فإذا هو القلب
نحوه ورد بصوت شبه هاديء حاضر! بعدها انصرف الجميع و على وجوههم تعابير مختلفة لكن ما بالقلب يظل باقيا فيه. اختلى منذر بأبيه في الوكالة الخاصة بهم واستطرد حديثه قائلا بجدية في حاجة مهمة يا حاج انت مش واخد بالك منها رد عليه طه متسائلا بفضول ايه هي أجابه منذر بنبرة ثابتة في العمارة القديمة معانا شركا! لم يفهم طه مقصده فسأله مستفهما ودي فيها ايه رد عليه ابنه بنبرة عقلانية يا حاج مش هانعرف نفتح المحلات على بعض انت ناسي الدكان القديم المقفول! قطب جبينه قليلا ثم وضع كفه على طرف ذقنه ليفركه قليلا وهتف متسائلا بتاع عواطف أومأ منذر برأسه بالإيجاب مرددا ايوه موجود في الوسط وعشان ندي وسع للمكان لازم نضم الدكان بتاعها لينا! جاب طه أرجاء الوكالة بخطوات متريثة مضيفا بهدوء اها يبقى محتاجين نعمل زيارة ليها أضاف منذر بحسم وهو مسلط أنظاره على ظهر أبيه الأهم نقنعها تبيعلنا نصيبها الټفت طه ناحيته ورد مبتسما بثقة دي أمرها سهل! اضطرت أسيف أن توقع إلى جوار والدتها ببيع نصيبها في ورثها في الأرض الزراعية المملوكة لأبيها وسلمها الحاج فتحي المبلغ المتفق عليه قائلا بابتسامة ضة مبروك عليكم البيعة! نظرت له أسيف شزرا فلولا حالة والدتها الصحية والتي تعد ميئوسا منها وتدهورها ا بالإضافة إلى حاجتها إلى سيولة مادية للإنفاق عليها ورعايتها لما وافقت أبدا عن التخلي عن أرضها. عدي فلوسك يا ست حنان وإتأكدي منها! هتف بتلك العبارة ليخرجها من تحديقها المغلول به بينما ردت عليه والدتها بصوت محبط مافيش داعي! زادت ابتسامته اتساعا وهو يضيف ربنا يباركلنا جميعا وأهو كله رزق من المولى! لم تقتنع أسيف بقناع الورع الزائف الذي يضعه على وجهه ونهضت من أمامه مرددة بوقاحة تنا يا خال! نظر لها بحدة بعد أن تبدلت تعابير وجهه للتجهم بسبب أسلوبها الفظ معه وقطم حديثه قائلا فوتكوا بالعافية! عاتبتها والدتها قائلة بصوت منهك ليه كده يا بنتي ردت عليها بنبرة مغتاظة وهي تشير بيدها كفاية كدب ونفاق يا ماما أنا مش قادرة أستحمل! طأطأت حنان رأسها للأسفل مرددة بحزن معلش ربنا موجود ومش بينسى عبيده! ونعم بالله صمتت هي للحظة متأملة حال والدتها ثم هتفت فجأة بجدية شديدة ماما! انتبهت لها حنان ورفعت أنظارها نحوها قائلة بتنهيدة تهدل كتفي حنان وردت بنبرة فاترة يا بنتي مالوش لازمة أنا راضية بنصيبي وبقضاء ربنا! وضعت أسيف كفيها على ساقي والدتها وألحت قائلة بنبرة عازمة بس ربنا قال اسعوا وخدوا بالأسباب وأنا مش هاتفرج عليكي لحد... لحد ما..... ت عليها إكمال جملتها فهي تخشى خسارة نبع الأمومة والحنان كأبيها.. ابتسمت لها والدتها بود ومسحت على وجنتها برفق قائلة بهدوء حزين ماتكمليش ده مقدر ومكتوب! ابتلعت أسيف غصة مريرة في حلقها وأخذت نفسا عميقا لتضبط به إنفعالاتها وتخفي ضعفها أن ټنهار باكية فتزيد من الأمر سوءا ثم أخرجته ببطء وهتفت بابتسامة متحمسة أنا هادور على مستى كويسة جايز يكون في أمل! ردت عليها والدتها بإحباط ماتتعبيش نفسك وتضيعي الفلوس دي على الفاضي سبيها تنفعك في جوازك! هزت رأسها مستنكرة تفكير والدتها المنحصر في أمور تقليدية وأصرت على موقفها قائلة مافيش أغلى عندي منك يا ماما إن شاء الله كل حاجة تروح بس أشوفك قدامي كويسة وبخير! ضمت والدتها وجه ابنتها بكفيها ورمقتها بنظرات حانية ثم همست لها ربنا يباركلي فيكي يا بنتي ويعوضك خير! كانت تتحرك بخطوات شبه متعجلة بعد أن أنهت عملها في تلك المدرسة الحكومية التي تعج بعشرات الطلاب المزعجين. بالطبع اليوم كان مرهقا لها ومليئا بالمشاحنات والمضايقات لذلك لم تنتبه هي إلى صاحب محل الجزارة الذي كان يقذف بالمياه على الرصيف الخاص به فابتل طرف ثوبها فتحولت نظراتها للعدائية والتفتت إليه لتشتبك معه قائلة بشراسة ماتفتح يا أخي هو أنت اتعميت في نظرك! تقوس فم الجزار بابتسامة متية وهو يجيبها غير مكترث بإتساخ ثوبها ليستفزها أكثر لا مؤاخذة يا ست الأبلة ردت عليه بحدة وقد برزت مقلتيها الحمراوتين اسمي مس بسمة مش أبلة! التوى ه بابتسامة ساخرة ورد عليها بتهكم يعني غلطت في البخاري! تجهم وجهها أكثر واصطبغت بشرتها البيضاء بحمرة غاضبة ثم هدرت فيه بصوت مرتفع ومتشنج لأ بقى إنت كده بتقل أدبك عليا وأنا ممكن أركبك جناية وأنا واقفة هنا! بدأ المارة في التجمع على إثر صوتها العالي وتابعوا بفضول ما يدور من مشاجرات شبه يومية بين ابنة السيدة عواطف وذلك الجزار السمج. رد هو عليها بحنق طب وليه الأذية دي من الأول! صاحت فيه بغيظ وقد ارتفع حاجباها للأعلى ماهو انت اللي اتغابيت عليا وأنا لو الجنونة ركبتني هآ.... في تلك اللحظة هتفت والدتها بصوت شبه آمر وهي تطل من ة منزلها بسمة اطلعي! لوح الجزار بيده في الهواء مرحبا بثقل مساءك فل يا ست عواطف! رمقته بسمة بنظرات ڼارية مستنكرة أسلوبه الاستفزازي وردت على والدتها بانفعال استني يا ماما أما أربي الأشكال الضالة دي الأول أغاظه ردها الوقح وتمتم مصډوما الله! الله! هدرت والدتها بنفاذ صبر يا بنتي هو كل يوم خناقة مع الناس!!! ردت عليها بسمة بحدة هو أنا اللي بأجر شكلهم من الباب للطاق!!! أشارت لها بيدها قائلة بقوة طب اطلعي ربنا يهديكي حدجت بسمة الجزار بنظرات احتقارية أن تضيف بسخط ناس عاوزة الحړق اتفووو! يتبع الفصل التالي الفصل الثالث وقفت السيدة عواطف على عتبة باب منزلها تت صعود ابنتها الصغرى بضيق كبير. تنهدت بإنزعاج من أسلوبها الحاد واللاذع مع أغلب الجيران وشجارها الغير متناهي مع من يفكر في اعتراض طريقها حتى باتت معروفة بالمعلمة المشاغبة والذي يتناقض مع طبيعتها الهادئة. صعدت بسمة الدرج وهي تنهج بصوت شبه مسموع متمتمة بكلمات غاضبة. حركت عواطف رأسها مستنكرة ما تسمعه وردت قائلة خلاص يا بسمة كفاية كده وصلت هي إلى الطابق المتواجد به المنزل وردت عليها بسخط والله الناس دي ما ينفع معاهم إلا قلة الأدب وطولة اللسان غير كده هيركبونا ويدلدوا ردت عليها عواطف بضجر مفسحة لها المجال لتمر للداخل طول عمري في حالي يا بنتي لازمتها إيه الفضايح دي كل شوية! ولجت بسمة إلى داخل المنزل وأوصدت الباب خلفها. نزعت عنها حجاب رأسها ليظهر من أ شعرها العجري الأسود فنفضته بحركة لا إرداية وهتفت ممتعضة ما أنا كنت كيوت يا ماما لحد ثانوي! ردت عليها والدتها متسائلة بتأفف وايه اللي شقلب حالك كده تجمدت نظرات بسمة لوهلة وتحرك بؤبؤي عينيها البنيتين بحركة عصبية متذكرة ما حدث مسبقا معها من شجار عڼيف مع زميلاتها في المرحلة الثانوية وتلك المهانة التي تلقتها آنذاك. ابتلعت غصة مريرة في حلقها وصاحت بتشنج نسيتي العلقة والپهدلة اللي خدتها من البنات في المدرسة وعملوني مسخرتهم من بعدها حلفت ما هاكون ضعيفة تاني ومش هاسكت لحد! استنكرت والدتها تفكيرها المحدود وعاتبتها قائلة بتردد الناس هتاخد فكرة إنك......... قاطعتها بسمة أن تكمل جملتها للنهاية قائلة بسخط ما تقوليها يا ماما شلق باحثة عن المتاعب ! وضعت عواطف يدها على كتف ابنتها وضغطت عليه قليلا قائلة بتنهيدة متعبة أنا.. أنا مش عاوزة حالك يقف وربنا يعدلهالك! حركت بسمة حاجبها وهي ترد بثقة إن شاء الله هاتتعدل بس بعيد عن المكان ال...... ده!! زفرت عواطف مستاءة من تصرفاتها ورددت بضيق لا حول ولا قوة إلا بالله خفي الشتايم شوية! حلت بسمة أزرار كنزتها قائلة بعدم اكتراث سيبك انتي منهم وقوليلي طابخة ايه على الغدا أجابتها والدتها بهدوء عاملة نابت التوى ها بتأفف ظاهر عليه وردت بقرف ييييه! مافيش طبيخ ولا فراخ ولا حتى خضار أورديحي يقويني ده أنا بأشقى يا ناس! أوضحت عواطف سبب عدم طهيها اليوم معللة الأنبوبة فضيت فملحقتش أغيرها! تهدل كتفي بسمة للأسفل ورددت مستسلمة ماشي هاعمل ايه أمري لله! ابتسمت لها والدتها بود وهي تضيف طيب خشي اتشطفي وغيري هدومك وأنا هاجهز السفرة طيب! تحركت بسمة في اتجاه المرحاض لتبدل ثيابها وتغتسل بعد عناء هذا اليوم المجهد وسارت عواطف نحو المطبخ لتعد الطاولة لكنها تسمرت في مكانها حينما سمعت قرعا على الباب. التفتت برأسها نحوه وتحركت بخطوات متمهلة في اتجاهه لتفتحه. تفاجأت بوجود الحاج طه وابنه البكري منذر على عتبته. تنحت للجانب قليلا مرحبة بهما بألفة يا أهلا وسهلا يا حاج! هتف طه قائلا بجدية وهو مخفض أنظاره سلامو عليكو يا عواطف! ردت عليه بإبتسامتها الطيبة وعليكم السلام يا حاج طه اتفضل ثم تحركت للداخل لتفسح لهما المجال للولوج إلى صالة منزلها القديم. رد عليها طه بدون تكلف وهو ي الأرضية الخشبية بعكازه تشكري! ثم أضاف بجدية وهو يلوح بذراعه معلش اينا جينالك من غير ميعاد! هتفت معاتبة إياه بحذر عيب تقول كده يا حاج ده البيت بيتك تجي في أي وقت! ابتسم قائلا بإختصار تسلمي! الټفت طه برأسه نحو ابنه ليأمره بصوت خاڤت تعالى يا منذر لحق هو بأبيه متنحنحا بصوت قوي احم.. يا رب يا ساتر! هتفت عواطف قائلة بصوت مرتفع نسبيا وهي تسبقهما في خطواتها اتفضلوا في أوضة المسافرين! فتحت هي باب غرفة استقبال الضيوف على مصراعيها وأضاءت الإنارة بها. ثانية واحدة هاعلق على الشاي وآ.... قاطعها طهبجدية وقد تصلبت تعابير وجهه لأ مالوش لازمة احنا جايين في كلمتين على السريع! نظرت له متوجسة وارتعدت قليلا من الجدية الظاهرة في نبرته وتساءلت بتوتر خير يا حاج قلقتني رد عليها بهدوء حذر وقد استند بمرفقيه على رأس عكازه اطمني يا عواطف مافيش حاجة! جلست على طرف الأريكة في مقابلهما وتفرست في ملامحهما بقلق.. انتبهت هي إلى صوت منذر وهو يستطرد حديثه قائلا بصوت خشن شوفي يا خالتي من غير ما نضيع وقت احنا عاوزين الدكان بتاعك! عقدت ما بين حاجبيها مرددة بإستغراب الدكان! ازدردت ريقها بحيرة وشردت تفكر للحظة في صك ملكية ذلك المحل القديم الذي بحوزتها. راقب طه وابنه صمتها المريب بتعجب. هتفت هي فجأة معترضة بس أصل الحكاية.... رفع منذر كف يده في وجهها قائلا بجدية مجبرا إياها على التوقف عن اتمام جملتها اطمني هاندفعلك فيه عربون كويس أوي! حركت رأسها معترضة على حصر مسألة بيع المحل في كونها مادية وردت قائلة مش كده يا سي منذر بس هو.... تدخل طه في