ايه هتقف جنبى ولا هتكبر وتعيش انت مع البنات
نادر ليه هو انا مطلوب منى ايه
هديل مطلوب انك تبقى اخ عدل وتفضل جنبى في المحنه دى
نادر مانا بردو مش بالعها الحكاية دى
هديل ماعلش هى فتره وهتعدى وكل حاجه هتخلص قولت ايه معايا
زفر بضيق وقال على مضضمعاكى يا ستى اما نشوف اخرتها
فى الإسكندرية
جلست مليكه بفستان صيفى مناسب للبحر على الرمال شاردة كأنها بعالم آخر
شعرت بأحدهم يجلس لجوارها ولم تكن سوى خالتها التى قالتبتفكرى في ايه وشاغلك كده
ابتسمت مليكهولا حاجة
دلال على خالتو يعنى ماروحتيش لحد عامر كده ورجعتى
تلاشت ابتسامتها وقالت بحزنمابقاش ينفع بقا انا تعبت هو لا حبنى ولا هيحبنى كفاية كده
دلال انا من الاول كنت رافضه الموضوع ده
نظرت لها مليكه كأنها كائن فضائى وقالت والله ماعرفتكيش انا كده يعنى ده انتى اكتر واحدة كنتى مشجعانى
دلال انا! اعدمك ماحصل
مليكه پجنون يانهار اسود ومنيل
اقتربت ندى منهم تقول ايه ده مالكوا فى ايه
دلال تعالى تعالى يابنتى تعالى شوفى صاحبتك قاعده لا بيا ولا عليا الا والاقيهالك ملبسانى مصېبه قال ايه انا كنت مشجعاها تحب عامر
اتسعت أعين ندى وقالت لمليكهاحيييه هى عارفة
مليكه هه عارفة دى ماشيه معايا خطوه بخطوه ومن زمان الى قدامك دى هى السبب فى ان عقلى يبوظ بسبب الروايات الى خلتنى ادمنها زيها عايشة في عالم وردى من ابطال على ورق وعيشتنى معاها فيه حسبى الله ونعم الوكيل
دلال انتى هتحسبنى عليا فى وشى وانا مالى انا دايما اقرا عن البطل الكبير الى حب البنت الصغيره الى رباها ماكنتش اعرف انه جبله كده
ندىلاهو انتى الى ضيعتى دماغ البت كده ياطنط بالروايات والهبل ده
احتدت دلال تقول ماتقوليش على حاجه انا بحبها هبل لأنها مش هبل والعيب مش فى الروايات العيب فينا احنا الى بنستسلم للواقع ومش بنحاول نغير اى حاجة فيه مع ان اى رواية بنشوف ازاى البطله بتعافر عشان توصل لحبها او للحياة الى هتسعدها انا كنت شخصية انطوائيه وماليش لا تجارب ولا علاقات تفتكرى ايه اللي كان ممكن يديينى خبره غير الروايات لما تكشفلى عن قصص وأفكار نصها من الواقع ونصها خيال حتى لو فى رواية ماطلعتش منها بعبره على الاقل فصلتنى عن العالم شويه وخلتنى استمتع بيها فامتجيش انتى تتريقى عليها وعلى الى بيقروها
ندىاهدى ياطنط في
ايه انا مش قصدى
دلال اصلك مش اول واحدة تقولى كده جوزى دايما يتريق عليا كده بردو فيها ايه لما اكون بحب الروايات ما في ناس بټموت في الأفلام والمسلسلات الهندى وانا بشوف انها مش بس هبل لا دى حاجة كده ميكس بين هبل على تخلف على عبط على عدم احترام لعقلنا بس مش بقول حاجة ولا بتريق على الى بيتفرجوا عليها كل واحد حر العيب على الى استسلم للواقع بتاعه وعاش فيه انا كبرت وولادى كبروا بس لحد دلوقتي بحاول لو عرفت اعيش اى لحظة او لقطه شوفتها في روايه اشوفها بحاول اخلى جوزى يعيشنى اى لقطة منها صحيح بتبقى بمعاناة وساعات بتريقه او من غير نفس بس مش مهم المهم انى عشتها لحد دلوقتي لسه بطلب منه شوكولاتة واما يجبها افرح بيها زى العيال مع ان عيالى بقوا أطول منى خديها نصيحة منى ماتسمحيش لحد يهدمك او يتريق على الحاجه الى هتبسطك اللحظة الى تقدرى تخطفيها من الحياة بالڠصب او بالرضا اخطفيها وعيشيها العمر مش بيرجع وماحدش هيتبسطلك فاعملى الى يفرحك وبس
كانوا يستمعوا لها بهدوء وشرود مقتنعين بكل حرف يقال
ظلوا على صمتهم وشرودهم الى ان قطع ذلك الصمت رنين هاتف مليكه
على الجهة الأخرى
كان يجلس على مائدة الطعام على مضض يوجد شئ ناقص شئ مهم اهو الهواء كى يتنفس!ام الشهيه كى يأكل!
ام
روحه او قلبه او ان كل شئ تلخص بها ولم يعد موجود بغيابها
وقف على حين فجأة فقالت ناهد رايح فين يا عامر!
عامر وهو يسير لمكتبه تليفون شغل مهم كنت ناسيه يا امى
نظرت هدى لابنتها لكن هديل تصنعت انها فعلا تهتم ثم مالبست ان أكملت طعامها هى جائعه جدا الان ترجو دائما الا يسألها احد عن شئ او يطلب منها ان تفكر حتى وهى جائعه
وقف فى شرفة مكتبه يهاتفها يتصل وهى لا تجيب
منذ متى وهى تتجاهل اتصالاته هكذا عاود الاتصال مجددا بإصرار الى ان فتح الخط
فتحدث بلهفة الو مليكه مش بتردى على طول ليه
اغمضت عينيها پغضب عامر سيظل عامر تحكمات فقط اسئله فقط
أجابت بهدوء قاټل له ولاعصابهماسمعتوش
عامر كنتى فين كل ده
مليكه يا ابيه ماسمعتوش فى ايه بتحصل
عامر والله بتحصل اممم وانتى بقا من ساعة ماسفرتى أن ماكنتش اكلمك ماتتكلميش
مليكه عادى بنسى مش بييجى على بالى
اتسعت عينيه وهى تخبره عن عمد انه لا يخطر على بالها ولو صدفه هو مشغول بها وهى بالمقابل لمجرد عدم وجوده أمامها تنسى انه بالحياه من الأساس
عامرايه الى بتقوليه ده
مليكه قولت ايه بص هو انا ممكن اقفل بس دلوقتي عشان بينادولى
كل ثانية يتلقى صفعه اجدد من الأولى انتهى شغفها به تبخرت لهفتها وهو يحرقه الشوق
هم ليجيب عليها بحدة لكن احمر وجهه ڠضبا وهو يستمع لصوت شاب لجوارها يناديهايالا يا ميكا عشان ننزل الميا
تحدث من بين أسنانه يقول بهدوء مرعب مين ده ومية ايه اللي هتزليها معاه يا هانم
مليكهده مازن
ثم أبعدت الهاتف وقالت بصوت عالي وصل له بالطبعحاضر يا مازن جايه
عادت تقول طب انا هقفل دلوقتي سلام
حاول التحدث ينذرها الا تفعل لكنها أغلقت الخط وهو فى قمه غضبه
وضع هاتفه في جيب بذلته وخرج سريعا
ناهدرايح فين يا عامر
عامر پغضب وهو يغادررايح اجيب مليكه
احتدت أعين هدى ونظرت لابنتها التى فهمت على الفور وتصنعت الاهتمام عامر خد هقولك
رفعت كتفيها لأمها ببراءه مصطنعة ياخسارة مشى قلقنى عليه والله هاتيلى يا كارما بانيه من الى قدامك ده ايوه ايوه الحته العريضة دى
نظرت لها هدى بغيظ بينما الفت تبتسم باستمتاع شديد
فى الإسكندرية
دلال يعنى بيغير من مازن استنى بس يا مازن مازن
جاء إليها من بعيد وقال نعم
دلال بقولك ايه ماتيجى اخطبلك مليكه
مازن نعم مليكه ايه هو انا طايقها
نظر ناحية ندى وقال بغزلانا عايز اتجوز البت الحلوه العاقله دى
تخضب وجه ندى بالخجل بينما مليكه ودلال اعينهم متسعه فرحه وتفاجئ
بعد مرور أكثر من ساعتين
توقف أمام المبنى السكنى الذى تقطن به خالتها
ترجل پغضب وصعد سريعا يدق الباب
مازن حاضر حاضر جاى الله
فتح الباب فوجد عامر أمامه
شاب وسيم الى درجة كبيرة فى مقتبل العمر
عامر انت مين
يريد أن يتأكد ان كان هو ذلك المازن أم لا
مازن عامر بيه أنت مش عارفنى! انا مازن
عامراااه ماعلش اصل آخر مره شوفتك كنت عيل
مازن لا مانا كبرت انت كمان كبرت شويتين اتفضل اتفضل
تقدم وهو ينظر له ولكلامه المبطن بغيظ
دلف للداخل وهو يبحث بعينيه عنها
صك اسنانه وهو يجدها تخرج من المطبخ بتلك المنامه القصيره تقول پغضب انت يا بارد انت ازاى تاكل الايس كر قطعت حديثها وهى متسعة العين من وجود عامر أمامها ينظر لها بحاجب مرفوع والڠضب يقفز من عينيه قفزا
مليكه أبيه
متابعة القراءة