روايه جديده
المحتويات
عادي ممكن استني ... رمقها قصي بشك فأردفت وهي تنظر إلي الطبيب وأردفت أصل بصراحه لسه دايخه وحاسه بصداع جامد
الطبيب الدوخه والصداع شئ طبيعي متقلقيش وأنا هنده للممرضه تيجي تديلك مسكن وهم هيبعتولك الفطار حالا ... عن أذنكم
غادر الطبيب تاركا كليهما يحدقان بعضهم البعض وكل منهما يعلم مايجول ف عقل الأخر .
لا تغفو جفونها منذ البارحة ... ظلت تحدق ف الفراغ وهي تفكر ف حل ما للخلاص من براثن هؤلاء الجبابرة عديمي القلوب
نهضت رحمة وهي ترجع خصلات شعرها خلف أذنها وقالت بصوت هادئ معلش يافاتن تقلت عليكي وهتلاقيكي مش عارفه تاخدي راحتك ف أوضتك
وضعت الصينيه أمام رحمة ع الفراش وقالت متقوليش كده يا عبيطه ده أنا الي قعدت أتحايل ع أبيه عادل يسيبك تبيتي معايا
جلست فاتن بجوارها وهي تربت عليها بحنان وقالت لاء أنتي مش وحشه يارحمة بس أنا مش فاهمه ليه أبيه بيعملك وحش هو وماما كده أنا قولت يمكن بتعمل معاكي شغل الحموات وأبيه زي مابيقولو بيدبحلك القطه ... بس عايزه افهم حاجه وأنتي بتزعئي إمبارح ليه بتقولي لماما إبنك مش راجل
رحمة ... رحمة .. صاحت بها فاتن
رحمة ها .. نعم
فاتن طيب سيبك من أسألتي وألحقي أفطري وكولي لك لقمة أنتي من إمبارح وماكلتيش حاجه ... وكمان خدي راحتك ماما نزلت راحت العزا ومش هتيجي دلوقت وأبيه عادل جاله مشوار وشكله هيرجع ع بلليل
فاتن الشيخ سالم تعيشي أنتي
شهقت وهي تضع يدها ع فمها ثم نهضت وقالت أنا طالعه شقتي
وقفت فاتن أمامها وهي تمنعها وقالت رايحة فين يا مجنونه أبيه لو عرف إنك روحتي العزا مش بعيد يموتك فيها و لا أمي هطين عيشتك وقبلها عيشتي أنا كمان
رحمة بنبرة رجاء أرجوكي يا فاتن أنا هاروح اعزي خديجه دي أكتر من أختي
دفعتها رحمة وخرجت متجهة نحو باب المنزل فشهقت بفزع وهي تتراجع إلي الخلف والباب يفتح من الخارج ... يولج علاء وهو ينظر إليها وقال
عامله أي دلوقت
يا مجنونه استني عندك ...قالتها فاتن التي خرجت من غرفتها فصمتت عندما وجدت علاء
علاء وهو ينظر إليهما بالتبادل قال هو ف أي
فاتن بتردد أجابت ممم مفيش بس...
زفر علاء ثم قال مش هينفع وأنا ماصدقت أحوش عنك عادل إمبارح مش ضامن المره دي يعمل فيكي أي
قالت رحمة بنبرة ع وشك البكاء يعني حتي الواجب ناحية أقرب الناس ليا هتمنعوني عنه ... قالتها فتلألأت دموعها ثم انهمرت
زفر علاء بضيق وقال رحمة الي هقولو مش اصدي حاجه والله بس أنتي عارفه وأنا عارف كويس إنه مينفعش خصوصا طه هناك بياخد عزا والده وساعات بيطلع فوق شقتهم الي فيها الستات وأمي كمان هناك ومش بعيد تجيبك من شعرك أدام نسوان الحارة
فاتن علاء بيتكلم صح يا رحمة وإحنا خايفين عليكي
علاء بنبرة مزاح شوفتي حتي فاتن المجنونه خاېفه عليكي
فاتن بحنق قالت مين المجنونه يا عم علاء
علاء فكراني هخاف منك أنتي ياروح أخوكي مجنونه وهتتجوزي واحد هربانة منه ع الأخر
أشارت له بتحذير
وقالت لم نفسك يا علاء يا بتاع فيديوهات ال.....
ركض نحوها ووضع كفه ع فمها وقال بهمس من بين أسنانه لمي لسانك أحسن ما أرنك علقھ من بتوع زمان
صدح رنين هاتفها من داخل غرفتها فدفعته وقالت والله لهقول لأمي لما ترجع ... قالتها ودخلت غرفتها حتي تجيب ع الهاتف
علاء قوليلها عشان هتغلطك ف الأخر ومش هينوبك غير شبشبها وهو بيتحدف عليكي بسرعة الضوء
ضحكت رحمة رغما عنها من تلك المشاجرة الفكاهية فألتف إليها علاء وهو يحدق بها مبتسما وقال ضحكتك حلوة أوي
أختفت إبتسامتها وقالت بخجل شكرا
احمم ... شوفتي نستيني إزاي ... أخذ الكيس البلاستيكي وأردف معلش ممكن تجيبي صينية من المطبخ ونادي ع المجنونه الي جوه دي وتعالي عشان جايبلكو شوية سندوتشات وصاية
رحمة حاضر ثواني ... ذهبت لتنادي فاتن وجدتها مازالت تتحدث ف الهاتف فتركتها ثم ذهبت إلي المطبخ وتبحث عن صينية فوجدت الصواني متراصة بأعلي حمالة الأطباق المعدنيه ... حاولت أن تجذب واحده فلم تستطع ... رأها علاء فنهض ووقف بطوله الفارع ليجذب واحده فأوقع طبق وارتطم برأسها فتأوهت ... وضع يده فوق رأسها وقال بلهفه وخوف
اسف والله مكنتش اقصد
رحمة ولايهمك
ظل يحدق بعينيها وأنفاسه تتعالي ...
كنتو عايزين مني
أي ... قالتها فاتن
سحب علاء يده بسرعة وخرج وقال يلا عشان الأكل هيبرد
خرجت رحمة وهي تنظر بطرف عينيها إلي فاتن التي كانت تنظر إليهما بريبة .
تمكث بغرفة والدها منذ أن جاءت تحتضن جلبابه وتمسك بمسبحته ذات الحبات الخشبية المنبعث منها رائحة المسک الذي طالما يتعطر به دائما ... أخذت تستنشق رائحته وعبراتها لم تكف عن الإنهمار وهي تقول
كده !! كده سبتني ف الدنيا الوحشه دي ... ماخدتنيش معاك ليه !! ... أنت عارف أنا من غيرك هبقي عايشة حلاوة روح ... ااااااااه يا بابا ... ااااااه يا حبيبي
واستمرت ف النشيج والبكاء وهي تعتصر جلبابه وكأنها تعانقه حتي هدأت .. أمسكت بالمصحف الشريف الخاص به و قرأت بعض السور القرآنية بصوت عذب ومليئ بالشجن
طرق الباب وقال الطارق خديجة أنتي صاحيه
خديجة صدق الله العظيم ...أغلقت المصحف ووضعته جانبا وقالت أتفضلي ياطنط
ولجت جيهان إلي الداخل وقالت الستات كلها بتسأل عليكي عشان يعزوكي
خديجة بصوت خاڤت مش قادره أقابل حد
جلست بجوارها وقالت مينفعش يا حبيبتي لازم تشدي حيلك إنتي كده بتزعلي باباكي الله يرحمه
بدأت بالبكاء مجددا وقالت مش قادرة يا طنط جيهان استحمل فراقه ده بالنسبه لي كان كل حاجه
أحتضنتها بحنان أمومي وقالت هو راح ف مكان أحسن من هنا بكتير ... وافرحيلو يا خديجة أنتي بنفسك لاقتيه مټوفي وبين إيديه كتاب ربنا ... وما احسنها خاتمه ... وربنا يحسن ختامتنا جميعا
خديجة وهي تكفكف عبراتها يارب ... نفسي أروح له
جيهان ربنا ييارك ف عمرك يا حبيبتي وبإذن الله ربنا يجمعكو ف الجنة ... يلا اومي اغسلي وشك عشان الكل بيسأل عليكي
أومأت لها لتذعن بما طلبت
وبداخل المنزل المقابل ...
يالهوي ياخالتي ع الجماعه قرايبهم بيدل أي وعربيات أي ... دي العربية الي جيت فيها مع طه ولا كأنها عربية رئيس الجمهورية
.... قالتها سماح
صباح وفمها متسعا بسعاده قالت
حقه يابت لو طلعو قرايبهم بصحيح ده يبقي كده أتفتحلنا طاقة القدر
سماح بقولك كان بيقول للراجل الكبير ياعمي والست مراته شبه نجوم السيما كانت عماله تحتضن وتهدي ف الملعونه أخت طه ... اه ياناري كان نفسي اجيبها بسناني لما هبت فيا وسط الناس لما كنت بولول ع أبوها
صباح مش مشكله المهم رميتي لهم كلمة عشان يفهمو إنك مرات إبن أخوهم وليكي حق كمان
سماح وهي تتذكر وأنتابها الخۏف اه فكرتيني ده أنا لما صوت وقولت كلمة يا حمايا ... طه بصلي حتة بصة كان هاين عليه يدفني جمب ابوه
صباح يبقي يجي جمبك كده ويشوف هعمل فيه اي ... ال ېدفنك ال
رن جرس المنزل ومعه طرقات عڼيفه
سماح حاضر يالي بتخبط الباب هينخلع الله يهدك
فتحت الباب فصړخت پذعر وركضت تتحامي ف خالتها
أوصد خلفه الباب والشياطين تتراقص أمام عينيه وقال بصوت مرعب
اي الي عملتيه ده ف الترب
صباح ف أي أنت ياعم طه ... هو ده جزائها وقفت جمبك زي اي واحده بتقف جمب جوزها ف الشده
دفعها طه من أمامه ليجذب سماح من رسغها وثني زراعها خلف ظهرها فتأوهت وقالت والله ما كان اصدي حاجه ياسي طه ... ااااه
طه بنبرة ڠضب وټهديد إياكي ألمحك بس بره باب الشقه ... وكهن النسوان الي بتعمليه ده مش معايا أنا لإما هوريكي مين هو طه البحيري يا روح خالتك ... قالها ودفعها پعنف
فأرتمت ع الأريكه
سماح اااه الهي تتشك ف إيدك ... دراعي كان هيتخلع
صاح فيها المرة الجاية هتبقي رجليكي ... وإياكي ثم إياكي ياسماح تفكري تعملي حركاتك دي تاني ادام قرايبي مش هكفيني ساعتها روحك ... أنتي فاهمه
صباح حيلك ... حيلك يا....
قاطعها بصياح أرعبها اخرسي يا وليه أنتي بالذات ... واعملي حسابك تدورو ع حته غير هنا تسكنو فيها أنتي وبنت اختك لأن مش ناقص اصطبح كل يوم بأشكالكو
رمقهم بإزدراء ثم غادر المنزل وصفق الباب بقوة
سماح وهي تمسك برسغها پألم قالت بتوعد بتعمل عليا دكر !! صبرك عليا إما وريتك مبقاش أنا سماح بنت سيده .
فتح عينيه بتثاقل وتأوه عندما حاول تحريك زراعه المكسوره
قال الطبيب المتابع لحالته حمدالله ع سلامتك يابطل
قال بصوت واهن أنا فين
الطبيب زي ما أنت شايف ف المستشفي .. خطيبتك وواحد كان معاها جابوك من يومين وأنت غرقان ف دمك غير كسر دراعك الشمال والكدمات الي ماليه وشك وجسمك
أخذ يتذكر ماحدث له فقال هي فين
الطبيب لما خرجت من العمليات روحتلها عشان أطمنها عليك لاقيتها مشيت هي والي معاها بعد كده جالنا واحد وساب لك الظرف ده وقال إنه من خطيبتك ....
تناوله يونس فقال معلش يا دكتور ممكن تفتحه
الطبيب طبعا .. وقام بفتح الظرف وأخرج جواب مطوي فأعطاه إياه
أمسكه يونس بيده اليمني وقرأ محتواه وبدأت ملامحه بالضيق ثم الڠضب فأطبق الجواب بداخل قبضته وهو يجز ع أسنانه
الطبيب ف حاجه حضرتك
يونس مفيش ... هو موبايلي فين
الطبيب حاجة حضرتك ف الأمانات
يونس طيب ممكن اعمل مكالمه من عندك
الطبيب وهو يخرج هاتفه ويعطيه له أتفضل يافندم
قام بالأتصال ع شقيقه .
بعدما أوصلها لدي منزل خاله أنتظر ريثما تدخل ويطمأن إنها لن تكون بكاذبة ... لكن هيهات أتسعت عينيه والشك يساوره ... فإنها خرجت بمفردها وليست برفقة والدتها وتتلفت يمينا ويسارا لتشير إلي سيارة أجرة
عزم ع الذهاب خلفها لكن رنين هاتفه أوقفه فتأفف ولم يجيب فتكرر الإتصال بنفس الرقم الغريب فزفر بسأم وأجاب
الو .....
يقف أمام النافذة ېدخن بشراهة ولديه مكالمة هاتفيه
قصي أتوفي أمتي
المتصل ..........
قصي ماشي ... أقفل دلوقت
أغلق المكالمة و هو يغمض عينيه ليسترجع من ذاكرته ذلك المشهد ....
فلاش باك
يركض هؤلاء الأطفال خلف بعضهم بفرح لكن هناك أكبرهم يقف جانبا يتابعهم بنظرات طفولية بريئة ...
أتجهت نحوه والدته وتصيح به
مش قولتلك
متابعة القراءة