فإذا هو القلب
منكم! ابتسمت جليلة لنفسها بغرور بعد أن وصلت لمبتغاها دون عناء وهزت رأسها هاتفة بثقة تسلمي يا حبيبتي ده العشم بردك! انتبه ثلاثتهن إلى صوت دق عڼيف على باب المنزل فاستداروا برؤوسهن نحو باب الغرفة. تساءلت عواطف بامتعاض وهي تنهض من مكانها ياختي مين اللي بيخبط على الباب كده هزت نيرمين كتفيها نافية وهي تجيبها مش عارفة!!! أشارت لها أمها بيدها لتسبقها في سيرها قائلة بنبرة آمرة روحي يا نيرمين افتحي! ردت عليها باقتضاب حاضر أسرعت نيرمين في خطواتها متجهة نحو باب المنزل لتفتحه عبست بوجهها حينما رأت شرطيا يقف على عتبته. سألته بتوجس وهي تتفرس فيه وفيما يحمله من أوراق في يده ايوه! حدق فيها الشرطي بنظرات دقيقة متسائلا بجمود ده بيت نيرمين سيد خفق قلبها نوعا ما من سؤاله المباغت وردت عليه بتلهف اه هو خير يا شاويش رفع ورقة ما أمام وجهها مجيبا إياها بجفاء ده إخطار من القسم مجرد ترديد كلمة مخفر الشرطة في جملة ما تثير خوف واضطراب أي شخص لذا لطمت نيرمين على ها مصډومة وهي تشهق متسائلة بفزع قسم يا نصيبتي ليه أجابها بنبرة رسمية البيه المأمور عاوزك تستلمي عفشك! ارتفع حاجباها للأعلى بذهول أغرب وهتفت غير مصدقة ما سمعته عفشي أوضح الشرطي باقي عبارته قائلا بعدم مبالاة طليقك سلمه عند القسم وباعتلك تاخديه امضي على الاخطار ده يا ست كزت نيرمين على أسنانها قائلة بغل وبصوت خفيض لاعنة زوجها السابق ابن ال.......!! وقفت والدتها إلى جوارها وسألتها پخوف وهي محدقة في الشرطي في ايه يا نيرمين أجابتها الأخيرة بتجهم كبير المنحوس الفقري شايفة عامل ايه فيا زادت دقات أمها بقلق أكبر واضطربت أنفاسها نوعا ما. وضعت هي يدها عى ذراع ابنتها وضغطت عليه قليلا متسائلة بتلهف وهي تدقق النظر في وجهها ماله شهقت أمها مصډومة وهي تلطم على ها بقوة يالهوي صاحت نيرمين بنبرة مغتاظة وهي تلج لداخل صالة منزلها منه لله حسبي الله ونعم الوكيل فيه أنا هالبس العباية وأروح أشوف النصيبة دي! ردت عليها عواطف بإصرار استني أنا جاية معاكي مش هاتروحي لوحدك تابعت جليلة ما يحدث من موقف محرج في الخلفية واستشعرت عدم ملائمة الظروف لبقائها أكثر من هذا في المنزل وأنه من الأفضل إنهاء تلك الزيارة الودية على الفور لذلك هتفت بهدوء نسبي طب يا عواطف هاسيبكم تشوفوا حالكم وهانتكلم تاني! شعرت عواطف بالخجل الشديد من تعرض ابنتها لهذا الموقف المشين أمامها فأخفضت نظراتها حرجا وهي تردد ايني يا ست جليلة أديكي شايفة الحال عامل ازاي تت على أحر من الجمر وصولهم فهي كانت تنتظر تلك اللحظة منذ وقت كبير للإحتفال بإنتصارها اين عليه وإذلاله مثلما فعل معها. ظلت بسمة تطالع الطريق المؤدي لمدخل منطقتها بتلهف كبير وفجأة ظهر على محياها ابتسامة ضة وزاد لمعان بريق عينيها بشدة حينما دوت صافرة سيارات الشرطة وهي تلج إلى المنطقة الشعبية. راقبتهم عن كثب ثم سارت على مهل وبحذر لتلحق بهم. تجمع أغلب المارة على إثر الصوت الصادح ليروا سبب تواجد تلك السيارات هنا فوجود أفراد وضباط الشرطة بالمكان يعد خطبا جللا.. ترجل الضابط من السيارة صائحا بصوت جهوري غليظ وصارم شوفولي صاحب البهايم السايبة دي ولموها! هب صاحب محل الجزارة وا من على مقعده على الأرضية وراكضا بفزع نحو الضابط ليعرف السبب خاصة حينما رأى بصحبته رجلا يرتدي معطفا طبيا ولجنة من مباحث التموين. ردد متسائلا بنبرة متوترة خير يا باشا أجابه الضابط بصوت قاتم يحمل السخط وهو يشير بيده انت اللي عامل الزريبة دي اعترض على جملته قائلا بتوتر رهيب زريبة ايه بس يا باشا دول كام خروف كده لزوم مصلحة لزبون عندي وآ.... قاطعه الضابط قائلا بغلظة تبقى صاحبها! ثم حدجه بنظرات أكثر إزدراءا وتابع بصوت آمر هاتوه في البوكس! ارتسمت تعابير الإندهاش الممزوجة بالقلق على قسمات وجهه وهتف مستنكرا ما سمعه الله! الله! ليه بس يا باشا هو أنا عملت حاجة ده أنا حتى ماشي جمب ال و.... قاطعه الضابط قائلا بجفاء وهو ينظر له شزرا انت متقدم فيك بلاغ ومتوصي عليك جامد! فغر الجزار فمه مدهوشا ايه بلاغ! ثم كز على أسنانه متسائلا بغيظ ومين اللي اتجرأ وعمل ده فيا ده..... ده أنا حتى في حالي وماليش دعوة بحد وكافي خيري شړي!!! حدجه الضابط بنظرات مستخفة وصاح به بحدة انت هاتعرفني شغلي هاتوه!!! ابتلع الجزار ريقه وحاول الدفاع عن نفسه وتبرير موقفه قائلا يا باشا بس أفهم مين عمل كده فيا في تلك اللحظة تحديدا ظهرت بسمة أمامه والتوى ها بابتسامة مغترة وهي ترد عليه بثقة بالغة متعمدة النظر إليه باحتقار أنا يا جزار البهايم! اتسعت مقلتيه مصډوما من رؤيتها فلم يتوقع على الإطلاق أن تحرر ضده محضرا بل ويتم التعامل معه فورا وبغلظة واضحة.. صاح غير مصدق ايه انتي وضعت بسمة يدها على منتصف ها وزادت نظراتها المزدرية نحوه تيا وردت عليه بغطرسة ايوه ووريني دلوقتي هاتعمل ايه مع الحكومة! يا بتاع البهايم! استشاط ڠضبا من ردها المستفز له وتمتم من بين تيه بنبرة مغلولة بقى يا باشا تمسكني عشان واحدة زي دي! رد عليه الضابط بصرامة مهددا إياه لاستشعاره إهانة ضمنية في جملته الأخيرة نحو صاحبة البلاغ الموصي عليها اتكلم عدل بدل ما أعرفك شغلك وأنفخك كويس! ازدرد ريقه قائلا بحنق مقصدش بس أنا مالي بيها أصلا رد عليه الضابط بصرامة أشد انت مش هاتعرفني شغلي هاتوه! ه عدد من أفراد الشرطة ليكبلوه ويقيدوا حركته فاحتج معترضا يا باشا بس آ.... هتف الضابط متجاهلا إياه بصوت آمر خلوا لجنة الطب البيطري تشوف البهايم السايبة دي ومباحث التموين تفتش في محلاته كلها من الأخر عاوزه يتروق! قام أفراد الشرطة بسحبه نحو إحدى سيارتهم فحاول مقاومتهم رافضا الإنصياع لأمره مرددا بتوسل يا باشا بس اتفاهم معاك وآ.... تجاهله الضابط عمدا وترك رجاله يقتادوه نحو السيارة.. سلطت بسمة أنظارها الشامتة عليه وتقوس فمها بابتسامة منتصرة وهي تراه مهانا أمامها ثم هتفت بتي تستاهل ومش كل طير اللي يتاكل لحمه!!!!!! ارتفع صوت الهرج بالخارج فأثار الأمر فضول دياب للسؤال عما يحدث خاصة أنه إشرأب به ليرى المارة في حالة مرج مريبة .. هتف بصوت مرتفع وهو يدون بعض الملحوظات في الأوراق الموضوعة على المكتب في ايه اللي بيحصل برا أجابه أحد عماله المتواجدين معه بحماس بيقولوا بنت عواطف جابت البوليس للجزار! ايه مين فيهم أجابه العامل بجدية وهو يشير بكف يده للخلف الأبلة اللي الجزار مدبئها مستقصدها في الراحة والجاية! احتدت نظرات دياب بعد معرفة هويتها وتجهم وجهه بدرجة ملحوظة ثم تابع متسائلا بحنق هو عمل فيها ايه تاني أجابه العامل بتوجس قليل بعد أن لاحظ تبدل حاله الناس بتقول ساب الخرفان والبقر عليها فبهدلوها كانت مجرد كلمات بسيطة لكنها أحدث انفجارا مدويا بداخل كيانه لا يعرف لماذا انفعلت ه فجأة ووصلت إلى ذروة غليانها.. فجأة هدر دياب بصوت شبه مهتاج وقد استشاطت نظراته اتخبل في عقله ده! ولا اټجنن هو مش عارف إنها و أمها تبعنا! لم يظل قابعا في مكانه أكثر من هذا حيث اندفع للخارج كالطلقة ليتصرف فورا مع ذلك الفظ الغليظ. حاول العامل اللحاق به مرددا پخوف قليل سي دياب! استدار دياب برأسه للخلف وأشار بإصبعه نحوه وهو يرمقه بنظرات ڼارية ثم هتف بصوت آمر يحمل الصرامة خليك هنا لحد ما أربي الحيوان ده! هز العامل رأسه بإيماءة قوية مرددا بخنوع أوامرك يا سي دياب! أسرع دياب في خطواته متجها نحو محل الجزارة الذي لم يكن على مسافة بعيدة منه.. وبالفعل رأى سيارات الشرطة وبعض الضباط والعساكر متواجدين حوله.. اقترب هو من الضابط المسئول مرددا بجدية شديدة خير يا بشوات اتفضلوا عندي في الوكالة! نظر له الضابط شزرا ورد عليه مستهزئا منه وإنت مين بقى اغتاظ دياب من استخفاف الضابط به لكنه تحامل على نفسه وسيطر على غضبه المتأجج.. ورغم هذا بدا وجهه مشدودا.. أخذ نفسا عميقا وزفره دفعة واحدة مجيبا إياه بامتعاض دياب طه حرب! لوى الضابط فمه قائلا بتهكم اها ابن الحاج طه رد عليه دياب بصعوبة وهو يكتم غضبه ايوه يا باشا! رمقه الضابط بنظرات أكثر استخفافا وردد قائلا بسخط تنا يا سيدي ضغط دياب على تيه بقوة وتساءل بصوت شبه مكتوم هو ايه اللي حصل بالظبط أجابه الضابط باقتضاب وهو يوليه ظهره بلاغ وبفه اغتاظ هو من تجاهله له وتحرك خطوة للأمام ليكون قبالته ثم أضاف قائلا طب ليه تعبتوا نفسكم كنتوا بلغونا واحنا نتصرف الټفت الضابط برأسه نحوه ورد عليه بحدة تحمل الاستهزاء ليه هو مافيش قانون ولا عينوك في الداخلية واحنا مش عارفين!!!! برر دياب رده قائلا على مضض وهو يبذل قصارى جهده كي لا ينفجر ثائرا في وجهه بسبب أسلوبه التهكمي المستفز لا يا باشا بس معروف عندنا إن مشاكلنا بنحلها على طريقتنا و..... قاطعه الضابط قائلا بصرامة ده لما يكون الموضوع ودي وبينكم وبين بعض وقادرين تحلوه لكن طالما جه عندنا يبقى احنا نتصرف بأسلوبنا وبالقانون وصلت!!! هز دياب رأسه بإيماءة خفيفة ردا عليه باقتضاب تمام! وضع الضابط يده على كتف دياب وربت عليه بقوة متابعا بسخرية عن اذنك بقى يا.. يا كبير المنطقة! قبض دياب أع يده بقوة كاتما غيظه وظل يحدجه بنظرات متأججة من مقلتيه.. انصرف الضابط من أمامه فتمتم هامسا بشراسة متوعدا صاحب المحل من بين أسنانه ماشي يا جزار ال............. الليلة بقت عندي أنا! ثم رفع أنظاره للأعلى ليحدق في البناية القاطنة فيها بسمة بنظرات حادة للغاية.. وأضاف بصوت محتقن بس الأول كلامي مع الة اللي فوق!!! سردت جليلة على زوجها طه ما رأته في منزل عواطف وتعرض ابنتها الكبرى نيرمين لموقف محرج أمامها وتصرفها المنطقي في الأمر.. أصغى لها باهتمام قليل فأكملت بثقة بعد فعلتها العقلانية ساعتها مكدبتش خبر خدت بعضي والبت ومشينا مالهاش لازمة الأعدة! رد عليها بضيق من أفعال طليقها الغير مسئولة رجالة ناقصة مايعرفوش يعني ايه جواز وحرمة يصرفوا عليها! تنهدت قائلة بأسف البت صعبانة عليا اتبهدلت ومعاها حتة لحمة حمرا على كتفها رد عليها زوجها بصوت خشن الله يعوضها خير! تبدلت نبرتها للحماسة وهي تكمل المهم عواطف