فإذا هو القلب

موقع أيام نيوز


يا حاج رد عليه أباه بع وعليكم السلام تفرس دياب في ملامحه وسأله بفضول مريب في ايه يا حاج في حاجة مضيقاك أجابه طه بتجهم مستني أشوف أخوك منذر عمل ايه مع قريبة عواطف! هز رأسه قائلا بعدم اكتراث أها طيب تابع والده مرددا بتوجس ملحوظ اتأخر ومكالمنيش لحد دلوقتي! جلس دياب على المقعد ثم رد عليه ببرود طب ما تطلبه! ضغط طه على تيه متمتما بمضض مش عاوز أزهقه هو رايح عندها بالعافية! تابع دياب حديثه بنبرة فاترة اسأله يا أبا عادي يعني! شوية كده وهاكلمه ثم انتبه لرنين هاتفه المحمول المسنود على سطح المكتب فالتقطه سريعا ليهتف بحماس وهو يدقق النظر في اسم المتصل الظاهر على الشاشة الحمدلله هو بيتصل! ابتسم له دياب وأومأ بعينيه ليجيب عليه. لم يتردد والده في الرد فهتف متسائلا باهتمام ايوه يا منذر انت فين رد عليه ابنه بصوت متحشرج في مصېبة حصلت يا حاج ان طه في جلسته وتساءل بقلق يا ساتر يا رب البت جرالها حاجة أجابه منذر بتجهم لأ بس كان هيجرالها لولا وجودي هتف فيه أباه بقلق وقد تجمدت أنظاره لأ احكيلي بالراحة حصل ايه! تابع دياب الحوار الدائر بينهما باهتمام رغم عدم فهمه لمعظمه خاصة أنه لاحظ تبدل تعابير وجهه المجهد إلى الشدة والضيق. أضاف منذر بضجر المشكلة دلوقتي انها معايا في العربية و.... وغميانة! هتف أباه بنزق وقد هب وا معاك وغميت ليه أجابه منذر بتجهم هاوضحلك بالتفصيل بس أنا محتاج أبعد بيها عن المستى لو فضلت فيها قريبهم المچنون هياخدها! رد عليه طه بحيرة وقد ضاقت نظراته أنا مش فاهم حاجة تعالى على الوكالة! صاح به منذر بنفاذ صبر بأقولك يا حاج هي معايا ومش في وعيها! رد عليه طه بعجالة طب اطلع على بيت عمتها اعترض منذر قائلا بجدية بمنظرها ده مش هاينفع!! صمت والده ليفكر سريعا في حل مناسب للتعامل مع ذلك الموقف. طرأ بباله شيء ما فهتف فجأة دون تردد أقولك اطلع على أمك وأنا هاجيبك هناك! ماشي قالها منذر وأنهى معه المكالمة فقد بدا مقتنعا بذلك الاقتراح المؤقت. تساءل دياب بنبرة مهتمة في ايه يا أبا أجابه طه بغموض وهو يلملم أشيائه باين مشكلة كبيرة مع أخوك وأنا رايح أشوفها! رد عليه دياب بجدية طب طمني! أشار له والده بعكازه قائلا بصرامة ماشي خليك بس في الوكالة رد عليه دياب بفتور أنا قاعد هاروح فين يعني! اندفع بعدها الحاج طه إلى خارج الوكالة وهو يفكر فيما أبلغه به ابنه ليتعامل مع المسألة بحكمة وروية. عودة للوقت الحالي لطمت جليلة على ها بعد أن سمعت ما سرده ابنها منذ وصوله للمى حتى اللحظة الحالية. اتسعت مقلتيها وهتفت مصډومة وهي ترمقه بنظرات غير مريحة يا نصيبتي! وهو احنا ناقصين بلاوي يا ابني! نظر نحوها هاتفا بقلة حيلة يعني كنت هاعمل ايه صاحت فيه متوجسة عاوز الناس تقول عننا ايه يا منذر وهما شايفينك داخل البيت بواحدة غريبة ومش دريانة بالدنيا! رد عليها بحدة غير عابيء بأقاويل الأخرين وهو يلوح بيده اللي يقول يقول ميهمنيش حد! استنكرت عدم اكتراثه واستدارت بجسدها لاطمة برفق على صدغيها ومغمغة بقلق يا خۏفي من كلام الناس دول ما هيصدقوا اه هيفضلوا يجيبوا في سيرتنا ويبوظوا سمعتنا و.... قاطعها منذر هادرا فيها بانفعال بعد جملتها الأخيرة التي استفزته هو أنا جايبها شقة مفروشة! ده بيت عيلة في ايه يا أماه! ضغطت جليلة على تيها قائلة بازدراء خاڤت هو بيفهموا كده! الناس مالهاش إلا الظاهر! تحرك منذر مبتعدا عنها فقد اكتفى بما مر به خلال ذلك اليوم العصيب. سلطت هي أنظارها عليه وهتفت متضرعة وهي ترفع كفيها للسماء استرها يا رب معانا وعديها على خير واكفينا شړ المستخبي!!!!! الفصل الحادي والعشرون اتجهت عاملة نظافة الغرف الملتحقة بالعمل في ذلك الفندق إلى موظفة الاستقبال لتحصل منها على إذن رسمي يسمح لها بالدخول إلى الغرف الغير مشغولة لتنظيفها كما هو معتاد وخصوصا غرفة ما بعينها. أشارت لها الموظفة بعينيها متسائلة بنبرة عملية انتي متأكدة أجابتها العاملة مؤكدة ايوه حضرتك هما بقالهم يومين مش موجودين والأوضة محتاجة تتروق والملايات تتغير و... قاطعتها الموظفة بجدية اوكي اعملي شغلك وروقيها وأنا هاشوف مع المدير هانتصرف معاهم ازاي أومأت العاملة برأسها مرددة بهدوء ماشي عن اذنك اتفضلي انصرفت بعدها العاملة لتسحب عربة التنظيف الخاصة بها واتجهت نحو المصعد لتواصل عملها في تنظيف الغرف بالطوابق العليا. بعد برهة وصلت إلى الغرفة المدة. فا بإستخدام النسخة الإلكترونية الاحتياطية التي بحوزتها وولجت إلى الداخل. كان كل شيء كما ترك منذ أكثر من يومين فبدأت هي في تنظيم وترتيب الشړا ثم غيرت المنا القطنية بأخرى جديدة. لفت أنظارها الحقائب المفتوحة فعمدت إلى إلقاء نظرة سريعة على محتوياتهم أن تغلقهم. ولكن وقعت أنظارها على كيس بلاستيكي داكن. دفعها فضولها لإختلاس النظر إلى ما به. وبالفعل ف بحذر شديد. اتسعت حدقتيها في إندهاش عجيب وسيطر على حواسها ة طامعة لقد كان الكيس يحتوي على أموال كثيرة. ازدردت العاملة ريقها بتوتر كبير وحدثت نفسها قائلة كل الفلوس دي معاهم!! تيجي ازاي وهما شكلهم كحيتي! عضت على تها السفلى وبرقت عيناها بوميض غريب. سريعا ما اتسعت ابتسامتها الخبيثة لتحدث نفسها بطمع مش هيجرى حاجة لو أنا خدت الفلوس دي ولا من شاف ولا من دري!!!!! هزت رأسها نافية محاولة إقناع عقلها بالعكس لالالا أنا ممكن أتمسك وأروح في داهية لو اتعرف إني أخدتهم! لعب شيطان رأسها بها ووسوس لها أن تأخذ ما لا تستحقه. بدا الطمع جليا على نظراتها إلى تلك النقود وفي الأخير استسلمت لإغرائه وسحبت كيس النقود بالكامل وأفرغت ما به ثم دسته في عربة التنظيف بعد أن لفت الأموال بملاءة متسخة حتى لا تلفت الأنظار إليها. أسرعت بإتمام عملها وهي تب عرقا من فرط التفكير في طريقة تمكنها من إخراج النقود من الفندق دون أن تثير الشبهات أو الريبة حولها. تعمدت ترك الحقائب كما هي حتى لا يظن أي شخص أنه تم التلاعب بها ووضعت بالكيس البلاستيكي إحدى الثياب المتسخة ليبدو حجمها طبيعيا. تنفست العاملة بعمق لتضبط إنفعالاتها أن تخرج من الغرفة ويفتضح أمرها. ثم أسرعت بمواصلة تنظيف بقية الغرف وهي تمني نفسها بتحقيق أحلامها بأموال غيرها. ................................ بقي منذر بالصالة جالسا بإسترخاء على الأريكة متا وصول أبيه للحديث معه. بالطبع لم يسلم من غمزات ولمزات والدته المنزعجة من تهوره بإحضار تلك الغريبة إلى منزلهم محطما كل القواعد والتقاليد والأصول التي تربوا عليها. طلب منها بهدوء وهو يطالعها بنظرات حادة طلي عليها يا أماه ردت عليه بإكفهرار بائن عاوزني اعملها ايه مال للأمام بجسده وتجمدت أنظاره عليها ثم أجابها وهو يضغط على تيه بضيق اكسبي فيها ثواب دي غلبانة ويتيمة! لوت فمها للجانبين بحركة مستنكرة وهي تضيف بضجر لا حول ولا قوة إلا بالله أمري لله! أما ف هترسى على ايه في الأخر! لم يقل المزيد وأعاد ظهره للخلف وهو يحدث نفسه بحيرة محدش عارف ايه اللي جاي! .................................. كان يتناول الطعام بفتور غير مهتم بما يدور حوله من ثرثرات فارغة فقد كان باله مشغولا بالتأكد من ذلك الخبر الخطېر. جاءته البشرى من أحد جواسيسه الذين جلسوا إلى جواره وانحنى عليه برأسه ليهمس له طلع الكلام صح يا كبير توقف مجد عن ابتلاع الطعام والټفت ناحيته بوجهه الصارم ليسأله باقتضاب اتأكدت هز المسجون رأسه بالإيجاب قائلا بحماس خفي وهو يجاهد لإخفاض نبرة صوته ايوه اسمك طلع في الكشوفات وقريب أوي هتخرج من هنا يا معلمنا انفرجت تي مجد لتبرز أسنانه الصفراء من خلفها وربت على كتف جاسوسه بإعجاب ثم استدار عائدا برأسه ليحدق أمامه بنظرات مظلمة. أردف قائلا بغموض مخيف وأنا مستني اليوم ده من زمان أوي عشان أصفي حساباتي القديمة كلها! ......................................... تحركت جليلة بخطى ثقيلة نحو غرفة ابنتها أروى لتتفقد أحوال تلك الغريبة النائمة على سريرها. اقتربت من الفراش وهي تتفرس في شحوبها الحزين وسكونها المقلق. دققت أكثر النظر في ملامحها البسيطة فلاحظت جمالها البسيط وضعت إصبعيها على طرف ذقنها وتمتمت مع نفسها بامتعاض وهي تمصمص تيها صحيح شكلك حلو بس حظك وحش! جلست على طرف الفراش إلى جوارها ومدت يدها لتمسح على وجنتها الباردة برفق. رأت تلك العبرات العالقة بأهدابها فأقت عليها نوعا ما.. فهي لا تزال شابة صغيرة ملامحها تشير إلى ضعفها وخذلان الحياة معها ربما هي لم تكن سوى تعيسة حظ عاندتها المقادير وألقتها في أصعب الطرق وأقساها. أزاحت الغطاء عنها قليلا لتجد ثوبها مهدلا شبه م ومتسخ. فتبدلت تعابيرها للضيق والتأفف. همست لنفسها بعزم انا هاشوفلك جلابية عندي كده ولا بيت طويل بدل الهدوم دي مش هاتفضلي نايمة بيهم! وبالفعل اتجهت إلى غرفتها لتسحب من خزانة ملابسها إحدى عباءاتها المنزلية لتعيرها لتلك اليتيمة. انتقت عباءة ملائمة لها ثم أغلقت الضلفة. توقفت في مكانها تفكر في شيء أخر وهمست بحسم ايوه أما أعمل كده هي بردك محتاجة شوية نضافة! راقب منذر والدته وهي تتحرك بغموض في أرجاء المنزل تحضر بعض الأشياء دون أن تصرح بأي شيء. أراد أن يستفسر منها عما تفعله ولكنه خشي أن يزعجها أو يثنيها عما تفعل خاصة حينما رأها تلج لغرفة أروى أكثر من مرة. عادت جليلة للغرفة ومعها صحن مليء بالمياه الساخنة ومنة قطنية صغيرة لتستخدمها في تنظيف وجه أسيف وكفيها. عمدت أولا إلى نزع ثوبها عنها فرأت ما بذراعها من خدوش وأثار چروح سطحية فعبس وجهها وهزت رأسها هاتفة بإستنكار ده مين المفتري اللي عمل فيكي كده! معندوش قلب ولا رحمة! نظفت چروحها بلطف وأزاحت حجاب رأسها عنها. وبرفق شديد ألبستها عباءتها المنزلية ولفت حول رأسها ما يشبه عة الرأس. راعت جليلة أن تكون الألوان داكنة مراعاة لشها الحزين بفقدان أمها. وما إن انتهت حتى أعادت تغطيتها ثم خرجت من الغرفة وهي تنفخ بإنهاك. أ عليها منذر متسائلا بفضول ايه اللي أخرك جوا يامه أجابته بنبرة متعبة مش عقبال ما غيرتلها ونضفتلها وشها وايديها وجسمها هز رأسه بحرج وأخفضت نظراته نوعا ما وهو يفرك رأسه بكفه بينما تابعت هي بسجيتها البت يا نضري مافيهاش نفس تتحرك أصلا ده غير ما شكلها
 

تم نسخ الرابط