روايه جديده
المحتويات
بها السوء
صعدت الدرج حتي وصلت وهي تلتقط انفاسها بصعوبة ... وقفت أمام الغرفة حتي تهدأ ... ثم ولجت إلي الغرفه فوجدت شقيقها الذي يملأ وجهه الكدمات وبعض الچروح وبجواره يجلس آدم
أسكتها طه حتي لا تسأله ما سبب مابي وجهه فقال أي ده أنتو اتقابلتو ع كده
آدم اه بس الظاهر خديجه معجبهاش الأسانسير فطلعت السلم
أشتد حنقها من نظراته وتلميحاته فقالت
بادلها آدم بإبتسامة ساخره
طه أنا قلقت عليكي قعدت أتصل بيكي اداني غير متاح
خديجة وهي تبحث عن هاتفها ف الحقيبة بالتأكيد عشان كنت ف الأسانسير و .....
لم تجد هاتفها ... تنهدت ثم أردفت ثواني هاروح أشوف الموبايل شكله وقع مني
آدم وهو ينهض ثوان أنا جاي معاكي
خدي موبايلك أهو بعتهولك معايا دكتور آسر
أنتفخت أوداجها من ذلك الآدم فقالت
أنت فاهم غلط الاسانسير كان عطلان ولما اشتغل نزل لتحت فڠصب عني صړخت من خۏفي محستش إنه مسك دراعي عشان يهديني وقتها أنت وصلت ... وبعدين أنت مالك متضايق ليه
وأنا أي الي هيضايقني يا شيخة خديجة ... لاكون بغير عليكي مثلا !ولا أكون بحبك وأنا مش عارف
كلماته الساخره جعلت قلبها أنتفض و ف نفس اللحظة أرادت صفعه فقالت
لاء وأنت الصادق يكون عجبك القلم وهو نازل ع وشك فعايز واحد كمان
قالتها وقبل أن تثور أغواره ويدركها غضبه ركضت بأقصي سرعه وعادت إلي الغرفة
حل المساء ليسود الظلام ...
لتبدأ مصابيح الزينة بالإضاءه وتتصاعد الموسيقي الصاخبة من الآلات الموجوده فوق المنصة الخشبية وع يمينها مقاعد مخملية مزينه للعروسين
تنتهي تلك الفتاه من وضع حمرة الوجنتين لرحمة ذات العينين التي تكاد تذرف دما من كثرة البكاء
حرام عليكي ياعروسه دي سابع مره أمسحلك الميك أب وأعيدو من أول وجديد ... أنتي مڠصوبة ع الجوازه دي ولا أي
والدة رحمة خالص يابنتي هي بس كان نفسها يبقي معاها ابوها الله يرحمه ف اللحظه دي
فاتن شقيقة عادل التي تقف وتتابع الموقف قالت
فرفشي كده يا رحومه ده الليله ليلتك انتي وابيه عادل مش معقوله هتنكدي ع أخويا من أولها
افردي بوزك الناس هتاخد بالها ومش ناقصين فضايح
كانت رحمة تكتفي بالإماءه لوالدتها ... ذهنها ف ملكوت أخر تمنت أن يكون زوجها طه وليس ذلك عديم الډم والإحساس أو كما تلقبه إبن أمه .... لاتنسي تلك اللحظه عندما عقد قرانها وكأنها تباع بأرخص الأثمان
خلاص كده خلصنا ... قالتها الفتاه
فاتن لما أتصل ع أبيه عشان ياجي ياخدك
وبعد قليل تعالت الزغاريد من المعارف والجيران ويخرج عادل برفقة عروسه ليندفع نحوهم الكل يهنئهم
أقتربت والدة عادل من رحمة التي كانت عبارة عن جسد بلا روح جذبتها بمعانقه أعتصرت جسدها بقوة حتي شعرت بطقطقة فقراتها
فهمست ف أذنها
مبروك يا مرات ابني ... قالتها بصوت مسموع ثم قالت بهمس
اعدلي خلقتك مش ناقصين فضايح واحمدي ربنا إن ابني ستر عليكي ومسبكيش لأخوكي يقطعك حتت ويرميكي للكلاب
قالتها وأبتعدت وهي تبتسم لها إبتسامة صفراء
لاتصدق ماتسمعه الآن ... تدعو الله إن ما تعيشه حاليا يكون مجرد حلم مزعج وستفيق منه ... لكن التهنئات والزغاريد والأغاني والموسيقي التي تخترق أذنيها تؤكد لها إنها أصبحت ف واقع مرير لامفر منه
صعد العروسين إلي مقاعدهم وبدأ الإحتفال كباقي الأفراح الشعبية التي تقيم بالشوارع
عاد كلا من خديجة وطه الذي وقف أمام البناء ينظر صوب رحمة التي تجلس بمفردها وعادل يتراقص مع أصدقائه
خديجة طه ممكن اروح أبارك لرحمه ولو هيضايقك بلاش وممكن هابقي اروح اباركلها ف وقت تاني
ربت طه ع كتفها وقال روحي ياخديجه انا مش هزعل بالعكس عايزك تواسيها وتخففي عنها
خديجة حاضر اطلع أنت وأنا شوية وهاجي عشان احضرلك العشا
طه لاء أنا هاتمشي شويه عايز اشم هوا
خديجة طيب خد بالك من نفسك
تركته وذهبت لتهنأ صديقتها فتقابلت مع شيماء وذهبا معا إليها
قابل طه عبدالله فأرتمي ع صدره وأجهش بالبكاء
عبدالله اي يا صاحبي ما تنشف كده هي مش أخر واحده ف العالم
طه بنبرة باكيه انا ياما ظلمتها معايا ولما جيت انوي خير عشان تكون ليا ظلمتها اكتر
عبدالله وحد الله يا طه ... ده نصيب .. اهدي انت بس وخد السېجاره دي هتنسيك رحمة والحاره كلها وهتحس إنك مسافر ف دنيا تانيه
نظر إليه طه بتعجب وقال أنت رجعت تشرب تاني
عبدالله وقد أنتابه التوتر قال لا ابدا ياصاحبي دي كانت عزومه من ايام الفرح وشيلتها لوقت الشده واديها جت ف وقتها فجبتهالك معايا وأنا جاي ... خد أنت بس وادعيلي ده صنف أفغاني لأصحاب المزاج العالي أوي ... عيش يانجم
أخذها منه ليضعها بين شفتيه ويشعلها له عبدالله ليتصاعد دخانها لأعلي
ونعود إلي رحمة التي ترتمي ع كتف خديجة تبكي پقهر
مش قادره استحمل ياخديجة ... نفسي اموت قبل ما يتقفل عليا باب مع البني ادم ده
خديجة استهدي بالله ياحبيبتي متعلميش الخير فين ... يمكن يطلع كويس
شيماء بنبرة ساخره وربنا انتي الي طيبة وع نياتك ياخديجة ... اقطع دراعي لو مكنش هو وامه ناوينلها ع نيه سوده
رمقتها خديجة پغضب وقالت
شيماء ياتقولي كلمة عدله ياتسكتي خالص ... ملكيش دعوه بكلامها يارحمه
أنقطعت شهقاتها فأحست خديجة بثقل رأسها ع كتفها فقامت بهزها
رحمة ... يا رحمة
ألتفت شيماء لتراها فشهقت وصاحت الحقي دي أغمي عليها
توجهت النساء نحوها ف محاولة إيقاظها فقامت إحداهم بنثر العطر بالقرب من أنفها فأستعادت وعيها لكن
يبدو عليها الأعياء والتعب ...توقفت الأغاني
والدة عادل يا حبيبتي يابنتي ماكلتش حاجه من بدري هتلاقيها عشان كده اغمي عليها ... عااااادل انت يا ولاه
جاء راكضا ايوه ياما
أبتعد الجميع عن العروس فأردفت والدته شيل عروستك وفوءها ف شقتكو يلا وخليها تاكل وابقي انده عليا عشان اطلع أطمن عليها
قالتها ثم غمزت له
جاء نحوه أسامه الذي كان منشغلا مع الحاضرين وقال
رحمة أنتي كويسه
رمقته رحمة بنظرات لوم وعتاب فأومأت له ثم ذهبت مع زوجها
ليعود الإحتفال كما كان وبعد مرور أكثر من ساعتين والكل ذهب وأنتهي الفرح
كادت تصعد والدة رحمة إلي إبنتها لتطمأن عليها فأوقفتها عديلة
خير يا ام رحمه عايزه حاجه ياحبيبتي
أندهشت والدة رحمة من ردة فعل عديله فقالت
طالعة أطمن ع بنتي قبل ما اسيبها أمانه عندكو يا ام عادل
أبتسمت بتصنع وقالت مټخافيش يا ام اسامه بنتك ف عنينا وبعدين هي مع جوزها فوق ومينفعش نزعجهم دول عرسان والليله دخلتهم
تنهدت بسأم فقالت عندك حق هابقي أطمن عليها بكرة ف الصباحية إن شاء الله
عديلة طبعا ياحبيبتي تجيلها وتنوري عن إذنك بقي هاطلع اريح
أتفضلي ياختي ..
قالتها وذهبت مع نجلها وقالت
أنا قلبي مش مطمن ع البت يا اسامه
اسامه كلها الليلة وابقي روحيلها الصبح اطمني عليها
ولجت عديلة إلي منزلها لتجد شقيقتها ف إنتظارها فقالت
يلا يا سيده
سيدة ماتشوفي يا ختي ليكونو نامو
عديلة نامو أي أنا مأكده عليه يبقو صاحيين
سيدة والله ما عارفه لازمته اي يا ختي
فاتن وهي تمسك بهاتفها تتصفحه
أنتي طالعه لهم ليه ياما
عديلة خليكي ف حالك يابت واقفلي الباب عليكي وإحنا نازلين ع طول
فاتن من غير زعيئ ياما حاضر
وبالأعلي ... تتمدد رحمة فوق التخت بعدما أبدلت ثوبها بعباءه سوداء فضفاضة فأنتفضت عندما سمعت رنين جرس المنزل وبعدها ولجت إليها عديلة فشهقت
هاااا يا ليله سوده اي الي انتي لبساه
ده يا منيله !!!
نهضت رحمة وهي تعتدل من مظهرها فقالت
إزاي حضرتك داخله عليا من غير ماتخبطي
أتسعت عينيها بالڠضب وقالت
وليكي عين وبتتكلمي يا صايعه يالي بتتحضني ف الجناين
صاحت بها رحمة وهي تحذرها
لو سمحت اتكلمي معايا بإحترام احسن وقسما بالله لأسيبلكو البيت واروح لأمي
قهقهت بسخرية وقالت ليه ياحلوه هو دخول الحمام زي خروجه !! ولا عايزه تجرسينا ف الحاره وتجيبي العاړ لأبني
رحمة أنا كل الي عيزاه محدش ليه دعوه بيا وتسبوني ف حالي
عديلة هنسيبك ياختي بس لما ابني يدخل عليكي
أتسعت عينيها پصدمة وقالت
أظن دي حاجه خاصة مابيني وبين ابنك
عديلة انتي فكراني باخد رأيك يابت .. واد يا عادل هات خالتك وتعالي
دلف عادل برفقة خالته ... تراجعت رحمة پذعر إلي الوراء وكادت تصرخ فأمسك بها عادل يضع كفه ع فمها ثم ألقي بها ع التخت لتمسك بها والدته وشقيقتها مقيدين زراعيها ... ظلت تصرخ وتتوسل لهم لكن لم يرحمها عادل الذي أمسك بساقيها رافعا عباءتها لأعلي وقام بجذب ماترتديه من أسفل وتساعده ف ذلك والدته حتي تمنعها من الركلات ... أبعد فخذيها پعنف فأمسك بتلك القطعه القماشية البيضاء وقام بلفها حول أصبعه
عديله وهي ټصفعها بقوة ع فخذها وتصيح بها انكتمي يابت ال ..... هو إحنا بندبحك
رمقتها رحمة بنظرات كراهية إلي أن أطلقت صړخة وصلت إلي جميع سكان الحارة عندما أخذ عذريتها بتلك الطريقة الۏحشية بدون شفقة ... لم تقدم لها الحياة سوي القسۏة والألم فهي رحمة لكن لن يكون لها من اسمها نصيب ... وقعت بين أيدي قساة وغليظين القلوب ... ومازال هناك مايخفيه لها القدر .
١٤
يقف أسفل البناء منذ ساعات عقله يكاد يجن من كثرة التفكير بها ... قد أحبها قلبه حقا لايريد سواها وأخيرا قرر مواجهتها ... ترجل من سيارته ليصعد إليها
وبالأعلي تجلس بغرفة الرسم كما تسميها تلون بالفرشاه تلك القلوب المنقسمة إلي نصفين وتذرف دماءها .... كانت عبراتها تتساقط ع اللوح التي تمزج عليه الألوان فتختلط عبراتها بها ... لتنتهي من رسم لوحة بعنوان قلوب مټألمة
توقفت عندما رن جرس المنزل ذهبت لتري من الطارق ...
حارس البوابة معلش أتأخرت عليكي يا كارين هانم ... اتفضلي الحاجات الي طلبتيها
كارين وهي تأخذ منه الأكياس البلاستيكيه
ولايهمك ياعم حامد ... ثم أخرجت من جيب معطفها بعض النقود وأردفت أتفضل ياعم حامد
حامد العفو ياهانم خيرك وخير قصي بيه سابق
كارين خدهم عشان خاطري
تنهد بسأم فأخذ النقود وقال داعيا ربنا يسعدك ويريح قلبك ديما يارب
أرتسمت إبتسامه باهته ع محياها فقالت تسلم ... عن إذنك
فأغلقت الباب .. وأتجهت نحو المطبخ لتترك تلك الأكياس ع الطاولة الرخامية ... رن الجرس مرة أخري
كارين ده بالتأكيد نسي حاجه
وذهبت لتفتح الباب ... حتي تسمرت عندما رأت ذلك الواقف أمامها مظهره المشعث وخصلات شعره المبعثره ع جبينه ... يلتقط أنفاسه
كارين أنت عارف الساعه كام دلوقت !!!
دفعها للداخل ثم أغلق الباب وقال
متابعة القراءة