فإذا هو القلب

موقع أيام نيوز


التعقيب. فهن أقارب في بعضهن البعض. ليس له الحق في التدخل في تصرفاتهن حتى وإن كانت خاطئة. ردت عليها نيرمين ببرود ما هي فاقت أهي مش بأقولك تمثيلية! يا ماما انتي طيبة ومش هاتفهمي الحركات دي! رمقتها أمها بنظرات ڼارية وهي تكز على أسنانها بقوة. بكت أسيف متأثرة وهي تنتحب بأنين متآلم.. استدارت عمتها نحوها وضمتها إلى ها لتربت على ظهرها برفق وحنو محاولة التهوين عليها. هتفت بصوت منزعج حصل خير يا بنتي! نفخت نيرمين مرددة بتأفف استغفر الله العظيم كل شوية تعمل الحبتين دول! استشعر منذر الحرج من وجوده فتنحنح قائلا بخشونة أنا كده سلمت الأمانة واطمنت سلامو عليكم التفتت نيرمين نحوه قائلة بنزق استنى بس يا سي منذر.... قاطعها قائلا بجدية وهو يوليها ظهره متحركا بخطى سريعة خدوا راحتكوا سلامو عليكم! حاولت الركض خلفه لإيصاله إلى الباب لكنه كان الأسرع في الوصول وصفقه خلفه بقوة. تنهدت نيرمين بعمق مرددة بضجر كان ناقصنا حركاتها القرعة دي! أهوو الجدع مشى! أثناء اليوم الدراسي بالمدرسة الحكومية التي تعمل بها بسمة اقټحمت باحة المدرسة إحدى السيدات الشعبيات ذات الصيت الذائع والمعروف عنها بكونها سليطة اللسان صاړخة بإهتياج فين ناظر المخروبة دي فين اللي شغالين هنا حدقت فيها بسمة بنظرات متعجبة متأففة من هيئتها وأسلوبها الھمجي السوقي في الحديث ومالت على رفيقتها في العمل لتسألها بفضول مين دي أجابتها زميلتها متعجبة انتي مش عارفها هزت بسمة رأسها نافية وهي تقول لأ! تابعت زميلتها قائلة بصوت خفيض وهي توميء بعينيها دي أم ولد عندنا في رابعة ابتدائي ست أعوذو بالله منها تاجرة في سوق السمك بس لسانها زفر وحاجة كده استغفر الله العظيم! ضاقت نظرات بسمة للغاية وتساءلت مندهشة ودي جاية هنا ليه أجابتها رفيقتها وهي تهز كتفيها أكيد في مشكلة مع ابنها! لكزتها بسمة في جانبها قائلة بفضول وقد بدا على ملامح وجهها الإهتمام طب تعالي نتفرج بس من بعيد ماشي قامت تلك السيدة پت عباءتها السوداء التي كانت ترتديها وشقتها إلى نصفين لتبدو ثيابها المنزلية من أا ثم نزعت حجاب رأسها عنها ونثرت شعرها متابعة بصړاخ أقوى انتو يا مدرسة مافيهاش راجل!!! تفاجيء الجميع بما تفعله تلك السيدة وارتسم على وجوههم علامات الاستنكار والضيق الكبير. أسرع أحد مسئولين الإدارة بالركض نحوها مانعا إياها من الإستمرار فيما تفعله من أمور جريئة وصاډمة قائلا بتحذير شديد اللهجة وهو يشير بيده عيب يا ست انتي في مدرسة محترمة اللي بتعمليه ده مايصحش! هدرت بصوت منفعل وهي تنظر له بازدراء محدش هيعلمني الصح من الغلط! توسل لها المسئول قائلا برجاء أرجوكي اتفضلي نتكلم جوا في المكتب رمقته بنظرات إحتقارية صريحة متغنجة بجسدها بحركة استفزازية ثم سألته بسخط وهي تضع يدها على منتصف ها وانت مين بقى ان شاء الله أجابها المسئول بنبرة رسمية وهو يتحاشى النظر إليها أنا وكيل المدرسة الأستاذ أسامة! رفعت كف يدها أعلى جبينها بحركة ساخرة وهي تجيبه مستهزأة تنا يا سي وكيل! ثم عبست بوجهها أكثر وهي تضيف بعناد أنا مش هامشي من هنا غير لما أشوف المدرس ابن ال........... اللي ابني بالشلوت وأجيبه تحت رجلي وأخد حقي! ابتلع الأستاذ أسامة ريقه بتوتر قائلا أكيد في سوء تفاهم! رمقته بنظرات متعالية وهي تهز جسدها قائلة بطريقة فجة سوء تفاهم مين يا أحمد يا عمر! انزعج الأستاذ أسامة من أسلوبها المتطاول في الحديث والذي لا يتلائم تماما مع وضعه كمسئول بتلك المؤسسة التعليمية فنهرها قائلا بحدة عيب الطريقة دي لوحت بكف يدها في الهواء مھددة بجموح هو أنتو لسه شوفتوا عيب!!!! شهقت بسمة مصډومة مما رأته وهتفت بذهول أوبا شوفي بتعمل ايه الست دي ردت عليها رفيقتها بنبرة مصډومة هي الأخرى لالالا كده عيب أوي! أشاحت بسمة بوجهها بعيدا لتقول بنفور أنا مش هاتفرج دي قلة أدب ومسخرة أنا رايحة أوضة المدرسين! همست لها رفيقتها قائلة بفضول استني يا بسمة ف هاتعمل ايه نظرت لها بسمة شزرا وردت عليها بعدم اكتراث اتفرجي انتي! ثم تركتها وأسرعت في خطاها لتتجاوز الباحة أن يتطور الأمر لكنها سمعت صوت الأستاذ أسامة ينادي بإسمها بنبرة عالية مرددا يا مس بسمة مس بسمة! تجهمت قسمات وجهها وأغمضت عيناها للحظة ضاغطة على تيها بضيق فهي قد خمنت سبب ندائه لها. التفتت ببطء برأسها نحوه قائلة باقتضاب ايوه! أشار لها بذراعه هاتفا بنبرة شبه آمرة تعالي من فضلك هدي المدام! ردت السيدة بأسلوب أكثر فجاجة وهي تهز في أجزاء جسدها المليء بالشحوم أنا مش مدام يا أستاذ أنا أم منصور يا روح الروح! نظر لها بازدراء وجاهد ليسيطر على أعه فالتعامل مع تلك النوعيات المتدنية من البشر تتطلب الة والحذر فهم لا يمكن التنبؤ بأفعالهم الغير عقلانية. وقفت بسمة على مقربة من وكيل المدرسة وابتلعت ريقها قائلة بارتباك قليل متجنبة على قدر المستطاع النظر في اتجاه تلك الوقحة خير يا أستاذ أسامة رمقها الأستاذ أسامة بنظرات ذات مغزى وهو يجيبها بهدوء حذر المدام ليها شكوى وعاوزينك تحليها! اعترضت على إقحامه لها في مشكلة لا تخصها بالإجبار قائلة بإنزعاج من توريطها بس أنا مش أخصائية اجتماعية هنا أنا مدرسة.... قاطعها متنحنحا بحرج أنا عارف بس حضرتك هاتعرفي تتفاهمي معاها كويس إنتو ستات زي بعض! فاهمني طبعا هو أراد تدخلها في إيجاد حل سريع لمشكلتها أن تتفاقم وتتهور الأمور مع تلك السيدة إلى شيء لا يحمد عقباه شيء يخجل من مجرد تصوره في عقله وفكرة تعامل معلمة أنثى معها أفضل بكثير من تدخل أي رجل لحلها خاصة أن الأخصائي الإجتماعي بالمدرسة رجل وربما لا يستطيع السيطرة عليها فهي لديها استعداد لفعل الأسوأ. نظرت بسمة إلى وكيل المدرسة بنظرات مزعوجة للغاية وهمست لنفسها پغضب ايه المصېبة اللي حشرتني فيها دي يا أستاذ أسامة هو أنا ناقصة أعلق مع واحدة زي دي أفاقت بسمة من صمتها الإجباري على صوت السيدة الصائح بسخط ها يا أبلة هتشوفيلي حل ولا هتفضلي متنحة كده كتير!!! اضطربت بسمة قليلا من طريقتها قائلة بتوجس احم.. سوري اتفضلي حضرتك معايا وإن شاء الله ألاقي حل لمشكلتك! أت السيدة صوتا بفمها مستخفة بها وهي تقول أما أشوف! ثم سارت الاثنتان معا نحو غرفة مكتب مدير المدرسة للحديث هناك... لاحقا في المساء حبست أسيف نفسها في غرفة بسمة رافضة الخروج منها أو تناول الطعام أو مشاركة أي أحد في الحديث. فضلت أن تكون أسيرة أحزانها. واحترمت عمتها عواطف تها تلك في الإنفراد بنفسها ولم تضغط عليها كثيرا. ظلت حقائب السفر موضوعة أمامها ولم تجرؤ هي على الاقتراب منهم أو حتى فتحهم. فهي تخشى أن ټنهار مرة أخرى إن رأت متعلقات والدتها. يكفيها ما مرت به من وضع مخجل أمام الجميع فتسمع بأذنيها تعليقات جارحة مسيئة لشخصها. تمددت على الفراش وانكمشت على نفسها مكورة ساقيها إلى ها وت رأسها في الوسادة باكية بلا توقف. همست لنفسها بصوت مخڼوق للغاية ليه سبتوني لوحدي ليه مامتش معاكو أنا ماليش حد يحبني بعدكم! هدهدت نيرمين رضيعتها رنا بعد أن أطعمتها حتى تأكدت من نومها فأسندتها برفق على الفراش ثم دثرتها بغطاءها وخرجت من الغرفة. كانت والدتها مشغولة بإحضار أواني الطعام من المطبخ فقامت هي برص الصحون على الطاولة. ولجت عواطف لداخل غرفة بسمة لتدعو أسيف لتناول العشاء معهن لكنها أصرت على رفضها وأثرت النوم. خرجت هي من الغرفة وعلى وجهها تعابير حزينة. سئمت نيرمين من معاملة والدتها اللينة لها وضجرت من ذلك الاهتمام الزائد بها فالأمر لا يستحق كل هذا هي ليست الوحيدة في العالم التي فقدت عائلتها. رمقت هي أمها نيرمين بنظرات حادة متسائلة بحنق بائن برضوه مش عاوزة تاكل ردت عليها أمها بضيق لأ من وقت ما سممتي بدنها بالكلمتين بتوعك وهي حابسة نفسها جوا! قطبت نيرمين جبينها بشدة وصاحت معترضة رافعة حاجبها الأيسر بإستنكار الله يا ماما انتي عاوزة الراجل يقول عننا كلمة بطالة! عنفتها عواطف من طريقتها المتسرعة في الحكم على الأخرين مرددة بطلي أفكارك دي يا ساتر عليكي! انضمت إليهما بسمة جالسة على مقعدها المعتاد بالطاولة وهتفت قائلة بجدية وهي تضع بعض الطعام بالملعقة الكبيرة في صحنها الفارغ ماما انتي شوفي حل وخلي أسيف تنام معاكي أنا عاوزة أرجع أوضتي تاني! ردت عليها عواطف بتنهيدة ربنا يسهل كام يوم كده تكون راقت وهاخليها تنام معايا! أضافت نيرمين هاتفة بوجه عابس متعمدة الإساءة إلى أسيف دي نكدية وببوز طوله شبرين! زفرت عواطف في وجهها قائلة بحدة يا باي يا نيرمين على كلامك ده الملافظ سعد! قاطعت بسمة حديثهما عن ابنة خالها قائلة بحماس عجيب سيبك منها يا دلوقتي يا ماما النهاردة حصل عندنا في المدرسة حتت مشكلة بس بنتك طلعت جدعة وحلتها! انتبهت الاثنتان لها فسردت لهما ما دار في مدرستها من تصرفات ولية الأمر المريبة والجريئة وكيف تمكنت هي من علاج الأزمة بحنكة وحكمة. فقد أقنعتها بأنها ستدعم ابنها لكي يحصل على أعلى المراتب والدرجات في كافة المواد وستتأكد من انضمامه لمسابقات المتفوقين وغيرها مما يفيده دراسيا ويجعله محبوبا أكثر لدى جميع المعلمين. وسيحصل على امتيازات تؤهله للإلتحاق لاحقا بالمسابقات الرياضية والثقافية بالمدرسة وعلى مضض كبير وافقت السيدة على عدم التمادي في الأمر وانهت المشاجرة موافقة على تلك الاقتراحات. أبدت والدتها إعجابها قائلة بتشجيع ناصحة يا بنت بطني! بينما أضافت نيرمين ساخرة أروبة ياختي! ردت عليهما بسمة بغطرسة وهي تهز كتفيها في زهو طبعا هو أنا أي كلام! تساءلت نيرمين بعدم اقتناع وهي تدس الطعام في فمها والست صدقت إنك هاتخلي ابنها يبقى رقم واحد في المدرسة ردت عليها بسمة بثقة ايوه! ثم تابعت موضحة بجدية وقد عقدت ما بين حاجبيها وبعدين الولد يستاهل هو شاطر وكويس بس أمه بيئة طحن! بجد مش شبهها خالص!!! التوى نيرمين مرددة بسخرية يدي الحلق للي بلى ودانه! هتفت بسمة مضيفة بتباهي بس انتي عارفة كده بقالي ضهر اتحمى فيه ردت عليها نيرمين ساخرة يا شيخة بايعة السمك دي هاتحميكي أجابتها أختها مؤكدة بجدية اه تخيلي دي واصلة وقادرة! صاحت فيهما عواطف بعد أن ضجرت من ثرثرتهما الزائدة كفايكو رغي وتعالوا ساعدوني في ترويق المطبخ! ردت عليها بسمة متذمرة مش أما نخلص أكل الأول! التفتت
 

تم نسخ الرابط